💞 الفصل السادس والعشرون 💞

334 5 9
                                    

وبغتة إرتدت بخفة بضع خطوات إلى الخلف،وإستدارت متجهة ناحية باب الغرفة الذي فتحته بحركة فجائية وغادرت سريعا غرفة إبنها قاصدة غرفة النوم خاصتها ودخلتها،وهناك إتجهت نحو السرير، ومدت يدها لتلتقط هاتفها الذي كان موضوعا فوقه بخفة، وفتحته، لتجري مكالمة هاتفية،فلفت إنتباهها عدد إتصالات التي جاءتها من رقم تعرفه،وتعرف هوية صاحبه جيدا، فهذا الأخير حاول الإتصال بها لأكثر من مرة للتواصل معها إلا أنه لم يتلق منها ردا، فبعث لها مجموعة من الرسائل القصيرة يخبرها من خلالها،وبإيجاز بأنه قد هاتفها مضطرا لمرات عدة لأنه محتاج للقائها،ولضرورة التحدث معها،ولكنه لم يفلح، لأنه تعذر عليه ذلك،وأنه سينتظر منها مهاتفته ما إن ترى رسائله لها،وهذا ماحصل فعلا،فما كان منها إلا أن شكلت رقم الهاتف المطلوب للإتصال به قبل تعاود وضعه على أذنها منتظرة رده.....
وللأسف،لم يكن هناك أي رد على إتصالها،وهنا إلتقطت نفسا عميقا، وزفرته ببطء، وبهدوء، وهي تعاود محاولة محادثته مرة أخرى، ولكنها فشلت ثانية، وما إن همت بوضع هاتفها مكانه على السرير حيث كان موضوعا وفجأة تلقت إتصالا هاتفيا من أحد الأشخاص،طالبا منها لقائها ،والتحدث معها بإلحاح،فما كان منها إلا أن أذعنت لرغبته، وهنا تبسمت بمكر، وبخبث لصورتها في المرأة قبل التوجه، لتتجهز قبل مغادرتها البيت. وهي واقفة قبالة المرأة تعدل مظهرها، وفي اللحظة نفسها،تحدث نفسها، وتبتسم لها بشر، وبحقد، وغل،وبخبث،وبمكر بأنه آن الأوان لكي تبدأ، وبسرعة بتنفيذ أولى مخططهاتها الجهنمية، وبأنها لم، ولا، ولن يهنأ لها بال حتى تبعد غريمتها حياة نهائيا،وبأقصى سرعة،ولكن قبل أن تفعلها فهي أقسمت بأغلظ يمين متوعدة إياها بإحالة حياتها جحيما لايطاق..............وهنا إبتسمت لخيالها ثانية في المرأة بغموض، وهي تحمل حقيبة يدها، تاركة الغرفة
*وبعد مرور بعض وقت*
بينما بطلتنا حياة،حبيسة في غرفة نومها منهمكة بجهد إستعدادا لإجتياز الإمتحان الأخيرلإنهاء مرحلة دراستها الثانوية،ولتباشر بتحقيق حلمها بدخول الحرم الجامعي
و أما فؤاد، فقد كان يجلس على طرف السرير خاصته يتملكه شعور بأن قواه متلاشية،وأنه عاجز بسبب شدة الضغط الذي تعرض له،ولايزال، وقد شبك أصابع يديه خلف رقبته المتشنجة،وكل ماكان يشغل تفكيره لحظتها هي حياة،والذي يحصل معها، كما أنه لم، ولن ينسى لها تجاهلها له التام،وأنها لا،ولم تعره إهتماما،وهذا ماكان قد إستفزه،بل أثاره جدا، وبشدة ،إضافة للذي جرى ليلة أمس في الحفل....
وأما سعد،فكان لايزال في غرفة نومه مستلقيا بفراشه الوثير حيث هو، وهو بين النوم، واليقظة محلقا بعالمه الوردي خاصته فرحا،بل سعيدا جدا، ومنتشيا،يسترجع شريط الصور للحظات التي قضاها مع معشوقته حياة والتي كان آخرها حضور الحفل الذي دعوا إليه،و يسائل نفسه،ويجيبها في آن واحد لو أنه كان بيده مصارحتها بمشاعره الجارفة تجاهها،والتي كانت صادقة،ونابعة من قلب عاشق متيم،ولكنه لم،ولن يفعلها لأنه يعلم مليا بأنه لا،لن يستطيع ذلك،لأنه كان خائفا جدا،ويخشى رفضها له، لمشاعره تجاهها،وألاتتجاوب معها،والسبب والدته السيدة سعاد، ولهذا، فهو لايمكنه المجازفة،لانه لا، ولن يتحمل خسارتها،فهو لا معنى لحياته بدونها، وأما هي فلم تكن تعلم شيئا عن ما يحاك ضدها،فعشقه لها كان قد ملك عليه قلبه،وجوارحه فهي لطالما كانت، وستظل الهواء الذي يتنفسه ،ولكن مجرد تفكيره،أو حتى تخيله بأنها من ممكن أن تكون لغيره،فهذا معناه نهايته لامحالة وهنا عادت به ذاكرته لليلة الأمس،لليلة التي أقيم فيها الحفل، ولتفاصيل كل الذي جرى هناك،ولحظتها هاجمه بقوة إحساس مبهم، وسيطر عليه،فراح يتسأل متوجسا في سره عن الذي يمكنه وقوعه،إن حدث الذي يتخوف من حصوله، فهو كان متأكدا بأنه ليس وحده الذي يكن لها مشاعر حب، بل هو يعشقها،و يريدها لنفسه، ويعلم أيضا بأنه ليس وحده، بل ثمة كثيرون غيره مهتمين لها، ولأمرها ،و يرغبون بها،فمنهم من يتودد إليها لأجل نيل رضاها،بل أكثر من هذا،فهم ايضا يسعون بدورهم للحصول عليها، وآخرهم كان إبن خاله الذي كان قد طلبها من والدها للزواج على الملأ....

غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن