💞 الفصل الرابع💞

521 9 19
                                    

فعاد ايوب ببصره نحو ذاك الشاب المدعو سمير الذي لايزال على وضعه ذاك،وكأنه يبحث عن شئ ما،وهنا وجه عينيه إلى حيث كان ناظرا،فلمح حياة،وقد بدا له أن ماتسمعه قد أسعدها جدا،فرجع ببصره بإتجاه ذاك الذي يقف على بعد خطوات منه متسائلا في صمت عن الذي يحصل معه،فرأه يلتهمها بنظراته التي لم يستطع فهمها،حتى أنه عجز عن تفسير تلك المشاعر المبهمة التي إنتابته لحظتها،فسمعه يسأله قائلا،وهو يواجه نظراته له:
-اترى الذي اراه..... ؟!!!
وصمت لثوان متنهدا بعمق قبل أن يتابع:
-ياإلهي؟!أي جمال هذا؟!!وأي فتنة؟!!!
وصمت فجأة،ليلتقط نفسا عميقا،وزفره،ثم رجع ببصره إليها،تابع قائلا بإعجاب،وإنبهار واضحين:
-أرأيت الذي رأيته أيوب؟!!أرأيتها ؟!
سكت فجأة،قبل أن يتابع دهشا،وهو يقول:
-يارب ما هذه الفتنة،والرقة؟!أنا لا أصدق هذا الذي أراه
وهنا قاطعه أيوب بإنفعال غير مبرر:
-أراك تتغزل بالفتاة......ألاتظن بأن ماتفعله حرام......
-برأيك يا صديقي ايوب؟!ألا تستحق حورية كهاته أن تدون لها أروع قصائد الغزل لتتغزل بها أجبني،وبصراحة ....
-بلى،ولكن ألاتظن بأنها قد تكون مرتبطة.........؟!!!!!
-وماأدراك؟!!ربما تكون،وربما لا، ولكن أتعلم ؟!!
-ماذا؟!!
- أتمنى أن أعرف هوية هذاالشخص المحظوظ الذي يملك ماسة كهاته،أتدري بأني أحسده عليها
-ماذا؟!!!!
-فعلا أنا أحسده عليها،وأقر بهذا، ولا أنكره......
وفي هذه الأثناء كانت البتول قد تقدمت بإتجاههما بإتجاههما،لتقف قبالتهما،حاجبة حياة عنهما،وفي الوقت نفسه،قاطعة حديثهما،وهي تقول:
-أراك،قد عدت سريعا يا سيد سمير.....
- كما رأيت،والأن أ أستطيع الأن لقاء سيدة سعاد؟!إن كان هذا ممكنا....
وقبل أن يسمع ردها على سؤاله،كان أيوب قد تدخل في الحديث قائلا:
- أنت أيضا أتيت لقائها سمير......؟!!
-أجل أيوب،لهذا جئت...بعدما تعذر علي ذلك فيما مضى والأن،ها أنا هنا....... تراني أمامك!
-ولهذا، سأخبرك بالذي سبق،وأخبرت به هذا الشاب.....
قالت البتول ما قالته،وهي تشير برأسها نحو أيوب،
فسألهاسمير:
-وبما أخبرته؟!!!
-أخبرته بأنه لا يمكنه لقائها،لأنها لم تكن بالبيت.....فهي
لم تعد منذ أن غادرته،وإقترحت عليه الذي إقترحته عليك،بأن يغادر،ويعود لاحقا.......
هنا إلتفت نحوه متسائلا:
- أنت أيضا كنت تود رؤيتها والتحدث إليها......
- صحيح ،ولكني لم أتمكن....
وفي هذه الأثناء تلقى سمير إتصالا هاتفيا،وبعدهاإعتذر
منهما منسحبابعدما كان قدأخبر البتول بعودته لاحقا.....
وفور إبتعاده،وإستدارت البتول ملتفتة نحو أيوب الذي
كان قد أحنى رأسه لثوان،قبل أن يعاود رفعه من جديد ليتفاجأ بها،وهي تنظر إليه بإستغراب،وبتساؤل بعدما تقدمت أكثر لتقف في مواجهته قائلة:
-وأنت سيد أيوب ؟!! أراك لاتزال هنا، ألن تغادر أنت أيضا؟
- كما ترين،فأنا لازلت هنا....منتظرا....؟!!
-ماذا؟!!!وماالذي تنتظره؟!!
قالت البتول الذي قالته،وهي تحدق به دهشة،فسمعته يقول لها:
-أنتظر أن ننهي حديثنا أنا،وهي.....
-أنت،وهي؟!!من؟!...أتقصد....؟!!!
وهنا قاطعها أيوب فجأة قبل أن تنهي سؤالها له قائلا
وهو يشير بالإتجاه حيث كانت حياة واقفة:
-أقصد تلك الفتاة الواقفة هناك.....
-وعما كنتماتتحدثان؟!!هل لي أن أعرف......؟!!!!
-عن حياة....
-امتأكد........أمتأكد بأنك.........؟!!!!
-تبدين متفاجئة............؟!!!بالطبع متأكد......،ولكن للأسف الإتصال الهاتفي قاطعنا....
-وفيما تحدثما.........؟!!!
-لم أنت دهشة؟!!
-أجب عن سؤالي أولا .....أتعرفها؟!!.....
- من؟!!!من التي أعرفها؟!!
- أتعرف حياة.....؟!!!أسبق،ورأيتها......؟!!!
-شخصيا لاأعرفها...............وآخر مرة رأيتها منذ سنوات مضت،حينها كانت هي لاتزال طفلة صغيرة جدا....
-ومتى،وأين كان هذا؟!!!
-كان هذا منذ أعوام مضت،حينها كنا لانزال نسكن بهذا
الحي قبل أن ننتقل منه،ولكني سمعت عنها الكثير،ولهذا
أردت أن أراها...أقصد حياة؟!!!
وهنا رأها تنفجر ضاحكة رغم محاولتها كبت ضحكتها
مشدوهة،فإستغرب ما يراه،وإستفزه،لكنه حاول تجاهل ذلك،وإستفسرها عن السبب سائلا:
-فلتخبريني..... علام تضحكين بتول؟!!
فضحكت مرة أخرى،فعاود سؤالها،وهو يقول لها:
-لاأظنني قلت ما يضحك إلى هذه الدرجة..........؟!...ألن تجيبيني على سؤالي؟!
ضحكت من جديد،ولكنها سرعان ما نجحت جزئيا في كبح ضحكتها،وتمالكت نفسها معتذرة منه،وقالت:
-آسفة سيد أيوب........قلت بأنك لاتعرف حياة،وأنك لم ترها منذ سنوات.....
- أنا فعلا لا أعرفها شخصيا،حتى،وإن أنا رأيتها،أنا لن أتعرف عليها،فهي الأن قد كبرت،وتغيرت ملامحها بعد مضي كل هذه المدة عن آخر مرة أنا رأيتها فيها.........
-أنا متأكدة بأنك لا تعرفها.......
- محقة،فانا لا أعرفها،ولكني سمعت عنهاالكثير...ولو أني أعرفها،أكنت سأسأل عنها.....
-وبرأيك ياسيد ايوب............؟!!من كانت هاته التي كنت تتحدث معها؟!!!!
-التي كنت أتحدث معها........؟!!!مستحيل..........أن تكون هي؟!!لا ليست هي......ربما هي....
وصمت مذهولا من وقع المفاجأة التي لم تخطر له ببال
والتي أخرسته،ثم تابع بعدما نجح في ان يتمالك نفسه قائلا:
-ألهذا السبب كنت تضحكين.....؟!! أجل لهذا السبب كنت تضحكين علي،وعلى غبائي؟!!!!انا واثق من الذي أقوله
-أسفة ياسيد أيوب ،لم أقصد،فلتعذرني...
وبغتة تذكركلماتها الأخيرة التي لم يكن منتبها لها،وصاح
بإنفعال واضح،وهو يقول:
-مهلا،مهلا بتول........؟!
-و ماذا هناك هذه المرة ياسيد ايوب..........؟!!!
-رجاءا،هلا عاودت الذي كنت تقولينه توا....
-أظنك سمعته...فما من داع لذلك........
-ولكني أريد التأكد من هذا الذي سمعته توا،لو سمحت؟!
-سيد أيوب؟!!!
- رجاءا بتول ؟!!!لاتقولي بأنها.....أم هي حياة فعلا؟!!!
- هي نفسها
-مستحيل....... لا أصدق هذا....
-صدقني إنها هي ....بالتأكيد،بشحمها،ولحمها!!!!
-فلتقسمي بأن ماتقولينه حقيقة؟!!!
-برأيك،لم سأكذب بشئ كهذا؟!!!
-أسف،فأنا لم أقصد....ولكن،ومن الصعب علي التصديق
فحياة التي أنا أتحدث عنها كانت صغيرة جدا،عندما كنت قد رأيتها آخر مرة.........فهي كانت طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها.........الواضح بأني لم أدرك بأن سنوات قد مرت هكذا،وبسرعة،ولم أشعر بها.....
-بهذا أنت محق، فالوقت يمر سريعا.....

غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن