💞 الفصل الثلاثون 💞

371 6 17
                                    

والأن،لنعود إلى فؤاد الذي ما إن تواريا الإثنين بالسيارة عن مدى بصره،حتى تحرك بسرعة تاركا مكانه بمحاذاة النافذة،وراح يذرع الردهة جيئة،وذهابا،هو حانقا،منفعلا ومتوجسا،فالذي كان قد صار معه،والذي يصير قلب كل الموازين بالنسبة له،لدرجة أثارت لديه شكوكا، ومخاوف أربكته،اربكت مشاعره،و كل حساباته بقوة،لأنه لم يكن يصدق الذي راته عيناه،وسمعته أذناه،وهنا توقف فجأة وهويلمح صورته في المرأة التي كانت معلقة على جدار من جدران الردهة، وهنا أغمض فؤاد عيناه لبضع ثوان قليلة ملتقطا نفسا عميقا قبل ان يزفره ببطء، وبهدوء وقد قرر تمالك نفسه،والسيطرة على مشاعره المتباينة و المتداخلة فيما بينها،والتي أفلتت من عقالها محاولا العثور على أي إجابة تكون مقنعة للأسئلة التي هاجمته وهنا فتح عينيه الإثنتين بغتة،ليجد نفسه،يحدق في طيفه،وهو يسائله في سره،ويرد عليه مجيبا إياه في الوقت نفسه:
- ماالخطب سيد فؤاد........؟!!!!ما الذي دهاك........؟!!!لم يسبق ان رايتك هكذا........؟!!! ليثني أفهم هذا الذي يقع معك.....؟!!!
- معي......؟!!!!
- اجل،.........هل من أحد غيرنا هنا؟!!..........أتعلم....... ؟!! ماعدت أعرفك.......؟!! فلتخبرني بإيجاز بهذا الذي يصير معك بالضبط.....؟!!!
-وما أدراني........؟!!!
- ألاتدري......؟!!حسنا..... !سأسألك شيئا.....؟!!!!
-إسأل.....!!!
- حسنا..........الا تعرف بأن حياة لطالما كانت دائما،هي السبب في كل ما انت فيه،وفيما تعانيه........؟!!!فأنت تصير شخصا غريبا......لاأعرفه.......؟!!!
وهنا تنفس فؤاد بعمق،وبهدوء،وراح يبرر لنفسه قائلا:
-صحيح.......لأنني فعلا لا ادري هذا الذي يصيبني عندما يتعلق الأمر بها.....حتى اني أصير شخصا آخر...........
-لم أشعر بك خائفا،ومتوجسا طوال الوقت......؟!!!! لم كل هذا......؟!!!
وهنا صاح بأعماقه صارخا:
- ولماذا برأيك...؟!!تعرف بأنني أخشى خسارتها،وهذا ما أخافه،وبشدة..............فأنا لا طاقة لي به،ولا أستطيعه، قدرة لي على تحمله،ولا يمكنني تقبله،وإن قدر الله هذا وحصل فعلا،أتعرف مامعنى هذا.............؟!!!!هذا ما معناه نهايتي أكيد......ثمة اشخاص كثر يحمون حولها يطلبون ودها،ويتمنون رضاها..........يريدونها.......وانا مثلهم،اجل مثلهم............ أريدها،وبشدة............ولهذا.فانا الأولى بها بل انا الأحق بها أكثر من أي واحد منهم،فهي كل حياتي أنا......
وهنا صمت فؤاد فجأة لشعوره بالضعف،والعجز لثوان فتنفس بعمق قبل ان يتابع محادثته مع خياله قائلا:
- ولهذا،مستحيل إرتباطها بغيري،لأنها لم،ولا ولن تكون إلا لي،لي وحدي..........ولا أحد غيري........
- هذا كلام سابق لأوانه.......ولهذا دعنا ننتظر ماستكشف لنا عنه الأيام ،وما تخبئه........
- كن واثقا بأن الذي أنا اريده سيحصل.....فهي لي انا.....
-فلتستيقظ من أحلام اليقظة هاته ايها العاشق المتيم وكفاك أحلاما.........فهي لم،و لا،ولن تهتم لأمرك،فما الذي جد الأن؟! تعرف بأنها كانت،ولازالت،وستظل تتجاهلك تماما،ولطالما كنت بالنسبة لها مجرد ذاك الشخص النكرة عكس شقيقك سعد، واظنك قد لاحظت الطريقة التي تتعامل بها معه......فهي تتعامل بعفوية،وعلى سجيتها وبأريحية....... ......ألم تلحظ بانهما يتشاركان الكثير من الأشياء .......؟!! عكسك انت.......
- رجاءا،فلتصمت!فأنا يكفيني ما أنا فيه،ولست بحاجة لتذكيري هذا،لأنني أعرفه......صحيح،فهي لم،ولن تعرني إهتمامها يوما،وهذا ما يحز في نفسي،ويعذبني......... لكن لاتنسى بأني انا السبب فيه........أعترف بهذا،ولن أنكر........
- اانت جاد.....؟!!! أوإلى هذه الدرجة.......؟!!!انت غارق في حبها حتى أذنيك
-عن اي حب تتكلم........أنا أعشقها،بل انا متيم بها،وكل
ما اريده منها هو منحي فرصة.......فرصة فقط للتحدث معها،ومصارحتها بمشاعري الجارفة التي أكنها لها،وهكذا سأتمكن من قطع الطريق على كل من سولت اوتسول له نفسه محاولة أخذها مني........
- حسنا.....؟!!!لنفترض...... أنك حصلت على هاته الفرصة التي تتحدث عنها، والتي تحتاجها،ونجحت في إنتهازها وفعلتها،وتمكنت من مصارحتها بمشاعرك هاته تجاهها كما قلت......و هذا إن هي سمحت لك بذلك........ اتظنها ستقبلها،وستتقبلها،وستتجاوب.....؟!!فلتجبني،وبصراحة فأنا.لا أظنها،بل انا متأكد......... من المستحيل أن تفعلها فنحن الإثنين نعلم بهذا جيدا،لذا لاتحلم كثيرا،لإن الحلم سيبقى حلما، ولا تمني نفسك بهذا يوما،والدليل ما كان قد حصل قبل ذهابها برفقة شقيقك سعد...........وأظنك تسألت عن السبب الذي دفعها لتتصرف بتلك الطريقة؟!!
-بلى،تسألت.....
- و الى ما توصلت؟!!!!
- لاشيء.....لم اصل لشيء........
- أمتأكد.......... ؟!!!ام خائف ان ستكتشف ما لم لاتتوقعه ولم يكن لك في الحسبان......؟!!!
-وم..... و من ماذا؟!!مالذي سأكتشفه ؟!!......
- انت وحدك،من يستطيع الإجابة عن سؤالك هذا.......
- ليس لدي ما اخافه،ومما سأخاف أصلا؟!!!! فأنا فعلا اجهل الإجابة......
- كفاك مرواغة،ولتعترف......؟!!
- بماذا ...... ؟!!!
- بأنك خائف.....بل مرعوب جدا من ان يكون ما تفكر فيه،ولازلت،هو حقيقة..........دعنا نتحدث بصراحة منذ الذي حصل في الحفل تلك الليلة............أتذكر؟!!!!!
-بالطبع........أذكر.....
- حسنا! لنبدأ من البداية............منذ ذهابك لذاك الحفل الذي لم تكن مدعوا له،وانت تبدو على غير عادتك لم تعد فؤاد الذي أنا أعرفه..........لقد صرت،وكأنك شخصا آخر........لقد أصبحت غريبا، ومشوشا،ومتوجسا،وخائفا جدا،وكل هذا بسبب تفكيرك الدائم بها،وبأنك ستخسرها يوما مع انك تعلم بأنها لم،ولا،ولن تكون لك يو ما،وهذا ما يزعجك للأن،وبقوة،ويؤرق مضجعك..........
- صحيح......انا لا،ولن أنكر بأني أخشى خسارتها،وأخاف رفضها لي ولمشاعري......
وأثناء حديثه هذا مع صورته في المرأة،وهو على حالته تلك،وبحركة فجائية دار حول نفسه،وهو مكانه لدرجة كاد ان يصطدم بالبتول التي تقدمت نحوه،والتي تنبهت للذي يحصل معه بتعجب مستغربة،فهو لم يشعر بالذي يجري على مقربة منه إلى أن إستدار نصف إستدارة بحركة مباغتة،وسريعة،فإضطر ليتوقف فجاة،والتنحي جانبا،في محاولة منه لتفادي إصطدامها به،وهو يرأها تتجه نحوه لتخبره بأن الذي طلبه قد جهز،وهي يتملكها شعورا مبهما بأن ثمة شيئا ما يحصل له،ويشغله،ويشغل تفكيره، وهو السبب في حالته، وهنا خافت، وتوجست وقد أنبأها حدسها بأن الذي يصير معه سببه صغيرتها حياة،وخاصةبعد الرفض القاطع لهذه الأخيرة،لعرضه لها بإيصالها بنفسه بسيارته لوجهتها،وإصرارها على ذهابها مع شقيقه سعد الذي يتولى هاته المهمة في كل مرة هي تكون بحاجته.......
وهنا سمعته يسألها صارخا بإنفعال واضح:
-لم أراك هنا......ماالذي تريدينه؟!!!!ولكن،فلتخبريني أولا منذ متى،وأنت هنا......؟!!!
-أتيت للتو........جئت لإخبارك بان الذي طلبته قد جهز....
وهنا أحنى فؤاد رأسه،ومغمضا عينيه لبضع ثوان قليلة ثم رفعه فجأة،وهو يبتسم إبتسامة صفراء بعدما تنفس بعمق محاولا التخفيف من وطأة الضغط الشديد الذي يتعرض له مقترحا عليها جلبه له حيث سيجلس بزاوية الردهة،وهنا أذعنت البتول لرغبته،وإرتدت للخلف بضع خطوات،وإلتفت حول نفسها بإنزعاج متأففة،وماإن هي همت بالتحرك متجهة للمطبخ،حتى اوقفها صوته مكانها فجأة مناديا إياها،وهي مشدوهة، ومنتظرة ما سيقوله لها.بينما كان هو قد تابع كلامه لها قائلا:
-مهلا بتول.......مهلا لحظة.......؟!!!
-ما الأمر ياسيد فؤاد..........بما اخدمك؟!!!!!
- قبل ان تذهبي............. اريد إخبارك باني اود التحدث معك......
-ما....ما....ماذا؟!!! تريد التحدث معي.......؟!!
- لقد سمعت الذي قلته.......أجل،اريد محادثتك........
- حسنا ياسيد فؤاد..........وفيما تريد ان نتحدث......؟!! وأظنك تعلم بأنه ما من حديث بيننا.............؟!!!إنها المرة الأولى التي أسمعك فيها طلبك هذا.......
-ولن تكون الأخيرة..........وأنا فعلا بحاجة للتحدث معك هل من مانع لديك؟!!!
-لا،ولكن.....كما تعرف بأنه......مامن حديث بيننا......؟!!!!
وهنا قاطعها قائلا:
-إسمعيني بتول........انا بحاجة للتحدث معك بموضوع ولكن اولا دعيني أتناول طعام الأفطار.....إتفقنا....وحالما
أنتهي،سأناديك........
-حسنا،يا سيد فؤاد......... لك ماتريده.......
غادرت البتول لدقائق بعد الذي قالته له،وعادت حاملة
ما كان قد طلبه منها،ووضعته امامه على المائدة التي كانت تتوسط الردهة،وإنسحبت عائدة للمطبخ لإنهاء الذي كانت تقوم به،وهي متوجسة،تتسأل في سرها عن الذي كان يريد التحدث فيه معها،وفي الأخير توصلت إلى أن موضوع الحديث الذي يودأن يحدثها فيه يخص
صغيرتها حياة،لأنه يعرف مليا عمق العلاقة التي تجمع بينهما،فالبتول لطالما كانت لها الدرع الحامي،والتي لها تأثيرا قويا عليها،كما انها كاتمة أسرارها،فهي كانت لها بمثابة الأم الحقيقية التي منحتها حبها،وحنانها،و تولت مهمة الإهتمام بها، ورعايتها بعد موت والدتها الشابة......
و أثناء تناوله لوجبة الفطور خاصته بدون شهية،والتي إستمرت لما يقارب عشرين دقيقة بالضبط.فيما راحت أفكار،ومشاعر تهاجمه فجأة،والتي كانت متباينة جدا ومتداخلة فيما بينها،تتقاذفه بين مد مد،وجزر،بينما هو يحاول جاهدا إستيعاب الذي كان يصير معه........

غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن