*تسريع للأحداث*
وهكذا كانت بداية فصل جديد آخر.....
عندما دوى صوت رنين الهاتف الموضوع بإحدى زوايا بالردهة المفروشة،وفي هذه اللحظة كانت حياة كعادتها
جالسة بمكانها المعتاد ضامة إليها الكتاب الذي كانت تقرأ فيه بين ذراعيها،وهي شاردة بتفكيرها بالذي جرى معها منذ مايقارب أقل من نصف ساعة عندما تنهبت لرنين جرس الهاتف ،فإنتفضت واقفة من جلستها،وهي تعرف هوية المتصل فهمت بالتحرك بإتجاهه بسرعة للرد عليه،ولكن سرعان ماتوقفت فجأة حيث هي بعدما رأت البتول،قدسبقتها إليه مشيرة لها بالبقاء مكانها،وأنها هي من سوف تتولى مهمة الرد عليه، فرضخت لرغبتها منتظرة بصمت،وبترقب،وهي تراها تمد يدها نحو جهاز الهاتف ملتقطة سماعته،ورفعتها لتضعها على أذنها،وبعد التحية،وأثناء المحادثة الهاتفية،حاولت حياةأن تلفت إنتباهها إليها،ونجحت بمحاولتها عندما رأتها تنظر إليها بتساؤل،وبإستغراب،وتشير إليها بإيماءات بيديها،وحركة من شفتيها بدون أن تنطق بحرف بأن تنفي وجودها بالقرب منها، فما كان منها إلا أن أحنت رأسها لها مذعنة بصمت لرغبتها،وهذا ماكان،وفور إعادة السماعة مكانها بسرعة متأففة،وإلتفتت نحوها متسائلة:
-أتعلمين؟!!!! من الذي كنت أحدثه هاتفيا.......؟!!!!!
- لا تقولي شيئا....... السيد أيوب......أليس كذلك؟!!
-محقة.....إنه هو.....أتدرين، لم إتصل هاتفيا؟!!!
-يود رؤيتي، والتحدث معي.........أليس هذا ما قاله هو لك؟!!!
-بلى، هذا الذي قاله،حتى كان يصر على طلبه بإلحاح غريب،فلتخبرينني كيف عرفت أنت بهذا الذي دار بيني وبينه.....؟!
- منه هو شخصيا، حتى أنه سألك إن أنا......
- مهلا،مهلا؟!! ألهذا كنت تصرين على ألاأخبره بأنك.....
وهنا قاطعتهاقائلة لها:
-صحيح!! فلهذا السبب بتول أناطلبت منك الذي طلبته لأني أريده أن ظل بعيدا عني......فليبقى بعيدا جدا عني هذا ماكان ينقصني فأنايكفيني ما أنافيه....لم أعد قادرة على تحمله،صدقيني بتول .......لقد طفح الكيل...
عاد الهاتف للرنين مرة أخرى من جديد،وبنفس الألحاح فنظرتا إلى بعضهما بحيرة، وبتعجب، وتتسألان عن
سبب إتصاله مجددا، وكماسبق، وفعلتها، عاودت حياة طلبها منها وهي تجهل أن بإنتظارها مفاجأةمن العيار الثقيل ،وكانت البتول قد رضخت لإرادتها قبل التحرك متجهةنحو الهاتف للرد عليه، وفور وصولهاإليه،مدت يدها إليه،وإلتقطت
سماعته،ووضعتها على أذنهالتسمع صوت المتصل وهو يحييها،وبعدها طلب منها تمررالسماعة لحياةلأنه يرغب التكلم معها،وهنا نظرت لها متعجبة،وفي الوقت نفسه تنفذالذي كانت قدطلبته،فلاحظت أنه كان مصرا جدا على الحديث مع حياة التي كانت تراقب ردات فعلها مستغربة، وهذاماأثارفضولها، ودفعها، لتتقدم متوجهة نحوهامتسائلةبصمت،فرأتهاتشير لهابالإقتراب أكثر،وأن تلزم الصمت،تكتفي بالإصغاء، فأومأت حياةلها برأسها مذعنة،وبغتةتصنمت هذه الأخيرة متسمرة مكانها،وهي مصدومة فورسماعها ذاك الصوت الذي من المستحيل
ألاتعرفه،فهي لن تنساه هو،وصاحبه، *أسماء الوافي* -أظنكم قد عرفتموه.......عرفتم هويته-
فإحتاجت لثوان كي تتمالك نفسها،وتكبح إنفعالاتهاالتي
أفلتت من سيطرتهابجهد،ولم تلحظ البتول،وقدأعادت
السماعةمكانها،وتستدير،وهي تتأفف بإنزعاج مماكانت
قدسمعته،وتقدمت لتقف على بعدخطوات منها،وهي
لاتعلم شيئا عن الذي يصير معهاقائلة:
- ماخطب هذاالمعتوه....؟!!!!يتهدد،ويتوعد،ماإن نفذت الذي طلبتيه مني .....الواضح أنه متأكدمن أنك معي وأنك ترفضين محادثته،والغريب في الأمر ماقاله في الأخيرحياة.......تصوري........
- ماذا؟!!!وماالذي قاله.....؟!!!
- بأنه لن يمرر لك مافعلته بسهولة هكذا ،وأنك سوف تعاقبين عليه......
-سأعاقب،ولن يمررمافعلته......يبدو أنه قد فقد عقله.....
-هذا ماقاله....؟!!!
وصمتت فجأةلثوان قبل أن تتابع وهي دهشة،و تقول:
- لقد نسيت أن أسألك من هو وإسمه.......؟!!!
-الإجابة تعرفينها........
-مهلا،مهلا...... لا.....لا تقولي بأن المتصل هاتفيا كان هو......
-ومن برأيك؟!!!!
-أواثقة؟!!!!
-بكل تأكيد،إنه هو.......
-أتمنى أن أعرف.......ماالذي ذكره بك ؟!!!!!
-وما أدراني بتول؟!!!!!
- الواضح أنه يضمر شيئا.......
وهنا كزت حياةعلى أسنانها، وقدإنتابها شعور قوي بالخوف،فحاولت كبته،وقالت:
-ماذا؟!!!ماذا تقولين؟!!!
-كلامه المبطن الذي نطق به لايسر.....يخفي الكثير.......
-دعيه يتكلم......المهم أنه بعيد جدا.......
-وإن كان كماتقولين،فأنت،لم ولا،ولن تسلمي من شره تعرفين هذاحياة.......
-بالتأكيد أعرفه......أدعو ربي أن يلهيه في أي شيء غيري.......
- وأنا أيضاأدعوه كي،يستجيب لدعوتك...قولي
يارب......إنه قريب مجيب.....ض
وبعدالذي قالته حياة،إرتدت راجعة إلى مكانها،وماصار
زاد من مخاوفها.....اما البتول فكانت قدتحركت متجهة
نحو الهاتف الذي تعالى فجأةصوت رنينه،فمدت يدها وإلتقطت سماعته،ووضعتها على أذنها لتسمع صوت مخدومتهاالسيدةسعاد،وبعدالتحية، ومحادثةمختصرة جدا،فعلمت من خلالها ماالمطلوب منها،وتنفيذه،بسرعة إنتهى الإتصال الهاتفي، وردت السماعة مكانها،متأففة
وهناسألتهاحياةالتي كانت قدجلست وهي تتصفح كتابا
كانت تقرأفيه قائلة:
-أهو،من إتصل.... ؟!!!!!
- لا لم يكن هو......
-ومن إذن؟!!!!
-زوجة والدك......السيدة سعاد!
-ومالذي كانت السيدةسعادتريده؟!!!!!
-إتصلت،لتخبرني بأنها، ووالدك الأن في طريقهماإلى هنا ولتعلمني أيضابأنه سيأتيناضيوفا توا،لنستعد،لإستقبالهم ولنجهز ماسيقدم لهم........
-سيأتينا ضيوفا.....؟!
- هذاماقالته....والأن لنذهب،ونرى ماعليناالقيام به......
وبسرعةبوشرالإستعداد،ويمرالوقت،فوصل والدها،برفقة
زوجته التي فوردخولهامباشرة.إتجهت بخطوات سريعة إلى المطبخ للتأكد من أن كل شيء قدجهز .......
أنت تقرأ
غدر
عاطفية💞من المعروف لكل منا طباعه وأحلامه،وطموحاته وإفكاره،ومن خلال فصول هاته الرواية المستوحاة من واقعنا المعاش ،سنعيش مع أبطالها تفاصيل أحداثها 💞