أما البتول،فكانت قد عادت للوقوف في مواجهته،وهو لايزال يقف مكانه حيث هو غير عابئ بمحاولتها صرفه بلباقة،فهو كان يريد،وبإصرار هو أن يرى حياة،وليطمئن عليها،فسمعها تقول له:
-لوسمحت ياسيد أيوب؟!،فلتغادر توا...........لم يعد لديك ما تفعله هنا.........
-كنت متأكدا بأن هذا ماستقولينه........لذا،فأنا لن أتحرك من هنا......أولا يجب أن أطمئن على حياة،فأنا متأكد من أنها لست على مايرام....صدقيني....
وهنا سمعت صوت الخادمة رقية،وهي تناديها،و تخبرها بأنها تريد محادثتها، فما كان منها إلا أن ارتدت للخلف منسحبة لتنفيذ الذي طلب منها،وقد لاحظت رفضه الإذعان للذي إقترحته عليه،بينما ظل هو مكانه حيث كان يقف منتظرا،وماهي إلا دقائق،حتى رجعت،وهي في طريقها إليه،تنبهت للرنين جرس الهاتف،فسارعت بإتجاهه،ومدت يدها نحوه،وإلتقطت سماعته،ورفعتها لتضعها على أذنها لتسمع صوت مخدومها السيد نجيب متسائلا:
-ألو؟!!!
-ألو......؟!!ألوالبتول؟!!
-نعم سيدي.....
وبعد إخبارها بالذي إتصل من أجله،سألها:
-بتول......؟!!!أجيبيني،وبصراحة...
-ماالخطب سيدي؟!!!
-هذا ما أريد أن أعرفه منك......
وصمت فجأة قبل أن يتابع،وهو يقول:
- لااعلم..........؟!!ينتابني شعور غريب،ويسيطر علي بأن حياة ليست بخير،وأن ثمة خطب يصير معها.........
-ماذا.........؟!!!!ما هذا الذي تقوله سيدي.......
-أخبريني،ولاتكذبي علي بتول......فحدسي ينبئني بأنها ليست كذلك،فحتى عندما كانت تتحدث معي هاتفيا صوتها كان مخنوقا،وكأنها كانت تبكي ....لذا،فلتخبريني
ما الذي يصير معها....؟!!لاتشغلي بالي عليها......
وهنا أجابت البتول بشئ من التوجس،والتوتر مخافة أن يكتشف أنها تكذب عليه، وهي تقول له:
-مامن شئ........ما من شئ !!كن مطمئنا.....فهي بخير.....
-بلى ثمة شئ ما.....أنا أعي الذي أقوله،فصارحيني بتول
ماذا هناك.........؟!!!أريد الحقيقة....اسمعتني......
-سيدي ،سبق،وأخبرتك قبلا بأنه ما من شئ يحصل......
وهنا سارعت البتول إلى قطع إتصاله الهاتفي معتذرة منه،لأنه،لو إستمر بإستدارجها في الكلام،فسكتشف بأنها كانت تكذب،وأعادت السماعة مكانها،و تنفست الصعداء ثم إستدارت،وتحركت متوجهة نحو أيوب الواقف حيث هو لايزال منتظرا،لتتوقف قبالته تنظر إليه،بعدما نبهته لوجودها،وهنا سألها بعدما لاحظ نظراتها إليه قائلا:
-والأن بتول؟!!!
-والأن..........؟!!!! ماذا.........؟!!!!
-أستدعينني أراها،أطمئن عليها......؟!!!؟!!!
-ماذا؟!!!أجننت،لتطلب هذا الذي طلبته توا..........
-رجاءا.......دعيني أراها،وأطمئن عليها......
-هذا لن يحصل،ولو سمحت يا سيد أيوب........!!!،عد من حيث أتيت......وإنسى انك رأيتها،وتحدثت معها..
-وأنا،سبق،وقلت لك بتول.......بأني لن أبرح مكاني حتى أراها،وأطمئن بأنها بخير...........
- كنت أعرف بأنك ستقول هذا .........
وصمتت لثوان،وهي تنظر إليه،وهنا سمعته يقول:
-والأن............؟!!!هلا تكرمت،وأخبرتيهابأني أود أن أراها
وأن أطمئن عليها......
- لن أخبرها شيئا.......،وأتمنى أن تعود أدراجك،وفورا.......
-لم.......... ؟!!لم أفهم.........لم تفعلين هذا؟!!!
-ولم،ولن تفهم ..........لذا،فلتذهب يا سيد أيوب من هنا
-اكل هذا........أكل هذا لأني أريد رؤيتها،والإطمئنان أنها بخير..........تعلمين كما أعلم أنها ليست على مايرام.........
-فلتخبرني،لم هذا الإهتمام المفاجئ لأمرها........... فأنت
لا تعرفها.....
-وكيف لاأهتم؟!!بالعكس،فأنا أهتم،وسأهتم أكثر،مادمت
أنا السبب بالذي حصل معها،ولهذا يجب علي أن أراها، وأتحدث معها........فأنا يجب أن أعرف.........،وسأعرف!!!
-أظنك هنا من أجل سيدة سعاد،وليس للتحقيق معي
وإستجوابي......يجب أن تعرف بأن كل هذا الذي يحصل هنالا يخصك بشيء،فهو مسألة شخصية،لذا أنا أنصحك
بأن تبقى بعيدا جدا...........والأن،فلتغادر..............مادامت السيدة سعاد لم تعد إلى الأن ،فمن داع لبقائك هنا.........
-فلندع السيدة سعاد،وشأنها،فما يهمنا الأن هي حياة....
يجب أن أراها .....رجاءا.....
وهنا قاطعته البتول،وهي تقول له:
-من الواضح بأنه لن ننتهي............
-لم ترفضين مساعدتي.....
-للأسف.....لم،ولن يكن هذا ممكنا...
-وأنا لن أعيد الذي قلته.....
-وأنا أيضا ياسيد ايوب.....لذا،فلتعذرني لأنه علي العودة الذي ينتظرني ....والأن إلى اللقاء.....
إرتدت البتول بسرعة إلى الداخل بعد الذي قالته له،وقد أغلقت بإحكام الباب في وجهه قبل أن تستدير متجهة للإطمئنان على حياة التي تحبس نفسها في غرفتها وقد تملكها القلق،والخوف عليها بعد حديثها مع الشاب أيوب الذي كان بدوره خائفا جدا، وقلقا عليها وهذا ما شعرت به هي أيضا،وفور إقترابها من باب الغرفة حتى قرعته إستأذنت للدخول، وأثناء دخولها بعدما سمحت لها بذلك سمعته وهي تسألها:
-أتعلمين بتول؟!!!
-ماذا؟!!!!ماذاهناك؟!!!
-كنت محقة......
-بم..........؟!!!
-بالذي قلته............الواضح ثمة شئ............
-وإن يكن........ ؟!!!ماالذي سيحصل......... ؟!!!
-محقة،فمادام ربي معي،فأنا لن أخاف،وسأكون مستعدة
لأي شئ
- صحيح، مادام ربنا معنا لاتخشي شيئا.....
-أذهب ........؟!!!
-أجل............
- أتمنى ألا أراه ثانية بتول......
-سترينه.............وسترينه قريبا جدا............
-ماذا؟!!!
-لقد سمعت ماقلته،فأنا أعرف الذي اقوله،لذا تجاهليه
ولاتعريه إهتماما
- أنت تعرفين بتول،بأن هذا الذي سأفعله حتى قبل ان تطلبينه مني............أظنك تعرفين لماذا؟!
-بالطبع،فأنا التي أعرف..........والأن أأنت بخير؟!!!!
-كما ترين بتول.........فلتطمئني،ولاتقلقي..........أنا بخير
- حسنا،سأدعك الأن،لأعود الذي بإنتظاري،وقبل ذهابي
أأحضر لك شيئا؟!!!!
-لابتول،وشكرا جزيلا لإهتمامك....يمكنك الذهاب الأن!
أذعنت الأخيرة لرغبتها تاركة إياها لأفكارها،وهواجسها
التي تتجاذبها.......
أنت تقرأ
غدر
Romansa💞من المعروف لكل منا طباعه وأحلامه،وطموحاته وإفكاره،ومن خلال فصول هاته الرواية المستوحاة من واقعنا المعاش ،سنعيش مع أبطالها تفاصيل أحداثها 💞