لكن ما لم تكن تعرفه حياة ،هو ان أيوب عنيد جدا،فهو لم،ولن ييأس،فعاود الإتصال هاتفيا لأكثر من مرة،ولكن كل محاولاته هاته بأت بفشل ذريع،وهنا صفق السماعة بشيء من العنف،وراح يذرع بالردهة جيئة،وذهابا،وهو منزعج بشدة من تصرفها الذي إستفزه،وأغضبه،ولم ينتبه لشقيقه،وهو يراقبه من بعيد،وهو يحدث نفسه بأن ما كان يحصل معه لحظتها سببه الفتاة التي إسمها حياة،كما كان يستغرب تأثيرها القوي عليه منذ أن رأها ولأول مرة،فإقترب منه أكثر،فلاحظ ماكان باديا عليه وعلى ملامحه الحانقة والمتجهمة،فسأله:
-أيوب.......؟!!!!فلتقل لي،مابك؟!!لم أنت،هكذا؟!!
-مامن شيء..... مامن شيء......أنا بخير....
-ماذا هناك ......صارحني....؟!!
-أتعرف.....؟!!!...كل ما أردته هو أن أطمئن عليها،التحدث معها....
-أتقصد حياة؟!!!
- أجل..... ومن غيرها؟!!!
-وماذا حصل؟!!!فلتخبرني....ماذا يحصل معك؟!!
-لقد قطعت علي الإتصال.......وليست المرة الأولى التي تفعلها...
-ماذا؟!ولماذا.....؟!!!!!هلا أخبرتني،ما دخلك أنت بكل هذا كله.......؟!!لم كل هذا الإهتمام المبالغ فيه تجاهها؟!
-بصراحة.....؟!!لا إجابة لدي......لأني أنا نفسي أجهلها...... ولااجدها......
-نصيحتي لك.......، فلتبقى بعيدا جدا عنها،ما إستطاعت ولاتحشر نفسك بما يخصها،وبالذي يحصل معها،وبالذي سيحصل.........لاتحشر نفسك فيما لايعنيك......
-حتى أنت أيضا.....
-حتى أنا ماذا.........؟!!!!
- إنك تقول الكلام نفسه الذي قالته البتول،ولكني لا،ولم ولن أستطيع هذا.....لن أستطيع يوسف.....صدقني.....
-إلى هذه الدرجة؟!!!
-إلى هذه الدرجة؟!!!،ولكن دعني أولا أجري إتصالا،بعدها
سنتحدث......
-ستهاتفها ثانية؟!!!أليس كذلك؟!!!
- أجل هذا ما سأفعله.....سأهاتفها مرة أخرى.....
-لاتتعب نفسك أيوب،فهي لن ترد على أي من إتصالاتك والواضح أنها ترفض تدخلك في خصوصياتها هكذا.......
فلم تصر؟!!!
- ولم سترفض؟!! فأنا أحاول مساعدتها فقط.........مامن سبب لرفضها هذا........
-أقلت مساعدتها؟!!! أمتأكد......؟!!اجبني.......
- أجل،......لم أنت متفاجئ هكذا؟!!!!
-أتعي هذا الذي تقوله؟!!
-أكيد......ولكني أجهل كيف؟!!!
-أنا سأخبرك كيف........؟!!!
-وكيف،برأيك؟!!!!
-بالإبتعاد عنهاوبأن تدعها،وشأنها....وتنسى أنك إلتقيتها
-مستحيل......مستحيل أن أفعلها يوسف
-ألم تلحظ رفضها تدخلك في شؤونها.....؟!!!الواضح أنها تريد بقاءك بعيدا عنها،وألم تلحظ هذا،ولهذا السبب هي لم ترغب في الرد على مكالماتك الهاتفية........ولا تنسى بأنك قلت لي بأنها كانت حذرة جدا في تعاملها معك.....
-لكن هذا ليس سببا.......
-ربما،وربما السبب كما قلت السيدة سعاد، وإبنها فؤاد..... ولكن أنا،وأنت لانعلم حقيقة الخلاف،ولاماهية العلاقة التي بينهم،تعرف هذا.....
وصمت فجأة للحظة قبل أن يتابع وهو يقول:
-والذي إستنتجته كان نتيجة الكلام الذي سمعته منك ولا تنسى الذي أخبرتني به عن التغيير الذي طرأ عليها فور سماعها لإسميهما...........ربما هما ليسا بالشخصان اللذان نظنهما............ولهذا السبب هي ترفض التعاطي معك،ولربما السبب هو علاقتك أنت بهما......؟!!!
وهنا إنتفض واقفا من مكانه حيث كان جالسا،وقال:
- ماذا.......؟!!ماهذا الذي تقوله؟!!.......... أتمازحني..... ؟!!!
-يجب أن تعرف بأني جاد جدا بكلامي..... وجاد جدا.....
-قد تكون محقا بإستنتاجك هذا...............فمن يدري؟!!!
- أتعتقدها تظنني بأني شخص ......مستحيل.....
وسكت فجأة لثوان،ثم تابع يقول منفعلا:
-برأيك،أأنا شخص سئ ؟!!!أنت تعرفني......
-بهذا أنت محق،فأنا أعرفك لأنك شقيقي....أما هي فلا لذا، فلتعذرها،فلو أنا كنت مكانها،لكنت تصرفت مثلما
هي تصرفت......صدقني
- ولكن أنا لست مثلهما........وهي يجب ان تعلم هذا؟!!يجب أن تعرف هذا.....فأنا لا علاقة لي بهما لامن قريب، ولا من بعيد وأنت تعلم هذا،فأنا صديق سعد..........وهي كذلك ستعرف....
وسكت فجأة،وزفر بضيق،ثم تناول علبة السجائر من
جيب سترته،وفتحها، أخذ منها واحدة،ودسها في فمه وأخذ القداحة،وأشعلها،ومجها مجا بعمق قبل ان ينفث دخانها في الفراغ،قبل أن يوجه مرة أخرى بصره نحو شقيقه يوسف الذي كان منتظرا منه متابعته حديثه والفضول يتأكله،ليعرف هذا الذي يجري معه،وهنا مال نحوه،وهو يسأله،قائلا:
-وما الذي يجب هي إن تعرفه؟!!
- هي يجب أن تعرف بأني لم ولن أكون هذا الشخص الذي تظنه.....لأني فعلا لست بهذا الشخص...صدقني....
-هل لي أن أعرف لم أنت مهتم لرأيها فيك هكذا؟!!!!
ولم هي بالذات......؟!!!أهو إعجاب أم حب من أول نظرة كما سبق،وقلت لك......
-عن أي إعجاب؟!!،وعن أي حب تتحدث أنت؟!! أتصدق هذا يوسف؟!!!
- أجل....لأن هذه هي الحقيقة.........؟!!!.فلم أراك متفاجئا هكذا ؟!!
-أتدري بان هذا الذي قلته.....
-بالطبع أدري،ولدي إحساس قوي أنك قد تجاوزت هذه مرحلة الإعجاب بأشواط ،وأنك قد أحببتها فعلا........
-مستحيل........؟!!هل أنا أحببتها فعلا... ..
- أنت وحدك من يمكنه الإجابة على سؤالك هذا....
وهنا قاطع أيوب شقيقه،وهو ينفض رماد سيجارته في المنفضةوهو يقول له:
- أنا أصلا أجهل إن كان هذا ما حصل،وإن كان حصل فعلا؟!،وحتى إن كان هذا الذي قلته توا صحيحا........ اوتظنها ستتقبل مشاعري هاته تجاهها،وانها ستتجاوب معها؟!!!،ولا تنسى فارق السن بيني وبينها.......
-مابك....؟!!!أراك تتحدث،وكأنك تجاوزت عقدك السادس
مع أنك مازلت شابا في ريعان شبابه....
-تقصد شابا جاوز عقده الثالث بسنوات.....
-وإن يكن؟!!! فهاهي الحياة أمامك فاتحة لك ذراعيها
لتستمع بها،فلم التشاؤم؟!!!!
-ليس تشاؤما بل واقعا......
-صارحني أيوب، فيم تفكر؟!!
- كل ما أفكر فيه الأن هو أن أتحدث معها.....وهي عليها أن تسمعني....
-تعلم جيدا بأنها سترفض سماعك،وبإصرار،أنا واثق من أن هذا الذي ستفعله،و عندها كيف ستتصرف.......؟!! ماذا ستفعل؟!!!أجبني بصراحة.....
-أظنك تعرفني........فأنا لا، ولم ولن أستسلم،وسأفعل أي شيء ،ومستعد لأي شيء.......
-تتحدث،وكأنك ستخوض حربا......
-فعلا،إنها الحرب،وهي من أعلنت بدايتها،وتعرف بأني لست من يرفع راية إستسلامه هكذا بسهولة،ولا تنسى كل شيء مباح في الحب،والحرب،ومادام هي من بدأتها فلتتحمل النتائج......
- أنت لا تعرف شيئا عنها،ألاتظن بأن لها حياتها الخاصة ولها أحلامها،وأشياء أخرى...
-وإن يكن؟!!!
-فلتنسى أمرها أيوب،وكأنك لم ترها........ألم تفكر بأنها قد.....
فإنتفض من مكانه واقفا بعدما كان قد عاود الجلوس ثانية،وصاح بإنفعال واضح:
- لاتقلها يوسف حتى،ولو مزاحا.....مستحيل هذا...لم و لن يحصل.......... أسمعت لا،ولم،ولن يحصل؟!!مستحيل
-ولكنه ممكن ولربما هذا هو السبب....
- إلى ما تلمح؟!!! لم أفهم.......أتظنها مرتبطة؟!
-ها أنت قد قلتها بنفسك أيوب.....أنا لم أقل شيئا.....
عاد أيوب للجلوس بمحاذاة شقيقه ثانية،وهو يقول له:
-يجب أن تعرف.........بأنها جاءتها عروض كثيرة للزواج
ولازالت،ولكن والدها كان يرفض هاته عروض،ولايزال بحجة صغر سنها،وحلمها بإنهاء دراستها،ودخول الحرم الجامعي.....
-فلتتخيل معي أيوب بأن شابا يتقدم،و يطلبها للزواج، وفيه كل المواصفات التي هي تتمناها في الشاب الذي سيشاركها حياتها..........أتظنها سترفض عرضه؟!!!!
وصمت لثوان منتظرا إجابته إلا أنه لم يسمعها،فتابع:
-أجبني أيوب.....أسترفضه؟!!
-بصراحة؟!! لا أستطيع الرد على سؤالك ،لأني لاأملكه
كما لا يمكنني الإجابة نيابة عن صاحبة الشأن؟!!!
- أنا أريد سماع ردك أنت لا ردها.....أسترفض؟!!!
-أ نا أعرف بأن الإرتباط، والزواج آخر إهتماماتها..وحتى إن هي وافقت كما تقول،فوالدها سيرفض بالتأكيد.....
- وما أدراك أيوب؟!! قد يكون الشاب يستحق،و مستعد
لتنفيذ لكل الذي سيطلبانه،حتى مساعدتها،ودعمها لتحقيق أحلامها، برأيك......؟!! أسيرفضانه.....؟!!!!فكر معي.....!ولتجبني،وبصراحة
وهنا صاح أيوب بأفعال قائلا:
-وماذا تريدني أن أقول........؟!!! ماذا؟!!!
-مابك؟!!لم إنفعلت هكذا؟!!!فنحن نتحدث فقط.....
-آسف لإنفعالي عليك .....فأنا لا أدري هذا الذي ينتابني يوسف......
- ما يصير معك هو أنك قد وقعت في حبها.....؟!!!!
- ماذا؟!!انا وقعت في حبها......أنا؟!!!!
- أجل أنت .....لم صعقت هكذا؟!!!.....
وهنا قاطعه أيوب بإنفعال فاجأه،وهو ينتفض من مكانه
من جديد واقفا،وهو يقول:
-دعنا لانستبق الأمور......من السابق لأوانه الحديث بهذا
الأمر.......
وصمت،وهو على وشك الإنفجار، وقد تملكته مشاعر متباينة،وماقاله له يوسف زاد الطين بلة،والأدهى من ذلك الذي إكتشفه،وهو مجرد فكرة إرتباطها،وخسارتها قد أزعجته جدا،وأربكته،وأربكته مشاعره،إلا أنه حاول أن يظل متماسكا أمام نضرات شقيقه المتبثة عليه رغم أن ما كان يصير معه،كان فوق إحتماله، فقرر الإبتعاد وبسرعة بعدما بدأت الصورة وتتوضح له،حتى لايكشف ضعفه أمام شقيقه الذي كان قد لاحظ شروده الفجائي وهو يحدثه قائلا:
-ماخطبك؟!!واضح لي بأني كنت أكلم نفسي........أيوب
أتسمعني؟!!ماذا دهاك؟!!!
- ماذا؟!!ماذا هناك يوسف؟!!!!
-يبدو أنك قد سافرت بعيدا جدا.......
- انا آسف،لم أكن منتبها للذي قلته،فأنا شردت قليلا هذا
كل ما في الأمر........
-أمتأكد أن هذا كل ما في الأمر؟!!!!
-ماذا تريدني أن أقول؟!!!حسنا،والأن،سأدعك......
-إلى أين؟!!
-لاأدري،كل ما أريده الأن هو الإبتعاد ....أشعر بالإختناق
وأكاد أنفجر.......
وإنسحب بعد آخر كلمة قالها مغادرا البيت....
أنت تقرأ
غدر
Romance💞من المعروف لكل منا طباعه وأحلامه،وطموحاته وإفكاره،ومن خلال فصول هاته الرواية المستوحاة من واقعنا المعاش ،سنعيش مع أبطالها تفاصيل أحداثها 💞