💞 الفصل الواحد والثلاثون 💞

435 6 42
                                    

وأثناء قيادته للسيارة التي كانت منطلقة نحو وجهتها كان سعد يوجه عينيه بين الفينة،والأخرى بإتجاه حياة
التي بدت له شاردة ببصرها،وبأفكارها بعيدا جدا،فراح هو يتسأل في سره،وهو حائرا،ومستغربا الذي هي فيه بعدما تنبه للذي يصير كان معها لحظة بلحظة،وفجاة وجد نفسه بأنه مضطرا إلى أن يتوقف لثوان قليلة عند إحدى الإشارات المرورية،فحاول ان يستغل تلك الثوان بسرعة،وهنا إلتفت برأسه ناحيتها بخفة ناظرا بإتجاهها وهو يحدق فيها مباشرة،متأملا بتمعن ملامحها الفاتنة والتي بدت له رائعة جدا،محاولا تخمين الذي كان يدور ببالها،والذي كانت هي تفكر فيه لحظتها،ولكنه لم يكن يعلم بأن ما كان يشغل تفكيرها،كان هو نفسه الذي كان يشغله،وليرتاح، راح يوجه لنفسه الأسئلة لعله يستطيع إيجاد أجوبة مقنعة قائلا لها:
-ترى ماهو سبب شرودها هذا........؟!! أ بسبب الذي صار قبل مغادرتنا انا،وهي البيت..............؟!! أم بسبب تصرف السيد فؤاد الأرعن،والجاف معها،وإنفعاله الفج،والفجائي عليها لرفضها لعرضه..........؟!!!بدا واضحا بأنه لم يعجبه تصرفها الذي أزعجه بشدة،وإستفزه بشكل لافت جدا.....
بينما هي كانت تحاول بإصرار الخلاص منه بأي شكل كان من الأشكال...........هذا الذي أحسسته،ولسبب ما أنا اجهله ،فهي كانت تتمسك بموقفها مصرة علي ان أقلها معي أنا رغم إلحاح فؤاد،وإصراره على طلبه،والذي كان مبالغا فيه،لدرجة.....أنا نفسي إستغربتها........فلأول مرة اراه هكذا........ لم يسبق لي رؤيته،وهو بهذه الحالة،فمن الواضح جدا بانه لم يستسغ عدم قبولها طلبه،وللسبب نفسه ظل هو أيضا متمسكا بموقفه،ومصرا على أخذها بسيارته،هو بنفسه نحو وجهتها.....
وفجأة تنبه لتعالي أصوات آلات تنبيه السيارات التي بدأت بالتحرك من جديد،وبسرعة،وبحركة فجائية عاد لقيادة السيارة مرة ثانية قبل أن يعاود الإلتفات بخفة نحوها مرة أخرى،لينبهها من شرودها بعدما طال معيدا إياها إلى أرض الواقع،وهو يسألها قائلا بإنفعال واضح:
-ماالخ......ماالخطب ياحياة.....؟!!! ما.......مابك......؟!!
وهنا إلتفت حياة نحوه بسرعة فجائية،وهي تنظر له وهي مشدوهة،متعجبة،وهي تقول:
- أنا؟!!!.....لاشيء.......لم تسأل؟!!!!
صمتت لبضع ثوان،لتلقط نفسا عميقا،وزفرته،ثم تابعت
وهي تسأله:
-وانا ايضا سعد،اود ان أسألك.........لم هذا الإنفعال،وهذه العصبية.........؟!!!!!
-أن؟!!!.....أن.......انا......ما........من شيء....،مامن شيء...... ولك.... ولكن،فل...... فل.....فلتخبريني......؟!!!!
وهنا قاطعته قائلة:
- بماذا.....؟!!!ماالذي تريدني ان أخبرك به........؟!!!!
- اريد أن أعرف مالذي يصير معك بالضبط حياة........؟!! لأنني .......لا.حظ..... لاحظت...... بأن...ك... س.....سافرت بعيدا جدا.......،ولهذا أنا........أنا قلقت عليك.......ولهذا انا أسألك،هل من خطب،ماذا هناك........ ماالذي يجري......؟!!
- أنا ؟!!!لاشيء ........ما من خطب.........فلتطمئن سعد....
-أم.......أمتأكدة؟!!!
- بالطبع متأكدة.........كما ترى ها أنا امامك،............
-لق.....لقد كن .....كنت شاردة ببصرك،وبأفكارك لدرجة انه تملكني شعور بأنك فقدت إحساسك بالوقت الذي يمر، وبالمكان الذي انت متواجدة فيه.........ولهذا أردت أن أع.........أعر.......أعرف ماالذي دهاك ؟!!!ماالذي يحصل معك؟!!!!
-كل ما يحصل معي،أنت تعرفه............. ربما السبب هو الضغط القوي الذي أنا أعيشه بسبب الأمتحان.........؟!!!!
وهنا قاطعها بدوره بسرعة،هو ضاغطا على نفسه بقوة قائلا لها:
- إسمعي.......إسمعيني ح.......حياة؟!!!انت تع.........تعلمين بأ.....بأن الإمتح.......الإمت ......الإمتحان .....لا..... ليس هو السبب..........لم،ول........ولن يكون.....اعرفك،ومتأ...... متا......متأكد بأنك ستجتارينه بسهولة،وبتفوق،أنسي.... انسيتي بأني كن.........كنت........... شاه........شاهدا على ك.......كل المجهودات التي أنت...... بذلتها......إستعدا..... إستعدادا........ لإجتياره.............ولكن لا أدر.........لا أدري يتملكني شعور قوي بانك تتهربين من الإجابة،تتحاشين مصارحتي بما يصير.........الس.......... ألست محقا بما انا أقوله ؟!! لك....... ؟!!!فلتجي......أجيب.....يني حياة....؟!!!!
ولكن هذه الحياةظلت تلوذ بصمتها،ولم تجبه،فهي كانت تعلم بانه محق بكل ماقاله،ولهذا آثرت الصمت،والتكتم تجنبا للمشاكل،والصدامات التي هي في غنى عنها،وهي يكفيها كل الذي عاشته،وماتعيشه حتى الأن بسبب كل من والدته السيدة سعاد،وشقيقه السيد فؤاد،اللذان كانا قد احالا حياتها جحيما لا يطاق من اول لقاء كان بينهم ولازالا.......وهذا هو ما لم يكن يعرفه فمنذ أول دخول
لهذان الإثنان للبيت،ولحياتها هي،والدها،فهي لم تسلم من شرهما،وخبثهما،إضافة لشقيقته نادية التي تكن لها كل مشاعر الكره،والغيرة،والحسد،والحقد بدون مبرر......
وهنا سمعت صوت سعد،وهو يتسأل قائلا:من الو....اضح بأني...... احدث نفسي...... حياة.......؟!!!الن تر...تردي على أسئلتي؟!!!فأنا مازلت منتظرا سماع إجابتها منك..........
-فلتطمئن سعد......... كل شيء على مايرام..........
- ه.....هذا ما أت....اتمناه،ولك......ولكن حدسي يخبرني يخبرني ....... بأنه ثمة شيء يحصل.......وانت تتكتمين عنه،وترفضين الإفصاح عنه....أم أني مخطيء....؟!!!
-بالتاكيد مخطيء......
-لاتكذبي علي ......فانا أعرفك اكثر من نفسك........حياة
-ولم سأكذب عليك؟!!!.........انت سألتني،وأنا أجبتك....... وسكتت لثوان ثم تابعت،تقول:
-والأن؟!!!فلتوقف السيارة.........لأننا وصلنا.........
وهذا ما كان،فهما كانا قد وصلا فعلا،فأذعن هو لرغبتها بعدما لاحظ بانها كانت محقة فيما قالته له،بأنهما وصلا إلى وجهتهما التي كانا يقصدانها بالفعل بدون أن يشعر كيف صار معه ذلك،ربما كان بسبب قلقه،وإنشغال كل تفكيره بالذي يحصل،إضافة إلى حديثه مع حياة التي كانت قد ترجلت من السيارة بعدما مدت يدها،وفتحت باب السيارة الذي بمحاذاتها،وهي تحمل بيدها حقيبة الظهرخاصتها،فعلقتها على كتفها،وإلتفتت بخفة ناحيته وهو لايزال جالسا خلف المقود،و هو ينظر إليها بحب فإبتسمت له برقة،وبعذوبة،وهي تلوح له بيدها مودعة وهنا إبتسم لها هو أيضا، وراح ينصحها بما عليها فعله بأن تأخذ وقتها،وان تقرأ جيدا الأسئلة التي ستوضع في الإمتحان على مهل، لأكثر من مرة،وان تبدا بالإجابة على السهل منها،وألاتتسرع في الإجابة،وان تكون حذرة وهنا اومأت برأسها مذعنة بإبتسامتها التي كانت آسرة وبحركاتها الطفولية التي لطالما خطفت أنفاسه مؤكدة له بأنها ستفعل كل الذي طلبه منها،وهي تعاود إغلاق الباب بإحكام،وإرتدت للخلف بضع خطوات وإستدارت بإتجاهه، عندما سمعت صوته ،وهو يناديها،وهنا رأته يترجل بدوره مشيرا لها بالتوقف مكانها للحظة بعدما كانت قد إستدارت،وهمت بالتحرك ثانية بإتجاه البوابة الرئيسية قاصدة باب مدخل المبنى،ولكن أوقفها صوته مكانها،وهو يملي عليها نصائحه مؤكدا عليها بانها فور مغادرتها المبنى،بان تظل واقفة بالمكان الذي كان قد أشار إليه هو،وان تنتظره هناك إلى حين عودته إليها هو بنفسه ولا احد غيره، الا تحتك بالأشخاص الذين كانوا متواجدين بالمكان نفسه،والا تتكلم أحدا،وهنا أحنت حياة له رأسها مذعنة،وهي تبتسم بعذوبة قبل تحركها سريعا متجهة نحو وجهتها ......
وما إن توارت تلك الصغيرة عن مرمى بصره حتى تنهد بعمق،وهو يستدير بخفة منحيا باب السيارة جانبا،قبل صعوده مجددا إليها،وجلس خلف مقودها، وإعتدل في جلسته بطريقة مريحة،ومد يده ليعاود إغلاقه بإحكام ومد يده،و شغل محركها منطلقا بسيارته مبتعدا بسرعة وهو تتجذبه أفكار،وهواجس،وأسئلة لاتنتهي............

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 24, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن