وقبيل فجراليوم الموالي، وقرابة الساعة الثالثة صباحا مالت السيدة سعاد ناحية أذن إبنها المدلل فؤاد لتخبره هامسة بأن الوقت تأخر، ويتوجب عليهم المغادرة على الفور، فما كان منه إلا أن أومأ لها برأسه مذعنا لرغبتها وإنتفض فجاة واقفا،وهم بترك مكانه حيث كان جالسا ودس يديه في جبيبي سرواله،وفي اللحظةنفسها كانت أمه السيدة سعاد قد وقفت هي أيضا،وهي تشير برأسها لشقيقتيه نادية،ومنى أيضا لكي تستعدا للذهاب،فأذعنتا ونفذتا بسرعة، وبعدها تحركوا متجهين نحو باب القاعة للخروج حيث يقف المضيفان مع زوجتيهما، وقد تولوا مهمة توديع ضيوف يغادرون لحظتها،وتقدموا بدورهم لتوديعهم على الوعد بلقاء قريب جدا،وبعد ذلك تحركوا إلى حيث كانت السيارات الفارهة متوقفة بالمكان الذي كان مخصصا لها،وركبوها منطلقين كل إلى وجهته.......
وفي اليوم التالي،والذي كانت ساعاته تمر بسلاسة.كانت
حياة قد تحركت بسرعة خاطفة عائدة إلى غرفتها بعد محادثتها مع والدها الحنون،وهي تودعه عند باب البيت مستغلةإنسحاب زوجته السيدة سعاد للحظات،وهي في في طريقها إلى هناك، لم تنتبه لفؤاد الذي كان يراقبها مترصداإياها من بعيد ،فهو كان بحاجة ملحة لمحادثتها لإيجاد أجوبة مقنعة للأسئلة التي تطارده،ولازالت حتى أنها تكاد تفقده صوابه،فهم بالتحرك ناحيتها، وبسرعة لتنفيذ الذي قرره، ولكنه توقف بغتة، وهو يرى البتول قد سبقته إليها، وهنا كور فؤاد قبضتيه بغضب كازا على أسنانه بشدة شاتما إياها في سره،لأنها لحظتها كانت قد ضيعت عليه الفرصة التي أتيحت له للحديث مع معشوقته الحسناء الفاتنة، وحالت بينه، وبين الذي خطط له،ولكن الذي ما لم يكن هو يعلمه،وهو أنها تعرفه جيدا،وتعرف جيدا طريقة تفكيره،ولأن شعورا قوياكان قد تملكها بأنه يضمر شيئا لتلك الصغيرة،وكان شعورها هذا مصيبا، ولهذا سارعت بإبعادها عنه قبل أن تطالها يداه،وينفذالذي كان ناوياعلى فعله مشيرة لهابمرافقتها إلى غرفتها لإنها تريدها في شئ، فأذعنت حياة،وإتجهتا معا إليها، وفور دخولهما معا إليها، وإغلاق الباب خلفهما حاولت تنبهيها بأن فؤاد ذاك المدلل السمج كان متربصا بها،وحذرتها منه بعد الذي لاحظته عليه،وأما هو،فكان يستعر غيظا، وغضبا، وحنقا مما حصل، وما إن توراتا عن مرمى بصره،حتى راح لثوان يضرب بقبضتيه على الجدار للذي كان واقفا بمحاذاته لينفس عن الذي كان يعتمل في صدره لحظتها،وفجأة تحرك نحو الحمام ودخله، وهناك مشى ناحية المغسل،وإنحنى نحوه، وهو يفتح صنبور، وأخذ يرشق وجهه بالماء البارد قبل وضع رأسه الذي يكاد ينفجر تحته لبضع دقائق ،ويرفعه ثانية وهو يغلقه، ثم يمد إحدى يديه نحو المشجب ليلتقط منشفة من مناشف كانت معلقة عليه، وراح يجفف بها شعره المبتل بخفة قبل ان يعاود تعليقها مكانها حيث كانت للمرة الثانية، وغادره، وهو حانقا جدا ، ومنفعلا. متجها للجلوس في الردهة،وفور جلوسه إلتقط وسادة وضمها إليه، وراح يحادث نفسه في سره بإنفعال واضح بأنه يتوجب عليه معرفة الذي صار في غيابه، وبالذي صار، والذي كان يصير خلف ظهره بعد الذي جرى على مرأى ،ومسمع كل الذين كانوايجلسون معه على المائدة نفسها ليلة الحفل، فتسأل في سره من جديد مستغربا جدا عن سر إهتمام علي إبن خاله بحياة،والأدهى أنه طلبهاعلنامن والدهاللزواج،وهذا الأمر هو لا،ولم يستيغه نهائيا، وأزعجه بشدة، ولكن لم له يخطر له ببال إطلاقا إكتشافه بأن كلا صديقيه يسعيان بدورهما للحصول عليها،فصمت بغتة، وقد تملكه شعور قوي بالخوف،فعاد بتوجس يسائل نفسه عن الذي سيجري إن تمكن علي من إقناع حياة،وأبيها، ووافقا على طلبه،وماذا إن نجح كل من أيوب،وطه فعلا بالذي يريدانه، فجن جنونه من تفكيره هذا،والذي كان سيطرعليه،وبحركة فجائية نحى الوسادة جانبا،قبل أن ينتفض واقفا،وتحرك تاركا مكانه بسرعة متجها صوب إحدى غرف البيت التي كانت قد جهزت له خصيصا بناء على أوامر من والدته، وقد قرر بغتة بينه، وبين نفسه بأنه عليه التفكير، وإتخاذ القرار والتحرك سريعا قبل فوات الأوان........
في هذه الأثناء كانت حياة قدإستدارت بخفة مشدوهة مستغربة،وبتساؤل نحوالبتول التي كانت تتحرك نحوها بعدما دفعتها إلى داخل غرفتها بلطف،ودلفت خلفها قبل توصد الباب خلفها بإحكام،قائلةبتفاجئ:
-ماالخطب بتول؟!! ماالذي جرى؟!!!!
فأجابتها هذه الأخيرة،وهي تقترب منها،وهي تقول لها:
- ماجرى ياحلوتي هو أنك لم تكوني منتبهة للذي كان يصير
-لم أفهم........هلا اوضحت؟!!!
- كل ما أردته لحظتها هو إبعادك الشر الذي كان متربصا بك......
- قلت شر؟!!!أي شر هذا؟!!!
- أجيبيني أولا، ألم تلحظي شيئا ......؟!!!!
- لقد أثارت فضولي؟!!!فهات ماعندك.....
-مازلت انتظر ردك على سؤالي قبلا...........ألم تلحظي شيئا؟!!
-مثل ماذا؟!!!!
-بأن فؤاد كان يراقبك من بعيد،وأنه يضمر لك شرا......
- ماذا؟!!!!أمتأكدة؟!!!!
- هذا مالاحظته......
- ماذا؟!!!ولم كان يراقبني.......برأيك ؟!!!
- بصراحة أنا لا أدري؟!!!ربما السبب يكون شئ ما حصل ليلة أمس في الحفل،وأنت تجهلينه ، ولهذا أنا أنصحك كي تنتبهي لنفسك..... بصراحة،فالذي رأيته لايبشر بخير ابدا.....؟!! أنا أكيدة بأنه لم،ولن يتغير ،ولايزال كما كان كسابق عهده،لاأخفيك بأني قد صدمت حين رأيته،وهو مختبئا،متحينا الفرصة مواتية لتنفيذ ما كان ينوي فعله ولهذا إضطررت للتدخل قاطعة عليه الطريق،وأبعدتك سريعا بعدما لاحظت الذي يصير، ولهذا،فلتنتبهي حياة ولاتحاولي الإحتكاك به، فلتجاهليه تماما، وكأنه ليس موجودا،ولتتحاشيه في أي مكان يكون هو متواجدا فيه فيه لعله يتراجع عما يفكر فيه،ويخطط له، وهكذا تستطيعين تفادي مشاكل كثيرة انت في غنى عنها،والى أن نعرف الذي يريد ان يصل إليه..........
-وكيف هذا؟!!!.....كيف،وهو صار معنا هنا تحت سقف البيت نفسه؟!!!......
-ولأنه صار هنا،عليك توخي الحذرحياة......فانت يكفيك ماأنت فيه،ولاتنسي والدته السيدة سعاد التي لا، ولم، ولن تدع اي فرصة كانت للنيل منك....تعرفين هذا.....و خصوصا،خصوصا.....وإن تعلق الأمر بإبنها المدلل السمج فؤاد......
-محقة بتول،أنا أعرف هذا......فهذا هو الذي هي تنتظره ولن تفوت فرصةكهاته لتنال مني كعادتها،بل هما الإثنين لا، ولم، ولن يدعاني وشأني ....
-فلتسمعيني جيدا،حاولي تجاهلهما تماما،ولاتعيرهما اي إهتمام،فأنت الأن يجب أن يشغلك الأهم،وهو دراستك ومستقبلك... هذا مايجب ان تفكري فيه......
- بهذا أنت محقة بتول، وهذا ما سأفعله، وخصوصا أن الإمتحانات على الأبواب،وعلي أن أستعد لإجتيازها.....
وفي هذه الأثناء .كانت زوجة والدها السيدة سعاد قد
إقتحمت الغرفة التي خصصتها لإبنها المدلل لتتفاجأ به
يذرعها جيئة،وذهابا بعصبية،وغضب، لقد بدا لها واضحا بأن ثمة شئ يشغله لدرجة أفقدته الإحساس بما حوله حوله،وكانت هاته عادته عندما يحصل معه شئ،ويشغل تفكيره،فراحت تسأله لمعرفة الذي كان يصير معه،ولكن محاولتها باءت بفشل ذريع ،فإجابته كانت وجيزة جدا و غامضة، فهو كان قد تحجج بأن السبب هو عصبيته وغضبه،ولأنه لم ينم جيدا بسبب الأرق الذي أصابه،هنا سيطرعليها فضولها،وإحساس قوي بأن الذي كان يجري معه له علاقةبغريمتها بتلك الصغيرةالتي لطالما حاولت الخلاص منها،ولكن فشلت،فاخذت عهدا على نفسهابأنها ستظل تحاول حتى تنجح في إبعادها وهذا ماستسعى لتحقيقه،وأنه عليها أن ستتصرف، وبأقصى سرعة لأن الحالة التي رأته فيها لحظتها لا يمكنها السكوت عنها....يتبع
![](https://img.wattpad.com/cover/210623543-288-k417699.jpg)
أنت تقرأ
غدر
Romance💞من المعروف لكل منا طباعه وأحلامه،وطموحاته وإفكاره،ومن خلال فصول هاته الرواية المستوحاة من واقعنا المعاش ،سنعيش مع أبطالها تفاصيل أحداثها 💞