💞الفصل الثاني والعشرين💞

347 6 7
                                    

وبعد العشاء،والتحلية.كان قد مر وقت. وكان قد تملك حياة إحساس قوي بعدم الأرتياح، فتمنت في سرها ان تبتعد،ولو لبضع لحظات من الحصار المفروض عليها من نظرات الذين كانوا محيطين بها،والتي تربكها،ومنها من أشعرتها بأنها دخيلة عليهم،وغير موغوب بها بينهم،وفي هاته اللحظة رأت والدها ينهض من مكانه مستأذنا منهم كي يغادر بحجة أنه محتاج للراحة، وأيضا لأنه مضطرا لذلك لأنه كان سيسفر عصر اليوم الموالي،فنهضت هي بدورها لترافقه وفي سرها تتمنى بصمت ان ياخذها معه للبيت،ولكنه فاجأها مشيرا لها البقاء مكانها حيث هي،وفي اللحظة نفسها شاهدت منى تتحرك نحوها وبسرعة، وفور إقترابها منها شدت ذراعها بلطف،وهي تنظر إليها بترجي مبتسمة، وهي تطلب منها أن تظل معها وهنا إضطرت حياة للإذعان مرة اخرى عندما سمعتها تطلب والدها السماح لها بالمكوث معها عندما باغتتها قائلة بأنهما ستعودان معا إلى البيت، فأذعن لها موافقا،وهو يلوح لهم بيده مودعا، ويتحرك تاركا مكانه مغادرا لوحده عائدا للبيت،وبينما كانت السيدة سعاد زوجته الممتعضة دائما، والحانقة، والتي لايعجبها شئ، فقد ظلت مكانها حيث كانت جالسة، وهي تتظاهر بأنها مستمعة بالحفل الذي لم ترغب بتركه أصلا، فهي كانت تتبع كل تفاصيل الذي كان يحصل بإهتمام،وإنتباه للكل الذي كان يجري حولها وتخطط كعادتها دائما......
اما منى، فكانت قد إبتعدت آخذة معها حياة نحو إحدى زاويا القاعة الفخمة التي خصصت للرقص، فهي كانت تريد ترقص، وتستمع بوقتها، بدل أن تظل مكانها حيث كانت تجلس ،وأثناء ذلك لفتت إنتباهها إحدى الفتيات والتي كانت من إحدى المدعوات قد توقفت عن رقصها وقد تحركت نحوها مبتسمة،وفور وصولها إليها ،تقدمت تجاهها ،وهي تحييها معانقة، وتقبل وجنتيها قائلة:
- منى ؟!!!!!كيف حالك عزيزتي؟!! وكيف هي صديقتي العزيزة نادية،وحال والدتك السيدة سعاد؟! هل الجميع بخير ؟!!!
- أجل، الحمد، والشكر لله الجميع بخير....،وأنت ماريا؟!!!
- أنا بخير كما ترين،ولكن أخبريني منى، أأتيت لوحدك للحفل؟
-كلا،لم أتي لوحدي......
وهنا سمعت منى صوت الفتاة ماريا ،هي تصيح دهشة بل مذهولة،وهي تقول:
-يا إلهي؟!!!لا أصدق هذا.....فما أراه.....إنه هو........فعلا
وهنا نظرت إليها منى بتعجب متسغربة الذي كان يصير معها،بينما تابعت هاته الأخيرة،وهي تقول:
- إنه هو......أجل،هو......أنه....لم لم تخبريني بانه هنا؟!!!
- من؟!!! من هو؟!!!...من تقصدين؟!!
- أقصد شقيقك فؤاد...هاهو قادم بإتجاهنا....ها....هاهو يقترب منا.....
و هنا توترت حياة عند سماعها لهذا الإسم الذي لطالما كرهته،وبشدة،وحاولت تمالك نفسهارافضةإظهارضعفها لأي كان، وبغتة أحست بدنوه منها، ووقوفه قربها، وهو يرد على تحية تلك الفتاة ماريا، وهو ينظر لفاتنته بوله وبهيام لدرجة انه لم يلحظ نظرات العشق التي كانت ترمقه بها ماريا،والتي كانت بدورها قد تنبهت لنظراته العاشقة الولهى تلك، والتي كانت موجهة تحديدا لتلك الصغيرة الحسناء التي كانت تقف بمحاذاة شقيقته منى وهي تتسائل بصمت،وبغيرة شديدةفي سرهاعن هويتها وعن سرإهتمام هذا الأخيربها،وبغتةوجدت نفسها تسأل منى عنها بصوت خافت هامسة لها،وهي تشير بعينيها تجاه حياة،وهنا نظرت هاته الأخيرة نحو بطلتنا قبل ان تعودبعينيهانحوماريا،وتبتسم لهابتعجب دهشة مستغربة الذي سمعته منها،ولحظتهابوغتت منى بوقوف شقيقتها نادية على مقربة منهن،والتي بدورها كانت قد تفاجأت جدا بوجود صديقتها المقربة ماريا،وبعد التحايا وتبادل الأحضان،تولت هاته الاخيرة مهمة الأجابة نيابة عن شقيقتها،فهي كانت قد سمعت سؤال ماريا عن بطلتنا الفاتنة، وما إن همت بفتح فاهها حتى سمعن صوت شقيقها فؤاد ،وهو يقاطع حديثهن فجأة قائلا:
- أتتسائلين من تكون؟!!! أولم تتعرفي عليها.....؟!!!!
-للأسف فؤاد........انا فعلا لاأعرفها..... هاته أول مرة اراها فيها......؟!!!
-تبدين متأكدة،ولكنها ليست اول مرة..... سبق،ورأيتيها، وكثيرا.....
- كلا ،لا....لم يحصل .....
-بلى،حصل......
- ومتى كان هذا.......؟!!!
-منذ زمن.........واضح انك قد نسيتها ؟!!!
- إذن ياسيد فؤاد أن تخبرني؟!!!!فلتخبرن من هي...... ومن تكون؟!!!
- بكل سرور ياأنستي ....هاته الفتاة التي ترينها واقفة أمامك،هي حياة
-حياة ؟!!! حياة من؟!!لاتقل بأنها إبنة زوج والدتك ؟!!!!!واضح أنك تمازحني فؤاد؟!!!
-كلا، فانا جاد جدا.....فلتسأليهم بنفسك من تكون؟ وعندها ستعرفين،وستتأكدي بنفسك من أن الذي أنا قلته حقيقة،كما يمكنهم ان يخبرونك باني لا،ولم أكذب عليك......
وهنا إلتفتت ماريا نحو حياة، وهي تشعر بغيرة شديدة وترمقها بنظرة حارقة،ورسمت على شفتيها إبتسامة صفراء خبيثة،قبل ان تعود ببصرها نحوه ثانية،وقد شعرت بعمق مشاعره نحوها من خلال كلامه عنها،وكما أنها إكتشفت أيضا بأن حياة هي الفتاة نفسها التي كان يتحدث عنها مع شقيقها طه الذي هو ايضا متيم بها ويعشقها،ولكن فؤاد لايعلم بذلك فهو صارحه بما يكنه لها،كما لاحظت نظراته التي كانت متثبةعليها،وحتى إهتمامه بها،والذي بدالها لافتا للإنتباه قائلة:
-أتعرف فؤاد؟!!لقد فاجأتني حقا،فانا لم أكن اتوقع حتى بأنها قد تكون هي.........
-وماالذي توقعتيه ......؟!!!!
- ما ادراني فؤاد؟!!!..........فآخر مرة كنت قد رأيتها فيها كانت هي لاتزال طفلة،ولكن ما أراه بعيناي الأن مختلف تماما عن كل توقعاتي........... فما أشاهده توا أمامي هو شابة في ربيع عمرها،وهي فاتنة جدا تشد الناظر إليها والجميع بتودد إليها،ويتمنى رضاها حتى انت.......
-ماذا؟!!!
-ماسمعته.......حتى انت أيضا.......ولاتنكر
وهنا احست حياة بأنها عليها الإ بتعاد،وبسرعة،وبعدما
لاحظت نظراته الهائمة بها،وكذلك نظرات كل من نادية وماريا لها،والتي واجهتها بإبتسامتها الرائعة،وهي تحس بأنه ثمة شئ،فإعتدلت في وقفتها، ورفعت طرفي زيها التقليدي الذي كانت ترتديه، وهمت بالتراجع خطوات إلى الوراء ،إلا انها توقفت مكانها بغتة عندما إصطدمت بأحدهم،يقف خلفها،وهنا إستدارت،وهي تبتسم بعذوبة آسرة متعذرة منه، فإذا بها تتفاجأ بأنالذي كان واقفا ورائها هو أيوب،وبمحاذاته سعد،فإقتربت من هذاالأخير وإنحنت نحوه بعدما تأبطت ذراعه طالبة منه هامسة في أذنه راجيةإبعادهاعلى الفور،وبسرعة لشعورها بعدم الإرتياح،والذي كان قويا جدا ،وبأنها بحاجة ملحة لأن تتنفس حتى أنها لم تنتبه لنظراتهم التي كانت موجهة إليها هي،والتي كانت تحمل الكثير الكثير من مشاعر الحب،والكره،والغيرة،والحقد،والحسد،والغيظ،وحتى الغضب، فما كان من سعد إلا أن أذعن لرغبتها كعادته كما يفعل معها دائما،فعلاقته بها كانت خاصة جدا جدا،إلاأنها لم تكن تعلم عن حقيقة مشاعره الجارفة ناحيتها شيئا،فهي كانت تجهلها تماما وهنا أومأ لها برأسه موافقا،وهو يتحرك متجها بها نحو باب القاعة وإذا بهما يتفاجأن بشقيقه الأكبر فؤاد، وهو يعترض طريقهما منزعجا،و حانقا جدا، وهو يشد ذراعه بشئ من القوة،ناظرالكلاهمابغموض،وجازابقوة على أسنانه وهو يسأله مستفسراعن الذي كان يصيرمعهما ،فأجابه سعد بإيجاز بأنهما ذاهبان إلى حديقة القاعة،وهنا عاود سؤاله مرة أخرى عن السبب،فأخبره عن رغبة حياة بذهابها إلى هناك لإحساسها بالضيق،وبالإختناق،وبأنه سيرافقها لكي لايزعجها أحد،وايضا لحمايتها،ولكيلا يتكرر معها الموقف الذي سبق وحصل معها منذ لحظات وهناحاول فؤاد ثنيهما،بإلحاح عن ما هما كانا مقدمان عليه، وقد تأججت نار غيرته،ومشاعر متباينة في اعماقه،فهو لطالما كان يكره،وبشدة إقتراب اي أحد كان منها،أوحتى لفت إنتباهها إليه،ولو كان من أقرب المقربين منها، وليس هو وحده فقط من كانت تنتابه هاته المشاعرالقوية، فحتى سعد شقيقه، وأيوب صديقه كانا يغاران جدا عليها،وهنا ترك ذراع سعد ،ليمد يده بإتجاه حياة في محاولة منه ليشد ذراعها ،إلا انها كانت قد تحاشتها ،وتحركت بخفة لتقف وراءسعد محتمية به منه،ولم تكن تعلم أن بتصرفها ذاك قد إستفزته جدا ، وبقوة،فعاود هو محاولته على مرأى مسمع الجميع،ولكن سعد بسلاسة حال دون ذلك بدون ان يشعره بشئ،وفي هذه اللحظة.كانت والدتهما السيدة سعاد قدتركت مكانهابخفة متوجهةنحوهما بعدما كانت قد لاحظت بأن ثمة ماكان يصير مع إبنيها الإثنين بسبب غريمتها حياة التي كل ماكان يشغل تفكيرها لحظتها هو العودة للبيت،وبسرعة،وهذا ما قررت أن تطلبه من سعد
وهنا إستغلت فرصةإنشغالهما مع أمهمابالحديث،لتتحرك
مبتعدة،وقد تابعت سيرها بإتجاه الحديقة،وفي منتصف طريقها إلى هناك.رأت شابا لايمكنها أن تخطئه إطلاقا وهذا الشاب كان هو طه شقيق ماريا الأكبر، والذي كان قد سارع بإتجاهها مذهولا ما إن لمحها معترضا إياها، بينما كانت هي قدتجاهلته تماما،وهي تتابع سيرها،وأما هو،فقد بدا منتشيا،وسعيدا جدا لرؤيتها،ولوحدها، فهو لطالما تمنى لقائها بمفردها، لأنه كان يريد محادثتها بأشياء كثيرة تخصهما هو، وهي،وحدهما، ولهذا،قرر أنه سيستسغل هاته الفرصة التي أتيحت له،لا ولن يدعها تضيع منه هكذا، لأنه كان يخشى ألا تأتيه فرصة أخرى كهاته مرة ثانية، فراح يقترب أكثر منها، وهو يبتسم لها محييا، ومحاولا مجاراتها في سيرها خطوة بخطوة، بينما ظلت حياة على موقفها لائذة بصمتها،و مكتفية بالإصغاء فقط،دون إبداء أي رد فعل،فهي لاحظت بأنه مصر،وبإلحاح لمعرفةأجوبتهاعن أسئلته لها،والتي كانت تتوقف عليها أشياء كثيرة بالنسبة له........
وأماأيوب ذاك العاشق المتيم،فقدسارع للحاق بهامحاولا محادثتها عن سوء التفاهم الذي حصل مبررا لها موقفه و عن حقيقة علاقته بزوجة أبيها السيدة سعاد ،وإبنها الكريه فؤاد،ومصارحتها بمشاعره القوية،والجارفةنحوها و برغبته في الزواج منها،والإرتباط بها،فهو يعرف جيدا بأن الكثيرين يحومون حولها يتمنون رضاها،ويسارعون
لتقديم الولاء ،والطاعة لها لنيله،لهذا هو كان يخاف خسارتها،وأثناء تقدمه،صدم بما يشاهده، لقد رأها برفقة
شاب، و يتحدث معها، لكنها كانت تتجاهله، وهنا هاجمه شعورقوي بالغيرة كان قد أعماه، ليندفع نحوهما بسرعة متسائلافي سره عن الذي كان يصير بينهما،وفورإقترابه منهما،وجه حديثه لحياة التي تنبهت لوجوده،وأنه واقفا
على مقربةمنهاهي،وذاك الشاب طه،وهو يقول لها سائلا: -لو سمحت أنسة حياة، أيمكنني التحدث معك.......؟!!!!
ولكن نفس الموقف تكرر مرة أخرى،وظلت تلوذ بصمتها
دهشةمن الذي كان يصير معها،فتدخل طه في الحديث وهو يقول متسائلا:
- هل أن أعرف من تكون؟!!! من أين تعرفها؟!!
تجاهل أيوب سؤاله،وتابع يقول:
-أنسة حياة،هل لي بالتحدث معك......رجاءا؟!!!!
- فلتجبني أنا أولا عن سؤالي......من تكون ؟!!!
-ومن أنت كي تستجوبني؟!!!
-انا إسمي طه ......وأنا زوجها المستقبلي،إن شاء الله.....
جن جنون أيوب مما سمعه،ولكنه تمالك نفسه،و صاح سائلا:
- ماذا؟!!!ومتى هذا؟!!!!
-نحن لم نحدد موعدا،ولكنه سيكون قريبا......بل قريبا جدا.......

غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن