💞الفصل السابع💞

467 7 15
                                    

فور إنسحابه،وبسرعة كان أيوب قد توجه إلى حيث كانت سيارته مركونة بالجهة الأخرى من الطريق،وهو يغلي،ويكاد ينفجر........ومن إن إقترب منها، حتى فتح بابها،وصعد ليجلس خلف مقودها، قبل أن يعاود إغلاقه مجددا بشئ من القوة،ثم إعتدل في جلسته،وهو يزفر بضيق،ثم راح بضيق،ينقر بأصابعه على المقود بعصبية منتظرا ظهور السيدة سعاد، وفي ذات الوقت.راح هو يحادث نفسه،وصور الذي حصل لتلك الحورية،وبكائها لحظتها ملكت عليه مشاعره،وسيطرت على حواسه وبغتة إرتد في مقعده،وأسند رأسه إليه محدثا نفسه بإنفعال واضح،وبصوت عال:
-ليثني أعرف هذا الذي يحصل؟!!!وماهذا الذي يصير مع تلك الصغيرة؟!!!!ياترى..........؟!!!،وما علاقة السيدة سعاد وإبنها فؤاد أيضا بالتغيير المفاجئ الذي بدا عليها لحظة سماعها إسميهما تحديدا.....
وسكت بغتة متفاجئا،وكأنه إكتشف شيئا قبل أن يتابع:
-لا،مستحيل.......هذا مستحيل؟!!!ولكن الواضح بأنه ثمة
شئ،وهذا يؤكده رفض بتول،وبإصرار السماح له برؤية حياة،والإطمئنان عليها.........أكيد ثمة شئ ما.........وعلي أن أعرفه،وسأعرفه،ولكن السؤال هو كيف؟!!!وهذا ما أنا أجهله ؟!!!! يارب؟!!! أكاد أجن.....
ولعجزه إيجاد أجوبة لتساؤلاته هاته ضرب المقود بكلتا
يديه منفعلا،ثم رفعهما،وشد بهما على رأسه متأوها،وهنا
تعهد هو لنفسه أنه سيحاول كشف غموض الذي يحصل معها،وأنه سيكون مستعدا لأي شئ من أجل مساعدتها وحمايتها إن إضطر لذلك،وأنها ستجده بجانبها إن هي إحتاجت إليه في أي شئ تطلبه،أو حتى قبل أن تفعلها
و تطلبه منه.........،بينما ظل على حاله ذاك هو تتقاذفه
أفكاره.....
يمر الوقت.....
وهو جالسا مكانه حيث هو يفكر،ولحظتها تفاجأ برؤية
السيدةسعاد من خلال زجاج نافذة سيارته،وهي تترجل
من سيارة أجرة التي توقفت،والتي كانت قد إستقلتها
للعودة إلى البيت بعدما دفعت لسائقها أجرته،وعاودت إغلاق بابها قبل أن تتحرك متوجهة نحو باب مدخل البيت..........
وبدوره أيوب كان هو أيضا قد سارع يغادر سيارته،وفي عجلة،وأغلق بابها،ووقف بالقرب منها منتظرا مرور تلك
السيدة،وإقترابها منه،وهذا ماكان،فتنبه بأنها تفاجأت برؤيته،وبعد التحية، محادثتهما المختصرة جدا،أشارت
له بمرافقتها إلى داخل البيت،وهي تجهل مدى سعادته
وشعوره بالفرح،والإثارة لدعوتها هاته،لأنه سيرى حياة
ويطمئن عليها،ولو من بعيد،وهذا ماكان يتمناه،وبشدة
فأحنى رأسه مذعنا ومشيرا لها بأن تتقدمه ......
وداخل البيت كانت حياة منشغلة بالحديث الهاتفي مع
والدها الحنون المحب عندما تسمرت مكانها متفاجئة بدخول زوجة والدها يرافقها شاب،وما إن رأته،عرفت هويته على الفور،كان هو نفسه أيوب،فتجاهلته تماما وكأنها لم تره،وبهدوء.وضعت السماعة مكانها فور نهاية
الإتصال، وإستدارت لترى زوجة والدها السيدة سعاد وهي تشير له بالجلوس بالردهة،بينما كان هو يحاول لفت إنتباهها إليه بدون أن يشعر تلك السيدة بشئ،إلا أنها لم تعره إهتماما،وهنا رأت هذه الأخيرة تقترب منها متسائلة عن هوية المتصل هاتفيا،مع أنها تعلم الإجابة فردت حياة قائلة:
-المتصل هاتفيا والدي.....
-وكيف حاله؟!!أهو بخير؟!!
-أجل،بخير..........
-أتحدثت معه ؟!!
- أجل،تحدثت معه....
-ألم يقل لك شيئا؟!!
-إتصل يسأل عنك،يريد التحدث معك.....
-سأل عني....؟!!
- أجل.....
- وبم أجبته ؟!!!
-بالذي أعرفه..........بأنك لست متواجدة بالبيت،فأخبرني
بأنه سيعاود الإتصال هاتفيا لاحقا،ويتمنى أن تردي على  إتصاله....
-أخبرك بأنه سيهاتفني.......
-هذا ما قاله.....
-وماذا أيضا؟!!!أهذا كل شئ؟!!
- سيعود غدا.........،إن شاء الله،وبرفقته ضيوفا...... .
-ماذا........؟!!قلت ضيوفا....؟!!!
-هذا ماقاله،وطلب مني إخبارك للإستعداد لإستقبالهم كما يجب.....
-ومن يكونون.؟!!....ألم يخبرك.....؟!!!
-لا،لم يخبرني.......... يمكنك أن تسأليه عندما يهاتفك...
-أهذا كل ماقاله؟!!!
- هذا ما قاله.........،والأن، فلتعذريني،...
-مهلا،مهلا...
-ماذا هناك......؟!!
-ما الذي قاله لك بالضبط؟!!
-لقد سبق،وأخبرتك بالذي أعرفه،وعندما يعاود مهاتفتك فلتسأليه بنفسك،وهو سيجيبك بنفسه،وسيخبرك بكل الذي تودين أن تعرفيه،فأنت زوجته......
وهنا صاحت السيدة سعاد بها،وهي تصرفها وهي تغلي غيضا،وغضبا،وهي تقول لها :
-فلتغربي عن وجهي أيتها الحية الرقطاء، تعرفين بأني أكره ان أراك،ولاأريدك تكوني قريبة مني هكذا ،تعرفين هذا؟فلتذهبي.......هيا إذهبي،ماذا تنتظري؟!تحركي.......
كان هذا يصير على مرأى ،ومسمع أيوب الذي صدم
وأما حياة،فكانت قد سارعت عائدة إلى غرفتها تلوذ بها،بينما نادت زوجة والدها الخادمتين اللتان كانت قد باشرتا تحضير الذي سيقدم للضيوف القادمين بصحبة سيد البيت السيد نجيب،فأتت البتول مسرعة لتعرف الذي كانت تريده،وأثناء إقترابها تفاجأت عندما لمحت أيوب،وهو جالس بالردهة،فإبتسم بغموض عندما رأها تتحدث مع السيدة سعاد التي كانت تخبرها  بالمطلوب منها،والذي كان تقديم واجب الضيافة كما يجب لضيفها فسارعت البتول لتنفيذ الذي طلبته منها بعدما سألته عما يرغب في شربه،وهذاماكان،وعادت بسرعة مستغلة غياب السيدة سعاد التي ذهبت لتبديل ملابسها قبل أن تعود لمجالسته،فسألته بعجلة،وهي تقول له:
-لم عدت مرة أخرى......هل لي أن أعرف لم أنت هنا ؟!!!
ما الذي أتى........؟!!
- تعرفين الإجابة.....
- وأعرف أيضا بأنه يتوجب عليك البقاء بعيدا جدا،ولا تحاول زج نفسك في مشاكل أنت غنى عنها......صدقني يا سيد أيوب
- لم أفهم .....ليثك تتحدثي معي بوضوح.......
-أظن بأني كنت،ولازلت،وسأظل واضحة جدا،وبما فيه الكفاية.......
- أتمنى أن تكوني كما تقولين........
-أهذا ماتظنه... ؟!!
لم يحبها على سؤالهاهذا،فتابعت قائلة:
-مازلت أنتظر جوابا منك عن سؤالي،والأن تفضل.....
قالت البتول ما قالته،وهي تمد الصينية التي كانت تحملها بإتجاهه،فأخذ فنجان القهوة المركزة،ووضعه على المائدة التي أمامه،ثم مد يده نحو الطبق الفضي
الذي كان يضم تشكيلة من قطع الحلويات التي تقدم مع القهوة،ليلتقط قطعة،ورفعها نحو فمه بعدما إبتسم شاكرا لها ،بينما كانت هي قد همت بالإبتعاد بعض الشئ عندما أوقفها صوته قائلا:
-مهلا،مهلا لحظة؟!!!!
-ولم؟!ماذا هناك هذه المرة؟!!!
-أتعلمين؟!!!
- ماذا؟!!!
-يبدو أن ما إستنتجته،وفكرت فيه كان صحيحا.....
-وماالذي فكرت فيه؟!!!
-بأن ما يصير معها ورائه السيدة سعاد،وإبنها فؤاد...؟!!!!
أليس هذا صحيحا؟!!!
- لا أستطيع إجابتك....
-ولم لاتستطيعين..........؟!!!!فلتجيبني،وبصراحة...........
-تجنبا لما قد يحصل......وأنا في غنى عنه.....
-أنا بحاجة إلى أجوبة لتساؤلاتي؟!!!
-فلتعذرني،لا يمكنني....
-وماالذي يمنعك؟!!!
- يجب أن تعرف بأنك....مني لم،ولن تعرف شيئا....لذا
لا تحاول....
وهنا حدق بها متعجبا،بينما كانت هي قد لاذت بصمتها
فجأة لشعورها بإقتراب السيدة سعاد التي لم تلحظ
شيئا من الذي كان يجري بينها،وبين أيوب الذي بدوره
ساورته شكوك بأن هذه السيدة الأتية بإتجاهه ليست كما تحاول أن تبدو،وخصوصا بعد سماع حديثها مع حياة التي كانت لاتزال حبيسة غرفة نومها تتقاذفها
الأفكار،والمخاوف مما قد يحصل معها،كما لفت إنتباهه
أسلوب تعاملها معها،فإنتظر إلى أن جلست بمحاذاته
وسألها لم كانت تصر على رؤيته،والتحدث معه،فأجابته
بأنها ترغب بالحديث معه بموضوع يخص إبنها فؤاد
فتفاجأ،لم يقل شيئا،بل ظل لائذا بصمته متمنيا رؤية حياة،وما إن إنتهى حديثها معه،حتى إعتذر مستأذنا للمغادرة،فهمت بترك مكانها لترافقه إلى الباب لتوديعه وهذا ماحصل،وأما هو،فكان يبحث فيما حوله لعله يرى حياة،ولكنه لم يرها،وهما في طريقهما إليه توقف فجأة طالبا كوب ماء ليشرب،فنادت السيدة سعاد بتول طالبة منها جلبه له،وفي هذه اللحظة بالضبط،دوى صوت رنين الهاتف،فإعتذرت سيدة البيت، وإتجهت نحوه للرد عليه فهي تعلم جيدا هوية المتصل هاتفيا للذي كان زوجها
أما أيوب،فكان قد إلتفت نحو البتول بعدما شرب نصف الكوب قائلا لها بصوت لا يسمع بعدما ان شكرها بأنه سيتصل بها هاتفيا الإطمئنان على حياة،فتأففت هاته الأخيرة،وقالت:
- والأن،يمكنك المغادرة،وأنا سأرافقك بنفسي يا سيد أيوب إلى الباب....
-ليس بعد،فأنا أولا أريد منك وعدا بأنك ستساعدينني
في الذي طلبته أنا منك.......
- أسفة يا سيد أيوب،فأنا لن أعدك بشئ لا،ولم ولن
أستطيع إن أفي به........ لذا فكر بالذي أنا طلبته منك.....
-لكنك،ستساعدينني لأجلها.......... أتعرفين هذا؟!!!
-سبق،وقلت لك بأن حياة خط أحمر........لذا أتمنى عليك أن تبقى بعيدا جدا.......لوسمحت......
-أسف فهذا لن يحصل.....
- والأن،ألن تغادر ؟!!!
-بلى،ولكن أريد إخبارك بأني، سأتصل هاتفيا،وأتمنى أن تردي على إتصالي.....
وبعدها تابع سيره بإتجاه الباب مغادرا.......
* نهاية الفصل *

وهذه هدية مني لمن يتابعني،وشكرا جزيلا

وهذه هدية مني لمن يتابعني،وشكرا جزيلا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن