💞الفصل الثالث💞

564 11 25
                                    

وبعد محادثته مع شقيقه،كان ايوب قد إستأذن منه معتذرا قبل  إنسحابه مغادرا البيت بسرعة متجها إلى حيث كان تاركا سيارته مركونة،وفور وصوله إليها،فتح بابها،وصعد إليها،قبل ان يوصده مرة اخرى، ثم إعتدل في مقعده،مادا يده،ليدير محركها،منطلقا نحو وجهته والتي كانت ذاك  الحي نفسه الذي كان قد غادره منذ سويعات،وهو يتمنى في سره رؤية تلك الفاتنة الحسناء التي ظلت تشغله مرة أخرى،وهنا تذكر كلام الذي قاله شقيقه عنها،وظنه،بأنها هي حياة نفسها إلا أنه إستبعد  هاته الفكرة التي ظلت تلازمه أثناء قيادته،وبغتة تنبه لوصوله وجهته،فأوقفها،وأطفأ محركها إلا أنه لم يرتجل منها،بل ظل جالسا مكانه وراء المقود،وراح ينقر عليه بأصابعه بعصبية،وهو يتنفس بعمق في الوقت نفسه في محاولة منه للسيطرة على نفسه،ومشاعره الجارفة، عدل نظاراته الشمسية الأنيقة التي كانت تقي عينيه أشعة الشمس،ثم مد يده ليلتقط هاتفه،وحاملة مفاتيحه وفتح الباب الذي كان محاذيا له،وترجل قبل ان يعاود إغلاقه  من جديد،وإستقام في وقفته،ثم إستدار،وهو مكانه،وهنا باغته إحساس مبهم،وسيطر عليه بأن شئ ما سيصير معه،وهنا تمنى  من قلبه أن يكون خيرا،وفي اللحظة نفسها محاولا،وبجهد كبت إحساسه ذاك،وهو يتحرك متجها نحو باب البيت بعدما نجح جزئيا في  ان يتمالك نفسه،وإنفعالاته،ولم ينتبه للبتول التي كانت تسدل الستائر لحظتها،فلمحته من خلال زجاج نافذة من إحدى نوافذ البيت،والتي كانت مطلة على الشارع وفور وصوله إليه،رفع يده نحو زر الجرس الكهربائي وضغطه ليقرعه ببطء،وبإنتظام،ثم إرتد خطوات إلى الخلف داعيا الله في سره بأن يحقق أمنيته،ويمنحه فرصة لرؤيتها ثانية،والتحدث معها في محاولة منه كي يتعرف عليها أكثر،في البداية لم يتلقى ردا،فرفع يده مرة أخرى لقرعه ثانية إلا أنها توقفت،وهي في منتصف الطريق إليه،لإنه كان قد فتح بغتة كاشفا عن مفاجأة أخرسته،وسمرته مكانه متصنما حيث هو مأخوذا بما تراه عيناه أمامه،لدرجة انه إحتاج لثوان كي يتمالك نفسه،وليستجمع قواه المتلاشية،ويكبح جماح مشاعره التي أفلتت من عقال سيطرته،وهو يراها،وهي واقفة قبالته..............أجل لقد كانت تلك الحسناء  الفاتنة التي شغلت تفكيره،وهاهي الأن تقف بمواجهته،وتنظر إليه بتساؤل صامت،فإزدرد ريقه،ليبتسم لها بحرارة محييا إياها،وهو يمد يده إليها مصافحا،ولكنها تجاهلتها،وهي ترد عليه التحية بإيماة من رأسها رأسها،وبإبتسامة عذبة قضت على كل ماتبقى من مقاومته،وأثارت فيه مشاعر لم،ولا يستطيع تسميتها،وللمرة الثانية يجد نفسه يعيش من جديد ذاك السيناريو ذاته الذي صار معه قبلا عندما عندما رأها لأول مرة،وهو عاجز عن فعل أي شئ،فالذي يصير كان أقوى منه،فسارع إلى أن يتمالك نفسه،ويكبح
جماح إنفعالاته المتباينة مخافةأن تشعر تلك التي كانت تقف أمامه بالذي يحصل معه،أو يظهر عليه شيء،وهنا رفع أيوب كلتا يديه خالعا نظاراته الشمسية،وهو يسمع صوتها العذب،وهي تسأله:
-أظنك الشاب الذي أتى سائلا.........
وهنا قاطعها بفرح مجيبا على سؤالها،وهو يقول لها:
-أجل ،هو بشحمه ولحمه.........وإن تكرمت فأنا سأعرفك بنفسي عن نفسي من أكون.....؟!!
وسكت لثوان،ليلتقط نفسا عميقا،وزفره،ثم تابع قائلا:
-أنا إسمي أيوب.....وسرني جدا لقائك.....
-شكرا....أظنك هنا من أجل سيدة سعاد، أليس كذلك؟!!!
- أجل، لهذا أنا هنا .....
وفي الوقت ذاته كان يحادث نفسه:
-آه،لو تعلمين أيتها الفاتنة الحسناء،أنا هنا لأجلك أنت... أنت وحدك فقط.....
وفجأة تنبه إلى أنها تحدثه عندما سمعها تقول:
- للأسف يا سيد أيوب، هي لم تعد بعد.....
لم تكن حياة تعلم بأن نبرة صوتها العذب الآسر،وكلماتها تلك كان لهما مفعول السحر عليه،ولهذا،تأكد له بأنه كان محتاج  لفرصة كهاته،فقرر بينه،وبين نفسه ان ينتهزها ويستغلها،ولن يدعها حتى تضيع منه هكذا،فسألها قائلا:
-أتتاخر هي عادة هكذا......؟!!
وقبل أن تجيب على سؤاله قاطعهما صوت البتول،وهي تتقدم،لتقف على مقربة منهما متسائلة بإستغراب:
‐أراك قد عدت سريعا يا سيد أيوب.....
-كما ترين بتول....
- حسنا ياسيد ايوب.....أظنك تعرف بأن السيدة لم تعد بعد.....
-أعرف،أعرف...... الذي ستقولينه؟!!
‐تعرف....؟!!!و كيف؟!كيف تعرف؟!
فقال ما قاله،وهو يشير بعينيه بإتجاه حياة:
-أجل،أعرف...هي أخبرتني......
وهنا تدخلت حياة في الحديث قائلة:
- محق ......أنا أخبرته
فتعجبت البتول التي إضطرت ثانية للإنسحاب بسرعة فور سماعها صوت الخادمة رقية تناديها،بينما كان أيوب قد قرر إنتهاز هاته الفرصة التي أتيحت له،ولن يدعها تمر هكذا،وبسهولة،فحاول بجهد أن يتغلب على التردد الذي تمكن منه،ولو جزئيا،فنجح بذلك،وهم بالكلام قائلا:
-لوسمحت انستي،أيمكنني أن أرى حياة.....؟
-ماذا؟!!!ماذا قلت.....؟!!!
-إذا لم يكن هناك مانعا انستي،فأنا أود رؤيتها،والتحدث إليها.........إن كان هذا ممكنا،لو سمحت.....
- أتعرفها؟!!أسبق،ورأيتها؟!!!!
- أجل،رأيتها.....سبق،ورايتها
-رأيتها........؟!!!أين؟!!ومتى كان هذا؟!!!
-كان هذا منذ سنين مضت.....تقريبا منذ أكثر من  تسعة
عشر سنة.........وحينها كانت لاتزال طفلة صغيرة جدا...
-أنا أقصد مؤخرا،أرأيتها ؟!!!!
-سأكون صريحا معك! كلا لم أرها.......كما أني لن أعرفها حتى،وإن أنا رأيتها،ولكني سمعت عنها الكثير......
- ماالذي سمعت عنها....؟!!!فلتخبرني االذي سمعته......؟!!وممن؟!!فلتجبني ياسيد أيوب....؟!!
فتعجب ايوب مستغربا فضولها،وإلحاحها لمعرفة إجابته عن أسئلتها،وقال:
-لقد سمعت عنها الكثير من صديق لي.....
وهنا قررت حياة إستدارجه أكثر بالحديث لتعرف سبب إلحاحه هذا لرؤيتها،والتحدث إليها، فسألته قائلة:
-ماذا؟!!!
وقبل أن تسمع إجابته على سؤالها،كانت قد إرتدت إلى الوراء خطوات،وهي تعتذر منه بإبتسامتها حلوة الآسرة قبل أن تسارع بإتجاه جهاز الهاتف الذي كان موضوعا  بزواية الردهة،وقد تعالى تعالى رنين جرسه بإلحاح،وهنا تملكها إحساس بأن المتصل هو والدها،وكان إحساسها هذا مصيبا،وتأكد لها هذا فور وضعها سماعته على أذنها بعدما إلتقطتها،لتسمع صوته الحنون آتيا عبرها......
وفي اللحظة نفسها،ومن بعيد كانت البتول قد لمحت أيوب الذي ظل واقفا مكانه حيث هو يراقب حياة التي كانت مشدودة تماما لمحادثتها الهاتفية،و تبدو فرحة وسعيدة جدا،منتظرا إياها......وهنا قررت التوجه نحوه لتعرف الذي كان يجري معه،والذي كان هو ينتظره......
وأما ايوب،فكان يحاول جاهداضبط نفسه،وتمالك كل مشاعره التي كانت متباينة،ومتداخلة فيما بينها بجهد ويستعد الذي سيواجهه لاحقا،وهنا تلقى إتصالا هاتفيا وأثناء حديثه الهاتفي أحس بوقوف أحدهم بالقرب منه وهنا إضطر إلى قطعه،مع وعد للمتصل بمعاودة الإتصال به لاحقا،وإستدار بخفة،ليتفاجأ بشاب،وهو يقترب منه محييا إياه معانقا،وأثناء محادثتهما الموجزة عاد جرس هاتفه مرة ثانية للرنين،وبنفس الإلحاح،فإضطر أيوب  الإعتذار من الشاب الذي كان يقف معه،وتنحى جانبا للرد عليه،وأثناء تلك المحادثة  الهاتفية،إستدار نصف إستدارة،ليرى الأخير الذي كان واقفا على بعد خطوات منه،وقد رفع يده،ليقرع جرس الباب الذي كان مواربا
و هنا تنبه.للذي كان يحصل معه،لقد لاحظ شروده،وهو واقف مشدوها،وفاهه فاغرا،وهنا تأكد له،بان الذي كان يصير معه،هو نفسه الذي كان قد حدث معه قبلا،وهنا تملكه شعور مبهم،وسيطر عليه،فلم يستطع تفسيره......

غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن