💞 الفصل التاسع والعشرون 💞

379 6 21
                                    

لنسرع الأحداث:
و بسرعة خاطفة.تحركت حياة تاركة مكانها للعودة إلى غرفة النوم خاصتها بعدما إعتذرت من الجميع بلباقة مرة أخرى لشعورها القوي جدا بأن وجودها معهم،وفي المكان نفسه كان غير مرغوب فيه أصلا، فهي لم تلحظ نظراتهم التي كانت عالقة بها،والتي كانت تحمل لها في طياتها الكثير من المشاعر المتباينة، والمتضاربة فيما بينها،وهي تتبع كل تحركاتها،وسكناتها،فيما هي تحاول بجهد تجاهل الذي كان قد حصل،والذي يحصل معها لحظتها تماما،وان تولي كل إهتمامها،و تركيزها للذي كان يهمها فقط،وهو الإمتحان الذي ينتظرها، والذي سيحدد لها مستقبلها،وهذا مامافعلته،وبسرعة،تحركت بإتجاه ملجأها الآمن،فما إن دخلتها مغلقة بابها خلفها بإحكام حتى إستندت عليه لثوان،وهي تتنفس ببطء وبعمق في محاولةمنها للتخلص من الضغط القوي الذي تعرضت له قبل ان تتوجه إلى حيث كانت جالسة قبلا بين الكتب، والمراجع،والأوراق خاصتها،وأقلامها،وفور جلوسها،حتى باشرت سريعابالتحضيرلإجتياز الإمتحان  الذي صار وشيكا جدا......
تسريع الأحداث:
مرت سريعا جدا الفترة التي كانت متبقية على الموعد الذي حدد لإجرائه،وأتى اليوم المنتظر،وفي صبيحته كانت حياة قد إستيقظت من نومها الذي كان مضطربا أبكر من المعتاد، وباشرت برنامجها الذي صار روتينيا بالنسبة لها،فراحت تستعد بسرعة،وتتجهز للذي ينتظرها فإرتدت ما إختارته،ثم مشت ناحية طاولة الزينة،وهناك مدت يدها،وإلتقطت مشطا،وراحت تمشط شعرها الرائع والذي كان كثيفا،حريري الملمس،ويتماوج بشكل أخاذ وبسلاسة،وجمعته على شكل كعكة،وبعدذلك مشت نحو جهة السرير خاصتها،ومدت إحدى يديها،لتلتقط حقيبة الظهر التي كانت موضوعة على طرفه،والتي جهزتها قبلا بما تحتاجه،ولتتأكدمن محتوياتها قبل تعليقها على كتفها،ثم مشت نحو باب الغرفة،مغادرة بإتجاه المطبخ  وفور دخولها إليه،هناك وجدت رقية،والبتول منهمكتان في تحضير طعام الأفطار للجميع قبل إستيقاظهم من النوم،وهنا تحركت هاته الأخيرة ناحيتها،لتقدم لها طعام الفطور الذي كانت قد حضرته لها،والذي كان شهيا جدا ولكن حياة رفضته بلباقة،وإعتذرت منها بإبتسامة عذبة آسرةلكل من يراهامكتفية بالذي طلبته،والذي كان كوبا  من الحليب،وحبات من الثمر شاكرة،وهي تتجه للجلوس على احد المقاعد المتواجدة هناك بنفس المكان،فأذعنت البتول لرغبتها،وسارعت لتنفيذ الذي طلبته منها على الفور،وهناتفاجأن ثلاثهن بدخول سعدمبتسما،وهو يلقي عليهن التحية الصباحية،وهو في طريقه نحو طاولة الطعام التي تتوسط المطبخ،وقد رصت فوقها مجموعة من الأطباق بما لذ،وطاب مما كان سيقدم على مائدة الفطور للجميع من المشروبات الساخنة،ومن العصائر، والمعجنات،والكعك،والحلويات،والأجبان،وعسل نحل وانواع من الزيتون، والخبز، والمربى، والزيوت،والبيض إلخ،وعيناه تحدقان بحياة التي كانت قد رفعت رأسها فجأة،تنظر إليه مباشرة،وهي تبتسم برقة،وهي ترد عليه التحية، وكذلك فعلت رقية،والبتول التي تراه متجها بسرعة،ليجلس بالقرب من صغيرتها حياة،وهنا لم يكن أمامها سوى أن تتقدم بتوجس،وبخفة نحوه متسائلة إن هو يرغب بتناول فطوره لحظتها،وهنا واجه نظراتها المحدقة إليه،وهو مبتسما،وهز لها رأسه بإيجاب موافقا وهو يتابع قائلا لها بأنه سيتناوله مع حياة المتستغربة كلامه الذي سمعته منه للتو،فواجهت عينيه اللتان كانتا تحدقان بها دهشة،وهي تلوح له بيديها الإثنتان،وتقول معتذرة بأنها لا تستطيع،وأنها ستكتفي بالذي كانت قد طلبته من البتول التي كانت قد أتت به لتضعه أمامها على الطاولة مباشرة،و هنا تسأل سعد الذي ينقل بصره بينهما متعجبا،ومشدوها،ومستغربا مما يراه،قال بإصرار بأنه يتوجب على حياة تناول وجبة كاملة،وهنا صاحت بتول مقاطعة إياه،وهي تؤمئ له براسها مؤيدة كلامه،و تقول له:
-بهذا انت محق ياسعد!......فهذا ما كنت أقوله لها،ولكنها رافضة تماما
وهنا وجه هو بسرعة بصره ثانية نحو حياة التي كانت تنظر إليهما هما الإثنين مشدوهة،ومتعجبة بإستغراب....
وهنا سمعت صوته،وهو يسألها:
-ماهذا الذي أسمعه حياة ؟!!!!
وهنا تولت البتول الإجابة نيابة عنها قائلة:
- اجل رفضت،وكما ترى،فهي إكتفت بكوب من الحليب وحبات من الثمر ...... هذا كل الذي ما اردته.......
هنا قال سعد،وهو يعود ببصره نحو حياة قائلا:
-تعلمين بتول بأنها يجب ان تتناول فطورا كاملا،وأظنك بل انا متأكد من أنك تعرفين هذا ام أني مخطئ......؟!!!
هنا شاركت حياة في حديثهما،بشيء من الإنفعال الذي كان محببا للقلب،والذي كان ملحوظا لهما قائلة:
- بالطبع تعرف،وانا أيضا اعرف،لذا،أتمنى الا تصرا أنتما الإثنين،رجاءا! أنا لست طفلة.... انا فعلا لا أقدر،فبسبب التوتر،والضغط الذي انا فيه...... ..فقدت شهيتي.......
وبغتة إقترب منها،وهو جالسا بمقعده أكثر،فأكثر ليشد يدها بيديه بحب،ويربت عليها بحنان،وهو يقول لها:
-هل لي ان اعرف .......لم إنفعالك هذا؟!!!
وصمت للحظة متفاجئا،لا بل مذهولا،وهو يراها تسحب يدها من بين يديه بسرعة،وبخجل،قبل ان يعاود النظر إليها مباشرة،وهو يتأمل ملامح وجهها التي بدت فاتنة بل رائعة جدا،وتابع حديثه معها مرة ثانية قائلا بعدما كان قد إلتقط نفسا عميقا،وزفره:
- فلتهدأي حياة..............وإسمعيني،تعلمين مامن شيء يستحق إنفعالك هذا،لقد إستعددت جيدا، وكما يجب لإجتياز الإمتحان،وبتفوق،أعرف ما أقوله،ولاتنسي........ فالحرم الجامعي الذي تحلمين بدخوله بإنتظارك الأن فاتحا لك ذراعيه الإثنين.......
وهنا قالت بتول بتمني:
- إن شاء الله السميع القريب المجيب..........فهي لطالما كانت،ولازالت،وستظل متفوقة جدا،ومميزة جدا........
وبعدما قالت البتول كلماتها هاته،وهي تعود لعملها الذي تقوم به،في الوقت نفسه كانت تصغي للذي كان يقوله :
-محقة بتول ،هي كذلك، وستظل،و لهذا،فهي محتاجة لأن تتناول فطورها الذي أعددته لها........أليس كذلك؟!! اتمنى ألا تخذليني حياة........
وهنا حركت حياة رأسها بخفة رافضة بلباقة كعادتها قبل ان ترفع عيناها إليه مرة ثانية،تواجه عينيه ثانية وفي الوقت نفسه كانت عاودت سحب يدها التي كان قد ضمها بين راحتي يديه،وبسرعة فقالت له بإرتباك:
- لا،لن أستطيع سع....... فانا أشعر بالتخمة.......؟!!!!
-أنسة حياة؟!!!! كفاك مراوغة،وتذمرا........ فأنت بحاجة لوجبة كاملة لتمدك بالطاقة،وتساعدك في التركيز.....
وهنا قاطعته:
- حتى الثمر،والحليب وجبة كاملة.......كما انه سنة.........
- أجل،أعلم هذا جيدا،ولكن ........
- مادمت تعلم ؟!!لم تصر؟!!!...... سبق،وقلت لك بأني لا ولن أستطيع تناول شيءالأن.......ربما سأكل عند عودتي وأنا اعدك بهذا.....
- ولم لا تأكلي الأن........وعندما تعودين.........
وهنا سكت سعد فجاة،عندما لاحظ بأنها أنهت سريعا وجبتها التي قدمتها لها بتول سريعا،وهمت بالنهوض تاركة مكانها،وهي تنظر إلى ساعة يدها وهي تقول :
- علي الإسراع بالذهاب،فانا لا أريد أن أتأخر........
-فلتطمئني حياة .......لن تتأخري .......لتدعيني أنهي تناول فطوري أولا،وبعدها سأقلك نحو وجهتك..... ولا تنسي بأني لطالما كنت،وسأكون معك خطوة، بخطوة فأنا لم،ولا،ولن أدعك وحدك سأكون بجانبك دائما .....
-وأنا لم،ولا،ولن أنسى لك صنيعك هذا......... وأنا شاكرة لك،وممتنةلكل الذي قدمته من اجلي،ولازلت حتى قبل ان أطلبه منك.فأنت لطالما كنت تساعدني،ولاتزال بدون أي مقابل........سعد؟! انت بمثابة الأخ الذي لطالما تمنيته وتتمناه أي فتاة........
كان ينصت بإهتمام لكلامها الذي تقوله له دهشا،وبغتة
وبدون أن يشعر،شرد بأفكاره بعيدا،وهو ينظر مباشرة إليها محدثا نفسه،وهو يحاورها في اللحظة ذاتها عن الذي كان يسمعه منها،والذي صدمه بقوة،وهزه .....فهي تعتبره أخا،وهذا ما لم يتوقعه منها،اما هي بالنسبة له فكانت أكثر من ذلك،فهي كانت صغيرته،وعشقه الأبدي ولازالت،وستظل كل شيء في حياته،فهو لا، ولم،ولن يستطيع تخيلها بدون حياة،فهو مستعد لفعل أي شي لأجلها،ولحمايتها مهما كلفه ذلك،و لكن للأسف المعنية بالأمر تجهل تماماحقيقة مشاعره الجارفة تجاهها،والتي كان هو يتكتم عنها بشدة خشية رفضها وعدم التجاوب معها......
وهنا تنبه فجاة من شروده،عندما شعر بها،وهي تتنفض من مكانها واقفة،وتسارع بترك المطبخ،فإنتفض بدوره من مكانه واقفا،وهو يلتقط نفسا عميقا،وزفره،وسارع للحاق بها،وأما حياة،فكانت قد تحركت بإتجاه الباب وقبل وصولهاإليه تفاجأت بالبتول،وهي تعترض طريقها بعدما كانت قد تركت ماكانت تقوم به،وإلتقطت منشفة و جففت يديها قبل أن تلقي بها جانبا،وتحركت مقتربة منها أكثر لتحيط وجهها الملائكي بكفيها،وتبتسم بحب وحنان أمومي مطمئنة إياها بألا تخاف شيئا،وبأن الله سيكون معها،وهو الذي سيحرسها وسييسر لها الصعاب التي ستعترضها اي كانت،وهنا إقتربت حياة منها أكثر واضعة يديها على وجنتيها بحب،وإبتسمت لها إبتسامة آسرة تفيض رقة،وعذوبة،وقبلتها بحب شاكرة،وممتنة لحبها لها،ولدعمها الدائم لها،وعلى كل ما فعلته،ولازالت تفعله من أجلها،واما سعد فكان هائما في عالمه الخاص تتجاذبه مشاعر متباينة،وكان أقوها إحساسه بالغيرة من البتول،والذي سيطر عليه،وبشدة متمنيا لحظتها لو انه هو مكانها،لقد كان على إستعداد لتقديم أي شيء مقابل حصوله عليه،وهنا تدارك نفسه،وتمالك مشاعره الجارفة نحوها ،وإنفعالاته التي فقد سيطرته عليها قبل تحركه بإتجاهها،ليشد على ذراعها بلطف،وحنان دافعا إياها أمامه بإتجاه باب البيت مستعجلا إياها للذهاب وبسرعة،فأذعنت حياة لرغبته بإيجاب،وتقدمته،ترافقها دعوات من البتول،ورقية لها بالنجاح،وبالتوفيق،وتسيير الأمور،وهما ينطلقان بإتجاه خارج البيت،وفي طريقهم إليه،خطرت لسعد فكرة،فقرر تنفيذها،لغرض في نفسه فأوقفها فجأة مقترحا عليها بأن تأخذ معها كل ما كان يلزمها لمراجعة المواد التي ستجتازها مساءاليوم نفسه فأومأت له برأسهابأنها فعلت،فإتسعت إبتسامته لها،وهو يشدها من معصمها بلطف،ساحبا إياها خلفه منطلقان نحو وجهتهما،وهما متجهان نحو باب البيت.صادفا فؤاد في طريقهما،وقد كان متأنقا،ومرتديا ثيابه للخروج كان متجها إلى المطبخ،فألقى عليهما التحية الصباحية قبل مناداته البتول طالبا منها تحضير طعام الإفطار بسرعة، فإبتسمت هذه الأخيرة لحياة وهي تستدير راجعة إلى المطبخ لتنفيذ الذي طلبه منها،بينما كان هو قد عاد هو ملتفتا ناحية أخيه سعد،أماحياة التي كانت تتجاهله تماما بتساؤل :
- إلى أين،أنتما ذاهبان في هذا الوقت؟!!!!
- كما ترى....... فنحن علينا المغادرة.......
-لاحظت هذا.....ولكن إلى أين......؟!!هذا ما أريد......مهلا مهلا لحظة؟!!.......... لقد نسيت هذا تماما........اليوم هو اليوم الذي حدد موعد إجراء الإمتحان...... ولكن لايزال الوقت مبكرا على الذهاب.....
- هكذا افضل........ لا أريدها ان تتأخر......
وهنا تجاهل فؤاد ماكان يقوله شقيقه موجها بصره نحو بطلتنا حياة،وهو يسألها قائلا:
-ستذهبين لوحدك حياة ........؟!!!! مارأيك أن أقلك بعد ان اتناول فطوري........
لحظتها،إرتدت حياة بشيء من الخوف بضع خطوات لتقف خلف سعد محتمية به من شقيقه فؤاد الذي كان يكبره ببضع سنوات ،لأنها كانت تخافه بشدة،ولا تأمن جانبه،لطالما كانت تتوقع منه الأسوأ منه دائما،فنظر لها سعد مطمئنا،وقد شعر بخوفها الفجائي قبل أن يلتفت نحو فؤاد مرة أخرى ويقول له:
- فلتريح نفسك فؤاد، مامن داع .......فانا سأخذها إلى وجهتها.......
- واليس لديك عمل اليوم....... ؟!!!
- بلى لدي عمل،ولهذا،فأنا سأوصلها اولا.............وبعدها سأذهب الى عملي.....
-لدي إقتراح لك؟!!!!............مارأيك أن تترك انت لي هذه المهمة؟..........،وتذهب إلى عملك مباشرة.....؟
لحظتها.شدت تلك الصغيرة الفاتنة حياة ذراع سعد الذي كان واقفا بالقرب منها بكلتا يديها ناظرة إليه،بتوسل صامت،فما كان منه إلا أن واجه عيناه بنظراتها التي كان ترجوه بصمت ألا يفعلها،وهنا رأته يحني لها رأسه بإذعان قبل أن يعاود النظر إلى شقيقه،وقال له:
- للأسف فؤاد............لايمكنني تنفيذ هذا الذي إقترحته
توا.......
- ماذا ؟!!!!ولماذا؟!!!
- بصراحة؟!! هذه المهمة ..........انا مكلف بها،وحياة هي مسؤوليتي أنا.........
- ماذا؟!!!مسؤوليتك؟!!!! ومن كلفك بهاته المسؤولية؟!!!! اجبني.....
وهنا تدخلت حياة في حديثهما،وقد تولت مهمة الإجابة نيابة عن سعد قائلة بإنفعال:
-أبي هو من كلفه بها........وهو وحده ملزما بتنفيذها ولا أحد غيره.....
-مهلا،مهلا ؟!! من تقصدين بغيره؟!!!......أتقصدينني أنا؟!! أنا؟!!! أنا،أليس كذلك.......؟!!!!!
وهنا قاطعته صائحة،وهي تقول له:
- أظن ياسيد فؤاد بأنه لادخل لك بكل هذا..............فانا قصدت بكلامي أي شخص ماعدا سعد............ولهذا، فانا لا،ولم،ولن أذهب إلا مع برفقة سعد وحده......
- حياة؟!!!!!!لم تتكلمين معي بهذه الرسمية.......
-لنذهب الأن سعد......
وصمتت بغتة لثوان قبل أن توجه عينيها مرة أخرى نحوه،وتبتسم له بعذوبة آسرة،اثارت غيرة فؤاد،وهي تتأبط ذراعه،وتتابع قائلة له:
- لنتحرك الأن سعد،وفورا،وإلاسوف أتأخر......تعرف بأني لا أريد أن اصل متأخرة......
رد لها سعد إبتسامتها بأخرى مماثلة،واضعا يده على كلتا يديها اللتان تشدان ذراعه قائلا لها:
- أنا رهن إشارتك أنسة حياة .........لنذهب.....
وهنا أومأت له برأسها بإذعان،وعلى شفيتها المغريتان الإبتسامة نفسها،ليتحركا مغادران تاركين فؤاد مكانه حيث هو غارقا في دوامة الشك،والهواجس،وإنتابته مخاوف من الأفكار الصادمة التي هاجمته لحظتها،فراح يسائل نفسه،ويجيبها في آن واحد عن هذا الذي يحصل معه،وعن السر وراء إهتمام شقيقه سعد الواضح بحياة، وعن الذي يصير بينهما،وتسأل أيضا عن سبب رفضها إيصالها لوجهتها،وإصرارها على سعد،هو الذي يأخذها فهودائمايتولى هذه المهمة،وهذا مالم يكن يعلمه،وبغتة ترك مكانه متجها نحو نافذة من نوافذ الردهة،والتي كانت مطلةعلى الشارع حيث كانت سيارةسعد الفارهة مركونة بالجانب الأخر منه،وهو يحاول نفض عنه تلك الأفكارالتي سيطرت عليه بقوة،والتي تكادتفقده صوابه وهو يراقبهما من مكانه حيث كان واقفا........
وأما حياة،وسعد الذي كان قد سبقها إلى السيارة،وفتح بابها،وصعد،ليجلس خلف المقود،ثم شغل المحرك قبل أن يطل برأسه ناظرا ناحيتها،وهنا رأها تتقدم بالإتجاه السيارة،وما إن وصلت حتى أشار لها بالصعود بعجلة بعدما فتح لها الباب الذي كان من جهتها،فأذعنت حياة لرغبته،وصعدت،لتجلس بالقرب منه على المقعد الذي كان محاذيا،وهي تبتسم برقة،وبعذوبة كانت آسرة جدا وهي تضم حقيبتها إليها قبل ان تعاود إغلاق الباب مرة أخرى أخرى،وينطلقا لوجهتهما......

غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن