كانت حياة كالفراشة محلقة بسعادة،وفرح، منذ تلقيها إتصالا هاتفيا من والدها الذي أخبرها فيه بأنه هو،ومن معه في طريقهم إلى البيت،وهي تترقب لحظة بلحظة وصوله بعد غياب دام لأسابيع عدة.......
وفجأة تنبهت لصوت رنين جرس جهاز الهاتف الموضوع بإحدى زوايا بالردهة المفروشة متسائلة في سرها عن الذي يتصل هاتفيا،فسارعت نحوه للرد عليه، وليثها لم تفعل،ما إن مدت يدها ملتقطة سماعته،وضعتها على أذنها،لتسمع صوت لا يمكنها أن تخطئه،أوحتى تنساه وبسرعة خاطفة.عاودت وضعها مكانها حيث كانت،وهي مصدومة،متوجسة،وقد تسارعت خفقات قلبها بشكل فجائي،فإضطرت،أن تضع يدها عليه في محاومة منها لتهدئته،وهي ترى البتول التي كانت تتقدم نحوها،وهي
تنظر إليها مستغربة،وتسألها عن الذي يحصل معها بعدما لاحظت الذي كان باديا عليها،وقبل أن تجيبها حياة عن أسئلتها.كان جرس الهاتف قد عاد للرنين بإلحاح مقاطعا إياهما،فتحركت البتول نحوه للرد عليه، فحملت بسرعة سماعته،لتضعها على أذنها،وبعد التحية،ومحادثة التي كانت مختصرة جدا.طلب منها المتصل تمرير السماعة لحياة التي ظلت واقفة مكانها،وهي تشير لها بحركة من يديها بنفي وجودها معها،وهذا ما فعلته البتول مذعنة لرغبتها،وفي الوقت نفسه متفاجئة،ومشدوهة من الذي قاله لها المتصل الذي كان يحدثها هاتفيا بأنه متأكد من أنها معها،وبأنها لم تكن لترغب في الحديث معه،وأصر على أن تناولها سماعة الهاتف،لكنها إعتذرت منه،فماكان إلا أن قطع الإتصال بغتة دون سابق إنذار وأما البتول فوضعت السماعة مكانها،وهي متسغربة رد فعله ذاك ثم إستدارت بخفة نحوها،وهي تتسأل عن هوية المتصل هاتفيا السمج الذي إستفزها تصرفه الغير لائق،وبشدة وبغتة صمتت،وكأنها تذكرت شيئا:
-مهلا،مهلا لحظة حياة؟!!!أظنني عرفته........أظنه هو...... إنه فؤاد.........؟!! أليس كذلك.........؟!!
- أجل....إنه هو.......
-أولهذا السبب رفضت..........وطلبت مني ألاخبره بأنك معي،أليس كذلك........؟!!!الأن فقط عرفت السبب......
وهنا عاد جهاز الهاتف للرنين من جديد،وبإلحاح،فمشت
نحوه البتول للرد عليه بعدما حياة قد أكدت عليها الذي سبق،وطلبته منها لأنها كانت تعرف بأنه هو نفسه الذي يتصل،وهذا ماكان،وأثناء الحديث الهاتفي.لاحظت هاته الأخيرة بأنه مصر على التحدث مع حياة الواقفة على مقربة منها،وهي لائذة بصمتها،منتظرة ماستخبرها به فلاحظت تعابير وجهها المستهجنة والمستغربة،هي تعيد سماعة الهاتف مكانها فور نهاية الإتصال الهاتفي،وهي متفاجئة،وهنا سمعت صوت حياة،وهي تسألها:
- ماذا هناك هذه المرة بتول؟!!!
-المعتوه يهدد،ويتوعد.....
- ماذا؟!!!يهدد،ويتوعد.........؟!!
-لو أنك سمعت الذي قاله......؟!!!
-و ماذا قال لك....؟!!!
-قال بأنه لن يمرر لك ما فعلته هكذا بسهولة،وأنك ستعاقبين عليه،وأن تتذكري كلامه هذا،ولاتنسيه.....
-ماذا؟!!
- هذا ما قاله.....
في هذه اللحظة قاطعهما صوت الخادمة رقية منادية البتول،لتخبرها بأنها تريد محادثتها،فإتجهت نحوها على الفور بعدما إعتذرت من حياة المصدومة، والتي لاتزال تحت تأثير الذي صار معها،فرجعت للجلوس مكانها ضامة جسدها بذراعيها،وهي تتذكر تفاصيل لطالما حاولت نسيانها عاشتها،والتي كانت بسبب ذاك المعتوه كما سمته البتول،وبسبب والدته السيدة سعاد ولكن كل محاولاتها تلك لم تنجح،لقد باءت بفشل ذريع وهنا تسألت عن الذي سيحصل،وهذا ماهي تتخوف منه لأنها تجهله،وهنا سلمت أمرها لربها داعية إياه بخشوع كي يحميها من شرهما،ومن خبثهما.........
وهنا سمعت صوت الباب،وهو يفتح،تلاه دخول زوجة والدها بكبر،وبغرور،هي تنظر إليها،وبكره،وبحقد لكنها تجاهلتها تماما،فكل ماكان يشغلها لحظتها هو لقائها بوالدها الحنون المحب الذي إشتقته،وإشتقت لحضنه كثيرا،فهو كان لها الأب، والأم في آن واحد، والصديق، والأخ،فهو كان لها كل شيء في حياتها،وهذه حقيقة....
وعاد ذاك الغائب للبيت، لتستقبله تلك الصغيرة التي لم تتجاوز من العمر ربيعها السابع عشر بمشاعر جد قوية و جياشة،فمر ذاك اليوم،وهي في حضن والدها كما أرادت رغم المضايقات،والكلام الجارح،وهي لا تعلم بالمجهول القادم الذي بإنتظارها،والذي،لم،ولا،ولن يخطر لها ببال....
أنت تقرأ
غدر
Romance💞من المعروف لكل منا طباعه وأحلامه،وطموحاته وإفكاره،ومن خلال فصول هاته الرواية المستوحاة من واقعنا المعاش ،سنعيش مع أبطالها تفاصيل أحداثها 💞