كانت حياة في طريقها راجعة إلى مكان جلوسها الذي إعتادته،وفجأة،لمحت البتول واقفة خلف ستارة نافذة
من نوافذالبيت،والمطلة على الشارع، وبدا لها واضحا أنه ثمة،ما لفت إنتباهها،وشده إليه، وفعلا هذا ماكان يحصل فتملكهافضول شديد،لتعرف الذي شدها إليه هكذا بقوة فتحركت نحوها متسائلة،فماكان من البتول إلا أن مدت يدها،وشدت معصمها ساحبةإياها بإتجاهها بخفة بعيدا عن النافذة لتوقفها على بعد خطوتين منها قائلة:
- إلى أين حياة؟!!!تعالي إلى هنا.......لاتدعيه يراك.....
-ماالخطب بتول ؟!!!من الذي سيراني ؟!!!ماذادهاك؟!!
-ألم تلحظي شيئا؟!!!!
- كل مالاحظته، هو وقفتك هاته مختبئة وراء الستارة نظراتك مشدودة للخارج........ولهذا أتيت لأعرف الذي يصير معك.....فماذا هناك؟!!!
وهنا رأتها تشيرلها برأسها نحو النافذة،وهي لاتزال شادة ذراعها بلطف، وهي تقول لها:
-ألقي نظرةإلى هناك؟!!!!وعندها ستعرفين الذي أتحدث عنه.......
- لم أفهم بتول......؟!!!
-إفعلي ماطلبته منك أولا......وأنظري إلى من الواقف هناك، وعندها سوف....؟!!!!
-من تقصدين بتول؟!!!
-لتعرفي بنفسك.....
-حسنا؟!!!فلتتنحي جانبا..........لأرى من هو هذا الشخص المجهول الذي تتحدثين عنه....؟!!!!
فأذعنت البتول لرغبتها، وتنحت جانبا تاركة المكان لها فتقدمت هي لتقف ملقية نظرة، لتتفاجأ برؤية أيوب وهو يقف مستندا على سيارته المركونة بالجانب الأخر من الطريق المار بمحاذاة البيت بعدما ترجل منها،وأغلق وأغلق بابها قبل يستدير،رافعا رأسه بغتة بأتجاه النافذة حيث كانت هي واقفة إلا أنه لم يتمكن من رؤيتها لأنها إرتدت للخلف بسرعةقبل أن يلحظ وجودها قائلة:
- لاتقولي لي بأن ذاك الشخص الواقف هناك ....هو....؟!!!
وهنا قاطعتها قائلة لها :
-ومن برأيك،إنه هو.......إنه أيوب....
- وماالذي يفعله هنا......ماالذي أتى به؟!!!
-وماأدراني؟!!! فهو من يمكنه الإجابةعن سؤالك هذا.......
-وأنا أتمنى أن يظل بعيدا جدا.........
- وأنا سبق، وأخبرتك بأنك سوف ترينه........والأهم من هذا كله، وهو أنني أشك ، بل صرت متأكدة من أنه يخطط.....يخطط لأمرما.....
-هذالايهمني.....هو، وما يخطط له، فليبقى بعيدا جدا عني ...... فهذا ماأتمناه.....
-و ما أتمناه أنا أيضا......
وهنا قاطع حديثهما صوت قرع جرس الباب،فإستدارت حياة، وهي واقفة مكانها ،لترى والدها، وزوجته ،وهما يقفان منتظران ضيوفهما عند باب غرفة الإستقبال المصغرة ،والتي فرشت بذوقوأماالبتول،فكانت قد تركتها، وسارعت بإتجاه الباب كي تفتحه، وهنا تفاجأت حياة بأشخاص تراهم لأول مرة وبعد التحية، والمحادثة المختصرة، والدائرة عند باب البيت،فالبتول التي كانت تنفذ الذي طلب منها،فحياة كانت قد لمحت زوجة والدها قد أشارت لها من طرف خفي بالتنحي جانبا،والسماح لهم بالمرور نحو الداخل كما سمعت صوت أبيها، وزوجته، وهما يرحبان بهم بحفاوة، ويشيران لهم بدخول الغرفة التي كانا واقفان بالقرب منها.......
وفي هاته اللحظة كانت البتول تهم بإغلاق الباب فور
دخولهم إلا أنها توقفت فجأة دهشة، وهي ترى أيوب
واقفا قبالتها، مبتسما لها بغموض،وهو يحييها بطريقة مستفزة ،فتأففت في سرها، وسألته عن السبب وراء مجيئه،رغم أنها تعلم إجابة سؤالها هذا، ولكنها تريد أن تتأكد، وفعلا كان لها ما أرادته، وخاصة عندما ضبطته فجأة،وهو يختلس النظر إلى الداخل باحثا بعينيه عن حياة التي ما إن لمحته من طرف خفي،وسمعت صوته حتى تسمرت بمكانها حيث كانت تقف بمحاذاة أبيها الذي ضم كتفيها بذراعه إليه بعدما حيت الضيوف إذعانا لرغبته بإيماءة من رأسها، وبإبتسامة عذبة.....
وأما البتول،فكانت قد سمعت صوت السيدة سعاد ،وهي تأمرها بالسماح له بالدخول، فتنحت بسرعة فاسحة له الطريق قبل أن تسارع بمعاودة إغلاق الباب مرة أخرى، وبإحكام، وتعود إلى عملها الذي كان بإنتظارها،بينما كان
أيوب يتقدم نحو الداخل، متجها نحوهم، وهو يحاول أن يبدو طبيعيا،ولهذا كان يبذل جهدا مضاعفا ليضبط نفسه،ومشاعره حتى لايكشف أمره......فتوقف على مقربة منهم محييا، وهنا تولت السيدة سعاد مهمة التعريف بينهم، وبعد تبادل التحايا، وجلوسهم،كانت سيدة البيت قد إعتذرت منهم متجهة نحو البتول لتخبرها بما هو مطلوب، وماعليها القيام به، وتنفيذه، والذي كان القيام بواجب الضيافة، فسارعت الأخيرة لتقوم بما طلب منها بمساعدة رقية، وهكذا كان.......و لنعود لبطلتنا حياة،والتي كانت محط أنظار الضيوف،
وهذا ما كان يربكها، ويشعرها بعدم الإرتياح، ففكرت في ترك مكانها، والعودة سريعا إلى غرفتها لتحتمي بها خاصة بعدما تنهبت للنظرات الجميع المبهمة لها،وخاصة نظرات ذاك الشخص الذي عرفت،بأنه الأخ الغير الشقيق لزوجة أبيها، وكذلك نظرات أيوب لهما معا، والتي حارت في تفسيرها،فقد بدا لها واضحا أنه هو قد لاحظ نفس ماكانت هي قد لاحظته،فأحنت راسها لثوان،ثم إلتقطت نفسا عميقا، وزفرته بهدوء قبل أن تنحني ناحية أبيها هامسة في أذنه، فأومأ لها برأسه لأكثر من مرة مبتسما، وهنا نهضت من مكانها معتذرة من الجميع بلباقة آسرة، وتحركت بسرعة بإتجاه خارج غرفة الإستقبال، ومنه مباشرة إلى غرفة نومها،وهي غير منتبهة لتلك النظرات التي كانت تلاحقها إلى أن توارت......نهاية الفصل
أنت تقرأ
غدر
Romance💞من المعروف لكل منا طباعه وأحلامه،وطموحاته وإفكاره،ومن خلال فصول هاته الرواية المستوحاة من واقعنا المعاش ،سنعيش مع أبطالها تفاصيل أحداثها 💞