💞الفصل السابع والعشرون💞

331 4 13
                                    

إنتفض طه فجأة مستيقظا من نومه الذي كان متقطعا وهو يتثأب،ويتمطى ليطرد ماتبقى من النوم،وفجأة تنبه بأنه لم يكن بغرفةالنومه،فتعجب دهشا،مستغربا نفسه عندما إكتشف بأنه نام بمكانه حيث كان قاعدا بغرفة الجلوس بعد عودتهم للبيت ،وبأنه لايزال مرتديا ملابسه نفسها التي كان قد إرتدها لحضور الحفل بالليلة الفائتة وهنا عاد للإستلقاء مرة ثانية واضعا رأسه على الوسادة وغطى عينيه بأحد ذراعيه،ليقيهما تأثير ضوء النهار الذي كان ينساب من خلال الستائر المسدلة على نوافذ الغرفة، وراح يستعيد شريط تفاصيل الذي كان قد صار معه في ليلة الحفل في محاولة منه لإستيعابه، وهنا هاجمته،وبقوة مشاعر جد متباينة،ومتداخلة فيما بينها.لم،ولا يستطع أن يحدد ماهيتها.........مشاعر فيها حب جارف،وتملك،وغيرة،وغضب،وإنزعاج،وضعف لم يشعر به قبلا، فأخذ يسائل نفسه في سره، ويجيبها في آن واحد عن الذي جرى معه بليلة الإحتفال الذي دعوا إليه،والذي لم يكن متوقعا بالنسبة له، فأخذ يفكر سريعا فيما يتوجب عليه فعله،والذي كان أوله هو بأن يسارع بالتحدث مع حياة، ومصارحتها بمشاعره نحوها،و التي كانت قوية جدا، وصادقة قبل فوات الأوان،فهو لا،ولم، ولن يتحمل فكرة خسارتها هكذا،وبسهولة،وهذا الذي لم يستسيغه،أويتحمله، فثمة كثيرون غيره يطلبون ودها ويتمنونها،وهو يعلم بهذا جيدا، وهنا صارح هو نفسه بأنه واثق جدا من مشاعره التي يكنها لها،وبأنه عاشق متيم،وأنه جاهز لأي شئ كان مقابل تحقيقه ما يسعى إليه،وهو أن يحصل عليها مهما سيكلفه هذا الأمر،وهنا إلتقط نفساعميقا،وزفره بهدوء،وإرتياح محاولا السيطرة على نفسه،وعلى إنفعالاته المتباينة،وبغتة  أحس بأنه لم يعد لوحده بالغرفة،ولهذا ظل على حاله كما هو ساكنا حيث كان كان مستلقيا،بدون إبداء أي حركة متظاهرا بالنوم، لقد كان رافضا أن يكشف نفسه أمام أي كان،فهو كان بحاجة ملحة للبقاء وحده،والإختلاء بنفسه،ولهذا السبب فهو لم يكن يستطيع لقاء،أو التحدث مع أي كان، وفي هذه اللحظة سمع صوت شقيقته ماريا،وهي تلج الغرفة،وقد تنبهت إلى وجوده،وهي تتكلم للفتاة التي برفقتها،وهي تدعوها للجلوس. بينما كان هو قد أرهف السمع،ليلتقط صوت عرفه على الفور،وهو صوت نادية التي بدورها كانت متفاجئة برؤيته،وهنا أشارت لهاماريا بأن تجلس ،فأذعنت لها،وهي تراها،وهي تقعد بالقرب منها قائلة لها لتهدئتها،ولطمأنتها بألا تخشى شيئا، وبأنه لاداعي للقلق،لأنه غارق بالنوم، ولكن ما لم تكونا تعرفانه هو بأن هذا الأخير لم يكن نائما، فراحتا تتحدثان معا بأريحية،وهما لا تعلمان بأنه كان منصتا لكل ماتقولانه منذ بدايته بدون ان يشعر هما بشيء، ولكن ماكان هو يسمعه منهما لحظتها أثار فضوله بشدة،وهناإنتابه شئ غريب جدا،ولأول مرة. تملكه،وسيطر عليه شعورا قويا بالخوف على حياة بعدما شد إنتباهه إسمها الذي تردد لأكثرمن مرة،والواضح أنهاموضوع الحديث الدائربينهما، فراح يتسأل في سره متعجبا عن الذي تريدانه منها، وتعجب اكثر،وبشدة مستغربا سرإهتمامهما المفاجئ بها وهنا تملكه إحساسا قويا بأن الإثنتان تضمران لها شرا وتخططان شيئا لأذيتها،كان هذا شعوره،والذي بدا له واضحا جدا،ولكنه كان يجهل الطريقة،وتوقيت تنفيذه وهنا قرر التدخل لحمايتها من شر غدر شقيقته ماريا، وصديقتهاناديةإبنة السيدة سعاد زوجة ابيها،ومراقبتهما
وأما أيوب،فكان يجول عبر شوارع المدينة،راكبا سيارته الفارهة،يقودها بعصبية،وغضب،وهو يضرب أخماسا في أسداس،للسبب نفسه،وهو ما كان قد حصل مع كل من فؤاد، وسعد، وطه، والأن دوره، وإلى جانبه كان يجلس شقيقه الأكبر يوسف الذي لم يستطع تركه لوحده بعدما لاحظ حالته الغريبة، وانه على غير عادته، كما تنبه أنه كان يدخن بشراهة،ويتكلم بعصبية منفعلا،ويضرب على المقود بكلتا يديه،فحاول تهدئته طالبا منه أخذ الأمور بروية تجنبا للمشاكل،وأن يكون حاذرا جدا قبل الإقدام على تصرف أهوج قد يندم عليه لاحقا،ولكن ما لم يكن يعلمه هذا الأخير هو أن يوسف شقيقه الاصغر قد فكر مليا، وإتخذ قرارا،وسينفذه،مهما كانت نتائجه،فلا أحد سيستطيع منعه من تنفيذ الذي خطط له....
والأن لنذهب الى السيدة سعاد التي كانت تجالس ذاك
الشخص اللجوج ،والذي كان يهاتفها مرارا،وتكرارا، وألح عليها للقائها خارجا،وتحديدا بشقته الخاصة، والتحدث إليها،وأظنكم قد خمنتم هويته من يكون الشخص؟!!!!!.. أجل لقد كان أخاها الغير الشقيق السيد توفيق المراهق المتصابي الذي كان حانقا،وهو يتكلم بغضب،وبإنفعالات شتى حارت في تحديدها عن الذي حصل معه في ليلة الحفل،وخاصة طلب إبنه الذي أصابه في مقتل، وهو طلبه الزواج علنا من حياة تلك الحسناء الفاتنة،وعلى الملأ،والتي يريدها هو لنفسه ،كما صارحها أيضا بحاجته إليها لمساعدته ليمنع، وبأي ثمن كان حدوث هذا الزواج حتى لوكان الثمن هوتعاسة إبنه،فسألته عن السبب،وهي تعرف الإجابة عن سؤالها هذا قبلا،فهي كانت قد شكت بأنه من يريدهاله ،والأن صارشكها يقينا،فنظراته،وحتى تصرفاته كانتا تفضحانه رغم محاولته التظاهر بعكس ذلك........
فتهرب رافضا الإجابة بغموض، وبعدها شرد بعيدا جدا بأفكاره،متسائلا في صمت عن الذي سيحصل أن نجح فيما كان يخطط له،فراح يبتسم لتخيلاته ببلاهة هائما ولكنه عبس بغتة متسائلا :
-كيف سيتصرف إن أصر إبنه على موقفه حينها؟وماذا إن حصلت بينهما مواجهة؟!!!!وأسئلة أخرى.......
وفي هاته اللحظة.همت السيدة سعاد بترك مكانها حيث كانت جالسة،وهي تعتذر منه مستأذنة للذهاب، والعودة إلى بيتها بعدما نبهته من شروده ذاك مودعة، وغادرت بينما ظل هو على حاله مفكرا بما سيفعله،فتسأل في سره محدثا نفسه متوجسا إذا كان زوج أخته السيد نجيب سيوافق على مصاهرته...........وسيقبل به زوجا لإبنته حياة التي يكبرها بضعفاي عمرها،لا بل هو يكبر أباها سنا،وليس لإبنه علي الشاب الثلاثيني،و الذي كان قد طلبها أمام الجميع، وهنا إنتفض في جلسته بغتة وهنا هاجمه شعورا جارفا بالتملك،وبالغيرة،فقرر،وبشكل فجائي مواجهة كل من سولت له نفسه محاولة الوقوف بطريقه من أجل الذي يسعى إليه،حتى لو هذا الشخص كان علي إبنه،فحياةبالنسبة إليه خط أحمر،فهي صارت له وستكون ملكه وحده ،ولن تكون لغيره.......
-ياإلهي؟!!كيف هذا؟!!!!ماهذا الجنون؟!!!! فتلك الصغيرة لاتزال قاصرا،فهي في مقتبل العمر،ولم تتجاوز ربيعها السابع عشر،ولربما كانت بعمر أصغر أحفاده......
ولكن كل ماكان يشغل بال ذاك السيد الكهل المراهق المتصابي لحظتها،وهو حصوله على مراده، فهو لطالما كان،ولازال،وسيظل الشخص الأناني الذي يفكر بنفسه فقط،وفي إشباع بنزواته،وان يعيش حياته،ويستمتع بها كما يريد هو.........
-فدعونا نتتظر الذي سيحدث معه، وان كان سيحصل على مراده أم أن للقدر رأي آخر ،وسيقول كلمته في النهاية..........

🌺نهاية الفصل🌺

غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن