💞الفصل التاسع 💞

440 7 11
                                    

كانت شمس صباح اليوم الموالي قد أشرقت منذ وقت معلنة ميلاد بداية يوم جديد،وكانت أشعتها قد إنسابت
عبر نوافذ البيت الذي كان كل شيء فيه قائم على قدم وساق لإستقبال صاحبه العائد من سفره،وضيوف الذين
يرافقوه، وكان كل شيء قد جهز كما يجب أن يكون وأما بطلتنا حياة،فكانت قد إستيقظت من نومها أبكر من المعتاد،و قد قررت تجاهل أي شيء سيعكر صفوها وفرحتها بعودة والدها الحنون من سفره، وهذا ماكان رغم المضايقات من زوجته المتكررة،والمستفزة،وكلامها
الجارح،وفجأة تنبهت لرنين جرس جهاز الهاتف الذي كان موضوعا بزواية الردهة،وهي ترى هاته الأخيرة وقد أغلقت الباب فور خروجها منه متجهة لأحد مراكز
التجميل، فتنفست حياة الصعداء،وهي تسارع للرد عليه لظنها أن المتصل هاتفيا هو والدها ولكن للأسف لم يكن هو،وهذا ما عرفته فور وضعها السماعة على أذنها،وهنا تأففت منزعجة بعدماعرفت هوية المتصل هاتفيا،والذي كان أيوب،وبعد التحية،ومحادثة مختصرة جدا. همت بقطع للأتصال معتذرة بحجة إنشغالها في محاولة منها للخلاص منه، و هذا ماكان هو لايعلمه فسمعته،يرجوها ألا تفعل،فهو كان يريد الإطمئنان عنها،ويتمنى أن تمنحه فرصة،وتسمع الذي كان سيقوله لها،فما كان منها إلا أن وضعت السماعة مكانها قاطعة المكالمة،وهمت مبتعدة وماهي إلاثوان،حتى عاد جرسه للرنين،وبإلحاح لكنها تجاهلته رافضة الرد عليه.كانت متأكدة من أنه هو من يتصل مجددا،ولهذا تركته يرن متوجهة لتجلس بمكانها المعتاد،وماكادت تفعل ،حتى رأت البتول،وقد وصلت إليه، مادة يدها نحوه ملتقطة سماعته،ورفعتها لتضعها على أذنها،تنصت لما كان يقال من خلالها،عرفت هوية المتصل،فسمعته يقول:
-لو سمحت حياة أنا بحاجة للتحدث معك......صدقيني..
-للأسف !أنا لست حياة.....أنا البتول.....
-لوسمحت بتول ،إن كانت حياة بالقرب منك،فناوليها
السماعة رجاءا......يجب أن أتكلم معها.....
كانت البتول تصغي لكلامه،وفي الوقت نفسه تنظر إلى حياة متفاجئةوالتي تشير لها بأن تنفي وجودها معها...
فوضعت السماعة مكانها فور قطعها الإتصال بإعتذار متحججة بوصول ضيوف،ولكنه لم يصدق الذي قالته، فهو كان يعلم بأنها تكذب عليه، وإستدارت،وتحركت بإتجاهها،لتقف في مواجهتها متسائلة:
-أتحدثت مع أيوب؟!!!
-أنا.....؟!!!!
- أجل أنت.......أتعرفين لم كان يتصل؟!!!
-لاأعرف،ولا أريد أعرف،ثم من طلب منه ذلك؟!!!
- بدا لي بأنه غاضب،لم فعلته؟!!أخبرني بأنه كان يرغب في أن يطمئن عليك،وأن تمنحينه فرصةوتسمعينه....
-ماذا؟!!
-هذا الذي قاله......كما أني شعرت بأنه غاضب منك ......
-ماذا؟!!غاضب مني أنا؟!!! لم؟!وما الذي فعلته له....
-وماأدراني؟!! أنت وحدك حياةالتي تعرفين الإجابة عن سؤالك هذا......
-إسمعيني بتول ،لقد إتصل هاتفيا ليطمئن علي،ولأنه كان يود أن يتحدث معي،فحاولت الخلاص منه بلباقة لكنه لم يفهم،فإضطررت لقطع المكالمة،وإن هو عاود  الإتصال مرة ثانية،أخبريه أن يدعني،وشأني، وأن يبقى بعيدا عني،فأنا يكفيني ما أنا فيه،وماكان ينقصني إلا هو ليحشر أنفه في حياتيوخصوصياتي ....
-ماذا تتوقعين من شخص من معارف السيدة سعاد وإبنها المدلل السيد فؤاد...؟!!!!دعينا ننتظر أن تكشف لنا الأيام الأتية ما خفي......والأن دعينا نعود الذي بإنتظارنا
-محقة،دعينا نعود للذي ينتظرنا....أكل شيء جاهز؟!!!
-بالتأكيد ....كل شيء قد جهز كما يجب ....فلتطمئني...
-وماسيقدم؟!!!
-أيضا جاهز.....أهناك شيء آخر؟!!!
-لا،شكرا بتول .....أعرف بأني أستطيع الإعتماد عليك...
وبعد إنسحاب البتول،كانت حياة قد عادت إلى القراءة
التي كانت ملاذها الدائم كالعادة،ومضى الوقت،فطوت
الكتاب،وتركته جانبا،وضمت وسادة إليها،وهنا سمعت
صوت الخادمة رقيةوهي تخبرالبتول بأن أحدهم يتصل
هاتفيا بإلحاح،ولكنه يرفض الإفصاح عن نفسه،فسارعت
حياة بترك مكانها متجهة نحو الهاتف،وهي متأكدة من
هوية المتصل،وأنهأيوب نفسه من يتصل،وبدا واضحا لها بأنه مصر على التحدث معها، ولكن هي كانت ترفض منحه الفرصة التي طلبها منها، وإلتقطت سماعة الهاتف لترد عليه،فردت التحية عليه،وطلبت منه عدم معاودة مهاتفتها،وقطعت الخط مجددا،واضعة السماعة جانبا كما وجدتها،ونادت على كل من رقية،والبتول طالبة منهما ألاتمساها نهائيا،وان تبقى مكانها حيث هي،وهنا أذعنت الإثنتان  لرغبتها،وعادتا لمتابعة عملهما.....
اما هي فكانت قد إتخذت بينها،وبين نفسها قرارا بان توقف أيوب عند حده،وتبقيه بعيدا جدا بعدما لاحظت إصراره الشديد على التدخل في خصوصياتها،كما انها لم تنس علاقته بزوجة والدها،و هنا تسألت في سرها بخوف من أن يكون متواطئا مع هاته الأخيرة،ومتفقان معا على أذيتها......
فبالنسبة لها بعد الذي تعرضت له،والذي عاشته أصبح  كل شيء ممكنا
ولهذا أصرت على تنفيذ قرارها،

غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن