💞 الفصل الثامن 💞

443 7 22
                                    

وبعد محادثته مع البتول،إرتد ايوب خطوات إلى الخلف مستديرا،وتابع سيره للباب منسحبا،ثم إمتطى سيارته  فور وصوله إليها،و بسرعة منطلقا بها نحو وجهته،وبعد جولته عبر شوارع المدينة الشبه خالية في ذاك الوقت المتأخر،قادها عائدا للبيت،وفور دخوله،و.مباشرة إتجه إلى غرفة الجلوس،وهناك وجد يوسف جالسا بإنتظاره كما وعده قبلا فحياه،وهو يجلس بمحاذاته،وسأله قائلا:
-وأخيرا عدت.......اين كنت طوال هذا الوقت؟!!!!!!!
- قمت بجولة عبر طرقات المدينة،وها أنا قد عدت........
- هات ماعندك ايوب؟!!!
-مهلا؟!! أولا دعني أرتاح قليلا،وألتقط أنفاسي،وبعدها
سأخبرك بكل الذي صار معي.......ولكن أين الجميع؟!!!
-فلتنظر،إلى ساعة يدك،وعندها،ستعرف الجواب.....
فأذعن لرغبة شقيقه،وألقى نظرة على ساعته،فتفاجأ
بأن الوقت كان قد مر،وبسرعة،هنا سمع يوسف يسأله:
-حسنا أيوب......؟!!ماالذي......؟!!!ما الذي يحصل؟!!!!
-حصلت أشياء كثيرة.....
- مثل ماذا.........؟!!!!دعني أخمن..............أظنك إكتشفت هوية الفتاة التي حدثني ع...........أليس كذلك؟!!! أظن تخميني كان صائبا.......
-محق .....
-حسنا؟!!!!!!!..........لم تبدو مشوشا،مرتبكا،ماذا دهاك؟!!!
-ما أنا فيه سببه ما جرى.....
- ماذا؟!!وماالذي جرى؟!!!
-استصدق إن أنا قلت لك بأني أجهل هذا الذي صار؟!أنا
نفسي لم، ولا أستوعبه،ولازلت أحاول تحليله لأفهمه......
-لتفهم ماذا؟!!!!
- الذي حصل؟؟!!!
-فلتكن واضحا أكثر أيوب....حتى أستطيع أنا أيضا أن أفهم..........فالواضح أن الذي وقع كان مبهما،ولا تستطيع تجاوزه....
-محق؟!!لم يكن متوقعا.........
-فلنبدأ من البداية.....وهكذا ستتضح لك الصورة
- حسنا.....
صمت فجأة،وهو يعتدل في جلسته بعدما ضم وسادة
بين ذراعيه ملتقطا نفسا عميقا،وزفره بهدوء،ثم تابع قائلا:
-حسنا؟........لقد كنت أتحدث معها.........
-من؟!!!أتقصدالفتاة؟!!ام حياة؟!!!
- أجل،فهي كانت تسألني كيف عرفت بإسمها،مع أننا لم نلتق قبلا،وقبل أن تسمع هي ردي على تساؤلاتها،قاطعنا رنين جرس الهاتف،فإضطرت الإعتذار ،وتوجهت نحوه للرد عليه،وماهي إلا ثوان حتى تفاجأت بالبتول،وهي تستجوبني،فقررت إخبارها بالذي أنا أعرفه......
-والذي هو؟!!!
- بالذي نعرفه كلانا.......بأني أعرفها منذ سنوات مضت
أي منذ كانت طفلة صغيرة جدا......
-وماذا أيضا؟!!!!!أهذا كل شيء؟!!!
- لا،ليس كل شيء، فالغريب في الأمر إنه ما إن ذكرت أمامها إسم السيدة سعاد،وإبنها فؤاد......
-لم أفهم، اتقصد فؤاد الذي نعرفه........؟!!!أمتأكد......؟!!!
- أجل، هو نفسه....فما إن ذكرت إسميهما حتى فوجئت بحياة،وهي تتقدم إكثر ،لتقف على بعد خطوات منا أنا والبتول،وقد تلاشى تألقها ،وإشراقها وشحب لونها،كان واضحا أن الذي قلته لحظتها قد هزها.....فسيطر علي إحساس قوي بأن الذي حصل، ويحصل معها ورائه هذان الشخصان،وما من شك بهذا.........
وسكت بغتة حابسا أنفاسه لثوان ،فشجعه يوسف على المتابعةقائلا:
- حسنا،تابع يا سيد أيوب!وأنا أسمعك.....!!!!
-أتعرف،الذي أنا أفكر به يايوسف؟!!!
-و ماالذي تفكر به؟!!
-سأحاول كشف غموض الذي يحصل......وسأكون جاهزا
لأي شئ......
-ماذا؟!!إلى ماتلمح أيوب؟!!!!ستحاول ماذا.......؟!!!!!
-أوتسألني؟!!!سمعت الذي قلته توا،وهذا ما سأفعله،لهذا سأكون مستعدا لأي شئ كان  هي ستحتاجه،أو ستطلبه
اوحتى قبل تطلبه......
-ولم تفعل كل هذا ؟!!
- أنت لم ترها يوسف!،فلوأنك كنت مكاني لحظتها لكنت قلت الذي قلته أنا توا......صدقني أخي...
-أسمع أيوب،لندع الفتاة،وشأنها...لادخل لك بها،ولتنسى أنك إلتقيتها......
-ليثني أستطيع........ليتني أستطيع.....
-بلى تستطيع ولكن الأن،فلتذهب،وغير ملابسك،وحاول
النوم،فالوقت قد تأخر.....هيا...
-هذا ما سأفعله،ولكني لا أستطيع النوم......
- فلتحاول أن تنام........،وإنسى هذا الذي حصل،ولتبقى بعيدا عنها،ولاتزج نفسك بشيء،وتذكر بأن هاته أمور عائلية،ونحن لانعرف عنها شيئا،والأن تصبح على خير غدا سننهي حديثنا،لتصبح على خير.......
-وأنت بخير!
وغادرا معا غرفة الجلوس كلا منهما متجها إلى غرفة
نومه......
وما إن دخل أيوب غرفته حتى أخذ ينفذ ماكان قد إقترحه عليه شقيقه يوسف، فبدل ملابسه،بملابس أخرى مريحة للنوم ،ثم توجه الإستلقاء على فراشه وتفكيره لايزال مشدودا بالذي حصل مع حياة،وبالذي هي تعيشه،فشرد ببصره بعيدا جدا إلى أن راح في النوم دون أن يشعر.......

غدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن