بدت الصدمة واضحة جدا على ملامح وجه سعد الذي
تسمر مكانه حيث هو بعد الذي سمعه من ذاك المخمور
المترنح في وقفته تلك قبالته،وهنا تمالك هو نفسه،وهو يسارع محاولا تحريرها من قبضته.لقد كان مصرا على التشبث بها،ورافضا لأي محاولة لتركها،وهذا ماكان سعد قد تنبه له،وأماحياة،فكانت تجاهد بكل قواها،وهي تزم شفتيها بقوة في محاولة منها لتخليص نفسها بنفسها فلم تستطع،لقد تعذر عليها ذلك،فذاك الشخص الذي كان ممسكابها،كان أقوى منها،وهنارفعت حياة عيناها صوب سعد متوسلة بصمت لإنقاذها مما هي فيه، فهي لاتريد إثارة فضيحة،فماكان من هذا الأخير إلا ان أشار لها من طرف خفي ان تهدأ،وتتمالك نفسها مؤكدا لها بأنه سوف يتصرف بسرعة،وسيخلصها منه،وهنا إبتسمت له برقة وبعذوبة ممتنة قبل أن تذعن لرغبته،وتنفذ الذي كان قد طلبه منها.........
وفي هذه الأثناء.كان أيوب قد أزاح عيناه عنها،وهو يمد يده ليلتقط كوب عصير مثلج الذي كان موضوعا أمامه ورفعه نحو فمه،ورشف القليل منه قبل ان يعاود وضعه مكانه حيث كان،وبغتة تنبه لصوت شقيقه يوسف،وهو يحييه،فهو لم يكن أيوب يتوقع رؤيته،لأنه كان مسافرا إلى خارج أرض الوطن لبضعة أسابيع في مسألة تخص العمل فما كان منه إلا أن إلتفت بأتجاه الصوت بسرعة، ليجده واقفا بمحاذاته،وبرفقته زوجته،وهناإنتفض تاركا مكانه،وهو يسارع صوبه، وجذبه نحوه معانقا إياه بقوة، وبعد التحية، ومحادثة مختصرة، مال عليه هامسا في أذنه بصوت خافت معاتبا بأنه كان بحاجته، ولم يجده، وهنا أبعده عنه قليلا،وواجه عيناه المحدقتان به، مجيبا إياه بنفس النبرة الخافتةهامسا:
-والسبب بهذا كله.......الفاتنة الحسناء ......حياة؟!!!!
وهنا ظهرت الدهشة واضحة جدا على ملامح أيوب،ولم يجبه،بل ظل يلوذ بصمته لثوان، وهو يحدق به،وفجأة إرتد للخلف،وجال ببصره فيما حوله داخل القاعة باحثا عنها،فلمحها واقفة مع صديقه سعد،وشخص بدا له بأنه ليس طبيعيا، وغير متزن في وقفته، وبغتة تملكه شعور قوي بأن ثمة ما يصير مع تلك التي فتنته،وسيطرعليه، واما يوسف،فظل منتظراإياه،إلا أنه لم يتلق الإجابة عن سؤاله،فما كان منه إلا أن إقترب منه أكثر،وعيناه كانتا متبثان عليه،وقبل ذلك ، كان قد شاهد زوجته، وهي تبتعد متجهة للجلوس قرب من والدته،ونظر إلى حيث كان ينظر قائلا له ممازحا"
- أيوب أخي ؟!!!لاتقولي بأنها هنا........... وبأنها مدعوة لحضور الحفل......
- محق، إنها هنا، و مدعوة لحضور الحفل........
- أين؟!!!!أين هي؟!!!!
وهنا أشارله من طرف خفي بالإتجاه حيث كانت هي
واقفة مع سعد، وذاك الشخص الذي كان معهما قائلا:
-إنها التي هناك......
-أين؟!!!!
-هناك........إنها تلك التي تقف هناك........بالقرب من سعد
-صديقك؟!!!!!
-أجل تعرفه......
أذعن يوسف لرغبته، ناظرا بالإتجاه حيث أشار له نحوه وماهي إلاثوان ،حتى عاد متلفتا نحوه،وهو يحدق فيه فاغرا فاهه، مشدوها،وقال له:
-أهي تلك التي ...... هناك
-أجل يوسف ....... إنها هي نفسها
-سبحان من أبدع في خلقها،حقا إنها حورية من الجنة
لا،بل ملاك ........أتعرف؟!!والأن فقط عذرتك بعدما عرفت سبب إصرارك عليها ،فهمت معنى الذي قلته قبلا أي فتنة،وأي حسن هذا؟!!!انا لا أصدق بانها هاته الفاتنة هي نفسها تلك الطفلة...؟!!!أتعلم؟!!! أتمنى ان أعرف من هو هذا المحظوظ الذي ستكون من نصيبه.......؟!!!!
ولحظتها،وبدون شعور أجابه أيوب قائلا:
- هاهو امامك..........ألا ترى؟!!!!
-أجاد،أنت؟!!!أم تمازحني......
-بالطبع.... جاد جدا.......فادعو معي لله أن يساعدني
فيما أنا مقدم عليه......انا بحاجة لدعواتك
وهنا تملكه شعور مبهم لايستطيع تحديده عندما تنبه إلى أنه ثمة ما يصير مع صديقه سعد، وتلك الفاتنة الحسناء التي صار مفتونا بها، بسبب ذاك الذي كان واقفا معهما، وقد بدا له واضحا جدا بأنه لم يكن طبيعيا
وبأنه غيرمتزن في وقفته،وكأنه سكران لدرجةالثمالة....
وهنا نحى شقيقه جانبا معتذرا منه،قبل ان يتحرك من
مكانه بخطوات سريعة متجها نحوهم متسائلا في سره
عن الذي كان يحدث بينهم، إلانه لم يتوصل إلى إجابة لأنه لم يكن يعرفها،فيتقدم أكثر، ليقف على مقربة منهم ناظرابتساؤل لسعد الذي كان لائذا بصمته قائلا:
-ماالخطب سعد؟!!ماالذي يحصل هنا؟!!!
وقبل أن يتلقى الإجابة عن سؤاله منه،أو من حياة،وكان الشخص الذي كان واقفا معهما،تولى عنهما هاته المهمة فنظر إليه،و هو يسأله قائلا:
-ومن تكون أنت،لتسأل؟!!!من أنت أصلا؟!!!!حتى تسأل عن الذي يصيرمعنا؟!!!!
صمت فجأة لثوان،وهويحك ذقنه مفكرا،ليبتسم ساخرا وكأنه إكتشف شيئالم يكن متوقعا قبل أن ينفجرضاحكا
وهويتابع قائلا:
-من سيصدق هذا؟!حتى أنت أيضا.....حتى أنت أيضا؟!!! أليس كذلك.......؟!!!
-أنا؟!!!!!انا ماذا؟!!!أنا ماذا؟!!!!!!!
-أوتسألني؟!!!! وتعرف الأجابة.....
-لم أفهم.......هلا اوضحت؟!!!انا ماذا....؟!!!!فلتجبني
-حسنا، حسنا،فأنا سأجيبك.......
-وأنا أسمعك........
- أنت ايضا ايها السيد مثله.......تريد أخذ عروسي مني أليس كذلك ؟!! ...أنت تريدها مثله.... تريدها لنفسك.....
-صدم ثلاثهم مما سمعوه منه،وبينماكان هويتابع كلامه وهو ينظر إلى سعد مرة أخرى قائلا:
-وأنت مثله...أليس كذلك؟!!!فكلاكما تريدان أخذها مني
ايها العاشقان متيمان،أعرف هذا،ولكن كنا متأكدان بأن هذا لم،ولن يحصل إلا على جثتي.....أسمعتما هذا الذي قلته؟!!!لم،ولن تستطيعا أخذها مني....،والأن ،فلتتركوني معها....وحدنا........
-عن اي عروس تتحدث ياهذا؟!!!.....واضح أنك......
-هاته التي..........هاهي واقفة أمامك.........ألا تراها؟!!!!
وفي هذه الأثناء.كانت نادية قد غادرت مكانها،وبسرعة
والسبب رغبتها هي،والدتها السيدةسعاد،وإصرارهما على معرفةالذي كان يحصل،وماعلاقةأيوب به،وأثناء تقدمها منهم،كانت تنصت للكلمات التي كان يتفوه ذاك الشخص الذي كان واقفا بينهم،وهي دهشة مستغربة كلامه الذي كان ينطق به لحظتها.......
في هذه الأثناء كانت حياة قد نجحت في تحرير نفسها
من قبضته،وإرتدت بخفة مبتعدة عن اليدان اللتان كانتا قد إمتدتا نحوها للإمساك بها مرة ثانية ،ولكن سعد هو وأيوب كانا قد حالا دون ذلك،وبغتة فوجئوا بشابان من المدعوين،وهما يعتذران قبل ان يتوليا مهمة إبعاد ذاك الثمل المتخبط في محاولةمنه للفكاك منهما،وهذا ماكان ولكنه لم ينجح لأنهما كانا يحكمان قبضتهما عليه........
فإستدار كل من أيوب، وسعد، وهما بالتحرك معا، ليعود كل منهماإلى مكانه حيث كان جالسان،فإذا بهمايتفاجأن بنادية تشد ذراع كل منهما،وهي تخبرهذا الأخير هامسة له بصوت خافت بأن والدتها ترغب في إنضمامه إليهم والجلوس معهم إلى المائدة نفسها،فسعد أيوب جدا في سره بهاته الدعوة التي كان يتمناها، فقبلها بكل سرور، وإتجه للجلوس إلى المائدة حيث تجلس السيدة سعاد وأولادها،وأخاها، وزوجته،وأولاده،وأيضا فاتنته حياة التي رغم شحوب ملامح وجهها الذي كان قد لاحظه بسبب الذي جرى،قد زادها جاذبية،وتألق وإلى جانبها والدهاالسيد نجيب......
لنعد إلى بطلتنا حياة التي كانت التي متوجهة للجلوس بمكانها، فإذابها تتفاجئ بمنى،وهي تتأبط ذراعها بلطف وتسحبها معها متجهتان إلى حمام القاعة لإلقاء نظرة على زينتها،وفي نفس الوقت تريد التحدث معها بعدما تنبهت الذي كان يصير معها،فعلاقتها بحياة كانت طيبة جدا مختلفة تماما عن علاقة والدتها بها،هي،وشقيقتها نادية،وشقيقها فؤاد اللذان أخذا الكثير من طباع أمهما وفور دخولهما إليه ألقت نظرة على شكلها في المرأة المعلقة على جداره، وراحت تعدل تبرجها،وهي تسألها لتعرف منها الذي صارمعها،وأزعجها، فقصت عليها حياة الذي جرى معها بإيجاز......
وفورمغادرتهما الحمام عائدتان إلى مكان جلوسهما،وهما في طريقهما إليه صادفتا زوجة خال منى السيدة نوال وإبنها الشاب علي الذي تصنم مكانه حالما وقعت عيناه
على حياة، وفقد شعوره بالوقت، وبالمكان الذي هو فيه
بسبب ذاك الجمال الفتان،بل الآسر الماثل امامه لحظتها كانت والدته تتبع الذي يجري بإهتمام وتركيز، وتتمنى أن يتحقق الذي تتمناه، وهو زواجه من حياة،ولكن ثمة مشكل، وهو أن والده يريدها لنفسه، وأنه مستعد لفعل أي شئ مقابل الحصول عليها، وهذا ما أخبرها به عندما واجهته بأنها إكتفت من طيشه،ومراهقته،ومن تصرفاته الصبيانية،وكان رده عليها، بأنه لا دخل لها بما يفعله، وأن كل ماعليها فعله هوان تهتم ببيتها، وبأولادها،وألا تحشر نفسها فيما يخصه،وإلا فهي تعرف جيدا مصيرها الذي ينتظرها، ولكن من أجل أبنائها،فهي كانت مستعدة للتضحيةبأي شئ، وهناحدثت نفسهابأنهاستكون جاهزة لأي شئ من أجل سعادة فلذة كبدها،وبعد جلوس الكل في مكانه راحوا يتبادلون أطراف الحديث في مواضيع شتى،وهنا تدخلت السيدة سعاد قائلة بانها تتمنى أن يتزوج إبنيها فؤاد وسعد، وإبن أخيهاعلي الذي رد على حديثهاقائلاعلى مرأى،ومسمع الجميع بأن ذلك سيكون قريبا جدا بعدما عثر على ضالته،ونظراته كانت مثبتة حياة التي تملكها شعور بأنها هي المقصودة بكلامه الذي قاله،وهذا ما أحسه كل من أيوب، وسعد، وفؤاد، وخالهما الذي إستفزه الذي سمعه من إبنه، وبقوة،ولحظتهاشعرت السيدة نوال بأن طبول الحرب بين زوجها، وإبنهما قد قرعت عندما سمعته يسأله بحنق، وبإنزعاج، وهو يرى إهتمامه الزائد الذي كان منصبا تجاه الفتاة،وهويقول:
- تهاني بني!ولكن من تكون هاته العروس المحظوظة؟!
من هي التي إستطعت ان تجعلك تغير رأيك هكذا فجأة
في الزواج، والإرتباط بعدما كنت عازفا عنهما.....؟!!!!!
وصمت لثوان ملتقطا نفسا عميقا،وزفره قبل أن يتابع قائلا
-عرفتها؟!!لاتقل بأن التي تقصدها ...... هي ماريا....
حتى والدها لمح لموضوع زواجكما هذا......
وهنا تنفس علي بعمق، قبل أن يلقي بقنبلته الموقوتة
قائلا:
-ولكن انا لم اكن أقصد ماريا.......وانت تعرف هذا......
-و من كنت تقصد؟!!!!
وهنا كانت نظرات الجميع متبثة عليه،وهم ينتظرون إجابته بترقب، وبتساؤل عن الذي سيقوله،وهنا قال:
-انا اقصد هاته التي ترونها امامكم،وتجلس معكم على
على المائدة نفسها....أقصد حياة.......
ونزل ماقاله عليهم، كالصاعقة،بينما كان هو قد إلتفت نحو السيد نجيب الذي كان دهشا،متفاجئا طالبا منه حياة،والموافقة على مصاهرته.......
وهنا قاطعه والده،وهو يصيح بإنفعال واضح،وبغضب وبغيرة حارقة بعدما إعتذر من الجالسين حولهما قائلا:
-ماذا؟!!!ماهذا الذي تقوله..........؟!!!كيف تريده أن يوافق، وحياة لاتزال تدرس كما انها صغيرة،لم تنضج بعد....كما تعلم،ولاتنسى فارق السن بينكما،فكيف لها بأن تتحمل مسوؤلية بيت، وزوج،وأسرة......
-كل هذا مقدور عليه،.....وأنا مستعد لأن أساعدها بكل شئ،وسأكون لها الزوج،والأخ،والسند،بل كل شئ.........
وسأكون حريصا على راحتها ،وعلى إسعادها........المهم
موافقتها هي،ووالدها،وانا مستعد لكل الذي سيطلبانه مني.........
وسكت فجاة،وهو يلتفت ناحية حياة،ووالدها قبل أن يتابع قائلا:
-مارأيك عمي بالكلام بالذي قلته توا؟!!!أتقبل بي طلبي؟أتقبل بي صهرا،وإبنا.......
وهنا قاطعه والده قائلا:
-فلتعذره ياسيد نجيب.......أنت تعلم بأنه،لا الوقت ولا المكان يسمحان بالحديث في موضوع كهذا......وأظن أنه تسرع بالذي قاله.........
-رجاءا أبي.....فهذا الموضوع يخصني لوحدي.....كما أني أعي الذي أفعله.......ومسؤول عن كلامي،وعن تصرفاتي لست طائشا،ولامستهترا.......وعمي نجيب يعرفني.....*نهاية الفصل*
أنت تقرأ
غدر
Romance💞من المعروف لكل منا طباعه وأحلامه،وطموحاته وإفكاره،ومن خلال فصول هاته الرواية المستوحاة من واقعنا المعاش ،سنعيش مع أبطالها تفاصيل أحداثها 💞