لم تلحظ حياة نظراته الهائمة بها،وهي تدور حول نفسها أمامه،وهي تساله عن رأيه عن مظهرها الأنيق، والجذاب والذي بدا له آسرا جدا، فسمعته، وهو يقول لها بتأتأة صار متعايشا معها كعادته:
-ما....ما...م....من ........داع........ ك .....كي.....ت.....ت تسأليني... ح ....حياة....لأن....لأنك تع ....تعرفين...إجاب إجابتي عن سؤالك هذا.......
وصمت لثوان، ليتنفس بعمق قبل أن يتابع قائلا ، وهو يتأبط ذراعها، وهو يحثها على المغادرة، وهو يقول لها بحماس، وبإثارة مستعجلا إياها:
-والأن حياة؟!!!! ع ....ع ...علينا أن نذ....هب،فو....فورا.. فورا........فالجميع سب.....قونا إلى مك ....مكان الحف الحفل.....هيا،فلت.....تتحركي
فإبتسمت له عذوبة،وقالت:
-هيابنا، لنذهب.... كما ترى سعد،فانا على أهبةالأستعداد
وهنا تأبط ذراعها،وهو يقول لها:
-إذن،لنذهب حلوتي.......
وهناقالت له،بالإبتسامة نفسها التي تفيض عذوبة،والتي لطالما سحرته:
-لنذهب......
وأثناء تقدمهما بإتجاه باب مغادرين الغرفة، تفاجأ سعد بدخول شقيقه فؤاد الذي بدوره كان مذهولا، بل كان مصعوقا مما يراه ،وفي الوقت نفسه متسائلا في سره عن السبب الذي وراء سعادته العارمة تلك، وهو متأبطا ذراع تلك الفاتنة الحسناءالتي برفقته،وعن علاقته بها فهو يعلم جيدا بأنه لطالماكان يتحاشى الجنس اللطيف ولحظتها بوغت عندما إكتشف هويتها،وعرف أن تلك الفاتنةلم تكن سوى حياة،فراح ينظرإليها بنطرات مبهمة لم تفهمها،وحارت في تفسيرها،فشدت هذه الأخيرة قبضتها على ذراع سعد الذي كان واقفا قبالته خوفا وتوجسا مما قد يقدم عليه،فهو لطالما كان دنيئا،وحقيرا في تعامله معها،ولأنها تعرفه جيدا، فهي لطالما كانت تتوقع منه أي شئ كان لأذيتها كما سبق وفعلها لأكثر من مرة،ولكنها سرعان ماتمالكت نفسها،وأغمضت عيناها لثوان،وتنفست بعمق مستعدة للذي سيحصل لحظتها، وهنا سمعت صوت شقيقه سعد الذي يصغره ببضع سنوات،وهو يتقدم نحوه بسرعة،وبفرحة لرؤيته، وهو يحييه معانقا بحرارة، فدارت بينهما محادثة مختصرة فعلم فؤاد من خلالها عن الحفل الذي دعي له جميع أفراد الأسرة،فهو كان خارج أرض، بينما كان سعد قد إلتفت نحوها ليستعجلها للذهاب من جديد،وأنهما تأخرا عن موعد الحفل،فأحنت رأسها له مذعنة لرغبته، وهي تبتسم له،فرد لها هذا الأخير بدوره إبتسامتها بحب،وهو يشيرلها بأن تتقدمه بعدما ألقى نظر خاطفة على ساعة يده،ففعلت،وقبل ان يتحرك للحاق بها،كان قد إستدار نحو شقيقه فؤاد الذي يراقبهما عن كثب معتذرا قبل إنسحابه مغادرا ،فسمعه ،وهو يسأله عن عنوان مكان الذي يقام فيه الحفل،فأرشده إليه بحسن نية،لم يكن يعلم ان ثمة ما يخطط له،ولشئ في نفسه، وليتأكد من شئ شك فيه،وفورإنسحاب شقيقه،وبسرعة البرق حمل حقائبه،وأخذها متجها إلى الغرفة المخصصة له ،كانت الخادمة رقية قد أرشدته إليها بناءا على أوامر أخذتها من مخدومتها السيدة سعاد،وفور دخوله إتجه بسرعة نحو خزانة الملابس،وإنتقى بدلة أنيقة وقميص،وربطة عنق،ووضع ما إختاره على طرف السرير،وبعدها إتجه ليأخذ حماما سريعا،ثم رجع إلى الغرفة، وإرتدى ما كان قد ما إختار،ثم مد ملتقطا الربطة،ووضعها حول عنقه إلا أنه سرعان ماغير رأيه، ورماها بسرعة مكانها مرة أخرى، تاركا زرا قميصه العلويان مفكوكان،ثم تحرك بخفةليقف قبالة المرأة ملقيا نظرة على شكله،ومبتسما بخبث،ومكر، ومشط شعره، وتعطر قبل أن يعيد زجاجة العطر مكانها، وهو يدندن لحنا،بعدها غادر البيت،راكبا سيارته منطلقا إلى مكان الحفل كما أرشده إليه شقيقه سعد........
وفور وصولهما إلى وجهتهما، سمعا أصوات الموسيقى والزغاريد،فاوقف سعد السيارة،وأطفأ محركها،تناول المفاتيح خاصته،وفتح الباب المحاذي له وترجل قبل أن يعاود إغلاقه،ثم إستدار حولها،ليفتح الباب لحياة،مادا يده نحوها ليساعدها على الترجل، فوضعت يدها في يده الممدودة نحوها، وسحبها بلطف إلى خارج السيارة وأغلق الباب ثانية،ثم إستدارنحوها بخفة متأبطا ذراعها مرةأخرى قبل التحرك متجهابهاناحيةباب مدخل القاعة، وهنافوجئا بأيوب،ومن معه،يمشون بالإتجاه نفسه حيث هما واقفان،فحياهما بحرارة،وبإبتسامة متسعة موجهة خاصة لحياة التي ردتها له بفتور لاحظاه كلاهما،وماهي إلا بضع ثوان حتى إضطر سعد،وبسرعة للإعتذار منه بلباقة مبتعدا بها،ومتابعة سيرهما متجها بها باب مدخل القاعة،بعدما لاحظ نظراته اللامفسرة لها، بينما هي لم تنتبه للذي كان يحصل لقدبدا أيوب مسحورا،بل مفتونا بما يراه،بينما يسارع سعد بالإبتعاد بها، وفور دخولهما معا، والذي كان لافتاجدا لأنظار ومن خلفهما أيوب،ومن معه إلى داخل قاعةالإحتفالات الفخمة،والمتواجدةبأحد الأحياء الراقية بمدينة الدار البيضاء.
وما إن وصلا المائدة المخصصة لهم ،حتى ألقيا التحية على الجالسين حولها،ثم جلس، وأجلسها بينه،وبين والدها كي يحميها من نظرات الحضور التي تلتهمها، والسبب إشراقها،وتألقها،وحتى جاذبيتها الفاتنة،واما والدته السيدة سعاد هي،وشقيقته نادية، فقد كانتا ستنفجران غيظا، وغضبا، وقد تأججت نار غيرتهما منها،وتضاعف حقدهما عليها أكثر، فأكثر،فكانتا لحظتها تتمنيا الإنقضاض عليها بعدما لاحظتا الذي كان يصير حينها،وخاصةنظرات العاشق أيوب المتيمة،والمحدقة بهاوالتي كانت مثبتة عليها، ولم يكن هو وحده فقط كثيرون كانوا يتمنون التعرف إليها،ونيل رضاها،فهي بحق حسناء فاتنة،فهي لطالما كانت، ولازالت محط الأنظار حتى منذ كانت طفلة صغيرة....
ومر الوقت ليتفاجأ الجميع بظهور فؤاد،اما بطلتنا لم تعيره إنتباها،وهذا ما أثاره بشدة،وأماهي،فنظراتها كانت مشدودة بقوة إلى والدها الذي كان واقفا على بعد خطوات منها،وهو يتحدث مع بعض معارفه،وخاصة صديقه السيد محسن،والذي هو والد بطلنا هشام الذي كان متواجدا بين المدعوين إلا أنه لم يكن يعلم بوجود حياة نفس المكان،فدعاه للجلوس معه،ولكنه إعتذرمنه بلباقة، وهو يشير بإتجاه إحدى الموائد حيث يجلس هو وأسرته،وبعض المدعوين، وبعدها راحا الإثنان يتحدثان فلاحظ هذا الأخير متعجبا من نظرات الشابة الجميلة جدا لصديقه السيد نجيب الذي إستغرب بدوره الذي كان يصيرمعه متسائلا،فقص عليه ماراه،فإستدارملتفتا ليرى كل من إبنته حياة،ونادية،وشقيقتها الصغرى منى فعاد،وإلتفت إليه بعدما تعذر عليه معرفة من تكون من هن يقصد هو ،فأشار له من طرف خفي نحو حياة قائلا له:
-تلك التي هناك......أرايتها؟!!!!
وهنا إنفجر السيد نجيب ضاحكا، فعاود السيد محسن سؤاله عن سبب ضحكه، فرد عليه بأن الفتاة التي هو يشير لها تكون إبنته حياة،فدهش لإجابته، ولم يصدق الذي سمعه منه،فإبنته لازالت صغيرة، ولكن التي كان يراها أمامه لحظتها............كانت فتاة شابة ،في مقتبل العم،وجميلة جدا،وهنا سمع صوته، وهو يناديها، ومشيرا لها بالإقتراب منه أكثر،فما كان منها إلا أن أذعنت تاركة مكانها،وتحركت لتقف على مقربةمن والدها الذي قدمها لصديقه الذي سعد جدا للتعرف عليها،وفي نفس الوقت تذكر حديث صديق مشترك لهما،كان قد إقترح عليه مصاهرة السيد نجيب عندما طلب مساعدته ببحثه عن عروس مناسبة لإبنه الأصغر هشام،وهنا بدا واضحا جدا بأنه عثر على ضالته أخيرا،وهنا قررفي سره أن هذا ما سيحصل،وانه سينتظر اللحظة المناسبة التي سيحدثه بموضوع مصاهرته،وفي هذه اللحظة،كانت السيدةسعاد قد تنبهت لنظرات صديق زوجها لإبنته،قبل أن تنظر إلى لإبنتها نادية التي كانت قد لاحظت الشئ نفسه فبادلتها إبتسامتها، وماهي إلا ثوان حتى إرتدت حياة معتذرة بلباقة،وتحركت عائدة للجلوس مكانها بعدما إستأذنت من والدها،وصديقه إلا أنهاتوقفت فجأة،عندما إصطدم بها أحدهم، وإختل توازنها إلا أنها تماسكت حتى لاتقع أرضا،ورفعت رأسها،وهي تهم بالإعتذار،لكنها لاذت فجأة بصمتها، بعدما لاحظت بأن الشخص الذي إصطدم بها والذي كان يمسك بها كي لاتسقط ارضا بسببه،مخمورا لدرجة الثمالة،فسارع سعد بدروه ليقف بمحاذاتها شادا ذراعيها من الخلف كي يمنعها من السقوط أرضا،وفي الوقت نفسه متسائلا ما خطبها، وعن الذي يصير معها وهناصاح ذاك الشخص به صارخا:
-فلتبعد يداك عن عروسي ،ياهذا؟!!!!!*نهايةالفصل*
أنت تقرأ
غدر
Romance💞من المعروف لكل منا طباعه وأحلامه،وطموحاته وإفكاره،ومن خلال فصول هاته الرواية المستوحاة من واقعنا المعاش ،سنعيش مع أبطالها تفاصيل أحداثها 💞