أثار الماضي

2K 227 69
                                    

استمتعوا💜

..................................................

السماء مغطيه بغيوم سوداء والارض مخفيه بثلوج بيضاء بينما صاحبة الخصلات السوداء تتحرك بأقدام حافيه تمشي بدون وجهة محدده، ضائعه لا تشعر بشيء، مشوشه لا تعرف كيف ومنذ متى هي هنا.

"تذهب الشمس لكن تترك من ضوءها للقمر،
البحر بعيد لكن يترك من اثاره بقطرات المطر،
ان تزهر الأرواح وتشفي القلوب لن تأجر بمال العالم"
صوت بدأ بالتردد بذلك الصمت لتنظر حولها تركض بجهات عشوائية تريد الوصل لمصدر الصوت.

"أين انت؟"
صرخت تشعر انها ستنهار اذا لم تجده ومع استدارها توقفت تنظر لخطواتها السوداء التي لوثت بياض الثلج.

"لا يجب لزهرة الشتاء السوداء ان تلوث بياضه"
ترددت صرخه عاليه جاعله منها تغلق أذنيها تنظر بفزع للأيادي السوداء التي تخرج من الثلج تسحبها لأعماقه.

"لا، لست سوداء اتركوني"
صرخت تريد الإبتعاد عن قبضتهم لكن ذلك لا يفيد ومع اغراق نصف جذعها بالثلج شعرت بيدين تلتف حولها وهي ترتفع من بين الثلوج لتستقر بحضن احدهم.

"جوري صغيرتي، زهرة الشتاء خاصتي"
تلك النبرة الحانيه وصلت لأذنيها لترفع نظرها لوجه الشخص امامها، بأعيون دامعه رفعت يدها لوجهه تريد التأكد انه حقيقه ومع وصول اطراف اصابعها لبشرته سائل غليظ لوث وجهها وجسد الشخص وقع ارضًا لتلمس وجهها وتبعد يدها تنظر للون الأحمر.

"ليس مجددًا، لماذا ابي؟ لماذا تركتني؟"
همست بضياع وجمود لا تتحرك، لا تريد النظر للجسد الذي غرق بالثلج تاركًا بقعه حمراء مكانه.

"كل مره نفس الشيء جوري، هو قد رحل وانا تركتك، لا احد سيبقى معك، لا احد يتحملك، لا تستحقين الحب لأنك لا تبادلين ابدًا، انتِ زهرة الشتاء السوداء"
استدارت تنظر له بإبتسامه منكسرة، هو يبدو تمامًا عندما انتهى كل شيء بينهما، عندما تركها عالقه بحزنها.

"اسفه لن اكرر خطئي، انا لست سوداء ارجوك"
توسلته، تتجه نحوه تريد الوصول له لكنه فقط نفى برأسه واستدار يتلاشى ببطء داخل العاصفه الثلجيه التي بمرور كل ثانيه تصبح اكثف واقوى.

"لست سوداء، لست زهرة الشتاء السوداء، صدقوني لست كذلك، لست ملعونه"
انتحبت بصوت خافت تنظر للأسفل حيث ظهرت الأيادي السوداء مجددًا لتبدأ بسحبها لأعماق الثلج البارد وجوري مستسلمه للأمر.

"لا بأس كل شيء بخير، الشتاء سيذهب ويأتي الربيع، المطر سيتوقف والأزهار ستزهر، ستكونين بخير"
صوت غريب وصل لمسمعها لترفع نظرها للجسم امامها. لا تعرف ما هو لكن يده الممدوده نحوها جعلتها متوتره، داخل تلك العاصفه الثلجيه هو بدى كأشعه دافئة من الشمس قد تسلسللت بين الغيوم فقط من اجلها.

أزهار الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن