الحكاية وما فيها إنه ولد كدّاب، أنا عارفه كويس، بيجيب البنات يتسلى بيهم ويضحك عليهم ويبقا مبسوط وفرحان بنفسه وكأنه عمل إنجاز.. عيل مترباش!
ده كان كلام واحد من جيران الولد اللي قاعد في الكافيه ليل نهار، بيتعرف على بنات وبيرسم عليهم الحب، بيعيشهم في أوهام وفي الآخر.. بيكتشفوا إنه كداب، تعالوا بينا نعرف الولد ده عمل كدة ليه وإزاي؟
حمدي، 23 سنة، عاطل، وعايش على فلوس أبوه وأمه في الخليج، هوايته اللعب بالبنات، شايفين هوا قاعد هناك أهو على الترابيذة دي بيفكر في فريسته الجديدة، البنت اللي قاعدة على الترابيذة اللي قدامه هناك، شكلها ارستقراطية شوية وتنكة وبيفكر يدخلها دخلة صح! راح قام من مكانه وكان معاه ساعة آخر شياكة.
فجأة وقف قدام البنت ف بصتله وقالت: أفندم! طلّع الساعة من علبتها وقالها إزيك! أنا حمدي، النهردة الصبح كلمت واحد صاحبي قولتله نقيلي أجمل حاجة تلاقيها في وشك ..اختارلي الساعة دي، قررت إن الساعة دي وهيا أجمل حاجة تروح لأجمل واحدة قابلتها النهردة! اتفضلي دي هديتك! أنا مش بعاكس صدقيني.. أنا بس ببقا ضعيف قدام الجمال!
البنت كانت مصدومة، حمدي حط الساعة قدامها ومشي، حركة صايعة، ساعة زي دي بالشيء الفلاني إزاي حد يحطها كدة ويمشي لحد ميعرفوش! دي حاجة خلتها تميل وتثق في كلامه وتفتكر إن هل فعلًا فيه حد كدة بيقدّر الجمال، خصوصًا إنها كانت مغرورة شويتين ومتخيلة إن جمالها مفيش منه أتنين! متعرفش المسكينة إن حمدي معاه فلوس يشتري ألف ساعة زي دي كل يوم ومش فارق معاها، المهم إنه يمارس ألاعيبه دي.
مشي حمدي كام خطوة، وحس بإيد ناعمة بتتحط على كتفه وبتقوله: لو سمحت يا أستاذّ! قولتلي اسمك ايه؟ رد عليها وجواه ملامح الإنتصار لكن كان محافظ على تُقله: إسمي حمدي.. حمدي الملواني! ردت عليه: طيب يا أستاذ حمدي شكرًا على كلامك الذوق وشكرًا على هديتك بس أنا مينفعش أقبل هدية من حد غريب!
رد عليها: طيب وليه إحنا مش غرب أدينا عرفنا بعض! وأنا قولتلك اللي في قلبي بدون أي تزويق هديتي دي للجمال وحضرتك جميلة عشان كدة قررت إني أديلك الهدية دي. سكتت البنت.
رد عليها بثقة وبلهجة اللي عايز ياكلها في الكلام: وعالعموم ده الكرت بتاعي ممكن تخليه معاكي وكدة بقينا أصدقاء وتقدري تقبلي الهدية! بعد إذنك. في خلال خمس دقايق البنت كانت معجبة باسلوبه وتصرفاته خصوصًا لما قال كدة ومشي على طول من غير ما ينتظر منها رد، كان بيحاول يثبتلها إنه مش طمعان فيها.
حمدي روّح البيت وكان مستني البذرة الخبيثة بتاعته تطلع ثمرتها، مش هيفوت ساعة إلا وهتكون بتتصل بيه وبتحدد معاه معاد يتقابلوا، مفتتش ربع ساعة ورن تليفونه، أستاذ حمدي الملواني، أنا سمر اللي اديتني الساعة، حقيقي بجد أنا متشكرة لذوق حضرتك مش عارفة أشكرك إزاي، وكنت حابة أعزمك في أي مكان تحبه عالغدا عشان أردلك جزء من ذوقك ده!
قال لنفسه: مبروك ياحمودي نجحت الخطة!
طبعًا عزمته واتقابلوا وكلمة جابت كلمة، وقعدة جابت قعدة، ورسم عليها الحب، وهوا كحمدي بيزهق بسرعة، يدوبك شهر كان زهق منها وأخد كل حاجة كان مخططلها وراح غيّر رقمه كالعادة، وبطل يروح الأماكن اللي كانت بتروحها، وهيا بتدور عيه في كل مكان مش لاقياه ومش عارفة توصله، حتى الشقة بتاعته اللي كانت عارفاها وبتروحها مطلعتش شقته، عاشت معاه شهر في حوارات رومانسية وقصص حب وفي الآخر كله طلع كذب وخداع!
حمدي كان ده عادي بالنسباله، الموضوع مكرر، بس في مرة جرب يعمل نفس الحوار، نفس موضوع الساعة ده بالظبط بس بدل الساعة كانت جذمة شيك، وأول ما فكر يديها لواحدة البنت راحت ضربته بيها على راسه قدام الناس!
الموضوع كان صدمة بالنسباله، هوا مكنش قادر يتصرف أو يرد، ليه بدل الموقف ألف… عمره ما حصلتله حاجة زي كدة! اعتذر في صمت وخد بعضه ومشي، الغريب إنه مكنش متدايق أو زعلان! كان حاسس بتأنيب الضمير، كان محتاج يفوق، وضربة الجذمة دي هيا اللي فوقته!
المهم إن صاحبنا حمدي كان بيدور على البنت دي بأي شكل بعد الموقف ده بحوالي عشر أيام.. كان بيقول لنفسه لازم أشوفها واعتذرلها بجد وأقولها إني اتغيرت بسببها! وحصل وفعلًا لقيها بعد شهر من البحث والتعب، لكن كانت قاعدة جمب مين؟ سمر البنت الأولانية اللي ضحك عليها، تقريبًا دول أصحاب قرايب.
خاف ورجع زي ما يكون عامل عملة كبيرة، هوا فعلًا كدة، سمر لمحته، ضحكت وسكتت، وبصت للبنت التانية اللي ضربته بالجذمة على راسه فالتانية ضحكت، الموضوع وضح! هما كانوا مرتبين كل حاجة عشان يربوه من غير فضايح للبنت! فضل حمدي يفكر طول الليل يا ترى يكمل في طريقه اللي كله غلط وحرام ولعب ببنات الناس، ولا يتوب ويبعد عن السكة دي!
كان متدايق في نفس الوقت من فعل ضرب الجذمة، في الأول كان فاكره بنت محترمة وجدعة عارفة تدافع عن نفسها، لكن لما اكتشف انها خطة احساسه اتغيّر! وفضل يفكّر طول الليل بيحاول يوصل لنتيجة! وفي الصبح قرر: أنا هتغيّر!
Rahma Reda