اسرار الوفاء

209 16 0
                                    

يونس واقف في أوضة العمليات، مستني بفارغ الصبر مراته نُهى تخرج منها.. القلق بياكل في جسمه حتة حتة، حاسس بصداع، بيتمنى لو يقدر يعيط وسط الناس، لكن مينفعش لازم يكون عنده صبر أكتر من كدة، في كل لحظة بيتخيل قدام عينيه منظر نُهى مراته وهيا بتتألم قبل الولادة بكام يوم، بيقول لنفسه إن دي هيا سُنة الحياة وطبيعي كل الستات تمر بالمرحلة دي!

الدكتورة طلعت من أوضة العمليات دلوقتي حالًا، شكلها مُرهَقة جدًا وتعبانة، العملية استمرت أكتر من ساعتين.. تقريبًا دخلت في تلت ساعات.. الغريب إنه مسمعش صوت بكاء طفل! مفكرش كتير في الموضوع لكنه جري على الدكتورة مرة واحدة وسألها: إيه الاخبار يا دكتورة؟ نُهى بخير؟

بصتله الدكتورة وقالت: كويسة كويسة!

طيب والجنين؟ أتمنى متبخليش عليا بمعلومة وتحكيلي بالتفصيل!

الدكتورة قالتله طيب اتفضل معايا في المكتب.

دخل معاها المكتب وجواه اقتناع ان فيه مصيبة.. قال لنفسه أكيد الجنين جراله حاجة.. لكن مش مهم المهم إن نُهى كويسة!

الدكتورة قالتله: للأسف الشديد يا يونس لكن الجنين مات.. الجنين مماتش النهردة هوا مات في بطن مراتك من كذا يوم واللي كانت حاسة بيه طول الفترة ده بسبب كدة!

رد عليها بسرعة: نُهى جرالها حاجة.. ده الأهم بالنسبالي! مش مشكلة الجنين إحنا في بداية حياتنا ونقدر نخلف تاني!

قالت الدكتورة: بص يا يونس.. المشكلة اللي حصلت لمراتك مش بالصدفة، الحكاية إن رحم مراتك من النوع اللي مش بيتمدد.. يعني بيوصل لمرحلة معينة من الحمل وبيروح خانق الجنين.. وبالتالي مراتك مش هتقدر تتم حملها ولا تخلف.. فهمت المشكلة؟

اتصدم يونس ورد عليها: المشكلة دي أكيد ليها حل.. الطب اتقدم!

قالتله الدكتورة: نسأل الله التساهيل يا ابني بس تقوم بالسلامة وربنا يسهل!

الموضوع كان صادم جدًا بالنسباله، معقول حلمه في إنه يكون أب يروح بالشكل ده، والدته كانت مستنية في أوضة للإنتظار، لو هنرجع بالذاكرة لورا فهيا مكانتش موافقة أبدًا على جوازه من نُهى، ومكنتش بتحبها أصلًا لكن هيا في النهاية وافقت علشان سعادة ابنها، يا ترى هيقولها إيه؟ هيخاف لحسن تجرح مشاعر مراته.. وفي نفس الوقت مينفعش يخبّي عليها!

راح دخل وقعد جمبها، وحكاله الحكاية بالظبط زي ما الدكتورة قالتله، وختم كلامه إن المشكلة دي هتتكرر في كل حمل!

زعلت أمه وقالتله: يبقى كدة يابني مفيش حل غير إنك تتجوز، مينفعش تربط نفسك بحاجة زي دي.. لازم يبقالك ذرية وانا عايزة اشيل عيالك.. أحفادي!

إزاي يا ماما بس تقولي حاجة زي دي.. إنتي عايزاني أتجوز على نُهى!
يابني اسمع كلامي .. انا وافقت عليها علشانك.. لكن لو هيا هتضرك لأ أنا مش هوافق إنها تستمر.. مش بقولك طلقها.. بس شوف نفسك!
يا ماما اقفلي الموضوع ده دلوقتي ويلّا نقوم نشوفها!
طب ودي أقولها إيه بس..!
متقوليلهاش يا أُمي.. متحكيلهاش حاجة أنا هتصرف.
دخلوا الأوضة على نهى اللي كانت مرهقة جدًا، كلام السلامات الطبيعي جدًا، والدته مشيت من المستشفى ومجتش تاني لنهى .. كانت بتخطط لعروسة جديد لإبنها.. بنت واحدة من صحباتها!

أكتر من مرة حاولت تعزم يونس لوحده عندها في البيت وتعزم البيت لكن يونس كان بيرفض أو كان بيجي ومعاه نُهى نفسها!

كان فاهم غرض مامته لكن كان بيعاند فيها على أمل إنها تبطل اللي بتعمله!

ووسط إلحاح كبير فتحت الكلام قدام مراته، كان رده قاطع، قالها: يا ماما أنا مستحيل أتجوز على مراتي وأجيب واحدة تشاركني فيها!

Rahma Reda

اسكريبتات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن