جبر الخواطر

274 17 0
                                    

الاول انا ساكنة قريب من بيت ماما ، وقريب من شغلي يعنى هو شارع بمشي فيه خمس دقايق من بيتي للمعمل ،  وفي طريقي بعدى على بيت ماما وشارعنا اللي اتربيت فيه سنين طويلة ،  وعشت فيه يعنى في طريقي للشغل لازم اقبل على الاقل 3 -4 من الاشخاص ،  اللي اعرفهم سواء جيراني جيران ماما ، مرضى بيتعاملوا معايا بالمعمل وكل واحد لازم يوقفنى يسلم عليا.
ويتكلم شوية لو عنده مشكله او حاجة هيسئل فيها ، فلازم اروح شغلي متاخر في الحقيقية كل يوم  ، حتى لو نزلت بدري لان طريقي واحد ومش هلف من شوارع تانية وابعد ، المهم من سنه تقريبا فتح في طريقي محل مفاتيح وحجات الابواب رجل كبير في السن ،  وكان بيفتح بدري وانا في طريقي للشغل اول ميشوفني من بعيد يبتسم بفرح شديد ، وكانه يعرفنى من زمن والاقيه قام وقف وقرب منى ولازم يسلم عليا ويسأل عن الاولاد ويدعيلي دعوة حلوة ، كنت بستغرب اووى لانى معرفهوش ، ولا هو جار ولا مريض اتعامل معايا بس كان لازم كل يوم يعمل كدة .

وبحسه فرحان اووى لما يشوفنى ، ومبسوط وبيدعيلي من قلبه والله الانسان بيحس باللي قدامه كنت للامانه سعات محبش اشوفه ،  مش هنكر والف من شارع تاني علشان مش اقابله  ، رغم انى اليوم اللي كنت اشوفه فيه كان بيبقى يوم جميل ، وبتحصل لي فيه حجات حلوة سبحان الله ،  بس بردوا انا مستغربه منه هو مين دا وبيعمل كده ليه مهو لو حد اعرفه كنت قولت ماشي طبيبعي ،  لكن دا معرفهوش اصلا  يبقى مش طبيعي .

المهم كنت سعات اعمل نفسي مش اخده بالي وادير وشي كاني بتكلم بالفون واجري بسرعة  ، علشان ميكلمنيش وسعات الف من شارع تاني خالص ،  بعدين قولت لنفسي ايه دا انا بعمل كدة ليه هو الرجل معملش حاجة دا بيسلم عليا  ، وبيدعيلي انى اكون بخير ايه الهبل اللي انا فيه دا .

وقتها بقيت امر عادي من الشارع  ، والالقيه يا عيني فاتح بدري وقاعد ويقوم وهو بيضحك بسعادة ويسلم عليا ، ويسئلنى عامله ايه والاولاد عاملين ايه  ويدعيلي وهو فرحان كنت اسمع دعوته بفرح واقله ربنا يكرمك يارب بخير الحمد لله  يا بابا  ، وامشي بسرعة علشان متاخرش على الشغل وسبحانك يارب لازم يحصل في اليوم دا حاجة حلوة ، وتفرحني بقالي شهور على كدة لغاية ، ملقيته قافل محله من قبل العيد .

فكرت انه اجازة وبعد العيد بردوا قابل حسيت اني مفتقده اووى دعوته وابتسامته ، اللي مليانه فرح وسعادة  لما بشوفني رايحة الشغل فعلا في حاجة نقصاني  وحاسة البركة  ، قلت في يومي اووى سبحان الله روحت سئلت المحل ، اللي جنبه عنه قالي انه تعبان اووى وحالته صعبه ومحجوز في مستشفى حكومي وبين ايد ربنا.

زعلت اووى وروحت امبارح ازوره ، بعد معرفت اسمه انا خلال السنه دى اصلا معرفش اسمه ايه اصلا ،  اسمه عم عزت روحت وكانت هناك زوجته ست كبيرة اووى ،  بصتلي بتعجب وفرح اووى لما شافتنى وحضنتنى جامد ، وقالتلي ازيك يا بنتي اخبارك ايه يا منى انت لسه زى ما انتى متغيرتش ابدا .

ولقيت عم عزت ابتسم اووى وبيضحك  بفرح ، وهو بيسال عن احوالي للامانه انا كنت مستغربه هما يعرفونى منين ،  طيب عم عزت انا بشوفه كل يوم لكن الست دى اول مره اشوفها ، انا مش فاكرة اني شوفتها اصلا .

قولتلها معلش يا امي هو حضرتك تعرفيني ، ابتسمت بحزن اوى وقالتي انتى مش فاكرة رشا عزت يا منى صاحبتك في المدرسة وكنتوا بتروحوا المدرسة سوى في اعدادى وثانوي ، اعدت احاول افتكر مش فاكرة قالتلي على مكان بيتها ، وهنا افتكرتها فعلا دى كانت صحبتي فعلا وكنا بناخد دروس سوى في بيتها،  بس طبعا انا مش فاكرة التفاصيل كامله الكلام دا من زمن ، وهي تقريبا كانت دخلت كليه اداب ،  اللي فكراها وانا دخلت طب بيطري وكنت مقيمه في ادفينا فبعدت عن اسكندرية.

وكلامنا قل وكل واحد اتشغل في حياته بعد كدة ، المهم قولتهم ايوة افتكرت اخبارها ايه رشا دلوقتي وعامله ايه ، وعندها ولاد ايه لقيت الست طلعتلي صورتها من شنطتها ، وبتورهيالي وفعلا هي انا افتكرتها بس مكنتش فاكرة باباها وماماتها خالص .

الست ردت عليا بحزن : وقالتلي الله يرحمها يا بنتى وليك طولة العمر

ياه انا زعلت اووى والله ، ربنا يرحمها يارب باباها قالي ،  انها ماتت في حادثة وهي في الكليه من زمن  من عشرين سنه  ، وهما معندهمش اولاد غيرها ومن يومها وهما عايشين قالي لما شافني معديه في الشارع افتكر بنته  ، لاننا كنا بنروح الدروس سوى ودايما مع بعض  .

قالي انه كان بيبقى سعيد اووى لما كان بيشوفنى  ، وانه بقى يفتح المحل بدري علشان يشوفني مخصوص ،  وكان بيحزن اووى لما اعمل نفسي مش اخده بالي واجري من قدامه من غير ما اسلم عليه وكل مرة بيبقى عاوز يعرفني انى ابو رشا  ، بس بيلاقينى مستعجله ومش بردى اقف اتكلم معاه قالي انه لما بيشوفني مع ساجد ابني ، بيتخيل بنته الله يرحمها ، انها مع اولادها اللي كان نفسه يشوفهم.

ياااااه اد ايه كلامه وجعنى اووى ، انا مكنتش اعرف والله حاجة انا كنت بس مستغربه هو ليه بيعمل كدة ، بس في النهاية يا جماعة لما تلاقي حد بيحبك اووى وبيفرح لما يشوفك ،  وبيتمنالك السعادة من قلبه مش عاوز حاجة منك غير انه يشوفك سعيد ، وبس متحولش تخسره ابدا لانه بيكون سبب سعادتك ، لما تجبر بخاطره ربنا بيجبر بخاطرك في حجات كتير اووى وبيفرحك .

" جبر الخواطر "

بقلمى /

✍🏻 * Rahma Reda *

اسكريبتات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن