كنت قاعده فى بلكونة اوضتى بتفرج عليه وهو قاعد تحت فى الجنينه .... من يوم ما اتجوزنا و هو كده ... وحيد .. منعزل عن اللى حواليه ... دايما قاعد لوحده ... كنت فى الاول بقول يمكن علشان لسه معرفهوش بس مع الوقت لقيت ان ده طبعه اصلا .. او يمكن بقا كده من يوم ما دخلت حياته .. لما بشوف علاقته بأمه و اخواته البنات بحزن جدا .. طيب هو ليه معايا انا كده .. دايما بارد معايا .. معقوله انا هفضل كده ..
- يارا ممكن ادخل
بصيت ورايا لقيت مريم اخته الصغيره واقفه فى الباب ..
ابتسمت لها و قولتلها :- تعالى يا مريم
" مريم " دخلت قعدت جنبى :- قاعده لوحدك ليه ؟
" ديرت وشى و بصت عليه و اتنهدت بحزن :- مفيش ..
رجعت بصيت تانى لمريم :- عملتى ايه انهارده فى الجامعه ؟
مريم اتنهدت بحزن :- زى كل يوم
" بصيتلها بتشفى :- انتى لسه بتحبيه يا مريم ؟
" مريم بصيت ليا بكسره و دموع :- و عمرى ما هنساه .. هفضل احبه لحد آخر يوم فى عمرى
" بصيت ليها بحنان :- بس هو مش عايزك و مش حاسس بيكى .. انتى قولتى انه نسى و عاش حياته
" مريم " ايوه .. خطب واحده معانا فى الكليه .. كل ما اشوفه معاها بحس انى .... مش قادره اوصفلك شعورى ...
" طبطبت عليها برقه و اخدتها فى حضنى :- مريم مراد لو عرف مش هيحصل طيب
" مريم رفعت راسها ليا بفزع :- و هو هيعرف منين ؟
" بصيت لها بشفقه :- هو .....
لسه مكملتش كلامى ولقيت الخدامه بتخبط على الباب ....
الخدامه :- ست يارا
" انا :- ايوه يا فاطمه
" فاطمه " الست ناهد قالتلى اطلع اناديكى انتى و البنات علشان الغدا
" انا :- ماشى يا فاطمه روحى انتى وانا هنزل وراكى ...
بعد ما فاطمه مشيت .... بصيت لمريم بابتسامة رقيقه :- قومى اغسلى وشك و انزلى و انا هغير و انزل وراكى
" مريم " بصتلى باستغراب و شاورت على البيجامه اللى كنت لابساها :- تغيرى ليه .. ما انتى لابسه اهو
اتوترت شويه و معرفتش اقولها ايه ...
انا :- لا اصل البيجامه دى قصيره
" مريم " بضحك :- وفيها ايه يعنى .. هو فى حد غريب هنا ؟ .. مفيش ولا راجل فى البيت غير مراد اللى هو جوزك .. يعنى عادى لما تنزلى كده
بصيتلها بحزن و توتر .. اقولها ايه ؟ اقولها انا اتجوزت اخوكى بناء على وصية عمته.. اقولها جوازنا على ورق .. اقولها ان من يوم ما اتجوزنا و مفيش اى كلام بينا غير صباح الخير صباح النور عامله ايه كويسه
" انا " لا اصل انا حاسه انى بردانه شويه ... قومى انزلى يلا علشان ماما
" مريم " ابتسمت برقه و خرجت ... اتنهدت بتعب و حزن ... سمعت صوت ضحكته استغربت وديرت وشى و بصيت عليه .. لقيته حاضن ساره اخته الكبيره و مبسوط اووى و بيعاملها برقه .... اتنهدت بحزن و اسى و غصب عنى بكيت .. بكيت على حالى ... معايا انا بس بيبقى بارد و عصبى ... ااه بس لو اعرف السبب اللى يخليه يعاملنى كده
قمت غسلت وشى و لبست دريس طويل عليه شال و نزلت .. دخلت اوضة السفره لقيتهم كلهم مبسوطين و بيضحكوا ...
انا :- السلام عليكم
" الكل " و عليكم السلام
" مريم " بصتلى بفرحه و لهفه :- شوفتى يا يارا .. ساره وافقت على عصام
" بصيت لساره و ابتسمت بحب و فرح :- الف مبروك يا حبيبتي .. ربنا يتمملكوا على خير
" ساره " بفرحه :- الله يبارك فيكى يا يارا
واحنا بنتغدى كنت قاعده على الكرسى اللى قصاده جنب والدته " ناهد " .. غصب عنى سرحت و فضلت باصاله بحزن ...معرفش كان واخد باله ولا لاء بس هو مرفعش عينه من طبقه ....
" ناهد " بضحك :- ههههه ايه ده يا يارا ...هو مراد ملبسك الدبله فى اليمين
بصيت لمراد لقيته بيبصلى .. نقلت نظرى بينه و بين الدبله ... اقولها ان دى مش دبلته و انها دبلة واحد تانى ... اتوترت و معرفتش اجاوب ... فجأة لقيتها شدت ايد و قلعتنى الدبله و مسكت ايدى التانيه و لبستهالى
" ناهد " بضحك :- البسيها هنا ... احسن الناس تضحك علينا
مراد قام من على السفره :- ماما .. خلصى اكل و تعالى .. عايز اتكلم معاكى فى موضوع مهم ..
ناهد بصتله باستفهام و استغراب :- حاضر يا ابنى
بعد الغدا طلعت انا و ساره و مريم نشرب الشاى فى الجنينه و ماما ناهد طلعت عند مراد ...
" مراد " تعالى يا ماما
" ناهد قفلت الباب و راحت قعدت على الكنبه جنبه :- فى ايه يا مراد ؟
" مراد " ماما انتى لازم تعرفى انا اتجوزت يارا ليه و ازاى
ناهد بصتله بصمت و هو كمل ...
" مراد " عمتو الله يرحمها قبل ما تموت طلبت منى انى اتجوز يارا ... انتى عارفه انى كنت رافض فكرة الجواز اصلا .. بس كانت تعبانه اوى و ساعتها قالت انى لو متجوزتهاش .. هتموت غضبانه عليا و مش هتسامحنى .. انتى عارفه انا بحبها قد ايه و مقدرش ارفض لها طلب ... يوميها روحت جيبت المأذون و كتبنا كتابنا .. و بعدها بيوم عمتو ماتت ... وكانت وصيتها يارا ... انا معرفش يارا وافقت ازاى او عمتو اجبرتها ولا لاء بس اللى اعرفه انها كان مكتوب كتابها قبل كده ... بس جوزها مات ... يوم الفرح انا .. انا قولتلها ان جوازنا هيبقى على ورق
" ناهد " يعنى ايه الكلام ده ؟
" مراد " هو ايه اللى يعنى ايه يا ماما ... انا مش بحبها .. صح انا وافقت بس ....
" ناهد " بانفعال :- بس ايه يا مراد ؟ .. حتى لو مش بتحبها ليه تعذبها و تعمل فيها كده ؟ .. البنت مش ذنبها حاجة ان ليلى ( عمة مراد ) اجبرتك تتجوزها
" مراد " عذاب ايه اللى بتتكلمى عنه ده يا ماما ؟ ... كل واحد فينا قاعد فى اوضه .. انا حتى مبتكلمش معاها يبقى ازاى ...
" ناهد " وانت فاكر ان انت كده بتنفذ وصية عمتك يا مراد ؟ .. اسمع يا مراد .. عايز تعرف ليلى اجبرتك تتجوزها ليه ؟ ... عايز تعرف انا تقبلتها زوجه ليك من غير حتى ما اسأل اتجوزتها ليه و من غير ما اسأل عن اهلها ؟ ... ليلى اتبنت يارا يا مراد ... خدتها وربيتها و كبرتها ... حرام عليك دى يتيمه .. ليه تعمل فيها كده ... ليلى جوزتهالك علشان اعتمدت عليك .. كانت خايفة عليها و عايزه راجل يحميها ... ليه تعمل كده ... انا دلوقتي عرفت ليه كل ما بشوفها اشوف فى عنيها نظرة حزن و الم و ضعف ...
ناهد قامت وقفت و قالت بحده و عصبيه :- مراد .. قدامك من انهارده لبكره بالليل تفكر .. لو مش عايزها طلقها ... ويكون فى علمك .. يارا لو طلعت من البيت ده انا هطلع معاها
ناهد بصتله بعتاب و غضب و مشيت
مراد فضل قاعد يفكر هيعمل ايه .. وليه عمته ماقالتلوش ان يارا تبقى بنتها .. حتى لو بالتبنى