~3~

1.3K 105 39
                                    

*
فيلكس

لقد حلمت بأخي المتوفى ليلة أمس كما أحلم به كل ليلة منذ وفاته، أظن أن العيش في المنفى ليس بهذا السوء فلو كنت أعيش في القصر حيث قضيت طفولة و شبابي مع ماركوس لما استطعت تحمل الأمر.

"صباح الخير." حيتني أمي حين نزلت لتناول الفطور، وجهها يبدو أكثر شحوبا اليوم عن ذي أمس...

"كيف حالك أمي؟" لو كانت منزعجة من سؤالي المستمر لها حول صحتها هي لم تظهر ذلك بل ابتسمت لي كعادتها و أجابت بود:"كيف تتوقع أن أكون؟"

مرهقة... بالطبع ستكون متعبة. قبل أشهر كانت سيدة القصر و من فيه و الآن هي مرمية هنا معي كسجينة جرمها الوحيد حب ابنها.

و أنا أنام مع الفتاة التي تسببت في كل هذا.

أغمضت عيني للحظة ثم توجهت لأحضنها من الخلف:"سأسترجع كل شيء يا أمي... أعدك."

*
كلارا

استيقظت بسبب ألم شديد في رقبة، يا إلهي هل نمت أرضا البارحة؟ الإجابة موجودة فوق السرير حيث ينام ماثيو قرب ابنة أخته.

اه... يبدو أوسم و هو نائم! لا تمالك نفسك يا كلارا موني. لقد كسر هذا الشاب قلبك بالفعل و لا يجب أن تضيع وقتك معه.

تقدمت نحوه بهدوء و انبطحت لأحمل صوفيا الصغيرة من بين يديه لكن ما إن قاربت على لمس الأميرة حتى وجه سكينا نحوي، هل كان نائما أم أنه استيقظ للتو؟ و هل فقد عقله لينام قرب رضيعة مخبئا سلاحا حادا؟!

"اه هذه أنت، ظننتك خطرا."شرح الوزير و قد أفاق من نومه. ما الذي يعنيه بخطر؟ كنت في حالة صدمة لثواني لم الاحظ فيها الدماء التي تنزل من ذراعيَ.. كيف استطاع إصابة بهذه السرعة؟

كنت لأصرخ و أعلم القصر كله بإصابة لكن أخشى إيقاظ صوفي، هذا ما يحدث عندما تتركني لونا ليوم واحد مع الطفلة!

"أنت محظوظة لم تقطع يدك." أخبرني ماثيو و قد اقترب مني لأبتعد تلقائيا نحو الخلف، أنتِ.. أنت.. أنت هل تراه نسا اسمي لذلك لم يقله قط؟ هل تراه نام مع عدة فتيات لدرجة أنه أصبح غير قادر على التمييز بينهم جميعا؟

"لا ترجعيه لي، لا أحتاجه." في البداية لم أفهم قصده حتى أخرج منديلا حريريا من جيبه و رماه علي قبل أن يغادر.

هل يتوقع مني تنظيف الجرح بهذا؟

*
جينيت

إغراء الوزير الشرير  {2}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن