23

471 44 61
                                    

*
فيلكس

الجميع يدهس بعضهم البعض و هذا لا يساعدني في فهم ما يجري. حدقت بأديلايد التي تحرك رأسها بحثا عن لا أعلم ماذا.

"لا يوجد مخرج من هنا سوف نتفحم." أعلنت مستسلمتا.

"لا تتكلمي هكذا!" صرخت لكنها لم تنصت إليا و ركضت نحو مائدة الطعام.

تبعتها ظنا مني أنها وجدت مخرجا ما لكنها بدأت تلتهم الطعام الذي أمامها كما لو أنها لن تعيش غدا و ربما لن تفعل.

"هل جننتني؟!" سألتها حين بلعت فطيرة الجبن الثامنة دون مضغها.

"كنت في حمية طيلة حياة لن أموت جائعة." ردت ثم تابعت الأكل.

بحثت عن أمي أو جينيت لكن لا أثر لهما بين هذا الحشد، الدخان يزداد في كل ثانية نظل فيها محبوسين هنا.ألا يسمع الحرس الصراخ؟ صحيح نحن في قلب القصر لكن لابد أن النار انتشرت من الخارج صحيح؟

"كل لا تقف مكانك." مدت لي الجاسوسة رغيف خبز مع اللحم. أبعدت يدها عن وجهي، لو تقبلت موتها بهذه السهولة فأنا أرفض قطعا أن أهلك هنا دون أن أحقق أي شيء.... أغمضت عيني لتظهر صورة أخي ماركوس هو الاخر مات حرقا في كوخ كقروي لا كحاكم.

لم أستطع التحكم بمشاعري و أجهشت باكيا وقتها فقط توقفت أديلايد عن الأكل. شعرت بجسدها بلتصق بجسدي و استغرقت لحظات كي أفهم أنها تحضنني، رائحتها كالجبن.

*
كلارا

أحكمت الإمساك بالصغيرين بينما أحاول جاهدة فتح الباب مثل بقية الحضور لكن دون جدوة، تنفسي لا تفزعي فهذا لن يؤدي إلى شيء...

البعض بدأ يقفز من النوافذ لكن هذا انتحار فنحن على ارتفاع شاهق حتى لو نجو من النار قد يقتلهم الكسر، أكثرهم حظا قد يتعور مدى الحياة.

حين كدت أختنق أمام المخرج شعرت بحركة في الخارج ليفتح بعدها الباب في لحظات، لم أرى من فعل ذلك اذ سرعان ما بدأ الناس بالفرار و فعلت المثل.

الأمير لوكاس لم يتوقف عن البكاء لكن صوفيا أذهلتني بصمتها، بقيت أتفقد أنها حية في كل مرة يطول سكوتها.

لا آرى جينيت أو فيلكس أو حتى والدته لكن ما يزال الناس يغادرون مع صغارهم غير سامحين لي بإيجاد أي أحد.

"كلارا!" صاحت لونا، حالته مزرية أكثر مني فهي تلهث بشدة و وجهها محمر. هل اقتربت من اللهب؟ إلى أي حد انتشرت النيران؟

إغراء الوزير الشرير  {2}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن