38

283 19 21
                                    

*
ماثيو

قضيت الأمسية بأكملها أبحث عن عريس مناسب للونا كما طلبت كلارا، تبين أن ايجاد رجل نبيل قد يقبل بزواج من امرأة حامل بطفل غير شرعي ليس منه لهو أمر صعب.

فركت جبيني و أنا جالس في مكتبي أقلب السير الذاتية لرجالي الأوفياء كل واحد منهم لن يرفض لي طلبا أثق بإخلاصهم لي لكن لا أستطيع تقدير مهاراتهم كزوج و أب لطفل جون المرحوم.

لن تسامحني كلارا لو حصل شيء لصديقتها على يد أحد اخترته أنا شخصيا.

"هل ناديت علي؟" دخلت جاسوسة أديلايد المكان، أشرت للمقعد الذي أمامي قائلا:"اجلسي أديلايد."

"لم أتلقى أي جديد حول فيلكس منكي منذ مدة." التهديد واضح في نبرتي مع هذا حافظت على هدوئها حين أجابت:"لا يوجد شيء لأنقله."

"اذا كان الجاسوس لا يجد شيئا لنقله هذا يعني أنه فاشل في عمله و أنا لا أعمل مع الفشلة." بسقت و قد ضربت يدي على الطاولة.

"أعلم." هو كل ما اكتفت أديلايد بقوله.

"أريد منكي البحث في الحياة العاطفية لهؤلاء الرجال." أمرتها و قد رميت مجموعة من الملفات أمامها.

"علم." غادرت المكان و هي راضية بمهمتها الجديدة. أتذكر جيدا اول يوم التقيت فيه بأديلايد....كانت ابنة طبيب معروف و أمها معلمة في مدرسة مرموقة ذلك جعلها تحظى بطفولة جيدة، حصلت على تعليم عالي لم تفتقر إلى الطعام أو الثياب رغم ذلك انتهى بها المطاف في مجال عمل بذيئ كالتجسس!

عندما أوظف جواسيسي و عمالي بشكل عام أدربهم شخصيا و أنتقيهم بعناية بالغة، أريد أشخاصا ذو ماضي و بلا مستقبل و كانت أديلايد تمثل ذلك بالضبط.

بعد وفاة والدتها بالحصبة تزوج أبوها من إمرأة قاسية القلب و قامت بمعاملتها كالحيوان تماما، قصتها مثل حكاية ساندريلا لكن التفاصيل أكثر وحشية.

كانت زوجة أبيها تقوم برفسها كل ليلة و تبسق في طعامها و في احدى ليالي ديسمبر الباردة قامت المجنونة برمي الطفلة عاريتا في الشارع.

هكذا وجدتها، تحتضر في إحدى الأرصفة. أتذكر جيدا ما قالته لي ذلك اليوم:" أريد أن أختفي رجاءا يا سيدي لا تنقذني."

و فعلت بالضبط ما طلبته مني، لقد جعلتها تتلاشى من الوجود تماما، لا تملك هوية محددة و لا اسما و لا حياة..هي سراب تتقمص عدة أدوار لتنقل لي الأخبار. لقد قتلتها كما أرادت.

إغراء الوزير الشرير  {2}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن