42

497 18 6
                                    

*
جينيت

"هل لي بإنتبهاكم؟" خاطبت الحضور و انتظرت سكوتهم لأواصل خطابي:"يسعدني اجتماعنا جميعا الليلة للاحتفال بخطبة شقيقي الأمير ماثيو و الأميرة المستقبلية كلارا موني."

بالطبع لحد الان ما يزال الكثير من النبلاء يرفضون الاعتراف بماثيو كأمير حقيقي، أولئك نفسهم الذين لا يرونني كملكة فعلية بل مجرد فتاة من عامة الشعب تتقمص شخصية لا تربطها أي صلة بها في الواقع.

ابتسمت لكي أظهر عدم اهتمامي بآرائهم ثم توقفت عيناي على ماثيو و زوجته المستقبلية:"أتمنى لكما حياة سعيدة و مسالمة بجانبي في القصر."

أومأ أخي برأسه بينما انحنت كلارا لتظهر كل من احترامها و امتنانحها تجاهي،حان دور السيد مالوفر ليقول كلمة يهنأ بها ابنه.

"لم أظن أني سأحيى لأرى هذا اليوم، ابني البكر يتزوج و عن حب أيضا! " كلامه هذا أكسبه ضحكات من قبل الضيوف، كل شيء من طريقة حديثه إلى الوضعية التي يقف بها تعكس الراحة التي يشعر بها، من الواضح للجميع أن الوزير الأول السابق في وسطه الطبيعي في القصر يخاطب أكثر الناس تأثيرا في المملكة.

كل شيء فيه بدا مدروسا و دقيقا للغاية لكن لوهلة أظهر بعض الحنية حين خاطب الانسة كلارا موني "أرى الطريقة التي يحدق فيها إليكي يا ابنتي، لقد سرقتي قلب ابني بالكامل."

شاهدت أختي المستقبلية في القانون تمسح دموعها بمنديل خاص قبل أن تقف و تحضن السيد مالوفر بقوة، هذا الأخير بادلها العناق ثم وجه حديثه لوالدة العروس: "من اليوم فصاعدا ستكون كلارا تحت رعايتنا، أقسم بشرف المالوفر أنها ابنة ثانية لي. لطالما كانت كذلك..."

الان حتى والدة كلارا انفجرت باكية و كثير من الضيوف تأثرو و أجهشو أمام هذا العرض. انتباني مغص في بطني كذلك حرقة في قلبي و تجاهلت كلاهما.

الغيرة شعور طبيعي، أتمنى لو اعتبرني السيد مالوفر ابنة له، أتمنى لو ان والدي ما زال بجانبي اليوم، أتمنى لو لم تتخلى عني أمي كما لو أني قطعة خردة.

ها هو الواقع المرير يسخر من أحلامي الساذجة التي لا مكان لها في أرض الواقع.

*
كلارا

الحب، الكثير منه في مكان واحد. أكثر مما طلبته أو قد أطلبه يوما. شعرت بيد ماثيو تستقر فوق كتفي و التفت لأجده يبتسم.

تلك الابتسامة موجهة لي، يكاد قلبي يذوب من السعادة...هل تراني في حلم أم حقيقة؟ هل يعقل أن هذا الرجل واقع في حبي بالفعل؟

إغراء الوزير الشرير  {2}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن