29

421 40 21
                                    

*
جينيت

رفض الولد النطق بكلمة واحدة لو لم تكن شتيمة، طلبت من الخدم جلب الطعام و ثيابا نظيفة لكن رمى الصحن الذي وضعته أمامه كذلك فعل المثل مع الثياب الجديدة.

"سأتركك حتى تهدأ قليلا." قلت مستسلمتا بعد ساعة من الصبر و الكفاح، ربما حين أغلق عليه في المكتب سيستوعب بمفرده مدى سذاجة غضبه نحوي.

ألقيت نظرة أخيرة على الصبي مجهول الاسم قبل أن أحبسه و أغادر، اذ لم تهدئه الوحدة فالجوع سيتكفل بذلك.

أبلغني أحد الحرس و الغم باد على ملاحمه أن والدة جون ما تزال تطالب بأخذ جثة ابنها معها لتدفنه مع والده، أخذت نفسا عميقا كي أتحكم بأعصابي.

لقد اكتفيت من الصياح لليوم لا أستطيع تحمل المزيد لكن من سيتكفل بالأمر لو لم أفعل أنا ؟ ماثيو الذي يقوم باعدام المتمردين الآن أو فيلكس الذي يملك علاقة سطحية مع جون؟

"أخبرها أني قادمة للحديث معها." أعلمت الرجل محاولتا اخفاء الارهاق الذي يتملكني.

أردت تفقد ابني لوكاس مع المربية لكن يبدو أن ذلك سيؤجل لوقت لاحق. وجدت والدة جون أمام جثة ابنها الوحيد تبكي بحرقة، حاولت وضع نفسي مكانها كيف كنت لأشعر لو كان طفلي لوكاس هو من يرقد للأبد مكان جون؟

أغلقت عينيا مبعدة الصور البشعة من خيالي ثم اقتربت من المرأة دون النظر إلى الجنرال. جون الطيب، جون الذي اعتبرته صديق الوحيد بعد خسارة لزوجي، جون الذي مات بسببي.

"يمكنني أمر الحرس بإعادة..." ترددت للحظة قبل أن أستعمل كلمة جثة و انتهى بي المطاف باستبدالها:"جسد جون معكي لو أردتي دفنه بجانب والده لكن ستحرمينه من شرف كبير."

"جون كان ليريد ذلك ،أن يرقد مع والده في قريتنا البسيطة." أخبرتني المسكينة بحسرة،ضممت جسدها الضعيف إليا دون تفكير.

لو لم أقع في حب ماركوس، لو لم يجلبني إلى القصر لكنت عشت كفتاة من عامة الشعب و دفنت في احدى المقابر ربما بجانب والد جون نفسه لكن ها أنا ذا أجلس على عرش لا يريدني فيه أحد.

الجميع أراد كوزيت و كوزيت أرادت الحرية لكن أنا لم أملك نعمة الخيار قط.

"سنجهز حفرتا باسمه في المقبرة الملكية لكن يمكنك أخذه معك و دفنه بالقرية." أخبرتها مرضيتا كل الأطراف.

*
فليكس

"لا أريد البقاء هنا بعد الآن!" أخبرتني أمي بينما نتناول فطور الصباح معا، هي تبدو أكبر بكثير منذ هجوم المتمردين لا شك أن ما حصل أيقظ ذكريات فظيعة بداخلها.

إغراء الوزير الشرير  {2}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن