~10~

855 61 14
                                    

*
فيلكس

"ظننتك خادمة فمن أين لكي خبرة في الطب؟" سألت أديلايد و أنا مستلق في سريري بينما تقوم بتنظيف ركبتي.

"أنا متعددة الخبرات."أجابت ببرود، كيف يمكن للشخص أن يكون بمثل هذا الإزعاج؟

لو كنت مكانها لتضايقت أيضا فلقد خسرت للتو ضدي، بعثت إلى هنا لتراقبني و قد ضيعت فرصة ثمينة لتمسك بي مع جينيت.

" فيلكس !" صاحت أمي مقتحمتا الغرفة و العبرات تملأ وجنتيها، رمت نفسها بجانبي لكن الجاسوسة لم تتأثر بوجود ملكة سابقة بقربها و واصلت عملها بإتقان.

"ماذا حصل؟ هل صحيح أنك حاولت الهرب؟ كيف قد تفعل شيئا متهورا كهذا! تتصرف ك..." توقفت عن معاتبة لكن أعرف ما كانت على وشك أن تقوله.

أنا اتصرف كماركوس، ربما الفجوة التي في قلبي بسبب فقدان أخي تتوسع شيئا فشيئا و تقتل ذاتي ليأخذ محلها كيان أخي المرحوم.... أشتاق إليه كثيرا، كل يوم، خلال كل نفس هو هنا و هذا مؤلم للغاية.

" أنا آسف" همست فما الذي عساي أن أقوله لها؟ لقد ذكرتها بألم فقدان الابن أو ربما هذا النوع من الألم لا ينسى بل يبقى محفورا في صميم الأم حتى تلحق بفلذة كبدها.

"يجب علي أن أخيط الجرح ربما يفضل لك المغادرة سيدتي." أعلمت أديلايد أمي، مجددا مقللة احترامها بعدم استخدام لقبها الملكي. لكن أمي لم تعر لكلماتها أي اهتمام بل ركزت على المعلومة التي أوصلتها لها.

"خياطة؟ أنت؟! لا ابني يحتاج إلى طبيب محترف." صرخت أمي بفزع، أحاول جاهدا عدم إظهار الألم الذي يعتري جسدي لكن إلى متى سأتحلى بهذه الشجاعة لا أدري.

"يمكنك مناداة أفضل حكيم في وجه الأرض لكن لو لم أغلق جرحه في غضون خمس دقائق سنضطر لقطع ساقه." صرحت الخادمة بدون مشاعر كعادتها، حتى أنها لم ترمش حين قامت والدة بصفعها.

إضطرت بتريسيا و الحرس للتدخل، من المخيف رؤية كيف أن رأيي أنا و أمي لم يعد مهما منذ أن رمينا إلى هنا و ها هي ذي زوجة الملك الراحل و أم ملك اخر و أمير يتم سحبها خارجا رغما عنها.

*
كلارا

"أنا آسفة لتركك البارحة اليوم بطوله." اعتذرت من صديقة و قد احتضنتها بقوة، و بالطبع لونا الملاك لم تغضب مني بل عبرت عن حماسها الشديدة حول الشائعات التي تجول في القصر.

"أي شائعات؟" سألتها في حيرة، أعلم أن الأخبار هنا تتنقل أسرع من أشعة الشمس كما أن عندما صحوت توجهت فورا إلى عند صوفيا الصغيرة و لم أكلم أحدهم.

إغراء الوزير الشرير  {2}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن