" فصـل 4 "

3.5K 182 14
                                    

فـوت قبل القراءة ♥️
..

- فصل 4 -

" أحضروا جميع اولئك الفتيات إلي.. اتسمعون؟ انا مَن سيحقق معهم "
قالها الضابط حمزة بصوته الحازم لضباطه بينما يشير لعدة فتيات ملتف بعضهم بملائات بيضاء، حيث تم الامساك بهم منذ دقائق بأحدي الشقق المفروشة.. الخاصة بالاعمال الدعارية، وبجوارهم عدة رجال، منهم الغني ومنهم معدوم الحال، جمعهم نفس المكان لانهم يملكون نفس الرغبات الحيوانية..

كانت جميع الفتيات خائفات.. الا واحدة.. كانت مرتعشة بالفعل.. منفلتة الاعصاب، تكاد ان تقترب من الانهيار
دفهم احدي العساكر لغرفة الضابط حمزة مرددا " ادخلن.. ونصيحة لَكّن اعترفن بما سينقذكم من براثنه، فهو لا يتفاهم " وما زادت كلماته سوي مخاوفهم!

دخلت الفتيات ووقفوا بجوار بعضهم ك صف، كانت هي اخيرتهم من ناحية اليسار.. نظر لـ الفتاة الواقفة ناحية اليمين " اخبرني الان.. كل ما تعرفيه "
بدأت بالتهرب وهي تنظر لـ الاخريات بمنجاة، لكن حالتهم كانت اصعب منها.. بدأ صبره هو ينفذ فوقف وتوجه نحو تلك الفتاة، امسكها من يدها وهو يردد بعصبية " البكاء والوعيل لن يفيد.. اخبريني بما يشفع لكي عندي وحينها ربما اساعدك "
كانت ترتجف بين يديه.. ورغم ذلك رفضت البوح.. نظرت لبقيت الفتيات فمن اشكالهم عرف انهن لن يتحدثن الا الاخيرة!
كانت ترتجف وهي تنظر لهم جميعًا برعب وخوف حقيقي، تألمها جيدا قبل ان يخرج صوته صائحا " عسكري ابراهيم "
جاء ابراهيم فقال وهو يشير لـ الفتيات " يدخلن الحجز جميعهن الا... "
اشار علي تلك المسكينة متابعا " الا اياها.. اتركها لي "
بدا بسحبهم واحدة تلو الاخر وهو يردف " امرك يافندم "
" قل لشفيقة الباشا يخبرك بأن ترحبي بهم جيدا "
اؤما بحسنا وقد اخرج جميع الفتيات، اغلق الباب خلفه وثم غادر
بينما نظر حمزة لها " ما اسمك؟ "
صمتت للحظات تستحمع فيهم ذاتها قبل ان تهمس بنبرة هافتة، بالكاد تُسمع " ناريمان.. ولكنهم ينادوني ريري "
قال وكأنه امسك طرف الخيط وما ينشده " نعم.. من هم مَن ينادوكي؟ "
رفعت عيناها لتتقابل بعيناه، كانت عيناه حادة.. مخيفة، عكس عيناها البريئة التي تخالف هيئة جسدها العاري الذي تكاد تستره الاقمشة.. ارتعشت شفتاها وهي تقول " سأخبرك بما تشاء، لكن أتخرجني؟ "
تركها وتوجه لمقعده.. جلس عليه واخرج سيجارًا واولعه، اشار لها لتجلس " لعل.. "
ورغم كلمة ' لعل ' وبنبرته تلك خصيصا تدل علي ان امل نجاتها ضعيف.. الا انها صدقته وشعرت وكأن خطوة نجاتها مقتربة وعلي يديه
جلست علي مقعد مقابل له " انا اعمل بملهي ليلي لـ ' ثابت ناجي ' ربما سمعت عنه "
وهل يمكنه الا يسمع؟ صاحب اشهر البارات والملاهي الليلة.. الذي يخفي بشاعة ما يفعله ويرتكبه بحق الشباب ببناء تلك الاماكن خلف ستار رجل الاعمال المحترم.. الرجل الذي لا غبار عليه للاسف..
" تابعي "
" كنت ارقص فقط.. بالله ارقص وفقط.. عرض عليِ كثيرا ان اقوم بـ.. بـ "
نظرت ارضا وقد تجمعت الدموع بعيناها تفهم حالتها، فتنهد وهو يشير لها لتكمل دون ان تقول الكلمة صراحةً
ابتلعت ريقها " ظننت اني سأصمد الي النهاية، وسأظل نظيفة، فقط الرقص ما يلوثني.. ولن ادخل لعالمهم قط.. ظننت اني سأستطيع ان اكون مثلها.. نظيفة ولي كلمة علي ثابت، لكني لم استطع.. حتي هي لم تستطع، لكن هي اوقعها حظها في اول طريقها مع طوق نجاتها.. عكسي، كنت سأضيع اليوم.. صدقني اليوم كان اول مرةً لي واول مرة اكتشف انه له مجموعة من شبكات الدعارة ليست فقط الملاهي الليلية، صدقني انا ذهبت غصبًا.. هددني بشقيقي.. لولاه ما ذهبت، لولاه لربما ظللت واقفة امامه شامخة... مثلها "
" مَن؟ "
نظرت له بحاجبين متضايقين " مَن ماذا؟ "
" من تلك التي وقفت امام ثابت ناجي.. نريدها فلربما تفيدنا "
نظرت ارضا بينما تردد " ليالي.. الراقصة ليالي.. عشيقة طيف سلام "
انتفض وهو يصيح مزهولًا " مَن؟!! "
***
كان يجلس في مكتبه يتابع اعماله قبل ان يدخل له سكرتيره الخاص بعدما طرق الباب بخفة
" سيد طيف.. " انتظره ليوليه اهتمامه وفعل طيف وهو ينظر له بمعني ' ماذا؟ '
تنحنح سكرتيره والذي يعد بالوقت ذاته مديرا اعماله والكاتم لكثير من اسراره " هناك استدعاع من الشرطة لك.. معذرةً لـ السيدة ليالي "
كان يستمع له بهدوء حتي جاءت سيرتها، اعتدل في جلسته وهو يسأل " وبماذا يريدونها؟ "
تغضن جبينه بالندي، فعندما علم بامر استدعائها هم بعدة اتصالات داخلية ليعلم عن السبب وياليته ما فعل!
حيث ها هو بعدما قص علي سيده السبب رأي نيران جهنم محترقة بعيناه صدقًا..
" اخبرهم انها لن تاتي "
" سيدي.. " غمعم متوترا
فقاطعه " مخطئين بالعنوان.. اخبرهم انهم مخطئين بالعنوان بهجت "
اؤما بحسنا وهو يخرج غير عارفا ما الذي سيحدث الان!!

' أغلال من العشق 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن