- فصـل 18 -
في إحدي المشفات الخاصة..
فتح أويس عيناه بتوهان عندما استمع لصوت ضجة من حوله ازعجته..
فوجد أفراد العائلة جميعها حوله يظهر عليهم القلق والخوف
سأل بدهشة وهو ينظر حوله " ماذا حدث؟ ما الذي افعله انا هنا! "
سأله عمر بقلق " لما حاولت الانتحار اويس.. لما تناولت شريط دواء كامل! "
ضيق ما بين عيناه سائلًا " شريط كامل! اي دواء! "
أكمل رائف وهو يتقدم ويجلس علي الفراش بجواره بحزن " هل الحب يفعل كل هذا؟ رفضها لك اوجعك لتلك الدرجة؟ وجعلك تقدم علي الانتحار "
اويس بتعجب ما زال يسيطر عليه " اي انتحار واي رفض! "
هتفت نايا " ألم تنتحر لأن شمس رفضت حبك؟ "
" لم افعل.. "
أخرج رائف شريط الدواء الذي بيده وسأله بدهشة " وماذا عن هذا؟ "
" أنت تعلم إني اتناول المنومات لاني أعاني من أرق احيانًا "
مال رائف برأسه علي الفراش يبكي ويشكي " تناولت الشريط كله لانك تريد ان تدخل في غيبوبة لتنسي وجعك أليس كذلك! اها يااخي العزيز اها هل انت مجروح لتلك الدرجة؟ "
" لما تريد ان تجرحني بكل ذلك الأصرار! كل ما في الامر ان الشريط كان به اخر حبة وتناولتها! "
أستوعب الجميع الامر واعتدل رائف في جلسته..
ماحيًا دموعه الواهية التي سقطت..
بينما ضربت نايا جبهتها " وانا التي أتصلت بشمس وارعبتها ووضعت كل الحمل عليها.. بالتأكيد ستأتي باكية الان "
سأل وعيناه تكاد تخرج من جحريها " شمس قادمة؟ "
وألتمعت فكرة في رأسه وتطلع لهم بوميض خبيث ينبض من عيناه.. وقال..بعد عدة دقائق..
فتحت شمس باب الغرفة فجأة ودخلت..
تنهج بقوة وعنف فهي قد أتـت راكضة منذ ان سمعت بالخبر..
وجدت رائف ونايا يجلسون حول أويس الراقد علي الفراش بلا حول له ولا قوة ونايا تبكي بقوة..
تقدمت بخطوات مرتعشة.. خائفة من القادم نحوهم.. وقفت بجوار نايا وتطلعت لـ أويس عن كثب..
وجدت ملامحه مرهقة للغاية ويظهر عليه الاعياء بشدة
دمعت عيناها وهي تسأل بأرتعاش " هل سيكون بخير؟! "
أردف رائف بحزن عميق.. مصطنع " أي خير شمس؟ هل هذا مظهر انسان سيحيا لساعتين بعد!
اويس يريد الموت.. ياشمس يرفض العيش بسببك يرفض العيش بدونك.. اخبرك انه يحبك وانتِ بكل قسوة رفضتي حبه..
هل رأيتي الان نتيجة قرارك؟ سيموت اخي الحبيب بسبب قسوة قلبك.. اها "
ووضع يده علي قلبه..
نهضت نايا وتقدمت نحوه مقتربة منه مستغلة الوضع محتضنه اياه.. تتنفس رائحته بشوق وحب..
بينما هو اخفي وجهه في كتفها بالكاد يحاول التماسك كي لا يضحك وهو يهمس بخفوت " لا استطيع التماسك بعد.. "
هتفت بتأثر وهي تربت عليه " تماسك رائف.. لا تكن ضعيفًا هكذا، سيكون بخير "
وهمست له بخفوت أكثر " لحظتان وسأسقط أرضًا ضاحكة أقسم بالله "
وتطلعت الي شمس بخفية بأشفاق..
فالاخري ظهر الألم وتأنيـب الضمير في عيناها بشدة.. اقتربت شمس بخطوات بطيئة نحو أويس وجلست بجواره هلي الفراش..
نظر رائف لنايا بمعني ' تم الامر ' وغمز لها في علامة منه بأنه قد جاء وقت بالانسحاب..
ربـتت شمس علي يداه بحنان وهي تهمس " أويس.. هل تسمعني؟ كن بخير لأجلي.. لا أستطيع ان اتحمل ان يحدث لك سوءًا بسببي "
دمعت عيناها متابعة " بل لا اتحمل ان يحدث لك أي سوء من الأساس..
أويس.. لا اعلم ان كنت تسمعني ام لا، لكني دعني أتحدث معك بحرية الان..
بجراءة لن أملكها مرتين..
نحن مختلفون اويس..
من عالمين مختلفين..
انا لست ك نايا الشجاعة التي تفعل المستحيل لتحصل علي مَن تحب.. تتحمل فظاظته ونظرات المجتمع أيضًا، ينظر البعض الي نايا بأقلية ياأويس ورغم ذلك هي لا تهتم..
فكر بي انا! اذا تزوجت طالب لدي يصغرني بأعوام!
من عائلة مشهورة وكبيرة ك عائلتكم..
لن يرحمني أحد أويس نظراتهم ستقتلني وانا لن أستطيع ان اتحملها..
كما ان.. ربما.. ربما أملك بعض الاعجاب نحوك..
اعجاب لا يجعلني أوافق بالمخاطرة لأجلك..
اعجاب لا يجعلني أتحمل الصعاب لأجل ان ابقي معك.. أتحد الكل لنبقي سويًا.. فهمت؟
مشاعرة نحوك طفيفة.. ضعيفة..
لا أراك صغيرًا اعلم انك رجلًا يعتمد عليه لكنك رجل لا يناسبني أويس.. "
خرج صوته متحشرجًا " وماذا أفعل كي أناسبك؟ "
أنتفضت عندما أستمعت لصوته نظرت له وجدته يفتح عيناه ويتطلع لها..
همست وهي تبعد يداها عنه " اويس هل انت بخير.. سأنادي الطبيب.. "
وكادت تنهض..
لكنه سارع بأمساك يدها " لا اريد أحد سواكِ.. أجبيني شمس ما الذي عليِ فعله كي اناسبك؟
كي تستطيعي ان تحاربي لأجلي وتتحملي الاعباء لأجل ان تبقي معيِ؟ "
نظرت له بعدم معرفة وحيرة.. قبل أن تهز كتفيها ببساطة.. " أجعلني أحبك.. أجعلني لا أستطيع الاستغناء عنك ان استطعت.. "
همس بأصرار كبير " سأفعل "
أنت تقرأ
' أغلال من العشق '
Mystery / Thrillerألي متي ستتحمل بعد؟! قسوته وجنونه... تملكه وسيطرته.. نوبات غضبه وعنفه.. الي متي ستتحمل بعد كل ذلك وهي بلا صفة رسمية في حياته تلك، هي خارج حدود حياته الشخصية.. رغم كل ما تفعله هي هامش! مجرد دمية يمتلكها.. يتلاعب بها.. يرفض التخلي عنها.. يتمسك به...