- فصـل 24 -
مـر علي أخر الاحداث أسبوعـان..
تغير فيهم الكثير..
أهم ما حدث فيهم عودة سفر الجد والجدة مرةة اخري واستكمالهم لرحلتهم الترفيهية..
أما الأحفاد...
دخل أويس غرفة مكتب شمس دون ان يطرق الباب متي طرقه من الاساس!..
لم تفزع كعادتها فقد اعتادت الامر ببساطة!
وضع امامها شطائر الفلافل " هيا لنتناول الفطور.. "
" كم مرة اخبرتك بألا تفعل ذلك؟ "
هتف بلامبالاة وهو يقضم من إحدي الفطائر " العديد من المرات.. "
" وكأن كلامي لا اهمية له! "
" لأنك يجب ان تتناولي طعامك.. وجبة الافطار مهمة وانا خائف عليكِ "
وصمتت بخجل وهي تمد يدها وتأخذ فطيرة..
أويس..
يخرج لها من كل حدب وندب..
يشاركها طعامها..
يوصلها بعد جامعتها..
يهتم بأن تكون بخير..
يغزو عليها كل الاوقات كي لا تبقي وحيدة..
اشياء لم يجرؤ غيره ليفعلها..
ولكن..
تنهد " شمس.. "
همهمت وهو يطالعها بتركيز و " هل أتقدم لكِ رسميًا؟ "
ولم يكن سؤالًا بقدر انه رجاءًا..
لم يعد يطيق الانتظار..
كلما أقترب كلما رغب..
بأن يتزوجها وتكون له ومعه أطول وقت..
في كل مرة يتركها بعد قضاء اليوم معها..
يشعر انه يترك روحه ويغادر..
يشعربفراغ يتملكه بعد ان كان مكتمل بجوارها..
وهي..
هي جامدة لا تشعر به.. ولا تقدر صدق مشاعره احاسيسه..
أرتبكت..
تركت ما بيدها وتطلعت له " بالحقيقة أويس.. "
وصمتت..
واشتعل واحترق هو لسماع البقية
" أنت لستُ كما تبدو ك عابث لا يعرف معني للمسئولية.. تبدو انك رجل بالغ.. ومحب ومتحمل.. بك كثيرًا مما تتمناه كل أنثي لكن.. "
وعادت تصمت..
سارع بالقول " لا يهمني رأي اي انثي بي.. سواكِ "
نظرت للأرض بتوتر.. فركت اصابعها و " مازلت لا استطيع ان أرانا سويًا..
أعذرني.. وكف عن محاولاتك واهملني.. ارجوك سيكون هذا أفضل لنا "
وكل كلمة تنطق بها.. ك رصاصة تضربه بها
لم يظن هذا..
كانت بدأت أن تلين.. بل انها فعلت
افعالها وتفاعلها معه خير دليل..
نظراتها له..
كانت تجعله يعلم انها تكن له شيئًا اكبر من كونه اعجاب..
هل كان مخطئ!
وكرامته التي أُهدرت بما فيه الكفاية علي يدها..
جعلته يكتفي..
او قد تكون استراحة محارب ويعود لحرب كسب حبها من جديد..
لا يهم..
الاهم انه تركها وغادر..
دون حديث
تاركًا ايها تظن ان هكذا سيكون أفضل لها وله!
وكما معروف.. بعد الظن أثم
***
هل كنت تظن أن أسوء بداية..
يكون لها أجمل نهاية؟
ان كنت لم تظن هذا يومًا..
فأنت اذن لم تري رائف ونايا يومًا..
نايا العاشقة لرجل كان ما بينه وبينها ما بين السموات السبع والارض..
لا يجمعهم مكانة ولا مكان..
لا يوجد شى واحد قد يجعلهم يتقابلوا يومًا ويتفرقا..
الا انها تحدت كل الظروف..
وضحت بالمسميات الغبية في قموسها من كرامة وكبرياء..
واقتحمت المحظور..
اخذته بالعنوة حتي لان..
نعم رائف لان..
لم تستطع حصونه ان تتماسك أكثر امامها..
وامام ما تغمره اياه من حب بلا حدود..
تعطيه مشاعر دون ان تُطالب بعودتها
تنهد وهو يأخذها بين احضانه اكثر واكثر..
منذ ان باتت زوجته قولًا وفعلًا واصبح لا يطيق الابتعاد عنها..
أحبها..
لم يعترف بها لسانه بعد
لكنه نطقها بعينيه كثيرًا..
وشعرت هي بها كثيرًا..
وما كان يهمها ان تشعر بحبه.. لا ان تسمعه
وما دام فعل
فلقد تحقق حلمها أخيرًا
همست وهي تدفن نفسها بين احضانه " احبك رائف.. "
وهمس بخفوت شديد.. غير مسموع " وانا أيضًا.. "
***
والمعاناة لبعض الناس كُتبت للأبد عليهم..
وخير دليل..
طيف وليالي..
تنهدت بألم وهي تطالع الفضاء الفسيح من شرفتها
كل الاحلام الوردية والبنفسجية التي لونتها..
عادت للأسود تدريجيًا..
كما ظنت..
كان طيف في لحظات تغيب عن الوعي.. هي ما جعلته يتزوجها..
وثم..
ثم ابتعد طيف.. عاد الصمت حليفهم..
كل ما وعد به..
فشل في تحقيقه.. اين الامان؟ والسعادة والتعويض!
هو يذكرها بالليالي الخوالي..
البيت كله يذكرها بلياليها التي تقضيها وحيدة..
كانت لتجن لولا ان نايا تقطع عليها وحدتها تلك وتحاول ان تخرجها منها غصبًا
تنهدت وهي تيقن أن..
لا نهاية للألم..
هناك شئ..
يغصن عليهم حياتهم..
هو ما يجعل العالم يضيق من حولها رغم اتساعه
والفرحة لا تكتمل
والرضا لا يطرق بابها..
هناك شئ..
يجب ان يكون له حل..
كي تجد سعادتها وسعادته..
أنت تقرأ
' أغلال من العشق '
Mystery / Thrillerألي متي ستتحمل بعد؟! قسوته وجنونه... تملكه وسيطرته.. نوبات غضبه وعنفه.. الي متي ستتحمل بعد كل ذلك وهي بلا صفة رسمية في حياته تلك، هي خارج حدود حياته الشخصية.. رغم كل ما تفعله هي هامش! مجرد دمية يمتلكها.. يتلاعب بها.. يرفض التخلي عنها.. يتمسك به...