- فصـل 9 -
" ماذا تفعل هنا؟ "
قالتها فجر وهي تنظر له متعجبة من وجوده امامها بذلك الوقت..
فهو لم تفعل له شيئًا اخر وابتعدت عنه وعن عائلته كما حظرها..
وصمتت عن تهديداته له الغير مباشرة..
اذن لما هو هنا؟!
أعتدل في وقفته بعد ان كان مستند علي سيارته امام منزلها.. نظر لها مطولًا قبل ان يقول بصوت منخفض " جئت لقول شيئًا ما "
" ما هو؟! "
سألت بفضول كبير وهي تضيق ما بين حاجبيها
" رأيت اننا بدأنا بدايةً فظة سويًا.. وتعارفنا بطريقة خاطئة فما رأيك بأصلاح الامر؟ "
" ولما قد تفعل ذلك؟ " سألته ساخرة وهي ترمقه بعدم تصديق..
لا تصدق انه هو بذاته مَن يطلب بـ - طريقة غير مباشرة - ايضًا المصالحة وبداية صفحة بيضاء
" لا أحب ان يتكون في رأس احدهم فكرة سيئة عني "
لا تصدقة ومعها حق..
معروف عمر بأن تلك الاشياء لا تهمه..
كيف يراه الناس وكيف يشعرون من تعامله معهم.. معروف انه اكثر ابناء سلام فظاظةً
ضمت شفتيها بتفكير..
في حركة تلقائية منها نالت علي كامل انتباهه وتركيزه وجعلت من عيناه مرصادًا لتلك الشفتين..
غامت عيناه بالاعجاب..
الاعجاب!
هذا هو سبب مجيئه لـ هنا..
اعجابه الغير معقول لها..
انه تعجبه وبشدة..
تشد انتباهه وتركيزه نحوها منذ ان رأها اول مرة لحتي اللحظة..
يحب ان يغيظها بأسلوبه فيحمر وجهها ضيقًا وتلمع عيناه هو انبهارًا..
عندما اخبرها بأنها ليست جميلة كان كاذب حد النخاع هو لم يري انثي جميلة من قبل مثلها ابدًا..
بدون ادوات تجميل هي تعجبه وتبهره..
تجعل من عيناه في حضرتها منظارًا لها..
لا يفقه في الوجود غيرها..
تجعله شارد..
سارح..
غارم بتفاصيلها
لا يعجبه ما تفعله ولكنه يتأخذه حجة ليقترب منها.. ليراها ويتعرف..
تنهد عندما طال البعاد بينهم ولم يجد ما يفعله ليراها..
فوجد نفسه هنا..
امام بابها..
ينتظر هبوطها
" تعالي.. " قالها ليخرجها من افكارها المبعثرة..
مسك يدها توجه بها نحو سيارته
" الي اين؟ وماذا ستفعل! "
قال دون تفكير " سأعتذر لكِ بطريقتي "ويا لها من طريقة!
مرت الساعات وهو يتنقل بها من مكان الي اخر ك شاب في اوائل العشرون يتنزه مع حبيبته..
كان يتحدث بتلقائية عنه وعن عائلته..
حدثها عنهم جميعًا بطريقة وكلام مناقض تمامًا لما تعلمه عنهم..
لولا ان الصدق نابع من عيناه لكذبته فورًا..
وجدته انسان عادي يغطي نفسه بقشرة قاسية ولا تعلم لما نزعها عنه امامها بالذات!
كشف ستره عنها هي وهي التي من المفترض الا يخشي سواها
أ نسي ما بدر منها؟
ولكن أتجرؤ علي نشر السوء عنه بعد ما آمن ووثق بها؟!
لا اظن انها قد تفعل!
" فجر.. "
نداها فأخرجها من سرحانها وهي تتطالع الي غروب الشمس بسرحان
همهمت بمعني " ماذا "
" هل اقول لكِ شيئًا؟ "
تطلعت له بفضول فتنهد قبل ان يقول " لأول مرة اكون سعيد ومرتاح من بعد وفاة والداي.. شكرًا لكِ "
" انا لم افعل شئ "
" وجودك فعل "
" عمر.. انا لا افهمك.. كنا حتي البارحة اعداءًا! "
نظر الي الاعلي..
حيث السماء والسحاب..
حتي ان هناك سحابة تشكلت في مخيلته علي شكل قلب..
وهو يقول ببسمة واسعة " ألا يقلون ما محبة إلا بعد عداوة؟! "
أنت تقرأ
' أغلال من العشق '
Mystery / Thrillerألي متي ستتحمل بعد؟! قسوته وجنونه... تملكه وسيطرته.. نوبات غضبه وعنفه.. الي متي ستتحمل بعد كل ذلك وهي بلا صفة رسمية في حياته تلك، هي خارج حدود حياته الشخصية.. رغم كل ما تفعله هي هامش! مجرد دمية يمتلكها.. يتلاعب بها.. يرفض التخلي عنها.. يتمسك به...