متنسوش تصوتوا للفصل ♥️
- فصـل 33 -
فاقت من حالتها وابتعدت عنه..
قبل ان تنهار حصونها.. وتضعف له..
قبل ان تعلن بأستسلام حبها الابدي له
همست بصوت متحشرج " اخبرتني انك تملك لي بعض الاشياء.. هل يمكن ان اراها؟ "
ادرك انها تتهرب فتفهم الوضع.. ابتعد وهو يؤمي بنعم.. اختفي وثم عاد ومعه صندوق كبير..
وضعه علي الفراش ثم اقترب منها يمسك يدها ويسحبها لتجلس علي الفراش امامه وبينهم الصندوق
وفتحه..
اول شئ جاء في عيناها شال حريري احمر..
مسكته واستنشقت رائحته النفازة فوجدتها رائحة عطرها
هذا الشال تملكه منذ زمن وتحبه بشدة..
واختفي فجأة لكن حتي مجرد طيف فكرة أن يكون الشال معه لم تأتي في بالها!
ظهرت ملامح الدهشة عليها ولم تحاول ان تخفيها.. تركته جانبًا وتطلعت للصندوق مرة اخري..
لفت انتباهها بعد التـوك الصغيرة ' رباط شعر ' مسكتهم بيدها..
كانوا علي شكل فراشات..
ابتسم وهو يطالعهم بين يداها " كنتِ مصففة شعرك يومًا وواضعة اياهم علي الجانب..
مظهرهم عليكِ خطف قلبي.. بعد ان غفيتي اخذتهم ورحلت "
والذكري بعيدة..
بعيدة للغاية لم تتذكرها لكنه عاد ليكمل " كان قد مر علي علاقتنا سبعة اشهر تقريبًا "
لم ترد..
تركتهم وسحبت شئ اخر..
كان فستان سادة من اللون الاصفر الباهت..
طويل بفتحة قدم واسعة..
عاري الظهر.. له فتحة صدر واسعة..
اخذه من يدها وفرشه علي اقدامه.. مرر يداه عليه وهو يهتف " رأيته يومًا ولم يمر علي مخيلتي سِـوا وهو عليكِ..
لم اجد نفسي إلا وانا في المحل واخرج به.. حاولت عدة مرات ان اعطيه لكِ لكني فضلت ان احتفظ به وبصورتك فيه بمخيلتي.. رغم رغبتي بأن اراكِ فيه بالحقيقة "
ورائحتها كانت فائحة من الفستان..
وكأنها قد ارتدته من قبل بالفعل!
انتبهت لأصبع روج.. مسكته تتفحصه بين يداها
قاطعها صوته " اول لون احمر شفاه رأيته عليكي.. واخذته من مكان عملك دون انتباهك "
مكان عملك..
اول مرة يتحدث عن الامر ببعض الاريحة..
يخرج الكلمة بسهولة ليست بطريقة تسبب لها الغصة!
اكملت الامر..
وجدت العديد والعديد من الاشياء التي لا تتذكرها هي ابدًا..
والبعض تساءلت عنه وظنت انه ضاع منها دون انتباه منها..
لكنه كان يأخذها!
اخيرًا انتهت..
فقال وهو يضع الاشياء في الصندوق مرة اخري بحرص.. ك كنز ثمين يخشي عليه
" كل تلك الاشياء انا اتذكر متي اخذتها.. واتذكر كيف كنت اشعر ما ان رأيتها عليكي.. او وانا اتخيلها عليكِ.. ليالي اتريدين ان تعرفي بماذا شعرت في اول مرة رأيتك فيها؟ "
سؤال مفاجئ..
تمنت لو تعرف اجابته منذ زمن..
فأؤمات بنعم سريعًا
ازاح الصندوق جانبًا وعدل جلستها..
ووضع رأسه علي اقدامها.. ورفع عيناه ليراها " شعرت وكأن هناك سهمًا قد أصاب قلبي..
سهمًا مسمومًا سيترك أثرًا لنهاية العمر..
سيجعل قلبي ينزف الي الموت..
تناسيت كيف اتنفس للحظة..
وقفت مبهوتًا وانا اطالعك..
اتساءل كيف لفتاة واحدة ان تحصل علي كل هذا الجمال بمفردها!
أتعجب من جمال صنع الله..
صُعقت بلعنة حبك منذ البداية ولم أدرك هذا ليالي إلا متأخرًا "
اعترافات اخري.. خطيرة
" ومتي ادركت انك تحبني؟ "
" ادركت عندما استحال عليِ العيش بدونك..
فكرة البعد عنكِ يعني الموت..
ادركت وانا في كل مرة اقول ستكون هذة اخر مرة ازورها فيها وثم اعود..
في كل مرة اقول سأكتفي منها ولم اكتفي..
في كل مرة اغادر منزلك وانا اعلم اني سأعود..
ليس برضاي..
وليس برغبتي..
بل بقلبي.. هو مَن يقودني "
لاعبت خصلات شعره وهي تقترب من اذنه وتهمس " ماذا لو اخترت في النهاية البعد عنك طيف؟ "
ظل صامت..
حتي انها ظنت انه لم يسمعها قبل ان يردف " اعلمي انك سترحلي ومعك قلبي..
سيحاوطك طوال الوقت..
هو ملكك منذ البداية من الاساس "
" لن تحاول أرجاعي؟ "
اعتدل في جلسته ونظر لها " ان شعرت انكِ تتمنعين وتريدين الدلال لتعودي سأحاول..
ان شعرت ان ما يفصل بيننا حزنًا سأحوله لفرحًا..
ان شعرت انكِ تريديني ولكن يقف ما بيننا الماضي سأنسيكي اياه..
لكن لو شعرت ان بقاءك معي سيعود عليكِ بالحزن كالسابق ويجعلك تموتين بالبطء..
لن احاول ليالي.. "
في تلك الحالة فقط..
سيتوقف عن المحاولة
عندما يدرك انه هو.. وليس سِـوا هو.. مَن يوجعها
و.. اجابته نالت علي رضاها واستحسانها نوعًا ما!
فلاول مرة تشعر انها مهمة عند طيف
يهتم لأمرها وبمشاعرها..
يضعها في نصب اهتماماته
بل في اول اهتماماته
اول مرة..
كل الاشياء تحدث لأول مرة هذة الايام..
مما يشكل عليهم فرقًا وتغيرًا
ياآلهي..
لما لم يحاولوا سابقًا؟!
لما يتحسن المرء بعد ان يفوت الآوان..
بعد ان تكثر الآلام.. بعد ان يكتفي..
لما يقرر ان يتغير..
ويجعل الفرصة الالف هي الفرصة الفارقة بعد ان يشعر بالخطر؟
طيف.. لم يتغير إلا عندما شعر ان ليالي قد ترحل بصدق..!!
***
وقفت أمام المرآة.. بحال غير الحال
عشرة ايام مروا علي وعده لها بالتغير
والتغير يظهر عليها هي بالفعل..
تراقب ملامحها التي كانت باهتة فتجدها نضرة..
عودها الحاني.. انتصب
عيناها المتورمة.. ما عادت متورمة
الحال غير الحال.. في ذاكرتها توقن انه قد مر عشرة ايام بلا دموع سوا حزنًا علي طفلها..
لم تبكي ألمًا علي حالها..
وجعًا من حبها
تغير طيف.. ومعه تغيرت هي
باتت ترتاد بعض الاماكن العامة.. بمفردها.. او معه.. او مع نايا وفجر لتساعدها في التحضير لزواجها
بالبداية كان يتصل كل نصف ساعة..
وفي النهاية وصلت لكل ساعتين.. يتحكم بذاته بالتدريج.. يتغير
تدرك انه صعب.. لكنه يفعل لأجلها
العيون كانت تحاوطها
كادت تضعف.. لكنها تذكرت مَن هي
تذكرت نصيحته.. عليها ان تظهر قوية لتخرس الالسنة وهذا ما حدث
يتبقي لها القليل لتصل الي الحياة الطبيعية.. المثالية
وعندها ستقرر كما وعدها..
كيف تريد ان تحيا
انتبهت لصوت ملاك الذي يدل علي استيقاظها
اعطت نفسها نظرة اخيرة قبل ان تتجه نحو صغيرتها
حتي ملاك مع مرور الايام بدأت تتقبلها وتصفو من نحيتها بعد ان تركتها في اول ايام لها في الدنيا
كان خطأ فظيع منها لكنها تداركته سريعًا
خطأ.. لن يتكرر
***
اليوم.. يوم زفاف عمر وفجر
عائلة سلام اودعت العزوبية في اقل من عام..
جميع رجالها الذين كان بينهم وبين الارتباط سدودًا.. انهارت السدود وانهمر الحب
كان زواج عمر اخر التوقعات.. لم يظن احدًا انه قد يفعل ويدخل الي قفص الزواج بنفسه!
لكنه فعلها.. فجر أوقعته..
وملامحه غير السابقين
غير رائف الغاضب يوم زفافه.. وطيف المتأهب
عمر كان راضي.. سعيد.. الفرحة تقفز من عيناه
حال لم يتوقع احد ان يكون عليه عمر ابدًا!
لكنه الحب!
ولعنة الحب..
الحب لعنة.. وجع يرتشفه المرء راضيًا
آلم يقاسيه بنفسًا راضية
الحب دموع وشجون.. آلام وعذاب..
ورغم ذلك يركض إليه المرء ساعيًا!
يتصرف طيف ك دوره المعتاد.. كبير اخوته والعائلة في غياب الجد..
وليالي اعتادت علي ان تكون الكنة الكُبري والسيدة الاولي..
نايا بالنهاية كانت تعرف ان لعبها في ذلك الدور لن يطول وتنازلت عنه بكل رضى عندما شعرت ان ليالي بخير
ملاك..
لم تترك ذراع طيف حتي وهو يستقبل ضيوفه..
هناك بعض الدهشة والتساءلات حول موعد انجابها.. لكن هل يستطيع احدًا ان يعبر عن دهشته؟!
بالطبع لا..
كانت شمس تقف في ركن بعيد.. وحيدة.. تحاول ان تنفرد بنفسها..
لكن دون وعي منها عيناها تجول بحثًا عنه..
حتي ظهر
يرتدي لأول مرة حلية رمادية.. زادته وقارًا عما هو عليه..
ووسامة.. انه يملك وسامة قاتلة.. هو اكثر شباب سلام وسامةً يعتبر!
ملامحه ما زالت تحوي علي بعض البراءة التي تعطيه رونق خاص
شردت به حتي لم تشعر به وهو يقترب نحوها حتي وصل لها..
انتفضت وهي تراه امامها وارتبكت.. وسرح هو بها.. كانت جميلة رغم بساطة طلتها
طال الصمت.. حتي قطعته " مبارك عليكم.. "
ابتسم لها ولم يرد.. وازداد توترها اذا لن يجيب ولن يتحدث لماذا جاء؟
والفضول ينتابها..
فضول ممزوج بوجع.. فلم تستطع ان تمنع حالها من الحديث والسؤال " سمعت انك ستخطب قريبًا "
واجابته جاءت بأسرع ما يمكن " نعم.. سأتقدم لخطبتها الان "
" هل هي هنا؟ "
" نعم.. امامي بالضبط.. "
ضيقت ما بين حاجبيها بعدم استيعاب..
نظرت حولها فلم تجد في الجوار سواهم.. فعادت تطالعه بصدمة وفم مفتوح بدهشة.. هل ما تفكر به صحيحًا؟
" هل ظننتي اني من الممكن ان أحب غيرك وأرضى بأن تكون زوجتي اخري سواكِ..؟ "
" لكن؟! "
سنـد بإحدي ركبته علي الارض واخرج خاتمًا من جيب بنطاله " للمرة الاخيرة سأتنازل عن كبريائي شمس.. للمرة الاخيرة سأحاول انا..
للمرة الاخيرة سأقطع الخطوات بلا رجا..
اقترب رغم الجفاء..
للمرة الاخيرة اخبرك اني احبك فلتتزوجيني.. فما ردك؟ "
ومرتها الاخيرة في الرفض كانت المرة السابقة..
المرة الاخيرة في الجفاء كانت المرة السابقة
هي ادركت وجع البعد.. ووجع الجفاء
هي ادركت انها تحبه.. وتريده..
هي قدرت محاولاته
لذا هي لم تجد امامها سوا الموافقة.. حل من اثنان كانوا امامها.. الموافقة او الموافقة جدًا
وهي وافقت فقط.. فهناك بعض من التردد يلوح في الأفق
سينجح اويس في ان يكسر اجنحته.. قريبًا
كما نجح في ان يجعلها تحبه رغمًا عن ارادتها..
و.. وقع اخر ابناء سلام في القفص..
لا حر اليوم من الحب..
لا طائر طليق في سماء العزوبية..
في عام واحد تغيرت الاحوال.. طرق الحب علي ابوابهم.. لم يترك قلبًا إلا وأصابه
بلعنة الحب..
ويالها من لعنة..
ابتسم حمزة وهي يراقبهم من بعيد..
ويحمل بين يداه شقيق خطيبته.. ناريمان..
فتاة صغيرة وقعت في يده بالوقت المناسب..
عيناها الصادقة سبب نجاتها..
هي من جعلته يصّر علي اثبات برائتها.. نظرتها هي ما حركته
ابتسمت وهي تضع يدها في يده.. عوضها الجميل
" احبك حمزة.. "
" وانا ايضًا.. أحبك ناري.. "
إنها ناره الدافئة..
تحرقه بحنانها.. تغدق عليه مشاعر كم كان يحنو لها.. تعوده عن أم فقدها دون شعور منها
وأنتهي الزفاف..
ودع عمر الجميع وهو يخبرهم بألا ينتظروه..
سيقضي شهر او أثنان عسل وربما لا يعود ابدًا..
وانتهت قصة عمر مع الوحدة والوجع والعبث وبدأت قصة السعادة والحب..نهاية الفصل الثالث والثلاثون....
فاضل الفصل الاخير ♥️
أنت تقرأ
' أغلال من العشق '
Mystery / Thrillerألي متي ستتحمل بعد؟! قسوته وجنونه... تملكه وسيطرته.. نوبات غضبه وعنفه.. الي متي ستتحمل بعد كل ذلك وهي بلا صفة رسمية في حياته تلك، هي خارج حدود حياته الشخصية.. رغم كل ما تفعله هي هامش! مجرد دمية يمتلكها.. يتلاعب بها.. يرفض التخلي عنها.. يتمسك به...