" فصـل 8 "

2.7K 134 4
                                    

- فصـل 8 -

لم تتحرك من جلستها منذ ان علمت بالخبر..
ها هو التلفاز امامها يعمل وهي تنظر له بشرود وسكون..
تتراوح بين افكارها بـ تيـة..
انتهي الحفل وانتهي البث..
غادر الجميع وبقيت هي مع خسائرها واحزانها..
لم تعلم ماذا تفعل؟!
تتذكر الماضي وتبكي؟!
تجلد ذاتها بالغضب عليها كالعادة..
تضعف وتصرخ..
ماذا تفعل؟!
هي سئمت كل هذا..
اكتفت..
حتي ان تلك الافعال لم تعد تريحها وتخفف عنها كما السابق..
كانت متعبة ومنهكة..
لـ الدرجة التي جعلتها تريح رأسها علي ذراعيها وتتطلع الي الامام بسكون..
وقد شعرت ان هناك نهاية.. يجب ان تصل لها
كان ثائر وحائر.. هذا أبسط ما أستطيع ان اوصف به حالته..
وهو يدخل الي المنزل..
وخائف.. شعور يسيطر عليه ويحاول ان يتحكم به بكامل قوته كي لا يعترف به بداخل نفسه حتي..
جاء لما؟!
لن تصدق لو اخبرتك انه جاء لـ يبرر!
توقف عن الحركة عندما وجدها امامه هكذا..
نظر لها بأسي وهو يفكر كم هي تعاني..
لكنه حقًا لم يكن بيده حلًا ليساعدها به
تقدم منها وجلس علي الاريكة التي تسند هي ظهرها عليه..
وسـاد صمت قاتل بينهما..
ينهش في كلاهما لكن لم يستجرء وهو طيف بكامل هيمنته ان يقطعه..
لكن..
هي..
ليالي..
الضعيفة..
الباكية..
الموجوعة..
الراقصة..
الأتية من ملهي ليلي..
الغير عالمة مَن تكون..
قطعته بصوتها " مبارك عليك "
كلمتان اخذوا منها الكثير من الجهد والقوة ليخرجوا هكذا..
تنهد وكاد يخرج حديثه ليبرر ' لم اكن اعلم.. وُضعت تحت الامر الواقع ' لكن لسانه لم يسعفه ويتحدث.. عقله ألزمه بالسكوت وهو يصر ان ذلك الافضل..
هذا ما كان سيحدث بالاصل وان طال الوقت..
ماذا كانت تتوقع؟!
ان يظل بلا زواج؟
وان تزوج يتزوجها هي!
اذن هي حالمة بالطبع..
التفتت تتطلع له و " اذن.. "
نظر لها بانتباه فـ تابعت " أظن انه قد أتي وقت مغادرتي "
انتفض ك مَن لدغته حية سامة..
فتك به ذئب جائع..
او..
ك مَن تعرض لرصاصة من خائن..
وهو يقول " أي تراهلات تلك التي تقولينها! "
" ماذا تعني؟ "
" اعني لا خروج من هنا.. لا مفر مني "
كل الضعف الذي كان يحل بها..
الوجع والألم غادرها..
وهي تشعر ان عليها اخيرًا المحاربة قليلًا من اجلها
و " الي متي اذن؟ هل تستطيع ان تعطيني اجابة محددة تخبرني بها متي يمكنني الخروج من هنا.. من سجنك "
وها قد جن جنونه..
الذي حاول ان يتحكم به..
جن من افكاره التي عصفت به وراح يهدر " الان سجن؟! بعد ان كان ذلك المكان كالقصر لكِ.. بعد ان أواكي وانقذك.. وحماكي كما تقولين بات سجن؟ "
صمت وهو يزفر انفاسه العالقة..
ليتابع محاولا العصف بكل افكاره لها..
افكاره التي تقول له ان حالها ذلك هو السبب في ما يعيشه الان..
ماضيها هو سبب احزانه ولوعته..
تابع " السجن هذا انقذك من العمل القذر الذي كنتِ تعملين به..
غطي جسدك الذي كان يتعري لكل العيون الجائعة.. حماكي من مستقبل باهر وعظيم ما كنتِ لتكوني فيه غير عاهرة.. ام اني كاذب؟ "
في طوال معرفتهم سويًا.. لم يتحدث بتلك الكلمات عنها وامامها ابدا..
صمتت وهي تطالعه بدهشة وصدمة..
حدث ما خافت منه..
قلل من شأنها..
قام باعارتها بماضيها..
صمته وضيقه كان يظهر لها غضبه الخامد..
لكنه بكل جهده لم يحاول ان يوجعها بحديثه لذا كانت تشكره بعيناها دومًا..
كان كلما صرخ وصاح..
تحدث عن الامر بكلمات مبهمة..
غير جارحة..
تفهمها وتتقنها لكنها غير مؤلمة ك التي القاها في وجهها علانيةً الان..
لقد قام ببساطة بوضع المسمار الذي تجهل عدده في نعش نهايتهم سويًا..
صممت وسكنت..
نظرت الي الارض بصمت..
رد فعل اعتادت عليه واوجعه..
نظر لها كثيرا كأنه يود الاعتذار لكنه لم يفلح فزفر بتعب..
ظل يتطلع لها كثيرًا وهي علي تلك الحالة..
حتي قالت وهي تترك المكان " عمت مساءًا.. خطوبة مباركة.. سأظل هنا بأنتظارك.. دائما "
***
أنه اسوء استقبال قد تتعرض له عروس في حياتها.. فها هي ما كادت تغرق في النوم حتي نهضت فزعة علي صوت الصراخ في الاسفل..
خرجت من الغرفة سريعا وقد ظنت ان المنزا يتعرض لحريق او ما شابة..
وجدت اويس ايضا يخرج من الغرفة التي تجاورها عندما لاحظ حالتها راح يهديها " لا تقلقي نايا.. انه امر معتاد بين عمر وطيف "
تطلعت له بقلق وكأنها تسأل.. هل لي يد فيه؟
نفي " ليس من شأنك.. بالطبع بسبب الخبر الذي نشره عمر عن امر خطبة طيف "
ضاق حاجبها بعدم فهم وقبل ان يشرح جاء صوت رائف من الخلف " اويس.. "
نظر له اويس فوجد عيناه غاضبة تطلع الي نايا فـ فهم علي الفور واعتذر وهبط للاسفل سريعا..
" ماذا تفعلين بحق الله " نطق رائق وهو يتقدم منها..
تطلعت له بعدم فهم..
ماذا فعلت الان!
جز علي اسنانه بعدما وصل لها " كيف تخرجين من غرفتك بهذا الشكل "
واخيرا تطلعت الي نفسها وادركت جرمها..
من خضتها تناست ان ترتدي شئ فوق منامتها القصيرة للغاية.. التي ترتديها
ارتبكت وهي تعتذر..
فقال وهو يشير لها بالدخول " غيريها فورا.. واياكي ان تخرجي بهذا الشكل مرة اخري.. هنا ثلاث رجال غيري بهذا المنزل لو لا تنسي "
ولم يترك لها فرصة للحدث بل غادر علي الفور..
وكانت اصوات الصراخ تتعالي مما جعلها تدخل تسحب احدي ملابسها الواسعة ترتديها فوق المنامة..
وتنزل الي الاسفل سريعًا لتري ما يحدث..

' أغلال من العشق 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن