" فصـل 12 "

2.6K 126 7
                                    

- فصـل 12 -

الجمود.. فقط الجمود ما يرتسم علي ملامحه وهو يجاور عروسه الجميلة التي كانت تتعامل بمثالية وتفاهم مع الأمر بطريقة تُحسد عليها..
وضعت يداها بين يداه.. انتفض جسده وكاد يقف مغادرًا لكنها اجلسته عنوة " تمهل طيف الكاميرات تقوم بتصويرنا "
هتف من بين اسنانه " اتركي ذراعي روجينا "
" لما؟ انا خطيبتك الان حبيبي "
هتف بتحذير " روجينا ابعدي يداكِ عني "
اقتربت منه تهمس بجوار اذنه بطريقة تظهر للشاهد انها حميمية " مما انت خائف الان؟ "
صمتت قبل ان تقول بادراك مصطنع " اووه! من ان ترانا ليالـ... "
ابعدها عنه وهو يصيح بخفوت " اصمتي واللعنة " نهض عن مكانه تاركًا اياها بعد ان رمقها بشرر " سأحاسبك علي هذا "
" بكل سرور " ورسمت بسمة واسعة علي شفتيها
اقتربت رشا منها " ماذا تفعلين بالله! الا تعلمين ان الحدث يتم تصويره و الجميع سيشاهد "
قالت ببرود مبالغ به " وهذا المراد "
" انتي لستِ هينة ابدًا "
" اعلم "

بداخل دورة المياة..
كان يغسل وجهه بالماء البارد وكل تفكيره عالق بها..
منذ ان بدا الحفل ولا شئ يراه امام عيناه سواها..
تنهد بسأم من حالته التي تزداد سوءًا وهو يفكر بها.. كيف سيكون حالها الان؟
بعد ما راته وستراه!
هو يعلم انها تشاهد كل احداث العائلة بل اي حدث عمتًا وتتابعه فلا شئ غير التلفاز يكسر وحدتها..
يعلم انها ستعذب نفسها بمشاهدتها لخطبته ايضا ومتابعة كافة احداثها دون نقص..
تنهد وهو يشعر ان هناك جبال من الضيق تعلو صدره.. يريد ان يرتاح..
لكنه لا يجد طريق لتلك الراحة
" عليِ ان افعل شيئً " قالها باصرار وهو يفكر بأن حيرته تلك لا يجب ان تطول اكثر..
عليه ان يأخذ لجدية مشاعره ولحديث اويس الاخير.. اعتبار..!
***
لـ لحظة ضربتها فكرة من الجنون بأن تحضر الحفل! طلبت من البواب بعدما لم تستطع ان تهاتفه هي ان يتصل بطيف ليسمح لها بالخروج..
وها هي تسمع طرق علي الباب الان..
ارتعشت ولاعبت اطراف اصابعها وهي تنتظر دخوله المتفاجئ ظنت ان الرد بالقبول او الرفض لكن ان يأتي؟ لحظة..
لكنه لم يدخل!
توجهت نحو الباب وهي تفكر انه ربما نسي المفتاح.. لكن..
لم يكن طيف الذي امامها!
رفع عيناه الذي ينظر بها للارضية فتفاجئت به..
انها تعرفه كما تعرفهم جميعًا
انه عمر..
ارتبكت ولم تعرف ماذا تقول
قاطع دهشتها صوته " الن تسمحي لي بالدخول؟! "
" بالطبع.. تفضل.. " بأرتباك اجابت وهي توسع له للمرور
دخل وهو ينظر الي المنزل بعيون فاحصة..
منزل بطابع انثوي صارخ..
الوانه فاتحة مبهجة..
اشياء لا يحبها طيف بتاتًا..
كيف يتقبل العيش فيها؟
" ترتشف بعض القهوة؟ "
" لا اريد.. " اشار لها لتجلس
" فقط اجلسي.. الود التحدث معك قليلا "
اؤمات وجلست امامه بأرتباك جلي..
" تعلمين مَن انا؟ "
اؤمات بنعم..
" بلي.. لا تعلمين تفصيلًا.. انا عمر ابن عم طيف وشقيقه، اصغره بعامين فقط.. صديقه الوحيد والوحيد الغير قابل لعلاقتكم ويعلن نفوره منها للملا دون خوف "
ابتلعت ريقها الذي جف من وقاحته معها ولم تستطع ان ترد..
فقد فركت يداها سويًا بارتباك اكبر ونظرت للارض كي تمنعه من رؤية عيناها التي امتلئت بالدموع
" ماذا افعل هنا؟
الحقيقة منذ زمن وانا اريد التحدث معك حول عدة مواضيع وجاء الوقت اخير؟ا بعد ان زادت وقاحتك وتجرأتي لتهادفيه في يوم مهم ك هذا..
لتتطلبين منه الخروج وبالطبع وجهتك معروفة..
حضور الحفل وتخريبه "
" لم اكن لافعل.. فكرت للحظة بفعل ذلك والذهاب لرؤيته من بعيد لكن بعد ذلك عدلت الامر وفقط اردت استنشاق بعض الهواء "
" هذا لا يهمني "
صمت قبل ان يتابع بقسوة " جئت لاحذرك.. انبهك.. اهددك..
خذي الامر بالطريقة التي تحبينها..
يكفي لهذا الحد وجودك في حياة طيف.. وحياتنا.. انتي لا تعلمي كيف انتي تمثلي نقطة سوداء في تاريخنا..
وكم احاول انا ان اخفي اي امر متعلق بك عن العامة.. اليوم طيف خاطب وغدًا متزوج..
هل وقاحتك تسمح لكِ بالبقاء في حياة رجل مرتبط وتدميرها الي ذلك الحد؟
اعتقد انك اكتفيتي منه..
وان كانت هناك بعض المشاعر جمعتكم فالذي مر يكفيكي..
اخرجي من حياته ليالي..
يكفي لهذا الحد ما حدث بينكم..
يجب ان تنتهي تلك العلاقة السامة..
يجب ان تغادري من حياته وحياتنا للأبد..
سأوفر لكِ ما ستحتاجينه وسأضمن لكِ عدم تدخل طيف في حياتك مجددًا او اذيته لكِ..
سأرسلك الي مكان بعيد عن هنا للأبد في المقابل عجلي في الامر وفكري في مصلحته..
ان لم تَكنِ له اي شى.. اي مشاعر ففكري فيه بـ عين انه اواكي وساعدك يومًا..
ليالي فكري في حديثي بجدية ولا تجعلي الامر يطول.. لا تجعليني اتصرف بتهور لاني بالفعل قد سأمت ولن اصبر اكثر "

حديثه.. كان كالرصاص الذي يضربها دون رحمة.. كجمرات من نار تهشم بها..
لم تجد رد لتقوله فقط الصمت هو الاجابة التي تفلح فيها
نهض عن جلسته " تلك المقابلة كأنها لم تكن.. تفهمين قصدي؟ "
اؤمات بنعم دون حديث
وغادر..
بينما لم تستطع هي ان تنهض لتودعه حتي
ظلت عيناها معلقة بالارضية..
تسقط دموعها دون شعور ودون صوت نواح..
كثيرا من الوقت حتي رفعت عيناها فسقطت علي شاشة التلفاز التي تبث الحفل..
علي مشهد روجينا وهي تقترب من طيف الثابت..
تقبل وجنتيه بحميمية مبالغ بها..
في اعلان اخيرًا انه لم يعد لها..
وهنا تم تحضير اخر تجهيزات نعش علاقتهم..
النهاية تقترب..
وهي..
فقط هي مَن عليها حسم وقتها...
***
" اين اختفيت؟ " قالها اويس لعمر عندما عاد الي القصر بعد انتهاء الحفل..
" تمشيت في الارجاء قليلا.. اين طيف؟ "
نظر له اويس لـ لحظات قبل ان يقول بضيق " لا اعلم " وتركه قبل ان يسمع سؤال الاخر " ورائف! "
وعلي سيرة رائف وجده يهبط هو وزوجته ومعهم حقيبتي سفر..
" اووه اخيرا ستذهبون لشهر العسل "
قالت نايا بحماس " نعم.. "
" احظيا بوقت ممتع اذن "
قال رائف بخبث " لا تقلق لن تحصل علي متعة كالتي ستحصل عليها بتلك الرحلة "
واقترب منها يقبل وجنتيها والبلهاء تضحك له وقد ظنت بسبب تعامله اللطيف معها طوال الحفل انه بدأ يلين!
بينما عمر..
رمق رائف ببعض الخبث وهو يعلم انه يخطط لشئ ما
حسنًا..
هو لا يكره نايا كثيرًا..
وبعد التعامل معها وجدها لطيفة لحد ما..
لكنه لم يتقبلها بشكل كامل بعد..
قريبا يظن انه سيحبها اكثر..
ودعهم وصعد للاعلي وهو في مزاج رائق للغاية
طيف وارتبط..
ليالي وهو متأكد انها ستبتعد..
ورائف هو يعلم انه سيجد خلاصه وراحته بنفسه
واويس؟
سيارة حمراء فاقع لونها تكفي لجعله سعيدًا الي الابد
وعنه؟
يقع في الحب ببطء دون شعور منه
الحياة حقًا علي اكثر ما يرام

" حقا رائف الي اين سنذهب "
" اتركيها مفاجأة حبيبتي "
قالت بصدق " حسنا.. لا يهم.. اي مكان معك هو جنتي "
و للغرابة كلماتها لكثرة صدقها تسرسبت الي قلبه وجعلته ينبض بقوة للحظات!!
***
لا مفر.. منها
عندما يضيق العالم به.. لا يجد سواها
انها اول مَن تأتي علي خاطره..
هي اول واخر مَن يتذكره
عند حزنه وكربه وهمه.. وفرحه
هي دون سواها التي يبغاها..
يريدها ولا يريد سواها
وحدها تكفي
غيرها لا يفي..
هي.. اول واخر مَن تمني
اول مَن هوي
واخر من بغي
ليالي.. غير البشر!

اقتنع بذلك وهو يقف امام بابها..
كان علي ادراك تام انه اذا دخل لها الان لن يخرج الا وقد تغير كل شئ
علي ادراك انه سيبوح بالكثير..
وسيعترف بالذي اخفاه وحتي الان يحاول الا يبوح به.. يعلم انه اذا دخل لن يخرج قبل ان يعترف لها انها كل شى.. واي شى..
وسيعطيها كل الاشارات التي تجعل وجودها رسميًا واساسيًا في حياته..
تنهد ووضع يده في جيب بنطاله ليخرج المفتاح..
لكن..
هل يفعل؟

نهاية الفصل الثاني عشر....

الاسبوع دا مكنتش هنزل خالص زي ما قولت بس قولت متقطعش عنكم ولو بحاجة بسيطة ♥️
ان شاء الله من الاسبوع الجاي الفصول هتطول وتكتر + متوقعين اية في اللي جاي؟

' أغلال من العشق 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن