- فصـل 23 -
" ليالي حامل.. " نطق بها طيف..
وتوسعت عين الجدة الصامتة منذ بداية الحديث والجد بصدمة..
تابع طيف " مَن في بطنها وهي يهموني..
ويهمني ساعدتهم وراحتهم قبل اي شئ..
يهمني ان تكون ليالي مرتاحة البال دون اي شئ أخر.. لذا.. "
نظر للجميع و " إن كنتم ستتقبلوها بينكم يعني انكم ستعاملوها كما تستحق وكما يجب..
ستمنحوها ما تستحق من احترام وما تريد من عزة وكبرياء وكرامة حينها سأجلس هنا..
لو لن تفعلوا قولوا لي الان وسأخذها واغادر.. "
وصمت.. ونظر لهم.. في انتظار الرد!
تبادل بقية الاحفاد النظرات سويًا بقلق..
الامر صار جديًا وقد يغادرهم طيف في أي لحظة!
الأمر كله متعلق بيد جدهم الان..
وعندما أدركوا ذلك نظروا له في انتظار قراره القاطع..
بينما عينا طيف لم تنزاح من عليه من الاساس..
اقتربت الجدة ووضعت كفها علي كتف طيف " لن تغادر طيف من هنا.. ربما بالبداية لن نستطيع ان نتقبل الامر بسهولة فقبل اي شئ انتم تزوجتوا دون معرفتنا لكن بالنهاية سنعتاد.. "
" لا.. " قطعها بنفي
قبل ان يتابع " لن اجعلها ضحية لعصبيتكم وغضبكم "
ودفاعه المستمر عنها أغضب الجد الذي قال بنرفزة " اذن خذها وغادر ومن هنا.. "
توسعت عين اويس بصدمة واقترب ليمسك بأخاه " طيف لن يغادر من هنا.. ان فعل ستخط قدمي قبل خطاه "
وبخفة قطع رائف ما بينه وبينهم من خطوة ووقف جوارهم " اين ما كان طيف نكون نحن جدي.. انت تعلم ذلك "
أرتبـك الوضع.. سـاد نوع من التوتر
لو كان الجد يأخد الحوار بجدية فهم الان علي شفا التهلكة!
قد يتم نفيهم من عائلة سلام للأبد..
تعلقت العيون بعمر..
كأن الجد يقول هو اختار مصلحته
وهم.. ما لم يكادوا يفسروا نظرتهم له حتي اقترب ووقف معهم..
هناك رابط اقوي من اي شئ اخر يجمع الاربعة ببعض.. العلاقة ليست بقرابة الاخوة..
او ابناء العم ورابط الدم
هم كانوا لبعضهم البعض الأب والصديق والاخ والعم.. حاول كل منهم تعويض الاخر بكل طريقة ممكنة
هناك ما يجعل طيف يشعر بالمسئولية نحوهم طوال الوقت..
يجعل ثلاثتهم يعاملون اويس علي انه طفلهم المدلل.. يمنحوه الحنان الذي فُقد منه مبكرًا
هم لا يستطيعوا ان يستغنوا عن بعضهم البعض ابدًا اين ما كان طيف يكون الثلاثة..
اين ما يكون عمر يكون الثلاثة..
اين ما يكون رائف يكون الثلاثة..
اين ما يكون اويس يعني هناك كارثة وعليهم ان يلحقوها هم الثلاثة..
وكان هذا شيئًا يفتخر به الجد طوال العمر..
فهل يفعل الان؟
بعد صمت طال.. رمقهم بنظرات غير مفهومة قبل ان يتركهم ويصعد للأعلي.. حيث جناحه وخلفه زوجته..
***
طرق رائف علي باب غرفته وانتظر..
فتحت نايا له وجدته يقف وخلفه طيف الذي سألها بقلق " اين ليالي؟ "
اجابته مبتسمة " نائمة.. يبدو ان اليوم كان مرهق للغاية عليها "
استأذن بالدخول ودخل دون ان يسمع اجابة منها وجدها غافية علي الفراش براحة..
ابتسم وهو يطالعها قبل ان يقترب منها..
مال ناحيتها ليحملها فـ وجد ان رائحة عطرها ملئت المكان من حولها.. حتي الوسـائد!
اصابته غيرة من ان يستنشق رائف رائحتها..
فحملها وخرج.. مـر من جوار رائف وأمره " لا تدخل غرفتك الان.. اهبط للحديقة "
طالعه رائف بعدم فهم وكاد يسأل لما!
لكن طيف كان قد ذهب..
هبط رائف دون تفكير كثيرًا للاسفل..
ووقفت نايا مشدوهة امام الباب..
لحظات ووجدت احدي الخادمات تدخل ومعها شراشف جديدة وتغير غطاء الفراش..
اقتربت تنظر لها بدهشة..
مازالت نظيفة! ما بها؟
مسكتها تتفحصها بعدم فهم!
بعد قليل جاء رائف..
اقتربت تساعده علي نزع ملابسه " اصواتكم كانت عالية.. "
سأل بقلق " هل وصلت لكم "
" قليلًا.. الكلام لم يكن مفسرًا كليًا.. يحتاج عقل يقظ "
" استمعت ليالي لشئ؟ "
اؤمات بالنفي قبل ان تسأل " يظهر علي ملامحك القلق "
تنهد بتعب " مهددون بالطرد من عائلة سلام "
توسعت عيناها دهشةً.. " وماذا ستفعلون؟ "
" لا نعرف.. سيقرر جدي غدًا "
" انا لا افهم شئ.. "
" سأشرح لكِ " وبدأ يقص عليها كل ما حدث بالأسفل..
كان قد نزع جاكيت بدلته والكرافت..
جلسوا متجاورين علي الفراش وراح يقص وهو يفك ازار قميصه دون شعور حتي انتهي
وتابع متنهدًا " والأن لا نعرف ما الذي سيحدث "
" يحق لجدك ان يغضب بالحقيقة.. انتم لم تهتموا لأمره ألبته.. تصرفتوا دون ان تحترموا مكانته "
رمقها برفعة حاجب " ومَن السبب! أليست مَن هددتي الزواج يكون بعد اسبوع.. اسبوع "
وقلد صوتها..
وعلي غير العادة لم يكن مستاءًا او غاضبًا وهو يتذكر امر زواجهم..
ضحكت عليه قبل ان تردف " حسنًا وان طردكم؟ "
نظر لها في عيناها " سيتم أخذ كل شئ مننا.. مال وجاه وسلطة ونفوء.. لن يبقي شئ الا الاسم وانا.. هل يكفيكِ؟! "
ابتسمت بحنان وهي تقترب وتستند علي كتفه " جل ما اريده هو انت.. "
" نايا بجدية لن يبقي لي أي قيمة.. سأبدأ من الصفر! "
تابعت وهي ترفع رأسها عن كتفه وتطالعه بهيام " سنبدأ "
ابتسم وهو يرمقها بـ.. حب! بدأ يتسرب له رويدًا دون شعور منه..
مـد يده يبعد خصلة من شعرها قد مالت علي عيناها.. ثم أقترب مقبلًا تلك العينين..
وثم مال مقبلًا اشياءًا اخري واخري دون شعور..
***
وضعها علي الفراش بحرص لكن رغم ذلك فتحت عيناها بقلق..
عندما ادركته امامها اعتدلت في جلستها علي الفراش.. كانت مازالت بين يداه..
وباتت بأحضانه الان
همست بنبرتها الناعسة " طيف.. "
طالع عيناها بهيمان وهمهم..
لم يجد صوته ليتحدث
سألته بقلق " ما الذي حدث؟ غضب جدك اليس كذلك؟ طلب منك ان تطلقني.. ستطلقني؟ "
سألته بخوف.. وقهر
منذ ساعات فقط تحقق حلمها واصبحت زوجته..
هل ينقلب الحلم الي كابوس بتلك السرعة؟!
ضمها بين ذراعيه " أهدي ليالي.. لن يحدث..
لن يستطيع اي شخص او شى مهما كان ان يبعدنا عن بعضنا البعض بعد الان.. ثقي بذلك "
" لكن.. ماذا حدث بالاسفل؟! "
لاعب خصلات شعرها..
التي تصيبه بجنون خاص " وهل هذا وقت لنتحدث فيه ليالي؟ يبدو انك غير مستوعبة في اي يوم نحن! انه يوم زواجنا.. "
طالعته بعينان حائرتين فأقترب منها يهمس بجوار اذنها " دعيني اخبرك شيئًا أخر.. "
تطلعت له بانتباه..
كاد يلفظ بالحب أخيرًا معترفًا
لكنه لم يستطع.. اعترف الان لـ الجميع بحبه لها..
إلا لها هي..
تنهد واقترب..
يخبرها حبه بلغة اخري..
حتي تأتيه الجراءة ويعترف..
قبلات خفيفة نثرها علي وجهها وخصلات شعرها التي تجننه..
***
صباح اليوم التالي..
أنت تقرأ
' أغلال من العشق '
Mystery / Thrillerألي متي ستتحمل بعد؟! قسوته وجنونه... تملكه وسيطرته.. نوبات غضبه وعنفه.. الي متي ستتحمل بعد كل ذلك وهي بلا صفة رسمية في حياته تلك، هي خارج حدود حياته الشخصية.. رغم كل ما تفعله هي هامش! مجرد دمية يمتلكها.. يتلاعب بها.. يرفض التخلي عنها.. يتمسك به...