- فصـل 22 -
في طريق العودة من الزفاف..
في سيارة حمزة وشقيقته شمس والطفل الصغير الذي بات ملازمًا له..
كان الحال متغير ما بين حمزة الشارد في ما حدث منذ قليل..
حضور ثابت ناجي الذي أقام الحرائق وغضب طيف وليالي..
ونظرات ناجي لها الذي تؤكد مدي تأثيرها عليه..
وتذكر ناريمان التي لا يجد لها خلاص لحتي اللحظة.. فلا يوجد دليل كامل ليبرئها..
وتم امساكها بالجرم المشهود لكنه علي ثقة تامة بأنها بريئة..
هو يثق بكلماتها..
عيون ك عيونها لا تخون..
وهو عليه ان يبرئها..
ان يساعدها..
هذا واجبه..
تنهد وهو يفكر في حل لتلك المعضلة..
الذي وجوده بالفعل لكنه صعب.. صعب للغاية
حل هو كان يعرفه منذ البداية ويعرف ان مفتاحه هي ليالي!
تنهد وهو يقرر انه سيغامر لأجل ناريمان
لا يعلم سـر تمسكه واهتمامه بها..
لكنه أوضع الامر في خانة العطف!
زفر لينظف افكاره ثم نظر الي الطفل الصصغير العابث قليلًا هتف له مبتسمًا " ما رأيك بأن نذهب لناريمان غدًا؟ "
صاح الاخر بمرح وهو يؤمي بنعم..
هتفت شمس بمكر " بات اسم زاريمان يتردد علي لسانك كثيرًا "
رمقها بطرف عيناه " تعلمين ما يحدث بالارجاء.. لا تتماكري شمس "
رمقته بأستخفاف " اتماكر! من اين جئت بتلك الكلمة؟ علي العموم مبارك.. زوجة اخي اسمها لطيف للغاية "
رمقها بأستهجان ولم يرد..
ولا يعرف لماذا لم يكذب حديثها او يغضب منه!
اردفت هي بخفوت " لكن.. هل تخطيت نايا بتلك السرعة؟ "
هتف بعدم فهم " تخطيت؟ ونايا! ما دخل نايا بي! "
سألت بدهشة " ألم تكن تحبها؟ "
هتف بدهشة " احبها! من اين لكِ بتلك الخرفات! نايا شقيقتي مثلك بالضبط بل ربما اكثر منك يامشاغبة انتي "
اتسعت عينا شمس وهي تظرك ذلك لأول مرة..
" تقصد انت.. "
" انا لا اري نايا الا بعيون الاخوة.. من اين جئتي بتلك التفاهات؟ "
" افكاري اوصلتني الي ذلك الاستنتاج "
" شمس.. هل اخبرتك من قبل بألا تفكري؟ "
" كثيــرًا "
***
وصلت السيارتين اخيرًا امام المنزل في نفس الوقت..
نزل الجميع من السيارات مع دخول عمر الي المنزل بعد ان استقل احدي السيارات الاجرة..
رمق عمر طيف بنظراته فوجده لا يعطيه اي اهتمامًا.. كان كل اهتمامه موجهًا لـ ليالي..
حيث هتف لنايا التي اقتربت منهم " نايا من فضلك خذي ليالي الي غرفتك.. وساعديها في ان تستريح.. "
رمقته بتعجب.. غرفتها!
اغمض رائف عيناه وهو يؤمي لها بالايجاب..
بمعني نفذي امره..
غرفتهم هي ابعد غرفة عن بهو القصر..
مما يعني انها لن تسمع اي من الاحاديث التي ستحدث الان..
لم تفهم نايا السبب لكنها اؤمات ايجابًا علي اي حال وامسكت بيد ليالي..
التي تمسكت بطرف اكمام طيف.. نظر لها فرأي التوهان في عيناها والدموع المكتومة..
تألم قلبه حينها..
تناسي كل غضبه منها الذي تفاقم بعد مواجهته مع ثابت وتذكره بالماضي وتمني لو انه يستطيع ترك كل شئ والذهاب بها بعيدًا..
في مكان خاص بهم سويًا يحتضنها فيه ويبثها الامان.. ليته لم يظهرها للعلن منذ ان فعل والاوجاع تلاحقهم!
تنهد ومسـد علي كتفها برفق " سيري معها ليالي.. استريحي رجاءًا.. انتي بالطبع مرهقة "
قالها بأيحاء لحملها..
فزمـت شفتيها تحاول ان تبلغ غصـة من البكاء تملكها منذ بداية اليوم و.. ذهبت مع نايا!
***
دخلوا الي البهـو..
أختفت نايا وليالي عن انظارهم تمامًا..
اطمئن طيف ان اخيرًا ليالي لن تسمع اي شئ..
وان سمعته سيكون مجرد طشاش..
فأرتاح قليلًا
سـاد صمت مريـب في المكان..
لم يجرؤ احد علي قطعه
إلا الجد!
" بـ مَن أبدأ يابهوات؟ عن أي زيجة أتحدث وعن اي فضيحة؟! كل وسـائل الاعلام تتحدث عن عمر ورائف باشا ومغامراتهم النسائية العظيمة.. "
نظر لرائف الذي نظر للأرض بخجل " مغامرتك التي جعلتك دمية بين يـد فتاة وأجبرتك علي الزواج بها وانت منصاع لها.. لم تجرؤ حتي علي الرفض "
" انا.. انصعت كي انقذ سمعة العائلة... "
صاح " ومَن من البداية مرمغها بالارض الا انت وافعالك؟ نعم.. لا تعجبني الطريقة التي سلكتها تلك الفتاة لكي تحصل علي ما تريد.. ولولا اني أعلم صدق نيتها وحبها لك لجعلتك تطلقها فورًا "
هتف بأعتراض " لكني لم أكن لأطلقها "
" كنت ستعارض أمري أيضًا! "
" جدي! "
" أنا مصدوم فيك أكثر من الجميع رائف..
كنت أكثر المسقيمين فيهم..
كنت أكثرهم طيبة واستقامة.. خيبت أملي بك "
" أنا أسـف.. خطأ لن يتكرر، لكن ارجوك..
نايا نيتها بالفعل بريئة..
لا تعاتبها او تحزنها.. عاملها برفق "
رمقه بنظرات باردة ولم يرد..
ألتف لأويس " أهلا بالباشا "
لوح اويس بيداه وهو يضحك ببلاهة " أهلا بباشا البشوات "
" أخر سيارة معك لن تتغير الا بعد ان تتخرج من جامعتك "
" ماذا " صاح مصدومًا فهو لا يري له خروجًا منها
اكمل الجد " ان اصابها اي خدش لن يتم تصليحه.. ومن الغد ستنزل الي الشركة لتعمل بها "
" لكني.. "
" وان لم يعجبني عملك.. ستري مني وجهًا اخر.. لن أجعل شمس تلك التي تخرج لها من كل حدب ونـدب تقبل ان تنظر لك حتي وليس ان تتزوجك "
هتف مذهولًا " جدي! "
رمقه بنظرات مستقرفة " يكفي انها ستتزوج طفلًا.. تخيل يكون طفل وعاطل! "
" سأعمل " هتف بقلة حيلة
وجاء دور عمر!
" بدلًا من أن توقف المذيعة عند حدها وقعت انت في شباكها.. ياللروعة! "
" انا.. "
همس أويس بخفوت لرائف " من اين له بكل تلك الاخبار؟ هل كان يعيش معنا ونحن لا نشعر! "
" اخرس "
" خرست "
هتف عدنان " يكفي انا.. انا، انا لا الوم تلك الفتاة ولا اي حد يجرؤ علي الحديث عليكم..
طوال سنواتي لم يجرؤ احد علي الحديث عنا سِـوا بكل خير والان بسببكم صارت سيرتنا علي كل لسان وليس بالخير ابدًا..
كل يوم والاخر خبر اروع من الذي قبله..
عمر.. لو أستمرت مغامرتك كما حال رائف لن أرئف بكم ابدًا..
سأمنعكم من كل شئ..
سأجعلكم ترون ايامًا من الجحيم أقسم لكم.. كل تلك الرفهيات سأسحبها و.. "
قاطعه " لا تقلق.. لن استمر.. سأتزوج قريبًا علي اي حال "
ضحك الجد ساخرًا " فيـك البركة.. علي الاقل اخبرتنا ليس ك اخوتك "
وطالع رائف ثم طيف!
وصل أخيرًا الي طيف..
" هل تعلمون جرم ما ترتكبوه أم لا؟ "
لم يرد أحد..
صاح هو وهو يقترب من طيف ويقف امامه " هل تظن اني لا اعرف بعلاقتك القذرة بتلك الفتاة منذ البداية؟ لا أعرف من أين جلبتها واين كانت تسكن تلك.. "
قاطعه " جدي.. لا تتحدث عنها بسوء "
" انت مَن سمحت بذلك عندما وضعتها في تلك الخانة "
" خطأ وسأصححه "
" ومَن سيسمح لك! أنت ستطلقها فورًا.. لن أجعل فتاة ك تلك تكون كنة لعائلتنا ابدًا "
تدخل عمر " هذا ما اقوله منذ البداية "
صاح طيف بغضب " لن اطلقها... "
قاطعه جده بصياح أعلي " وانا لن اسمح بأن تظل علي ذمتك يوم اخر بعد الان.. "
قطع طيف الخطوة التي تفصل بينه وبين جده..
بات امامه تمامًا..
طالع عيناه بتحدي و " ستظل للأبد زوجتي.. لن أطلقها وان سقطت السماء علي الارض.. "
نظر له جده بدهشة..
لأول مرة يتجرأ عليه أحد من احفاده!
تدخل رائف وحاول الاحلال بينهم لكن لم يرمش لطيف جفن..
بل ظل يتابع التطلع الي جده بنظرات التمرد والتحدي
" لن تطلقها؟ "
" لن افعل.. "
" اذن سأتخذها وتغادر بها من هنا.. لا عيش لكم هنا بعد الان "
اؤما طيف بنعم وكاد يبتعد..
فأمسك رائف بكفيه ليوقفه وتدخل عمر " جدي.. لا تصعب الامر رجاءًا.. وتفهم.. "
صاح الجد " اي تفهم تطلبه مني! انتم تزنون.. هل تدركون فداحة ما تفعلوه ام لا بعد! وهو.. تزوجها بعد كل هذا "
" هي.. "
" لا تتحدث.. "
" انا مَن اجبرتها.. نحن مَن اجبرناها علي أن تسلك ذلك الطريق "
بلا اهتمام قال " لا يهمني كيف وصلت.. يهمني اين وصلت.. "
أختفت ملامح التمرد والحدة عنه..
كتفاه المرفوعان.. انهزما واسترخا..
هتف " انا لا استطيع ان اطلقها وابتعد عنها.. جربت وفشلت.. جدي.. انا حقًا احبها "
صدق مشاعره..
نبرة صوته الخافتة المتألمة.. العاشقة
جعلت الصمت يسـود علي المجلس!
نظر له جده بنظرات حائرة..
توشوشت رؤيتها فجأة.. تابع الاخر " أتظن اني لم احاول ان ابتعد عنها منذ البداية؟
اني لا ادرك خطأ وفداحة ما افعله!
حاولت.. وفشلت..
كل مرة كنت أراها ثم اغادر كنت اترك جزء مني عندها.. حتي ادركت اني كلي معها.. ملكها..
اول شئ جسدي واخرهم عقلي..
هي تطوف في كل مداراتي.. لا يمر يوم دون ان اتذكرها.. يوم!
ليس يوم.. بل ساعة.. لا تمر ساعة دون ان اتخيلها امامي..
تأخرت في فكرة الزواج منما لأنني ظننت اني سأكتفي يومًا منها
وابتعد.. نتفارق..
لكني مؤخرًا ادركت اني لا قبَل لي بتركها والعيش بدونها..
لا استطيع الاستغناء عنها..
لا اكتفي منها ومن كل تفاصيلها جدي.. ليالي لعنتني بحبها "
قال اخر كلمة وهو يتنهد بتعب.. و.. لانـت ملامح الموجودين
اولهم عمر الذي ادرك ان طيف لا يتصرف بعشوائية..
او تأثيرًا بعاطفة مؤقتة..
او انه راغب بممنوع..
ادرك أخيرًا ان طيف.. يحب ليالي بصدق!
تقابلت عيون الجد مع طيف من جديد.. نطق الجد اخيرًا " لكني.. رغم عني لا استطيع ان اتقبلها بيننا "
كل العالم لا يستطيع ان يتقبل ليالي ومن امثالها بينهم.. كلهم نبـذوهم.. يرونهم شياطين مُلَعنة.. ويظنون انهم ملائكة!
خطأ.. وان كان فادح.. نزع من قلوب البشر الرحمة اتجاههم..!
والله.. تأتيه بذنوب لا اول واخر لها ويقبلك..!
عظمة الـرب.. تقبع هنا..
لا يضع شروطًا ليحبك ويساعدك ويتقبلك..
لا يعطي نصائح ويتحدث هراءًا وعند الجد ينبذك
الله فقط.. من يتقبلك بعد توبتك من جديد.. كأنك لم تخطي ابدًا.. له مني كل الحب!
" ليالي حامل.. " نطق بها طيف..
وتوسعت عين الجدة الصامتة منذ بداية الحديث والجد بصدمة..
تابع طيف " مَن في بطنها وهي يهموني..
ويهمني ساعدتهم وراحتهم قبل اي شئ..
يهمني ان تكون ليالي مرتاحة البال دون اي شئ أخر.. لذا.. "
نظر للجميع و " إن كنتم ستتقبلوها بينكم يعني انكم ستعاملوها كما تستحق وكما يجب..
ستمنحوها ما تستحق من احترام وما تريد من عزة وكبرياء وكرامة حينها سأجلس هنا..
لو لن تفعلوا قولوا لي الان وسأخذها واغادر.. "وصمت.. ونظر لهم.. في انتظار الرد!
نهاية الفصل الثاني والعشرون...
أنت تقرأ
' أغلال من العشق '
Mystery / Thrillerألي متي ستتحمل بعد؟! قسوته وجنونه... تملكه وسيطرته.. نوبات غضبه وعنفه.. الي متي ستتحمل بعد كل ذلك وهي بلا صفة رسمية في حياته تلك، هي خارج حدود حياته الشخصية.. رغم كل ما تفعله هي هامش! مجرد دمية يمتلكها.. يتلاعب بها.. يرفض التخلي عنها.. يتمسك به...