متنسوش تصوتوا للفصل ♥️
- فصـل 31 -انها اللحظة الحاسمة..
النقطة الفاصلة..
هو قد قرر ذلك.. اللقاء الذي سيجمعهم هو مَن سيضع النقط علي الحروف للأبد..
وها قد جاء اللقاء.. دون تدبير وتفكير والفضل لصغيرته تذكرها التي تقبع بين يداه فوضع قبلة أعلي رأسها الذي بدأت تنبت فيه خصلات شعر بطريقة غزيرة نوعًا ما
" كيف حالك؟ "
هدوئه.. عكس توقعاتها
رغم هذا اجابت " بخير.. "
وهذة الاجابة مختصرة..
مختصرة للغاية ولا ترضي فضوله ولا تجيب عن ما قصده وهي تعلم
هو يريد ان يعلم كيف حالها بكل ما تملكه الكلمة من معني..
يريد ان يعرف تفصيليًا
كيف حالها طوال الاربع ايام الماضية.. كيف مرت لياليها وانهارها..
كيف حال قلبها وهو بعيد عن قلبه
يريد ان يعرف كيف حالها.. بدونه!
أتشعر بما يشعر؟
تحزن كما يحزن..
تشتاق كما يفعل
ام انها تخطته؟!
علي كل حال.. هو لا يحب المراوغة..
" تعلمين انه لا خلاص مني؟! " كان اقرار وليس بقدر استفهام
واؤمات بنعم.. " ملاك تحتاجك.. "
فتحت فمها لتتحدث لكنه قطعها " تعلمين انها لن تخرج من هذا المنزل.. ك حفيدة ال سلام مكانها لن يكون غير هنا.. وبعد ان ملكت قلبي بتلك الطريقة فلا يمكن ان اسمح لها بالابتعاد عني.. وسلام يحتاجك ايضًا "
ضيقت حاجبيها بعدم فهم فأوضح " ابننا.. قررت ان اسميه سلام بعد ان اعطيتك حرية الاختيار ولم تهتمي "
" انا فقط.. "
" ظننتي انه سيموت فلم تفكري.. ظنك السئ "
صاحت " لا تلومني وكأنك قديس "
" لا الومك.. بل اعاتبك.. " وانتبه لصغيرته التي فزعت من الصوت وزمت شفتيها ك علامة انها ستبكي قريبًا فأردف محذرًا " لا ترفعي صوتك بوجودها.. هي لا تحبه "
رمقته بعدم تصديق.. لم يدعها في صدمتها اكثر بل تابع " سلام يتحسن.. وقريبًا سيخضع لعملية جراحية وبعدها بأذن الله سيشفي تمامًا ان احسنتي الظن بالله "
" وبالطبع هذة ورقتك الجديدة التي ستخدمها للضغط عليِ بها "
اؤما بلا وهو يهز كتفيه " كلا.. علي الاطلاق.. لا اظن انك متفاجئة من خبر ان ابنائي سيظلوا معي.. "
" لي حق فيهم " صاحت بنبرة حاولت جعلها بصوت منخفض
تنهد بتعب " ليالي.. انتي مَن اردتي حياتك دونهم.. بعد ان اعطيتي ظهرك لنا من اربع ايام في علامة ان ملاك علي الاقل لا تهمك..
والان تتسللين كاللصوص لتريها.. تريدين اثبات ماذا ولمَن!
انتي رحتلي قبل ان نتحدث انا لم اريكي ملاك يومها لأرغمك علي العودة كما ظننتي..
اردت ان تعلمي بشأنها لتفكري بطريقة جدية اكثر.. لكنك غادرتي دون تفكير.. علي العموم "
قاطعته " لا تتحدث وكأنك الملاك الان طيف وانا المخطئة..
ارجوك لا تستخدم تلك الطريقة معي، انت تعلم كم اعاني..
تعلم اني لا انام من التفكير..
تعلم اني احب اطفالي.. ولن يحبهم احدًا كما افعل.. ولكنك ربما لا تعلم اني لا اعرف كيف افسر ذلك الحب.. انا خائفة من الاقتراب منهم..
اخشي ان يكبروا دون شعور مني وينظرون لي بأيلام علي ما اقترفته بحقي وحقهم.. كما جاءوا دون تخطيط مني.. وفي وقت ابكر.. اخاف ان يكبروا اسرع مما اظن..
اخاف بالا يحبوني كما كل البشر..
انا اجد صعوبة في التعامل مع البشر طيف.. بت لا اعرف كيف اتصرف في وجود اشخاص لا اعرفهم.. وانت السبب..
لا تلومني وانت السبب..
عدم رؤيتي لغيرك لسنوات جعلتني اشعر وكأن العالم لا يدور سوي حولك.. خرجت من كنفك لكنك لم تخرجي مني..
اردتي الحرية لكني لم استطع ان احصل عليها.. يومًا ما بالماضي قولت عندما املك الامكانية علي الابتعاد عنك واملك قرار نفسي.. لن اترك الشارع ابدًا..
وعندما ملكت تلك الامكانية وجدت نفسي بأرادتي ادفن نفسي من جديد بين اربع جدران..
انت نجحت في ما اردت طيف.. بحريتي الكاملة اختار الاختفاء.. بكامل ادراكي اعلم اني لن استطيع ان اتأقلم علي حياة غير التي رسمتها لي والتي عودتني عليها.. طيف ماذا تريد مني ان افعل؟ "
واخر عبارة.. فيها استسلام.. هزيمة.. انطفاء
لقد خسر المحارب مبكرًا ليالي
بأسرع ما ظننت
استسلمتي.. قبل ان تبدأ الحرب
اي ضعف تملكينه ليالي!
اي علة لم تشفي منها بعد؟!
" اريد ان اجعلك تفعلين ما يجعلك بخير.. "
وهذا اول ما قاله واخر ما توقعته
ناظرته بزهول.. زاد وهو يضيف " اعلم ان مَن امامي هي ليالي.. التي انا شكلتها.. ليست ما كنتي عليها.. اعلم ان ليالي القديمة حاولت ان تعود لكنها لم تستطع هزيمتك.. شكلتك بالطريقة التي تجعلك غير قادرة علي التغيير.. اعتذر سأصلح كل شئ.. سأعيدك كما كنتي.. لن اخربك مرة اخري.. فقط تلك المرة اعطيني فرصة لأفعل ذلك.. "
وكادت تسخر لكن صوت ملاك الصائح بتأييد جعلها تصمت..
تطالعها للحظات بعيون مغيمة بالحب والدموع
قبل ان يقول هو " هذة غير كل مرة.. حتي ملاك شاهدة علي حديثي ذلك..
هذة الفرصة.. هي الفرصة الفارقة.. حتي سأقول لكِ شيئًا كوني معي حتي تبقي بخير ثم.. "
صمت ليس متأكدًا سيتطيع فعل ذلك ام لا!
لكن..
بالاخير تابع " اختاري انتي وانتي بخير..
اين تريدين ان تعيشي.. معي ام بمفردك ووقتها لكي حرية الاختيار والقرار..
لن اضغط عليكي وقتها.. سأسمح ان تأخذين سلام لعدة ليالي حتي.. لكن ملاك.. لا خروج لها من هنا.. يمكنك في اي وقت ان تأتي لترينها كما تشائي.. تعلمي لن يمنعك احدًا "
والعرض مبهر..
لكنها تذكرت ان كل عرض منه يكون مبهر
ولا يتحقق في النهاية!
كأنه قرأ افكارها!
" ان اردتي ان نضع عقدًا ينص علي كل ما قولته.. فلنفعل.. "
والعقود.. لا تأثر به
لكنها بشكل ما تريد ان تصدق الامر
وتريد ان تجرب تلك المرة
لانها ايضًا تشعر انها الفارقة
وان طيف حقًا يعلم كيف يتغير تلك المرة
لا تعلم هل لأنه ادرك علته!
ام لان ملاك دخلت حياته!
لو لم تكن ملاك في حياته.. هل كان سيتركها لمدة اربع ايام بعيدًا عنه!
عبثًا..
نعم عبثًا..
ملاك احدي الاسباب الذي صبرته علي بعدها..
لا تعلم اتشكرها؟
ام تغار منها؟
نعم تغار.. رغم رغبتها بالبعاد والفراق
هي تعلم انها مازالت تحبه.. وستحبه للأبد
هو علة لا يمكن ان تشفي منها
لعنة لن تحل عنها
لكنها تعلن ان احيانًا الحب لا يكفي
واحيانًا من الممكن ان تحيا بعيدًا عن مَن تحب.. لانك وقتها ستكون افضل
اجعل فقط حبك له في قلبك.. وسَر به بعيدًا عنه
لتبقي انت وهو بخير
ان كان ذلك الحب مؤذي
وحبهم كان من هذا النوع.. المؤذي..
***
ودون ان يطرق كعادته مؤخرًا دخل مكتبها
" لم اصدق عندما هاتفني رامي واخبرني انكِ مازلتي هنا "
" عمر..! "
صاح ببعض الضيق " لا يعقل هذا فجر! من المفترض ان نكون عندك بعد ساعتان وانتي هنا "
هتفت بأحتجاج " يوجد عمل "
" يتأجل.. " ولم يدع لها فرصة للحديث واقترب ليسحب يدها.. يجعلها تنهض مرغمة
" المدير سيغضب "
" يغضب كما يشاء.. يطردكِ حتي.. سأبني لكِ باليوم التالي صرح اكبر من هذا اربع مرات ويكون كله ملكًا لكي.. وقناة لا يعمل عليها احدًا غيرك "
ضحكت وهي تعدل يديها بين يداه " تبدو انها مبالغة.. لكني اعلم انك قد تفعلها لو جن جنونك "
ضحك وقد وصلوا الي سيارته وفتح لها الباب لتدخل " اصبحتي تحفظيني.. "
ركبت وثم ركب.. بدأ يسير بها " كيف حال ليالي؟ "
" بخير.. " رد بأيجاز
قبل ان تتابع هي هاتفة " هل علم طيف انك مَن ساعدتها لتبتعد عنه؟ "
" ليس بعد.. امم.. الحقيقة لا اعلم، ربما! "
" لما فعلت ذلك؟ "
" بطريقة ما شعرت اني لي يدًا وسببًا في سوء حالتهم فقولت لأساعد.. وهذة برأيي كانت اول خطوة للمساعدة والتغيير "
سألت بأستفهام وفضول " هل رأيتها تنجح؟ "
" بطريقة ما نعم.. علي الاقل صفت ليالي من ناحيتي قليلًا.. والان اتركينا منهم وعندما اطلب ان يكون الزفاف بالاسبوع المقبل وافقي "
صاحت " عمر!! "
اجاب غامزًا " عيون عمر.. "
وضحكت بخجل ونست غضبها!
هكذا هو عمر.. بكلمة منه.. يستطيع ان يلاعب بها اي امرأة..
ويجعل غضبها الثائر.. خجل متفاقم!
***
عادت لحيث تنتمي.. لقصره من جديد
وغرفته..
لم يجعل اي مسافة تفصل بينهم.. لا جناح ولا غيره.. ادرك ان المسافات كانت خطأ من الاخطاء التي ارتكبها..
هي هنا.. معه دومًا.. تراه طول الوقت
صباحًا ومساءًا.. قبل ان ينام واول ما ان يفيق.. تراه في معظم حالاته وليس حينما هو يقرر ان تراه..
كانت تقف امام المرآة تصفف شعرها وهو يجلس علي الفراش خلفها علي ركبته يغير ملابس ملاك بنفسه بعد ان انهي ارتداء ملابسه.. بعد ان اختار ملابسها بنفسه ايضًا..
كانت تلك من الافعال التي يحب ان يفعلها مؤخرًا.. بل باتت كل الافعال التي تخص ملاك يحب ان يفعلها مؤخرًا
" اووة.. اخيرًا انتهينا حبيبة البابا.. اريني كيف اصبحتي؟ "
نظر لها وثم شهق بصدمة " ياللهول.. ما كتلة الجمال تلك.. ما قام والدك بأختياره من ملبس مناسب لكي للغاية.. قبلة للبابا لانه جعلك جميلة هيا " واقترب يقبل وجنتيها
بينما ليالي تتابع من انعكاس المرآة وهي تحاول ان تخفي ضحكاتها..
اعتادت علي تلك الاشياء هي..
هو يحادث ملاك وكأنها انسانًا ناضجًا.. يتعامل معها بكل جدية وكأنها تفهمه
اخيرًا استراح علي الفراش وابنته بحضنه يلاعبها ويلاغيها.. ولكنها رغم هذا لا تستطيع ان تشغله عن مراقبته الاخري.. يراقبها بالخفاء بهيام وهي تصفف شعرها
قبل ان يضع صغيرته علي الفراش..
بمنتصفه تمامًا ويحاوطها بالعديد من الوسادات ليضمن سلامتها رغم انها صغيرة علي ان تتحرك بعد.. لكن الاحتياط واجب!
ويقترب في لحظة سهو من الاخري نحوها
يخطف منها المشط ويتخذ دور المصفف.. قشعرت من المفاجئة لكنها هدأت بالاخير
المصفف شرد..
ونسي الامر..
سرح بالخصلات واخذ يلاعبها ويداعبها.. اخبركم كم مرة انه يهواها؟
" هل تعلمين من كثرة حبي لتلك الخصلات.. استغليت يومًا انك نائمة وقصصت البعض واحتفظت بهم؟ "
وارتفاع حاجبها بعدم تصديق اثبتله انها لا تصدقه ألبتة
" دقيقة.. "
واختفي بغرفة ملابسه ثم عاد وهو يحمل علبة انيقة.. اقترب منها حتي وصل لها ومد يده بالعلبة لها
اخذتها وفتحتها فتفاجئت بالخصلات بالفعل!
مسكتها بعدم تصديق.. هي فعلًا تخصها
" احيانًا..
كانت تمنعني من التهور والذهاب لكي بمنتصف الليل لاني اريد ان انام وانا غامر وشي بخصلاتك "
احيانًا ليس دائمًا..
ومعه حق..
فالكثير من الليالي لا تنجح تلك القصصات في ان تمنعه ان يذهب بعد منتصف الليل لها..
لانه راغب بالنوم وخصلاتها تغمره فقط..
لم تجد ما تقوله..
ولم ينتظر..
اخذ العلبة منها والخصلات.. اعاد كل شئ لمكانه وعاد ليتابع التصفيف وهو يقول ببساطة " علي كل حال ليست الخصلات فقط ما سرقتها منك..
العديد من الاشياء احتفظ بها لكنك لم تشعري بأختفاءها.. "
" مثل؟ "
وكاد يجيب لكن صوت عمر الصائح بالاسفل اوقفه
" عندما نعود نتابع الحديث.. هيا الان لان عمر سيقتلنا لا محالة ان تأخرنا "
ابتسمت بخفة واؤمات بنعم..
اقترب هو من الفراش ليحمل ملاك التي كانت تلاعب نفسها وهي سريعًا صففت خصلاتها التي اشعثها بدعابه لها
" هيا " قالها وهو يعطيها يده.. نظرت له ثم ليده قبل ان تضعها دون تفكير
حتي لو لم تقرر بعد اين ستكون.. معه ام لا
فعلي الاقل حتي تقرر..
فلتبقي بقربه
لعلها تشبع وتكتفي
وهل تكتفي؟
مَن يحب يعلم الاجابة.. فليجيب هو
لأني لم احب يومًا..نهاية الفصل الحادي والثلاثون...
أنت تقرأ
' أغلال من العشق '
Mystery / Thrillerألي متي ستتحمل بعد؟! قسوته وجنونه... تملكه وسيطرته.. نوبات غضبه وعنفه.. الي متي ستتحمل بعد كل ذلك وهي بلا صفة رسمية في حياته تلك، هي خارج حدود حياته الشخصية.. رغم كل ما تفعله هي هامش! مجرد دمية يمتلكها.. يتلاعب بها.. يرفض التخلي عنها.. يتمسك به...