" فصـل 15 "

2.8K 118 4
                                    

- فصـل 15 -

" ما هذا؟ "
تصنمت في وقفتها بالمطبخ..
لا تستطيع الحراك.. لكن صراخه الذي تعالي " قولت ما هذا بحق الله "
جعلها تخرج له سريعًا بأرتباك.. وجدته يقف بالقرب من طاولة صغيرة وبيده ' اختبار الحمل ' الذي تناست التخلص منه
اردفت بأرتباك " كنت سأخبرك عنه.. انا شعرت بأني ليست علي ما يرام وشككت بالامر اجريت الاختبار لكنه لم يفيدني علماته ضعيفة لا تؤكد الحمل او تنفيه "
كان ينظر للاختبار بيده بصمت بالغ..
لا يظهر عليه اي رد فعل
هتف بعبارة واحدة " تجهزي لنذهب ونتأكد "
اردفت ببكاء " اعلم ان هذا ما لم نتفق عليه واخشي ان تظن اني فعلت ذلك عمدًا لكن صدقني كنت اتخذ كل احتياطاتي طيف، لو كان يوجد حمل فصدقني رغمًا عني.. "
لم تجد اي استجابة منه علي كلامها، فأقترب منه اكثر.. لتبرر اكثر " ان كنت حاملًا ارجوك لا تجعلني اجهضه.. دعنا وشأننا وانا سأختفي به للأبد لن اخبره بأي شكل كان انك والده لن أتي بسيرتك او عائلتك علي لسانِ ابدًا لكن لا تقتله "
" ليالي اخبرتك ان تتجهزي " صاح بصراخ فأنتفضت ودخلت للغرفة سريعًا لتتجهز..
بينما بقي هو شاردًا بالذي بين يديه..
هل حدث هذا حقًا؟
وقد يكون الان أب لطفل والدته ليالي!!
الامر غريب ولكن..
هل يمكن ان يكون مجرد علامة تخبره ان لا مفر منها! وانها ملاذه وخلاصه الوحيد.. وانها قدره!
ذلك الطفل الذي لم يختار اي وقت سوا الان ليأتي.. هل تكون تلك رسالته!
خرجت ووجها احمر من البكاء، نظر لها مطولًا لسان حاله يود ولو يخفف عنها لكن ما يدور بداخله من صراع وافكار يمنعه..
***
أردفت الطبيبة ببسمة وهي تنزع السماعات عن اذناها " مبارك سيدي المدام حامل في شهرين "
شهقت ليالي ببكاء وتطلعت له بخوف، هي حقًا لا تعلم كيف يفكر الان وماذا سيحل بها..
وضعت يدها علي بطنها بحماية كأنها تخشي علي الطفل منه..
ظنت الطبيبة ان ليالي فقط سعيدة من الخبر
استأذنت وتركتهم بمفردهم وخرجت من غرفة الكشف
ظلت عيناه معلقة بالفراغ دون اي رد فعل اخر
مـدت يدها ولمست يده اخيرا انتبه لها
همست بدموع " طيف.. انا "
اخيرًا مـد يده يمحي الدموع من علي وجهها وهو يقول " لن تجهضيه ليالي.. لا استطيع ان افعل ذلك، مَن انا لاقتل روح قدر الله لها المجئ! "
اطمئن قلبها.. لكن ما زال بعض الخوف من المجهول يحاوطها
لذا سألت " اذن ماذا سنفعل "
" لن نتحدث هنا علي اي حال "
بعد قليل كان قد اوصلها امام المنزل " اصعدي لترتاحي.. غدًا سأتي لنتحدث سويًا "
نظرت له مطولًا.. هل يتهرب؟
ام انه بحاجة لأن يصفي رأسه من الافكار المشوشة التي تملأه!
علي اي حال.. اؤمات ايجابًا
أكمل قيادته لـ السيارة وهو يهاتف أحداهن، لحظات حتي أجابت " روجينا علينا ان نتقابل بأقرب وقت.. "
واغلق في وجهها قبل ان يسمع حديثها الساخر الضاحك " هل اشتقت لي خطيبي العزيز! "
وضع الهاتف بجانبه وهو يردف بتأكيد " تلك اللعبة وهذا العبث يجب ان ينتهوا يجب ان يحدث ما كان عليِ فعله منذ ان عرفت ليالي "
***
طرق علي الباب ثم دخل بعد ان اذنت له وجدها تجلس امام التلفاز تشاهد مسرحية..
وامامها التسالي تأكلها وتتعالي ضحكاتها..
رمقها بغيظ بالغ فهو أتي بها الي هنا ليغيظها ويقلب لها مزاجها وما حدث هو العكس
فهي في احسن حالتها وهو في اسوء حالته..
تلك القبلات التي جمعتهم مازالت تعصف به وترهقه.. ولا تذهب عن باله..
كلما تذكرها كلما اعترف انه يرغب بالمزيد وليس من اي احد سواها هي
فاق من شروده وهو ينهر نفسه جاء لأمر وسيفعله ويغادر فورًا
سألها وهو يقترب منها " كيف حال قدمك اليوم؟ "
" بأفضل حال، حتي اني عاي الصباح بالاكثر سأكون مثل الحصان علي سيرة الحصان اخبرتني الخادمة ان لديكم اسطبل خيول ارجوك خذني غدًا له أود ان اري خيلًا علي الحقيقة اوه يا الهي سيكون الامر ممتعًا "
كانت ثرثارة حتي ان عقله كان يعمل في العديد من الاتجاهات حتي يفسر اقوالها المتتابعة..
عندما انتهت وقبل ان يتدارك ما يحدث اؤما ايجابًا
فأنتفضت تحتضنه وهي تردف " أفضل رائف بالكون " ووضعت قبلة علي احدي وجنتيه و " سنحظي بيوم رائع "
اخيرا فاق من حالته " ماذا قولتي؟ "
" سنحظي بيوم رائع بجولة الخيول تلك! "
اخيرًا استوعب عقله ما حدث، كاد يعترض وينفي موافقته السابقة..
لكن عيناها اللامعة وهي تطالعه بسعادة جعلته يلجم لسانه ويتطلع الي البريق اللامع بعيونها بنظرات مسحورة
تلك الفتاة لها جمال فتاك..
كلما سرح به كلما انجذب له اكثر
وفتك بقلبه وآثره أكثر
وجودها بات خطرًا عليه يجعله يشعر بأحاسيس غريبة
وعندما تدارك هذا نهض وفر سريعًا مغادرًا
تاركًا اياها تراقبة بسعادة ونشوة انتصار وهي تشعر انها قد اقتربت من اصابة هدفها اخيرًا
وايقاعه في حبها كما رغبت وارادت..
***
كان اويس يجول غرفته يمينًا ويسارًا وهو يحاول الاتصال بـ شمس..
التي فعلت وضع الصامت لهاتفها وتركته جانبًا لكثرة اتصالاته المتكررة والمزعجة..
نفذ صبره فبعث لها رسالة رادفًا " ان لم تجيبي عليِ شمس حالًا اقسم بالله عشر دقائق وساجديني امام باب منزلك ولن اتوقف عن الصراخ بأسمك حتي تجيبي "
لحظات وسمع صوت رسالة ففتحها بأنتصار..
لكنها الجمته بردها " أفعل وسأسكب عليك جردلًا من الماء البارد في ذلك الشتاء القارص لعلك تموت بنزلة برد ونرتاح منك ايها العابث "
ضحك وكاد يرد عليها لكن صوت الصراخ العالي الذي سمعه من الاسفل اوقفه..
من غيرهم يصرخون!
بالطبع طيف وعمر
لكن تلك المرة حقًا الصراخ غير عادي بل انه مفزع ومخيف
ترك هاتفه وركض الي الاسفل وهو يتساءل بقلق " تري ما الذي فعله طيف تلك المرة؟! "

' أغلال من العشق 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن