" فصـل 11 "

2.7K 120 3
                                    

- فصـل 11 -

" أووه.. العروس تبدو سعيدة! "
قالتها رشا وهي تدخل الي غرفة روجينا..
التي تجلس امام مراتها تتزين بنفسها لحفل الخطبة الذي قارب علي البدء..
ضحكت روجينا ساخرة " من فرط سعادتي سأبكي.. ألا تريِ؟ "
جلست رشا علي الفراش وتطلعت لها بصمت قبل ان تتنهد بقوة سائلة " لما وافقتِ؟! ولا تكذبين عليِ "
" أمم "
قاطعتها رشا " لأجل... " وكادت تتابع
أسرعت الاخري " لا.. ليس لاجل ما تفكرين به أنما.. "
" انما ماذا؟ طيف لا يحبك وانتي لا تحبينه.. انتي لا تفكرين به حتي "
" لكتي لن اخسر شيئًا من تلك الخطبة حتي وان تمت واصبحت زيجة رغم اني أشك بذلك.. واعلم ان طيف لن يسمح باستمرارها "
" تعلمين وتتابعين السير! "
تركت الفرشاة التي بيدها ونظرت لها " حسنًا.. انظري رشا، من الخطبة سأكسب عدة اشياء "
وراحت تعد علي اصبعها " سأرد اعتباري الذي تحطم بعدم مجئ طيف المرة الاولي..
ابي سيكف عن أيلامي برفضي المستمر للعرسان.. وعندما يقوم طيف بأنهاء الخطبة ستكون لدي الحجة بأغلاق الموضوع لفترة اطول في طور اني حزينة لما حدث معي وموجوعة "
ضحكت رشا عليها " منذ زمن وانا اعلم انك لستِ ببسيطة.. لكن الا تخافين بأن تقعي بحب طيف؟! "
" لن افعل.. وتعلمين لما.. بالاضافة اني لا احب التفرقة بين قلبين "
" لا يوجد قلبين متجمعين لتفرقيهم روجينا من الاساس! "
" بلا.. يوجد.. "
" ان كنتي تقصدين ليالي وطيف فتعلمين كالجميع انها فقط مجرد.. "
قاطعتها بتأكيد " حبيبته الوحيدة رشا صدقيني..
ذلك العنيد انا اكثر العالمين به، هو كان صديقي الوحيد الذي منذ ان ادخلت العائلتان فكرة الزواج بيننا انقطعت تلك الصداقة..
وانا اكثر العالمين بما يوجد داخله ومن اسبابي قبولي بالخطبة هو محاولاتي لجعله يعترف "
" روجينا.. انتي حقًا مجنونة وغير طبيعية بالمرة "
ضحكت بغرور مصطنع " أعلم "
***
جاء العصر سريعًا..
كان نهار مميت بالنسبة لـ ليالي التي تطالع الساعة بوجع.. الدقائق تمر والوقت يحن ليعلن عن اول خطوة تجمع بين حبيبها واخري..
ستشاركه كل ما تتمناه هي امام العامة بلا خوف..
بلا حرج..
تنهدت بألم وهي تبعد عيناها عن الساعة..
متجهه نحو الباب الذي انفتح ببطء وهي تضيق حاجبيها بتفكير
هل يعقل ما توصل لها عقلها؟
ها هو هنا..
امامها..
حاله يرثي له..
كأنه كان في مارثون ركض..
نهضت سريعًا تتوجه نحوه وهي تنطق بخوف عليه رغم كل شى " طيف انت بخير؟ "
ما ان وصلت له حتي اجتذبها يحتضنها.. يتنهد براحة اخيرًا وكانه كان يبحث عن ملاذ واخيرًا وجده..
زاد من تضغطه عليها وهي فعلت.. شـدت واحتضنت وكأن ذلك الحضن هو الاخير الذي سيجمع بينهم..
هو اخر ما سيجمعهم دون غصة وجع اخري ستضاف لـ السابقين
همس بخفوت.. بالكاد سمعته " لا اقوي علي جعل اخري اقرب لي منك، لا اريد ان يتجمع اسمي مع دونك.. كل نساء العالم في عيني تراب.. في عيني انتي جميعهن.. لا ارغب في جعل غيرك يرتدي خاتم منقوش عليه اسمي ليالي... "
كلماته خرجت بدون وعي منه وهي تعلم ذلك..
ولكي لا يحدث ما لا تحمد عقباه تظاهرت بالتجاهل وعدم السمع..
وعندما فاق هو من حالته ابتعد فورًا
ابتسمت وهي تردد " في طعام من الامس.. نتناول سويًا؟ "
اؤما بنعم بشوق.. لطعامها مذاقًا خاص
مثل كل شئ فيها..
هي كلها عبارة عن مذاق خاص..
شهي.. يُحرم علي الكل دونه تذوقه
انتهوا من تناول الطعام وجلس جلسته المحبة علي قلبه وقلبها..
فوق قدمها تلاعب خصلاته والنوم يكاد يغلبه، تطلعت الي الساعة وجدتها تقترب من الخامسة.. هزته بلطف " طيف "
همهم فقالت بغصة حاولت اخفائها " قم لتتجهز لم يعد هناك متسع للوقت حتي تنام "
" لا اود الذهاب " اردف ك طفل متبرم
ابتسمت بحنية وهي تداعب خصلاته " يجب عليك فعل ذلك.. تلك المرة لا يجدر بك ان تتأخر بأي شكل كان.. يكفي المرة السابقة.. "
نهض عن قدمها وتطلع لها بصمت وعيناه تقول ' كيف انتي هكذا؟ تخافين علي مشاعر اخري لدرجة ان تبعديني عنك لاجلها "
طالعته بحزن ولسانها حالها يقول 'مهما اختلفت الاسباب.. لا احب ان تتألم امرأة اخري مثلما اتألم انا الأن.. "
وغادر بعد ان اقترب يقبل جبينها بعمق..
كأنه يعتذر!
***
" هل انت مرتاح؟ "
اردف بها رائف بغيظ لعمر الواقف امام مرآته يهندم ملابسه وهي يصفر بمزاج عالِ..
اؤما الاخر بنعم بكل برود
تدخل اويس بضيق " عمر ليتك ما فعلت ذلك.. طيف يظهر عليه الحزن بشدة "
" فليظهر.. "
" كم انت اناني وعديم الشعور " نطق بها رائف وهو يغادر الغرفة..
هو اكثر العالمين بشعور طيف الان.. هو مر بتلك الحالة منذ ايام قليلة لا تعد.. شعور انك مرغم يجعلك وان كنت في داخلك تحب وتود الشى المرغم عليه..
تكرهه وتبغضه وهذة حالته الأن
دخل لغرفته فوجد مَن يحاول الهرب منها.. تقف فيها
" ماذا تفعلين هنا؟ " قالها بصراخ عالِ
" اخترت لك حلتك.. لتلائم فستاني "
" لن ارتديها "
" ان لم تفعل.. "
صاح باندفاع " ماذا ستفعلين؟ ستفضحيني؟! افعلي وريحيني ولننهي الامر "
ضمت شفتيها معًا " كلا ليس كذلك.. كنت فقط سأقول اني سأبكي " واطرقت رأسها ارضًا ثم غادرت الغرفة بهدوء
جلس علي الفراش وزفر بضيق ثم انتبه الي الحلة الموضوعة بجواره..
تنهد قبل ان يقف ويأخذها متجهًا نحو الحمام ليرتديها..
ربما بتلك الطريقة يعتذر لها عن فظاظته!

' أغلال من العشق 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن