" فصـل 13 "

2.6K 118 5
                                    

- فصـل 13 -

" ها قد وصلنا "
اردف رائف بحديثه وهو يبتسم بغرور..
بينما يعلم ان صدمتها ستكون كبيرة..
ومخيبة لامالها..
هبطت من السيارة وتوقفت تنظر حولها بتعجب من الاراضي الخضراء التي تحاوطها والمنازل القصيرة التي تتراص بشكل عشوائي حولها..
ثم اخيرا سقطت عيناها علي بوابة كبيرة خلفها ساحة شاسعة ثم منزل..
بل قلعة مهيبة..
توسعت عيناها وهي تقترب من البوابة.. تنظر الي اللوح الجيري الذي يجاورها وقد كُتب عليه بخط عريض " مزرعة آل سلام " مررت يدها علي اللوح ثم اقتربت منه تقفز عدة مرات امامه وهي تسأله " هل ما اقرأه الان حقيقًا؟ انا امام مزرعة سلام؟ "
اؤما بنعم وقد اصابته الحيرة..
لا يعلم أحزنت ام فرحت ام انها جنت!!
احتضنته وهي تقفز بين احضانه مغمغمة " هذة افضل مفاجأة قد تحدث لي في حياتي كلها..
كيف علمت اني ارغب في تلك الزيارة وبشدة؟ حقًا رائف انا سعيدة.. سعيدة جدا " واقتربت تطبع قبلة بجانب فكه
توسعت عيناه سائلًا بدهشة " هل اعجبك كونك ستقضين شهر عسلك هنا؟ في الارياف! "
" بالطبع.. انه امر مميز، شى مبهر، كما انه ليس اي ريف وليس اي مكان، بل انا في أعظم جنان ومزارع مصر.. انا سعيدة للغاية "
وامسكت بيده تسحبه خلفها نحو الداخل وهي تتحدث بحماس عن افكارها المستقبلية التي ستفعلها بين جدران تلك المزرعة..
بينما هو ادرك ان خطته في جعلها تسأم قد فشلت.. وكالعادة انقلب السحر علي الساحر وهو مَن تضايق لفشل مخططه
" هذا رائع.. هل تري شجرة التوت تلك؟ "
التفت الي حيث تشير..
ثم اؤما بنعم
" هيا لنتسلقها ونأكل التوت "
" نتسلق؟ هل جننتي! بالطبع لا.. اولا انا متعب.. ثم الملابس غير لائقة واخيرا رائف سلام من المستحيلات ان يتسلق شجرة لقطف التوت "

" امم انه لذيذ " قالتها وهي تأكل واحدة وتطعمه اخري بيدها..
حيث كان يجلس علي جزع شجرة ويتمسك به بكلا ذراعيه بخوف شديد من السقوط بينما هي كانت تتعامل بحرافية عالية مع الامر وكأنها معتادة
" ابعديها عني.. تلك غير نظيفة بالمرة "
" لكنها لذيذة، تناول.. تناول " وادخلتها عنوة في فمه
تأفف وكاد يلقيها من فمه لكن طعمها اللذيذ جعله يصمت وهو يمضعها بأعجاب
وضعت واحدة تلو الاخري بفمه.. كان يأكل وعيناه مرتكزة بعيدًا..
يتطلع الي خيرات المزرعة بشى من الفخر..
جده رغم كل ما يملك أفني كثير من اهتمامه لتلك المزرعة وما حولها من اراضي يملكها..
يهتم بها بشكل خاص حتي ظهرت بذلك الشكل
هو حقًا يفخر بصنع جده وكفاحه..
وفخره واحترامه له هو ما يجعله هو وشقيقه وابناء عمه يعملون جاهدًا للحفاظ علي شقاءه وازدهاره
ألتف لها اخيرًا عندما وجدها تأخرت عن اطعامه.. وجدها مشغوله في تناول التوت الاحمر وقد تلونت شفتيها بصبغته الطبيعية بشكل عشوائي جذاب حاز علي انتباه..
ابتلع ريقه عندما وجدها تلعق ما حول شفتيها..
لكنها لم تستطع ان تمحي كل الأثار..
تأففت وهي تلتف له لتطعمه لكن سكنت وهي تري نظراته لها..
العالقة علي شفتيها
نادت بخفوت " رائف! "
لكن منادتها بأسمه بتلك النبرة ومن بين تلك الشفتين ما زاد الامر الا سوءًا..
اقترب منها وكأنه غائب عن الوعي..
حتي وصل الي مراده..
تلك الشفتين المحمرتين..
وبلا سابق انذار اقتنص اول قبلة منها..
قبلة فـ قبلة ولم يكتفي...
***
وفي قلب القاهرة..
القاهرة لقلبين كُتب عليهم حب صعب..
ملئ بالاشواك.. والصعاب..
غادر طيف دون ان يدخل..
كالعادة هناك شئ منه..
صوت ضعيف علي غير العادة من العقل فعل..
ضعيف للغاية عكس كل مرة يكون فيها مزعج وذات اثر.. يبدو انه يتخافت ويبهت لكنه لم يختفي..
لكنه يكاد ان ينتهي..
لم يجد مكانًا سواء جبال المقطم ليأوي فيها..
وقف ينظر الي اضواء المدينة التي تحاوطه بعيون غائمة بأمواج من الأفكار.
. يتذكر اول لقاء جمعه بتلك الجامحة.. ليالي
اول مرة رأي خصرها يتمايل ومعه تمايلت دقات قلبه.. ولم تعتدل وتعود الي مرساها لحتي اللحظة
اول مَن قرر ان يقيم العلاقات لأجلها.. واخر
لقد سحرته منذ ان رأها..
بعيونها التي كانت متكحلة بذلك اليوم فكان سحرها اضافيًا بطريقة اذهبت النوم عنه لـ ليالي.. حيث بات ينهض وينام يحلم بها
يتذكر سعادته عندما ادرك انه اول مَن كان في حياتها.. واول مَن لمسها..
وكل ما فعله حتي يبقي الاخير..
جنونه وهو يري غيره يتغزل بها..
يتمناها كما يفعل..
يوصف حالته التي كانت اكثر تدهورًا من حالته هو ربما..
و.. هذا ما زاد ويُزيد لحتي الان من جنونه
تذكر عندما اصابته غيرة مجنونة مرة..
فقرر انها بعد اليوم لن تكون الا له.. وقد حدث..
هناك امرأة فقط في قلب طيف..
امرأة فقط تمناها ك رجل..
ورأها بعيون رجل وبغاها حتي ظن انه سيموت ان لم يحصل عليها ولم تكن سواء ليالي
حاول ان يري غيرها ويعجب ويقترب..
لكنه لم يفلح
ليس كل النساء ليالي..
بداخله..
في اعماقه..
دواخل الدواخل فيه
يعلم انه يحبها! يهواها بجنون..
لكن..
لو!
لعنة الـ لو تسيطر علي حياته
هل تدرك كيف يكون ضربًا من الخيال والتخيل هو سببًا في جنون رجلًا؟
سؤال ماذا لو.. لم يكن الاول؟
ماذا لو.. تأخر في رؤيتها قليلًا؟
ماذا لو.. كان قد سبقه الكثير فيها؟
والتفكير في ذلك الامر..
الذي يعد ضربًا من الجنون
يصيبه بالجنون..
خصرها الذي تراقص علي انغام قلوب الكثير..
وترك بصماته لديهم..
يجعله رغم انه مغيب ومغرم بدلاله.. يرغب في الفتك به..
فكرة انها كانت الي حد ما متاحة..
ولولا مجيئه بالوقت الصحيح لكانت اكثر اتاحة.. هي عقدته الابدية!
ك رجل شرقي..
تفتك به الافكار قبل اي شئ
تخيلاته وتحليلاته..
ماذا لو.. تأثر فيه قبل ان تؤثر فيه حقيقة الوضع والوقت المرهون بالحقيقة
هذة هي ازمته في الحياة..
تخيل مستقبل وواقع غير الواقع هي عقدة حياته وما يجعله يقف محلك سر..
لا يعلم اين خلاصه واين راحته
تأوه بألم وقد ادرك الان ان العيش بتلك الطريقة يعد الموت ببطء
وعليه..
ان يجد خلاصه!
فهل يفعل؟
وهل يلحق قبل فوات الاوان؟
***
ابتعد قليلًا وهو يتنفس بقوة..
ادرك اخيرا ما فعل فأنتفض مبتعدًا وهو يوسع عيناه بزهول.. لا يدرك انه فعل!
قَبلها بذلك الجنون وتلك الرغبة وهي.. هي الراغمة اياه علي الزواج والفارضة عليه الامر برمته..
منذ قليل كان معها كما لم يكن مع غيرها..
هناك شئ غريب بها جعله يفقد عقله..
ويتملكه ضربًا من الجنون وهو يتذوق نعيمها
حاول ان يتمالك نفسه " ما حدث.. ما حدث "
كانت خجلة..
وجنتيها الحمروتين..
وعيناها المكسوفتان تحكي عن ما بها
لكن بصوت اكثر جراءة اردفت " ما حدث شئ في غاية الاعتيادة ان يحدث.. ألسنا زوجان؟ "
قطعها بغضب " زوجان لا يجمعهم حب "
" قد يحدث لو اعطيت فرصة! "
" لا.. لن يحدث، انظري ما حدث كان رغبة مؤقتة يمكن ان تحدث.. هذا كل ما في الامر لا تذهبي بعقلك بعيدًا.. وهيا لنهبط "
ودون تفكير هبط من اعلي الشجرة بغمضة عين..
عكس رحلة صعوده التي استغرقت عشر دقائق كاملة
" يبدو انكِ محترفة في تلك الامور.. اهبطي بمفردك "
وتركها وسار في طريقه..
وما كاد يبتعد حتي استمع لصوت ارتطام عالِ!!
***
والجنون..
قرر بألا يترك فردًا منهم إلا واصابه
وها هو قد حان دور اويس..
الذي علم اخيرًا ما يحدث وراء ظهره..
ذلك الدكتور الذي رأه يتحدث معها سابقًا..
والرجل الذي حادثته وهي في منزلهم..
هم نفس الشخص وهم ايضا العريس الذي تقدم لها منذ اسبوع وهي تفكر..
ومعني انها تفكر انها قد تقبل!
فتح الباب بعنف ودخل فأنتفضت في جلستها قبل ان تعتدل وهي تردف بغضب " اجننت! كيف تدخل بتلك الطريقة؟ اويس افعالك تلك لم اعد اتحملها..
يجب ان تحترم فرق العمر بيننا والمكانة وتعلم اني معلمتك وانت مجرد طالب عندي و... "
اقترب منها ومال مستندًا علي المكتب امامه..
حتي تقابل وجهه بوجهها
تنفست بأرتباك من ذلك القرب..
الذي كلما حدث يُصيب قلبها بالربكة الغير مفهوم مصدرها
" ذلك العريس.. سترفضينه وستقطعين اي طرق للتواصل معه ولن تحديثه مرة اخري وان حدث لن تري مني انتِ او هو خيرًا.. تفهمين؟ "
اخذت لحظات حتي استوعبت ما قاله " ولما قد افعل ذلك؟ وبأي داعي استمع لحديثك! "
اقترب اكثر " بداعي اني سأكون خطيبك وزوجك المستقبلي.. "
اؤمات بنعم قبل ان تستوعب الامر وتصرخ " ماذاا "
" ما سمعتيه سيحدث "
" يبدو انك حقًا مجنون.. هل تسمع ما يخرج من فمك؟ "
" لم اكن عاقلًا ابدًا كما افعل الان.. شمس "
" اسمي دكتورة شمس.. معلمتك وانت طالب في صفي.. تصغرني بأعوام.. هل تفهم وتدرك ما اقول "
" نعم.. ولا يهمني كل تلك البلبلة.. ما عندي قولته، ان استمر لكِ حديث مع ذلك الرجل فلا تلوميني بعد الان علي افعالي "
وتركها دون حديث اخر.. مغادرًا
جعلها تقف تتطلع له بزهول وعدم فهم.. كبيران و.. حيرة!
***
و..
زهول وفقط يسيطر عليها..
وهي تنظر الي تقويم الايام امامها!
ان كان حدث ما تفكر به الان..
فهذة نهايتها لامحالة!!!!

نهاية الفصل الثالث عشر....

' أغلال من العشق 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن