بعد أسبوع نزلت امتحانات و بالي كلو كان معاها، في آخر يوم لي في الإمتحان جاني اتصال من محمد أخوي أول ما رديت عليهو قال لي رنا أبوي تعب و حالياً نحنا في مستشفى ( )، قفلت الخط و طلعت من الجامعه و انا ما شايفه قدامي ، لما وصلتهم لقيت حالتهم ، قلت ليهم بلهفه أبوي مالو؟ حصل ليهو شنو؟
أمي قالت لي والله كان كويس بس طلع من البيت و تعب هناك ، قلت ليها هو طالع ماشي وين أبوي دا ، عارف نفسو في الفتره الآخيره دي وضعو الصحي إدهور شديد و انتي ذاتك يا أمي ما كان تخليهو يطلع من البيت، قالت لي عاد أعمل ليهو شنو، أبوكم و انتوا عارفنوا كويس لو خته حاجه في بالو بعملها و ما بسمع كلام زول ، بعد شويه الدكتور طلع و قال لينا أبوكم كويس بس السكري بتاعو كعب فـحاولوا ما تزعلوهو و خلوهو بعد من الضغوطات ، قلت ليهو طيب نقدر نخش ليهو؟
قال لي ايوه ممكن، هو كويس اذا حابين ممكن ترجعوا البيا معاكم ماف شي خطير، قلت ليهو طيب، أمي و أخواني دخلوا ليهو و انا وقفت جنب الباب و وقفت محمد، سقتو على جنبه كدا و قلت ليهو ح نجيب قروش المستشفى من وين؟
قال لي الإسمو أحمد داك دفعهم لينا، عاينت للمكان الأشر عليهو محمد و شفت أحمد ميرغني جاي من بعيد ، قلت ليهو شنو؟ قال لي هو شغال في المستشفى دي و اظنو بيعرف أبوي ، أول ما أحمد وصلنا قال لينا السلام عليكم و على طول دخل لأبوي و خلاني واقفه و مستغربه و متحيره في الحاصل، بعد ما دخل دخلت وراهو و اتفاجأت اكتر لما شفتو بضحك مع أبوي، بالجد أحمد دا بنى آدم غريب شديد و عندو انفصال في الشخصيه، قربت منهم سلمت على أبوي و قلت ليهو حمدلله على سلامتك قال لي الله يسلمك ، قلت ليهو انت ذاتك بتبالغ يا أبوي مش عارف انو وضعك الصحي ما تمام؟ طيب المطلعك شنو من البيت؟ ضحك و قال لي قعاد البيت دا انا ما بدورو و بعدين الموت دا كان جا لا بيت لا غيرو بحلك منو ، محمد دخل و قال ليهو ما تقول كدا يا أبوي و ربنا يطول و يبارك في عمرك ، المهم بعديها أحمد ميرغني استأذن و طلع من الغرفه، أبوي قال لينا ما شاء الله عليهو الولد دا ، محترم شديد و راجل بكل معنى الكلمه، أمي قالت ليهو آيي والله ما قصر معانا صدق انو دفق قروش المستشفى و العلاجات كلها هو؟! أبوي قال ليها والله ما عارف اقول شنو، ما عاجبني كونو يتكفل بالمصاريف كلها، لكن نقول شنو و نعمل شنو؟! أمي قالت ليهو لو ربنا هون بنرجعها ليهو بس الأحسن ما نقول ليهو ح نرجع ليك قروشك عشان ما معروف نلملمها متين و من وين ، أبوي قال ليها بالمناسبه دا نفسو أحمد الجابني المره الفاتت للمستشفى لما يدي اتحرقت بالزيت، أمي قالت ليهو ما جديد عليهو التصرف دا و دا نفسو دكتور أحمد ميرغني ولد أخت أمل الكان بجيهم كل مره عشان يتابع حالة أبوهم الصحيه غيتو ربنا يرضى عليهو و يسعدو دنيا و آخره و يا بخت أمو بيهو ، في سري قلت ليهم عشان ما عارفين حقيقتو بس ، لكن عمري ما اتوقعت موقف زي دا يجي من أحمد ، البشوف غرورو و أسلوبو الزفت بقول دا ما عندو حاجه لزول و ما عندو رحمه لزول ، بس مواقفو الكانت مع أبوي دي كلها عكس شخصيتو و سلوكو ! معقوله المخلوق دا بحس زينا كدا؟! اقسم بالله حيرني عديل ، طبعاً أهلي لسه بتكلموا عنو ، خليتهم في ونستهم دي و طلعت ، لقيت إبراهيم في وشي، قال لي اها أبوك بقى كيف؟ قلت ليهو كويس الحمدلله، قال لي خلاص ح أخش اشوفو، طبعاً إبراهيم دا ولد خالتي ، بقرا في إعلام المستوى التاني، قاعد معانا في البيت بس وجودو زي عدمو ، 24 ساعه بكون برا البيت و بجي داخل في ساعات متأخره من الليل، أبوي كذا مره اتناقش معاهو بسببب حركتو دي بس هو حالف ما يخليها عشان كدا في حساسيه بينو و بين أبوي ، المهم لمحت أحمد ميرغني من بعيد واقف ليهو مع ممرضه، بعد ما هي مشت منو مشيت ليهو ، كالعاده ما رفع راسو و عاين لي، قلت ليهو أحمد!
و دي كانت أول مره أناديهو بإسمو و بالطريقه دي، و ما عارفه ليه حسيت اسمو و الطريقه النطقتو بيها بقت غريبه لدرجة إنو هو ذاتو رفع راسو و عاين لي، قلت ليهو بالجد شكراً ليك ما عارفه اقول ليك شنو غير كلمة شكراً و.....قاطعني ، قال لي و هو بعاين لساعتو ما عملت شي عشانك ....قال كدا و اتحرك من جنبي، و قبل ما يمشي بعيد قلت ليهو ليه انت انسان غريب كدا؟ البشوف سلوكك و كلامك الفظ ما بتوقع منك تصرف انساني زي دا و البشوف كلامك و النبره البتتكلم بيها مع أمك ما بقول انك بتتفاهم مع الناس و بتعرف تتكلم بأدب و لسه عندك ذوق و......سكته لما هو إتلفت علي و قال لي بضيق ما بتعامل كدا إلا مع الناس البتستحق الإسلوب دا ، قال كدا و مشى، اتغظت غيط من كلامو، يعنى انا بستحق اتعامل كدا ؟ رجعت لأبوي و قلت ليهو نسيت ما سألتك انت طلعت لشنو و زعلت من شنو لمن تعبت كدا؟
قال لي ماف شي ما ياها نقاشاتي الما بتخلص مع الجيلي سيد البيت، أمي قالت ليهو يخسي عليهو ليه دايماً بستعجلنا كدا؟ نحنا ياتو يوم فطينا شهر و ما دفعنا ليهو! ما من زمان ساكنين في بيتو دا حصل أكلنا حقو أو اتأخرنا في الدفع!؟
قلت ليهو و انت يا أبوي ليه ما قلت ليهو يدينا مهله لكم يوم كدا لمن نلملم ليهو القروش، قال لي ما دا ذاتو سبب نقاشنا و في الآخر قال لي بديكم تلات أيام بس دفعتوا دفعتوا ما دفعتوا طوالي تطلعوا لي من بيتي 💔
بعدها طلعنا من المستشفى و مشينا البيت ، طبعاً نحنا ساكنين في نوباتيا ، كل واحد فينا من شدة الضيق و الزهج ما قادر يخت عينو في عين التاني ، انا دي ما باقي لي شي من البكى بس بحاول بقدر الإمكان ما انكسر و ما استسلم و بحاول اقنع نفسي اني ح ألقى حل في التلات أيام ديل .....