أمي جاتني جاريه و قالت لي شايفه ياسر مع أعمامك متلمين جنب دكان مجتبى و ما بتلموا لمه زي دي إلا لما يكون في مصيبه حتحصل ، عشان كدا سريع لمي هدومك انا ماشه قريب و جايه، قلت ليها بخوف في شنو يا أمي و نمشي وين في الليل دا؟
قالت لي بس لمي لي هدومي و هدومك هسي برجع، فعلاً مسافة هي تجي راجعه انا لميت ليها ملابسها و ملابسي، شويه كدا جات راجعه شايله ليها قروش و بتعد فيهم، قالت لي ديل بكفوا ، قعدنا في مكانا داك لحدي ما الدنيا ضلمت كتير و الساعه بقت ماشيه للـ 1 بليل ، أمي قالت لي يلا ارح قبل ما زول يشوفنا ، طلعنا براحه، بيت ورا بيت و شجره ورا شجره لحدي ما طلعنا من قريتنا، لمحت حصان بطبليتو من بعيد، عاينت لـ أمي و هي طوالي قالت لي آيي حنمشي بـ دا، قلت ليها طيب نحنا ماشين وين؟
قالت لي لـ أهلي، ارح سريع و ما تكتري ، فعلاً اتحركنا سريع و ركبنا في الطبليه و أمي ساقت الحصان، طويل الطريق كنا ساكتين و متأكده نفس الفي بالي في بال أمي و نفس الحاسه بيهو هي حاسه بيهو، احساس انك تفارق مكان ولدوك و ربوك و كبرت فيهو دا احساس صعب شديد و الأصعب هو انك ما عارف حترجع ليهو متين، رغم السوء و الظلم الكان في قريتنا إلا إنها ليها مكانه خاصه في قلبي ، أول ما وصلنا قرية ناس حبوبتي ربطنا الحصان في شجره و مشينا مسافه لـ جوه القريه حتاً دخلنا بيت حبوبه، الدنيا ضلام و ماف أي أثر لـ بنى آدم ، دخلنا براحه و مشينا على الجانب بتاع النسوان لأنو البيت مقسوم ، حبوبه كانت نايمه في الحوش و جنبها وحده قريبتنا، أمي قالت لي احسن ما نصحيهم و الصباح رباح، دخلنا الراكوبه لقينا فيها سرير واحد بس رقدنا فيهو الإتنين لحدي الصباح ، طبعاً ناس حبوبه لما صحوا و لقوا نايمين اتفاجأوا و كلهم اتلموا فيني ، أمي حكت ليهم الحصل جدي جاط و قال ليها طوالي ترجعي بدربك الجيتي بيهو ما عندي بت بتهرب من بيتها ، أبداً ما اتفاجأت لما قال ليها كدا اصلاً جدي طول عمرو قاسي كدا، زعلت شديد و قلت ليهو بيتها؟
البتتهان و بتتذل فيهو؟ الفيهو الغاشي و الماشي بجيها في نص بيتها و يشاكلها؟ هو ذاتو وينو البيت المفروض تقعد عشانو! و تقعد عشان منو اساساً؟ عشان راجل هرب و ما معروف مشى وين ولا عشان أولاد طفشوا طفشه واحده و ما قالوا نشوف أمي دي الحاصل عليها شنو ميته ولا حيه! سبب واحد يخليها تقعد و تحرسهم عمرها كلو تحت ظل المعامله القاسيه ماف!
قال لي قلة أدب كتيره ما عايزها معاك و كلامي واضح! عاينت لأمي و قلت ليها خلينا نمشي من هنا، حبوبه حلفت ما نمشي و قعدت تحنس في جدي بس هو كان مصر على قرارو، و كان حيتصل على اعمامي عشان يجوا يرجعونا بس أمي قالت ليهو برانا بنرجع، المهم طلعنا منهم بس ما رجعنا من هناك مشينا موقف الباصات و جينا الخرطوم لخالي و حكينا ليهو الحصل قال لينا تاني كان حصل شنو داك ما بترجعوا ليهم هناك، المهم في اليوم البعديهو طوالي مشيت لـ ليان عشان أقول ليها اني شفت أحمد، لما وصلت بيتهم و ضربت الجرس و الباب انفتح اتفاجأت لما شفت أحمد واقف قدامي، بقيت بين مصدومه و مبسوطه ما عارفه ليه ابتسمت قدامو من غير ما أعمل حساب، قال لي اتفضلي ، دخلت و انا في بالي اسألو جا متين بعد تردد و توتر قلت ليهو جيت راجع متين انت ؟
قال لي قبل يومين! سكت مسافه بعديها قال لي إن شاء الله أخوك ولا منو داك ما عمل ليك حاجه؟ قلبي اتنفض لما قال كدا، حاولت أخفي ابتسامتي و قلت ليهو لا ما عمل لي حاجه، قال لي لكن في الآخر انتي الغلطانه انا حذرتك كذا مره و قلت ليك ما تجيني بس انتي ما بتسمعي الكلام و........سكت لما جات ليان و صرخت لما شاقتني و جات جاريه حضنتني قالت لي مشتاقين والله و بعدين تلفونك دا مالو بتصل عليك كتير بس ما بخش ، قلت ليها تلفوني اتعطل والله، المهم دخلنا جوه و سلمت على أمها و أخوانها بعد ما ضيفوني و قعدنا انا و ليان، جات قعدت جنبي و قالت لي كنتوا بتقولوا في شنو انتي و أحمد؟ شايفاكم واقفين مع بعض مسافه! قلت ليها بخلعه لا لا ماف حاجه، غمزت لي و قالت لي بالجد؟
قلت ليها و انا بضحك ايوه جد ماف حاجه ! رفعت لي حاجبها و ابتسمت، قلت ليها عايني كل القصه انو لما سافرت ........الخ
قالت لي شنو؟ أحمد كان هناك و بفتش على الكتل أبوهو! يعنى أبوهو مات مقتول؟ قلت ليها ما عارفه يعنى؟ قالت لي ما عارفه لأنو أحمد ما بشاركنا بحاجه خاصه بيهو بس لاحظت ليهو الفتره الأخيره دي حالتو كانت مدهوره شديد و زي الما طبيعي لكن الحاصل عليهو شنو ما معروف، قلت ليها انا ذاتي لاحظت للحاجه دي! المهم اتونسنا مسافه و رجعت البيت ، بعد تلات أيام خالي اشترى لي تلفون فعلى طول اتصلت على رفقه لأني طولت منها، ردت علي بعد مسافه، بس حتى لما ردت كان في برود في كلامها معاي مع انو لينا فتره ما اتكلمنا مع بعض بس ما حسيتني إنها فاقداني أو مشتاقه لونستنا، قلت ليها ليان أخوها رجع بعد ما غاب و ما كانوا لامين فيهو و بكرا حمشي ليها اذا حابه تمشي معاي ، ما ردت علي و قفلت الخط، حركتها ضايقتني شديد ، في اليوم التالي مشيت لـ ليان و أول ما وصلت بيتهم شايفه عربية شرطه اتحركت من جنب بابهم، سرعت من خطواتي ، لمن دخلت لقيت الناس متلمه في خالتو رقيه و هي تبكي ساي و تقول ولدي ما عمل حاجه، كنت بفتش على ليان لمحتها من بعيد بتبكي على جنب، مشيت عليها و بقيت أهدي فيها و اقول ليها الحصل شنو يا ليان؟ و هي بتبكي ساي و انا متوتره و مقلقه شديد ،بقيت أكرر عليها السؤال لحدي ما في الآخر قالت لي الشرطه ساقت أحمد قبل شويه، حسيت قلبي وقف عديل، قلت ليها بخلعه شنو؟ ليه؟ عمل شنو هو ....لا لا أكيد في سوء تفاهم، قالت لي و هي بتشهق من البكى قالوا.....قالوا انو اغتصب ليهو بت ، لما قالت كدا بقيت زي الزول الكشطوهو كف، و الكلام غلبني فبقيت أبكي، سكته مسافه بعديها قلت ليها أحمد ما بعمل كدا مستحيل ، مسحت دموعي و قلت ليها خلينا نمشي القسم، عارفاهو وين؟....ليان بطلي بكى و خلي ثقتك في أخوك كبيره و قويه ....مسحت دموعها و قالت لي دقيقه اتصل جارنا بشير لأنو مشى معاهم للقسم، اتصلت عليهو و وصف ليها مكان القسم، من مكانا داك طلعنا طوالي و مشينا، طول الطريق كنت بدعي انو يطلع منها و بقول أكيد مظلوم، أحمد ما كدا، لما وصلنا القسم قربت أجري بس ما جريت كنت بسرع في خطواتي و وراي ليان، لقينا بشير جارهم جنب الباب و قال لينا ما بخلوكم تشوفوهو، قلت ليهو ما على كيفهم هم على أي اساس قبضوا عليهو؟
دخلت جوه ، لقيت ضابط في وشي اتجاوزتو بس لحقني و وقفني قال لي دقيقه دقيقه خاشه وين انتي؟
جات ليان و قالت ليهو أخوي جوه عليك الله خلينا نشوفو، قال ليها أخوك دا اسمو منو؟ قالت ليهو أحمد ....أحمد ميرغني، قال ليها ايواااا دا القبضناهو هسي! ...لا ما مسموح لزول يقابلو، قلت ليهو ما على كيفك و بعدين انت بتقبض ساي؟ زول قاعد في أمان الله في بيتو تجي تهجمو و تتهمو بجريمه هو ما عملها و بعدين وينو أمر إلغاء القبض ؟
قال لي القانون دا ما بتعلمينا ليهو انتي تمام و نحنا ما قاعدين نشتغل بالقرعه أو جرب حظك عشان تقولي لي بتقبض ساي، مسكنا زول و جبناهو لحدي القسم هنا معناها في شهود و اثباتات و أدله ضدو و هسي لو سمحتوا أمشوا من هنا لأنو قعادكم ما حيفيد بشي لو عايزين تعملوا حاجه فجهزوا المحامي تبعكم لأنو قضيتكم ما ساهله ، قلت ليهو ما حنمشي قبل ما نشوفو، قال لي اذاً بيتو هنا و اتحرك من جنبنا، لحقتو و بقيت اتشاكل و اتناقش معاهو، لما زهج قال لي اقسم بالله كلمه وحده منك ح اقفلك انتي ذاتك في السجن، جات ليان قالت ليهو لا لا خلاص حنمشي، مسكتني و جرتني لـ برا قالت لي ما حتستفيدي حاجه من الشكل و النقاش مع ضابط شرطه، قلت ليها طيب نعمل شنو؟ جا بشير و قال لينا قضايا زي دي صعبه و حساسه و القانون ما بتهاون بيها عشان كدا لازم تتحركوا و تكسبوا زمنكم و تشوفوا ليكم محامي و انا كمان بفتش ليكم و لو لقيت بديكم خبر ، رجعنا بيت ناس ليان و كل وحده فينا مسكت تلفونها و بقينا نتصل على ناس يمكن يقدروا يساعدونا و وصفوا لينا كذا محامي ، قعدت مع ناس ليان لحدي المغرب، أمي اتصلت علي و قالت لي الأخرك شنو؟ قلت ليها لمن أجي بحكي ليك......
تلاته أيام و نحنا جاريين من مكتب محاماة لمكتب تاني قدرنا نوصل لمحامي مشى معانا للقسم اتكلم مع المفتش مسافه و بعديها دخل لأحمد ، أخدت ليهو دقايق جوه و جا راجع لينا، قلع نظارتو و قال لينا القضيه دي شبه واضحه و للأسف كل الأدله ضدو، قلت ليهو أدلة شنو و اغتصب منو و متين؟ دا كلو كذب ساي ياخ ماف أي دليل على الحاجه دي احساسي ما بخيب ! قال لي يا بتي الناس دي ما بتتكلم ساي و بعدين القانون ما بالإحساس و النوايا يا بتي، القانون: أدله و اثباتات و كلو بالمنطق و الحقايق، قلت ليهو طيب البت المتهمونو بإنو اغتصبها منو هي ؟
قال لي ما عارف و الشرطه فضلت إنها تخفى أي معلومه عن البت دي، قلت ليهو عشان تعرفهم كذابين كيف! قال لي دا برضو من حقها اذا ما حابه زول يتعرف على هويتها و يمكن خوفاً من انو زول من أهل المتهم يتعرض ليها، ليان قالت ليهو طيب حالياً حنعمل شنو؟
اتنهد و قال لي ما عارف والله، ليان قال ليهو كيف ما عارف! محامي على شنو طيب؟ قال ليها طيب يا بتي ما أكذب عليك قضيه زي دي و بعد الأدله دي ماف خيار غير الكذب و النفاق و الرشاوي عشان ننفي الإثباتات دي كلها و دي حاجه صعبه جداً بالإضافه لإني محامي شريف و القضايا البكون فيها لبس و حساسه زي دي ما بقدر أمسكها بالإضافه لإنو القضيه واضحه و زولكم دا شكلو فعلاً اغتصب البت لأنو قالها لي عديل ايوه انا اغتصبتها و مستعد اتعاقب، انا و ليان بقينا نبكي بس، قلت ليهو أكيد ضغطو عليهو و يمكن هددوا بحاجه، رجاءً خليني اشوفو، قال لي بس.....قاطعتو و قلت ليهو عليك الله إن شاء الله مره واحده بس، متأكده لو اتكلمنا معاهو انا و اختو حيقول لينا الحقيقه، قال لي طيب، مشى اتكلم مع المفتش حتى سمح لينا ندخل، أول ما دخلناظظظ و شفتو زدت في البكى، كان ساكت و حالتو مبهدله شديد و كان مستسلم على الآخر، ليان جرت عليهو مسكت فيهو و بقت تبكي و تقول ليهو انت مستحيل تعمل كدا يا أحمد نحنا ما مصدقنهم و ما حيخلونا نصدق الحاجه دي و انت كمان ما تخليهم يقنعوك بحاجه انت ما عملتها، هددوك صح؟ طيب ضربوك؟ضربوك يا أحمد مشى لكن نحنا ما.....
_انا اغتصبتها
حصلت لحظات صمت مرعبه مع جملتو دي، مشيت عليهو و قلت ليهو اسمعني يا أحمد إياك تقول كدا و انت ما اغتصبت زول ، ما تستسلم نحنا و......قاطعني و قال لي ما تتعبكم نفسكم ساي انا غلطه ولازم اتعاقب على العملتو، قبل ما اقول كلمه الضابط جا و قال لينا خلاص أطلعوا، قلت ليهو متين دخلنا خلينا شويه، قال لي بنبره حاده كلامي واضح، عاينت لأحمد و قلت ليهو إياك إياك يا احمد تعترف بحاجه انت ما عملتها، قال لي بس انا عملتها ، قلت ليهو بضيق و زهج ياخ ما بتفهم انت؟ انت ما عملت حاجه انت ما اغتصبت أي بت، و قعدت أبكي لمن هم استغربوا من ردة فعلي خاصة هو، الضابط جا قال لي تطلعوا براكم ولا اتصرف؟ أحمد قال ليهو لا خليهم حيطلعوا براهم، عاين لـ ليان و قال ليها اطلعوا من هنا، طلعنا و نحنا لسه ما قادرين نوقف البكى ، و استمرت الأيام كدا و نحنا ما قادرين نعمل حاجه و ما لاقين أي شي يثبت انو بريء موقفو كان ضعيف شديد بعد ما هو اعترف ، و للآسف لحدي الآن ما عرفنا شي عن البت القالت هو اغتصبها ، بقينا كل يوم نمشي و نجي مره انا و أمي و ليان و أمها و مره انا و ليان و مرات الجيران بجوا معانا بس انا و ليان كنا ثابتين كل مره بنمشي ليهو و كل يوم بنفتش لـ محامي جديد و كلهم رفضوا يمسكوا القضيه في يوم قاعده مع ليان و الإتنين كنا ساكتين بعد مسافه قالت لي أحمد فعلاً اغتصبها، لفتها علي و قلت ليها جنيتي انتي؟ ما تقولي كدا عن أخوك متأكده انو في شي غلط أحمد مستحيل يعمل كدا، قالت لي خلينا نبطل نفاق يا مها، انتي ذاتك بينك و بين نفسك متأكده انو هو اغتصبها بس بتكذبي نفسك و بتغضي بصر و سمع عن كل شي شفتيهو و سمعتيهو، مها افهمي احمد سبب واحد يخليهو يعترف بحاجه زي دي ساي كدا ماف أخوي و انا بعرفو مستحيل يعترف بحاجه هو ما عملها و دامو قال كدا معناها هو فعلاً اغتصبها و رجع لـ عمايلو القديمه؟
قلت ليها عمايلو القديمه؟ قصدك شنو؟ اتنهدت و قالت لي أحمد دا قبل 3 ، 4 سنوات كان أسوأ من نفسو حالياً كل الصفات السيئه الفي الدنيا دي كانت فيهو، ما خلى شي سيء و قذر ما عملو كل شي كل شي يا مها، يعنى أي حاجه قذره و مقرفه من تعاطي المخدرات و لـ السكر و.....أحمد كان بعملها و عندو شقه كامله مخصصه للحاجه دي، ماف زول قريب مننا ما عارف بعمايلو، افتكرنا إنو و بعد السنوات دي خلى عمايلو القذره دي بس "الخلى عادتو قلت سعادتو "
كانت بتقول كدا و هي بتبكي و بتشهق، قلت ليها ليان انا متأكده انو أحمد ما عمل كدا، قالت لي ختي عينك في عيني و قولي كلامك دا! اقنعيني بس انو أحمد كذاب و انو المحاميين كلهم كذابين عشان كدا رفضوا يمسكوا القضيه دي و اقنعيني إنو الشرطه قبضتوا بالغلط و اقنعيني انو البت الإغتصبها قالت اسمو بالغلط ! سكته و بقيت أبكي، قالت لي شايفه؟ حتى انتي من جواك ما قادره تكذبي المنطق دا كلو، قلت ليها برضو ما حنخليهو يتسجن، قالت لي حنعمل كل البنقدر عليهو و الما بنقدر عليهو عشان نطلعوا، أمي عندها ولد عمها محامي كبير و معروف كان برا السودان و أول ما عرف قال حيجي بكرا، قلت ليها إن شاء الله يقدر يساعدو، سكتنا مسافه بعديها ليان قالت لي بتحبيهو؟
سؤالها خلعني و حيرني لدرجة إني عاينت وراي عشان اتأكد اذا بتتكلم معاي انا ولا لا، سؤالها كان مفاجئ، قلت ليها شنو؟
قالت لي بتحبي أحمد صح؟ ما تحاولي تدسي مني اصلاً باين عليك من ردود أفعالك و تصرفاتك، ما عرفت أقول ليها شنو، سؤالها خلاني انتبه على نفسي و اسألها انا ليه ببكي عليهو بالطريقه دي؟ ليه ما قادره اتحكم في نفسي و أعصابي؟ ليه بتحطم في كل مره يقول لينا فيها محامي ما بقدر أمسك قضيتكم دي؟ ليه ما بقدر إنوم بالليل و دايماً شاغله بالي بيهو و بـ الحيحصل ليهو بقى ماف شي في تفكيري غير أحمد ، قطع شرودي صوت الضابط و هو بقول لينا بضيق خشوا ليهو و دي آخره مره ما تملونا فقر ياخ، طبعاً قال كدا بعد ما نحنا زهجناهو و جطنا معاهو في الآخر قلنا ليهو ما حنمشي إلا نشوفوا و قعدنا قبلنا مسافه طويله و في الآخر سمح لينا ندخل، نادينا خالتو رقيه عشان تدخل معانا ليهو، قبل ما ندخل أخدت نفس عميق و اتمالكت أعصابي، دخلنا ليهو التلاته و انا عشان ما أفقد السيطره على نفسي وقفته وراهم، بقوا يبكوا و يتكلموا مع أحمد و هو لسه بقول انا اغتصبتها و ما ببستاهل إلا العقاب، بقيت أبكي من غير صوت عشان ما يسمعوني، طبعاً كنت قصادو عشان كدا رفع عينو و عاين لي، طوالي مسحت دموعي و طلعت بكرا خليتهم معاهو ، و عرفنا إنهم حينقلوهو لـمكان تاني، الضابط قال لينا لسه ما جبتوا ليكم محامي؟ أه على كل الأحوال القصه واضحه زي عين الشمس و لو علينا ما نمسكوا و نعاقبوا طوالي لكن القانون قانون ، في اليوم البعديهو المحامي قريب ناس ليان جا من برا السودان و أول ما وصل جانا في القسم و اتكلم مع أحمد و مع الضابط و برضو طلع من أحمد فاقد الأمل قال لينا ، دفاعي حيكون ضعيف لأنو اعترف و ما راضي يتراجع عن قرارو ، الوضع اتأزم و نحنا كل يوم بنحاول مع أحمد يوم ورا يوم لحدي ما بدوا جلسات المحاكمه و كل مره بتتأجل و لحدي اللحظه ما عرفنا البت دي منو ، حالتنا النفسيه كلنا تعبت شديد و نحنا حاسين نفسنا مكتفين و ما قادرين نعمل حاجه، بقيت اقضي يومي كلو بكى و ما بعرف ليلي من نهاري و ما بعرف طعم للأكل، كل مره بصلي فيها بدعي ليهو شديد و بدعي انو يطلع منها ما عارفه كيف بس ربنا قادر، اليوم و بكرا جلسة المحاكمه انا تعبت شديد و حسيت الزمن دا ماشي سريع كأنو خلاص دي نهاية العالم بس برضو كان جواي أمل انو حيطلع منها، في يوم جلسة الحكم بالنطق نحنا من الصباح متوترين و كل واحد فينا ببكي بإتجاه، وصلنا المحكمه بس ما دخلنا للقاعه وقفنا جنب الباب عشان نشوف أحمد قبل ما تبدا الجلسه و نقنعوا يتراجع عن الإعتراف، شويه كدا جوا الضباط و هم ماسكين أحمد ، أمو جرت عليهو مسكت فيهو و بقت بحرقه قالت ليهو الله يرضى عليك قول انت ما عملت كدا، اتكلم يا ولدي ما تضيع نفسك ساي و تحرق لي قلبي، ليان برضو مسكت فيهو و قعدت تبكي بعد مسافه قال لـ امو بس أعفي لي ، نزل راسو و دموعو جات نازله ، فجأه رمى نفسو في حضن أمو و قعد يبكي بإنكسار و هو بقول ليها اعفي لي يا أمي ، اعفي لي و سامحيني كل تصرف غلط و كلام جارح انا قلتو ليك، سامحيني و اعفي لي على العيشتك ليهو، أمو زادت في البكى و هي بتقول ليهو عافيه منك يا ولدي والله عافيه ليك دنيا و آخره، إتلفت على ليان و ضماها عليهو و قال ليها انتي كمان سامحين، فجأه اخوانو الصغار كلهم اتلموا حولينو و ضموهو و هم ببكوا كان بقول ليهم معليش ما كنت و ما بقيت ليكم الأخ الكبير و عمري ما اتعاملت معاكم زي ما الأخ بعامل أخوانو و.....ما قدر يكمل دموعو كانت بتعبر عن كل شي جواهو، منظرهم كان بقطع القلب و دي كانت من أصعب اللحظات في حياتي، كنت واقفه على جنب و ببكي، فجأه الضباط ساقوه و دخلوهو جوا و أمو تبكي بأعلى حسها و كلهم مشوا دخلوا وراهو إلا انا، بكيت مسافه بعدها مسحت دموعي و كنت ح أدخل بس لمحت رفقه و بت خالتها و معاهم راجل كدا جايين علي ، طبعاً رفقه انا كلمتها بالحاصل كلو و كانت من أوائل الناس الإتصلت عليهم عشان يساعدونا و يدلونا على محامي شاطر بس هي بعد ما حكيت ليها قفلت الخط في وشي و من اليوم داك لا إتصلت عليها تاني لا هي إتصلت علي ، اتذكرت الموقف الحصل في المستشفى داك و كيف رنا كانت زعلانه لما شافتنا سوا انا و أحمد قلت معناها جات تشوفو لأنها.....لمن وصلوني رفقه عاينت لي بنظره كدا ما قدرت أفسرها و اتجاوزتني ، و دخلوا القاعه بس الراجل ما دخل معاهم، وراهم طوالي انا دخلت، و مشيت قعدت جنب ناس ليان، قعدنا مسافه كدا بعديها القاضي جا، أحمد كان واقف في المكان البوقفوا فيهو المتهمين كنت سرحانه و بعاين ليهو و انا بالجلاله ماسكه دموعي، فجأه عاينت للناحيه التانيه عشان أشوف المدعيه منو؟ حسيت بصداع و انو الدنيا لافه بي و بقيت شايفه ضلام ضلام، وقفت على حيلي من الصدمه و انا بعاين لـ رنا و هي واقفه قصاد أحمد بس من الناحيه التانيه، بقيت مصدومه شديد و الأسئله بقت تضارب في راسي، قعدت في مكاني و انا لسه مخلوعه و بقول مستحيل، ليان مسحت دموعها و قال لي مالك؟ قلت ليها دي....دي نفسها رنا بت خالة رفقه الحكيت ليك عنها ...مستحيل لا مستحيل أحمد يعمل كدا في رنا، المحاكمه بدت و كل محامي بقى يأدي في دورو و من البدايه واضح انو موقفنا ضعيف، محامي رنا معاهو كل الأدله و حكى كل القصه بالتفصيل و جاب التقرير الطبي البثبت فعلاً إنها اتعرضت للإغتصاب، و أدله من الشقه بتاعة أحمد بتثبت إنو هو و رنا كانوا في غرفه وحده و سرير واحد و عملوا تحليل للحمض النووي دا و غيرو من الأدله بالإضافه للشهود القالوا شافوها و هي بتدخل الشقه و فيهم القالوا سمعوا أصوات صريخ و عشان هي شقه مشبوها ماف زول إدخل و فوق الأدله دي كلها إعتراف أحمد بالعملو و دا براهو كافي انو يحاكم بسببو، الجو بقى متوتر شديد و الناس قاعده على أعصابها و صوت البكى و التنهيدات هو الكان مسيطر، بعد جلسه محاكمه طويله و مغلقه القاضي قال: حسب الأدله و الإثباتات و الشهود و إعتراف المعتدي من غير أي ضغط أو مرض نفسي حكمة المحكمه على المتهم أحمد ميرغني محمد عثمان بالسجن 20 سنة
مع الجمله دي انا بقيت لا بسم لا بشوف و القاعه اتملت بالصراخ و كل زول ببكي على جهة
يتبع.....