مضت بضعة أيام بدت طويلة على الفتاتين اللتين أرسلتا سيرتهما الذاتية وكانتا بانتظار الرد، ولكن هناك سبب إضافي لتوتر جانا وهو رؤية هادي حيث كانا يتجنبان حتى النظر لبعضهما البعض وليس فقط الكلام في حين كانت نورهان تسعى جاهدة للتقرب منه أكثر.
في أحد الأيام بينما كانت الفتيات في طريقهن للجامعة رن هاتف لجين، فاستأذنت من البقية لترد على هاتفها بصوت خافت مما أثار فضول جانا التي اقتربت منها بعد انتهاء المكالمة وسألتها مع من كانت تتحدث
فردت لجين بتوتر: إنها مديرة الملجأ تريد رؤيتي الآن، لذا سأفوت بعض الصفوف.
جانا: ولكن ألا يمكنك الذهاب لاحقاً؟
أومأت لجين برأسها نافية وقالت: كلا، فهي تريدني لأمر هام ولم تخبرني ما هو. جانا لا داعي لتخبري أحداً إلى حيث أنا ذاهبة.
أومأت جانا برأسها موافقة وقالت: لا تقلقي لن أخبر أحداً، انتبهي لنفسك.
لجين: شكراً لك.
اتجهت لجين إلى محطة القطارات وركبت القطار المتوجه إلى إحدى البلدات القريبة، وبعد فترة من الوقت وصلت الميتم ووقفت أمام بوابته الخارجية تتأمل المكان بصمت، ثم دخلت تمشي بخطوات متثاقلة إلى أن وصلت مكتب المديرة. طرقت الباب ودخلت حيث استقبلتها المديرة بحرارة وردت عليها لجين بابتسامة عذبة وجلست أمامها، ثم سألتها عن سبب استدعائها لها بعد أن سألتها المديرة كيف تسير أمور دراستها وما إلى ذلك.
جلست المديرة خلف مكتبها وشبكت أصابعها أمامها على الطاولة وقالت: لقد طلبت حضورك لأتحدث معك في أمر هام.
ردت لجين بقلق: ما الأمر سيدتي؟ أخبريني من فضلك.
المديرة: والدتك تبحث عنك مجدداً وقد وصلت إلى هنا.
ردت لجين باندهاش: ماذا؟ ما الذي تريده مني هذه المرأة؟ ولماذا تبحث عني بعد كل هذه السنوات؟
أجابت المديرة بتلقائية محاولة تهدئتها: ربما تريد تعويضك عن السنوات الماضية.
ابتسمت لجين بحزن ونظرات غاضبة: لا شيء سيعوضني عن هجرها لي وأنا طفلة رضيعة، فأنا لن أسامحها مهما فعلت.
حاولت المديرة إقناعها وقالت بنبرة راجية: أظن أن عليك لقاءها لجين، حاولي سماعها لمرة واحدة، فربما تغيرين رأيك بها.
أشاحت لجين بوجهها وقالت بغضب: لا أريد، ولن أقابلها، ومن فضلك لا تعطيها أي معلومات عني. لقد بتُّ فتاة راشدة ويحق لي أن أقرر من أقابل وماذا أفعل.
حاولت المديرة أن تثير فضولها عبر إخبارها بهويتها وقالت: لجين، ألا ينتابك الفضول لمعرفة من تكون؟ إنها السيدة ...
فقاطعتها لجين بسرعة ودموعها على وجنتيها قائلة: من فضلك لا تكملي، لا أريد معرفتها ولا سماع اسمها.
أنت تقرأ
سر وقناع / Secret & Mask
Romansالجميع يرتدي قناعًا يخفي به سرًا ... معاناة ... ضعف ... ألم ... رغبة خلف كل قناع هدف يتوارى خلفه الكثير من الأسرار والتي سيأتي يومًا ما وتسقط ... ربما عندما لا يعود بحاجة لهذا القناع أو ربما يأتي شخص ويسقطه له رغمًا عنه ... 3 فتيات تجمعهن الدراسة...