حل المساء واستيقظت رنا بعد أن تم وضعها في غرفة العناية المكثفة. سمح الطبيب لكريم بالدخول لرؤيتها، فانسابت دموعها فور رؤيتها له ليهرع هو الآخر ممسكًا بيدها ويبتسم من بين دموعه قائلًا: ستكونين بخير ... سنتزوج ونعيش بسعادة ... لن نرتكب الذنوب بسبب عنادنا وغرورنا بعد الآن.
ردت رنا بصوت أرهقه الألم: لماذا لم تخبرني من قبل بأنك تحبني؟ لماذا فعلت كل هذا ولم تصارحني بمشاعرك من قبل؟
رد كريم قائلًا: لأنني أحمق ... سعيك المستمر لتظفري بحب أيهم جعلني غاضبًا وقلت لنفسي بأنكِ لن تأبهي لمشاعري وستجرحين قلبي من جديد من أجله ... لقد قبلت العمل مع أيهم بسببك ... لأرى إن كنتِ قد حققتِ هدفكِ بعد أن تخليتِ عني أم لا ... وأيضًا ... لأنني اشتقت إليكِ رغم أنني كنت أنكر هذا ... كنت أقنع نفسي بأنني نسيتك بل وأيضًا أكرهك ... لكن بلا فائدة.
وضعت رنا يدها على وجنته وقالت بحرقة: كل هذا الوقت كنت أبحث عن الحب الذي ظننت بأنني سأحصل عليه من أيهم ولم أرَ الحب الذي تكنه أنت لي ... يا لي من حمقاء! ... ما كنا لنفعل كل هذه الذنوب والأخطاء لو أننا لم نرتدي تلك الأقنعة أمام بعضنا البعض وأمام أنفسنا.
رد كريم بألم: أنتِ محقة ... ولكن ما زال بوسعنا أن نغير كل هذا ... بوسعنا أن نتوب ونغير حياتنا.
نظرت له رنا بألم وقالت: هل سيقبل توبتنا؟ ... لا أظن بأنني أملك الوقت لذلك ... أنا خائفة.
طرق أيهم الباب وقال: لقد وصل المأذون.
دخل أيهم وآدم ومعهما المأذون بعد استئذان الطبيب، فنظرت رنا لكريم وتساءلت قائلة: ما هذا؟
ابتسم كريم قائلًا: سنتزوج ... رنا ... هل تقبلين الزواج بي؟
أجهشت بالبكاء وأومأت له بالموافقة، ثم شرع المأذون بعقد القران ليكون أيهم وكيلًا لها وآدم والطبيب شاهدين. انتهوا سريعًا وخرج الجميع تاركين إياهم معًا بعد أن طلب الطبيب من كريم ألا يطيل البقاء لأنها متعبة.
اقترب منها كريم وطبع قبلة على جبينها وتساقطت دموعه على وجهها قائلًا: سامحيني ... سامحيني على كل شيء.
ردت رنا: أنت أيضًا سامحني وادعُ لي بالمغفرة ... أنا حقًا نادمة.
وضع كريم يده على وجنتها قائلًا: ستكونين بخير ... كوني قوية رنا ... لقد تزوجنا الآن وسنكفر عن أخطائنا معًا ... أعدكِ بذلك ... رنا ...
أغمضت رنا عينيها وعلا صوت الأجهزة الموصولة بها، فدب الذعر في قلبه وهو يرى الطبيب والممرضة يهرولان للداخل ويقومان بإبعاده عنها ليتمكنوا من إنعاشها بعد توقف قلبها. مضت اللحظات العصيبة ما بين الهلع والترقب، ولكن حان وقت المواجهة. توقف الطبيب بعد عدة محاولات وأعلن الوفاة، فاندفع نحوه كريم وأمسك بياقته قائلًا: لماذا توقفت؟ أكمل ما كنت تفعله ... رنا لم تمت ... افعل ذلك مجددًا ... هيا.
أنت تقرأ
سر وقناع / Secret & Mask
Romanceالجميع يرتدي قناعًا يخفي به سرًا ... معاناة ... ضعف ... ألم ... رغبة خلف كل قناع هدف يتوارى خلفه الكثير من الأسرار والتي سيأتي يومًا ما وتسقط ... ربما عندما لا يعود بحاجة لهذا القناع أو ربما يأتي شخص ويسقطه له رغمًا عنه ... 3 فتيات تجمعهن الدراسة...