الفصل 17

117 7 0
                                    

(لا تنسوا التصويت ... بحب أسمع رأيكم)

في ذلك الحين كانت لجين قد دخلت البيت وعرفت عن نفسها ملقية التحية، فنهض آدم واستقبلها وأخبرته بأنها أتت لمقابلة جانا لأمر هام وكانت تركز نظراتها على السيدتين الجالستين، فلاحظ آدم ذلك وعرفهما إليها. بدت لجين متوترة جداً وعندما أتت الخادمة لتقدم لها العصير سكبته على نفسها لأن يدها كانت ترتجف، فطلبت الذهاب للحمام وأرشدتها إليه والدة آدم. دخلت لجين للحمام وبدأت تبكي بشدة واضعة يدها على فمها لتمنع صوتها، ثم غسلت قميصها وخرجت فوجدت والدة آدم قادمة نحوها وعندما رأتها قالت: آه هذا لن ينفع، عليك تبديل ثيابك.

فقالت لجين: لا بأس، سأتدبر أمري حتى أعود للسكن.

فقالت والدة آدم: هذا لن ينفع فلا أظن بأنك تملكين الوقت للعودة وتبديل ملابسك فأنتن لديكن دوام في الشركة الآن، أليس كذلك؟

نظرت لجين لساعتها ولاذت بالصمت، فوضعت الأم يدها على كتف لجين وابتسمت قائلة تعالي معي، لا يمكنني أن أدع فتاة جميلة مثلك بثياب ملطخة هكذا.

أخذتها الأم لغرفتها ولجين بالكاد تمنع دموعها وهي تحدق بها. تقدمت الأم نحو بعض الأكياس الموجودة على منضدة صغيرة في زاوية الغرفة، فنظرت فيها، ثم اختارت أحدها وأخرجت فستاناً جميلاً وطلبت من لجين ارتداءه فشكرتها لجين ثم قالت بألم: لمن هذا الفستان؟ هل لديك ابنة... سيدتي؟

فالتفتت لها قائلة: إنه لفتاة جميلة أنتظر أن أقابلها، ولكن بات بإمكانك الحصول عليه كهدية.

شكرتها لجين ودخلت إلى غرفة تبديل الملابس وكانت تبكي بصمت أثناء ارتدائها للفستان، ثم مسحت دموعها وخرجت حيث كانت الأم بانتظارها وابتسمت عند رؤيتها قائلة: آه تبدين جميلة جداً، والدتك محظوظة بحصولها على فتاة جميلة وذكية مثلك.

فقالت لجين بجمود: ليس لدي أم، لقد تخلت عني بعد ولادتي ووضعتني في ميتم دون أن تأبه لما سيحدث لي.

بدأت لجين تبكي وتتحدث بغضب وأكملت قائلة: عانيت في الميتم كثيراً ولا زالت آثار تلك الأمور السيئة تؤثر علي حتى اليوم. قاسيت كل آلام الحياة والبعد والحرمان وحدي لتعود بعد كل هذه السنوات وتسأل عني لتراني دون أدنى خجل. تخلت عني وتزوجت من عائلة ثرية لتنجب ابناً تحبه وتعتني به متجاهلة أمري وبعد كل هذا تعود للبحث عني.

انهمرت دموع الأم وحاولت الاقتراب منها قائلة: هل هذه أنت؟

وقبل أن تلمس الأم لجين بيدها نفضت لجين يدها بقوة، وأسرعت بالخروج من البيت متجاهلة نداء جانا وهادي اللذين كانا بانتظارها عندما عرفا بقدومها.

بقيت لجين تمشي والدموع على وجنتيها، ثم ذهبت للشركة وهناك رآها أيهم ترتدي الفستان، فبدأ يحدق بها مبتسماً، ولكنه لاحظ بعد لحظات انزعاجها وعينيها اللتين اجتاحهما الاحمرار بسبب البكاء، فاقترب منها وحاول التحدث معها، ولكنها لم تتح له المجال ولم تنظر إليه حتى. بعد قليل وصل جانا وهادي وآدم للشركة وحاولت جانا التحدث معها دون فائدة، فقد ركزت لجين بعملها متجاهلة الحديث مع أي أحد.

سر وقناع / Secret & Maskحيث تعيش القصص. اكتشف الآن