الفصل 26

118 6 0
                                    

مضت أيام أخرى وقرر الجد دعوة الجميع للعشاء بمحاولة منه للتقريب بينه وبينهم بعد كشف ما فعله في حياته وخاصة أيهم ولجين، فذهبوا جميعاً للعشاء وهناك اعتذر لهم على ما سببه لهم من معاناة في الأيام الماضية وبقي أيهم ولجين صامتين، فقال الجد بألم: أعلم بأن لجين لم تسامحني بعد، ولكن ماذا عنك أيهم؟

ابتسم أيهم بألم وقال: جدي أنا لم أشكك للحظة بحبك لي أو بدافعك لمساعدتي، ولكن ما أثار دهشتي هو أن شخصاً مثلك تصرف بهذا الشكل مع حفيدته. خاصة بأنني أعرف همس جيداً وأعرف ما عانته في حياتها ولا زالت تعاني حتى اليوم. لقد كان وقع الحقيقة قاسٍ وصادم بالنسبة لي، لذا لا يمكنني تخيل شعورها هي.

كانت لجين تنظر أمامها بصمت وشرود عندما أمسك أيهم بيدها يبث فيها دعمه ومساندته لها، ثم قال: رغم كل هذا فأنا أتيت اليوم لأطلب يد لجين منك يا جدي، وبالنسبة لما تحمله القلوب من عتاب وحزن، فدعه للأيام من فضلك.

ابتسم الجد بحزن وقال: يسعدني أن تكون زوج حفيدتي يا بني وأنت تعلم مقدار محبتي لك. لا بأس، خذا وقتكما، ولكن لا تطيلا على كثيراً فلا أدري كم بقي لي في الحياة.

نظر الجميع إليه وطلبوا منه عدم قول كلمات كهذه، فابتسم الجد وهدأهم ثم قال: أيهم لم أكن أعرف بأنك تحب لجين لهذه الدرجة؟

نظر كلاهما لبعضهما البعض وابتسما بخجل فأكمل الجد قائلاً: هذا يعني بأن في العائلة سيكون هناك حفلي زفاف مع أنني كنت أرجو أن يكون هناك ثالث، ولكن ما باليد حيلة.

نظر الجد لآدم الذي نظر له وقال بتذمر: جدي، هل عدنا لنفس الموضوع؟ اطمئن لم أعد أكره الفتيات كالسابق، ولكنني لا أفكر بالزواج لنقل حالياً، اتفقنا.

هز الجد رأسه بيأس وقال: لن أناقشك فأنت ميؤوس منك.

ضحك الجميع، ثم طلب الجد منهم قراءة الفاتحة على نية التوفيق لهذين العاشقين وحدد موعد عقد القران بعد إصرار أيهم على جعله في عطلة نهاية الأسبوع.

سأل أيهم عما سيفعلونه بشأن سيلين ومشروعهم مع شركتها بما أنه مشروع ضخم فقال الجد: في الحقيقة شركتهم تود الدخول معنا كشريك بعد أن عرفوا بأننا نريد الحصول على شريك، ولكننا اقترحنا الأمر لأن آدم يريد مساعدة الفتاة وبما أنها رفضت فأظن بأننا سنبدأ فيه بمفردنا خاصة بما أنك اقتربت من إنهاء المشروع السابق.

فقال آدم: كلا يا جدي، انتظر فأنا لا زلت أحاول إقناعها. إنها عنيدة بطريقة مزعجة.

فقال الجد متهكماً: أجل، عنيدة مثل شخص أعرفه.

انفجروا ضاحكين مجدداً فقال آدم متذمراً: جدي، لست مثلها، إنها عنيدة بطريقة طفولية وسخيفة بلا معنى.

نظر له الجد بلامبالاة، ثم وجه نظره نحو أيهم وقال: متى ستنهي آخر مرحلة لك في المشروع؟

سر وقناع / Secret & Maskحيث تعيش القصص. اكتشف الآن