الفصل 4

190 8 0
                                    

في صباح اليوم التالي في بيت آدم كان الجميع حول مائدة الفطور فقال الجد بجدية: آدم، هل فكرت بأمر الزواج؟

أجاب آدم ببرود دون النظر لجده: هذا ليس أمراً أحتاج للتفكير فيه، فالجميع يعرف رأيي في هذا الأمر.

رد الجد بغضب: يا لك من أبله! هل ستمضي عمرك وحيداً؟ ألن تدع فتاة تدخل قلبك؟!

رد آدم ببرود: لا أجد فتاة تستحق دخول قلبي.

حاول الجد أن يهدأ، ثم قال: هناك الكثير من الفتيات الجيدات والمحترمات، فلم لا تعطي فرصة لنفسك وتتعرف إلى الفتاة التي اخترتها لك عن قرب؟

أجاب آدم بتهكم: أتعرف إليها عن قرب؟ هل تظن أنني إن جلست معها وتحدثت معها سأعرفها؟ اطمئن فهي لن تدعني أعرف عنها غير ما تريده هي لأنها سترتدي قناعاً أمامي يخفي مدى بشاعتها.

رد هادي: ولكن هناك فتيات بسيطات وواضحات وصادقات.

ابتسم آدم بتهكم وقال: آه هل تقصد الساذجات؟ لا أحب الساذجات والغبيات، ولا أحب المخادعات، ولا أحب الكاذبات، ولا أحب الطامعات، أظن بأنني قد عددت كل أصناف الفتيات، أليس كذلك؟

قال الجد بأسى: هذا غير صحيح، لم لا تفهم يا آدم؟ هناك فتيات صادقات ومخلصات ولن يطمعن بثروتك.

ابتسم آدم باستهزاء وقال: حقاً، إذاً هل تقصد بأنني إن كنت فقيراً فسأجد فتاة من أولئك اللواتي اخترتهن تعجب بي وتخلص لي وتقبل بالزواج مني؟ يمكنني أن أراهنك بأنها لن تنظر لي حتى، هذا عدا أن عائلتها لن تقبل سوى بثري، فكل شيء قائم على المصلحة والمال حتى العلاقات والمشاعر. كل شيء زائف حتى الابتسامات يا جدي، وأولئك الذين ترى أن بناتهن مناسبات لي أؤكد لك إن تعرضت ثروتك لخطر الإفلاس سيكونون أول من يديرون ظهورهم لك، لذا لا تثق بأحد يا جدي.

رد الجد بغضب: أيها الوغد! لهذا أريدكما أن تتزوجا وتكون لكما علاقات قوية تدعمكما في المستقبل، وتتحملا مسؤولية الشركة وبقية الأعمال، فالجميع باتوا يضعون أعينهم على منصبي للاستيلاء على الشركة وأنتما تلهوان وتمرحان في الجوار دون تفكير. أريدكما أن تتزوجا وتتحملا المسؤولية بدلاً مني، وتنجبان لي الكثير من الأحفاد كي يرثوا كل هذه الثروة التي أفنيت عمري في جمعها.

ازدرد هادي ريقه عندما سمع بأمر الزواج وقال: ولكن يا جدي أنت تعلم بأنني أكمل دراستي حتى أعمل في الشركة لاحقاً وفقاً لرغبتك أم أن هذا غير كاف أيضاً؟!

رد الجد بحنق: أنا لم أقل ذلك، ولكن الدراسة وحدها لا تكفي، فهذا العمل فيه تقلبات و مخاطر كثيرة يمكنك أن تخسر كل شيء في ليلة وضحاها حينها لن يبقى معك سوى الشريك الحقيقي وهو زوجتك.

ابتسم آدم بسخرية: إن أفلست فهي أول من سيتركني ويطعنني في ظهري، لذا سأريح نفسي ولن أتزوج.

سر وقناع / Secret & Maskحيث تعيش القصص. اكتشف الآن